مجاهدون
02-15-2010, 10:54 PM
الكويت والسعودية: قهوة صباحية على 'محماس' سعودي
د. مضاوي الرشيد - القدس العربي
15/02/2010
http://cdhrap.net/defaa/_upl/pix/mid/0905111614451242047685.jpg
ان يتجرع الانسان قهوة صباحية طبخت على محماس سعودي اسود ليس بالغريب في عصر الهيمنة السعودية على دول الخليج ومنها الكويت صاحبة الديمقراطية الناشئة. بدأت قصة القهوة الصباحية عندما تقدمت جمعيتان مدنيتان كويتيتان لنا بدعوة للمشاركة في مؤتمر مغلق وأخرى لتقديم محاضرة تنظمها جمعية المرأة للتنمية. وبعد تردد من طرفنا قبلنا الدعوة شرط ان ترافقها تأشيرة دخول الى الكويت وبطاقة دعوة رسمية من احدى الجمعيات. وبالفعل وصلت تأشيرة رقم 112032184 لنشد الرحال الى بلد لم نزره من قبل.
وتم الاعلان عن محاضرة سنلقيها تحت عنوان 'الاصلاح السياسي المعلق في الوطن العربي' وما هي الا ساعات معدودة حتى استفقنا على خبر سحب التأشيرة والذي جاء عن طريق البريد الالكتروني ليزف لنا الاعتذار لان اجهزة الامن الكويتية قد تراجعت عن تأشيرتها ولم تعط اي سبب سوى علاقات السعودية بالكويت وخوف الاخيرة من غضب الشقيقة الكبرى. وكأن الكويت هي المنطقة الخامسة عشرة (وليس التاسعة عشرة) في التصنيف الاداري السعودي. ضحكنا ونحن نرتشف هذه القهوة الصباحية ولكننا حزنا على صفعة آل صباح لمجتمعهم المدني وفعالياته التي نفتخر بانجازها ونضالها الطويل ونعتبره مثالا حيا لحراك اجتماعي قديم سبق عصر النفط وتبعاته.
ضحكنا على التاريخ وتقلباته واستعرضنا كيف احتضن الكويت التيه السعودي بعد ترحاله في صحارى الربع الخالي حيث جاءهم هذا التيه يبحث عن ملاذ من تقلب السياسة في داخل نجد حينها فقوبل بحسن الضيافة بالاضافة الى بطاقة تعارف مع السير بيرسي كوكس ومعاش شهري استمر لعدة اعوام، ومن ثم تغير الحال وانقلب الوضع واذا بالتائه يعود ليهدد الحدود ويغزو المدينة ومن ثم تم بناء سورها لصد هجمات مرتقبة حينها. ولم ينته شريط التاريخ عند هذا بل هي سلسلة طويلة كان آخرها التيه الكويتي الذي هاجر الى المصيف الحجازي زعم البعض انه ملاذ آمن لاستعادة وطن فتم تسديد دين مطلع القرن العشرين عام 1991 ولكن ذلك لم يردع الشقيقة الكبرى لان تختطف التجربة الديمقراطية الكويتية وما الغاء زيارتنا للكويت الا دليل قاطع على تبعية لم تستطع الكويت ان تتملص منها.
لقد اصبح الخطر السعودي على دول الخليج متمثلا في تبعية وهيمنة واضحة وصريحة. وقد فقدت الكويت كما فقدت جارتها البحرينية والدول الاخرى في المنطقة قرارها المستقل. ومن مصلحة السعودية ان تخنق التجربة الديمقراطية الكويتية قبل ان تكتمل وهي تسعد بكل ازمة بين الحكومة والبرلمان الكويتي لتعطي شعبها وشعوب المنطقة دروسا في فشل التجارب الديمقراطية وان استطاعت ان تلغي محاضرة وتقمع حرية الرأي والتجمع والتنظيم في مجتمع كالمجتمع الكويتي فتكون قد اثبتت سيطرتها ليس فقط على مجتمعها الضعيف بل على اقوى المجتمعات الخليجية قدرة على التنظيم واقدمها في الحراك السياسي.
لقد احكم الاخطبوط السعودي قبضته على الكويت وغيرها رغم ان هذا البلد قوي اقتصاديا واجتماعيا وله باع طويل في الممارسة السياسية. وتستغل السعودية اليوم الخطر الايراني لتخيف به دول الخليج الصغيرة حيث تصبح السعودية سند ظهرهم.
ولكنهم يعلمون انهم والسعودية معا لن يستطيعوا ان يقفوا في وجه حرب مع ايران وان وجدوا انفسهم بين فكي كماشة الا ان القرار المستقل والسيادة على ارضهم هما وحدهما ما يكفلان الانزلاق في مخاطر المواقف السعودية.
ان قوة اي نظام تكمن في قاعدته الشعبية ومؤسساته المستقلة وليس بالارتماء في احضان نظام يهترئ داخليا بسبب تعدد رؤوسه وتطاحن اجهزته مما عطل مشاريع كثيرة وجعل من هذا النظام اضحوكة العالم العربي والاسلامي.
سيعلم المجتمع الكويتي بكافة اطيافه وتياراته مدى ارتماء نظامهم في احضان الشقيقة الكبرى ومدى تهديد هذا الارتماء على منجزاتهم وحقوقهم التي اتت كنتيجة تراكمية لحراكهم السياسي ونضالهم وضغطهم المستمر على قيادة لو قدر لها ان تقمعهم لما قصرت تماما كما تفعل الشقيقة مع شعبها. ستسجل فعاليات المجتمع المدني الكويتي في ذاكرة جمعياته مدى تكالب وتكاتف قوى الشر على انجازها والذي تأمل السعودية ان يدفن كي لا تنفتح عليهم ابواب قد يصعب اغلاقها.
وكلما انهارت تجربة ديمقراطية ناشئة في العالم العربي سترقص السعودية فرحا وكلما تقلصت مساحات الحرية والحقوق سيتحول النشاز السعودي الحالي الى واقع طبيعي في محيط تدهورت فيه الحريات حسب تقارير عربية وعالمية. ستظل السعودية تراقب ديمقراطية الكويت الناشئة وترتجف خوفا من تداعياتها في المحيط الخليجي القريب.
لقد وفرت علينا عملية الغاء تأشيرة الدخول جهدا كبيرا لم نكن ولن نكن يوما ما اهلا له. اذ ان قلمنا يأبى ان يؤجر او يستثمر او يقطع حبره على مذبحة الرقيب فهو حبر لا يدعو للارهاب او التفرقة الطائفية او يتعدى على الذات الالهية حتى يمنع من دخول الكويت كما حصل في حالات سابقة. وحبرنا لا يشخصن الموضوعات ولا يطعن في المقدسات بل هو حبر يرفض التبعية والعبودية ويطمح لمستقبل افضل. وهذا ما يخيف السعودية وجارتها.
يبقى النظام السعودي رهينا لهواجسه ومخاوفه من الفكر الحر الذي لم يستطع ان يستقطبه او يشتريه ففي عصر العولمة من الصعب خنق الفكر والكلمة. وقد ينتصر النظام السعودي على الارهاب ولكنه لن يستطيع الانتصار على الفكر. ومن الطبيعي ان يجاهد في سبيل اخماده فيمنع الكتب والمقالات ويحجب الوجه لكنه لن ينجح في الحجر على شعبه وقدرته على التواصل والاتصال. ومهما ضغط على الكويت الا ان ارادة اهله ستنتصر وسيسطرون مواقفهم ويحققون احلامهم في اطار دولة مستقلة ذات سيادة على ارضها لا تأتمر بأوامر الرياض.
ستدفع الكويت وديمقراطيتها الناشئة ثمنا باهظا نتيجة الخطر السعودي وستظل رهينة الارادة السعودية لان هذه الارادة ترفض ان يقوى المجتمع المدني ويصبح سلطة قادرة على وقف تجاوز السلطة وانتهاكاتها وتبذيرها وسريتها وفسادها. وان كان البرلمان الكويتي قد وقف في الماضي في وجه التعديات وعمليات التحجيم والاستقطاب فهذا شرف له وعلم نرفعه في وجه مجالسنا المعينة. وسيظل مصدر الهام للكثيرين في المنطقة ورغم ان مسيرته قد تبدو صعبة وعسيرة الا انه قد بدأ المشوار في حين ظلت عيون المنطقة تدمع على وضعها المزري وتخلفها عن مسيرة الشعوب المجاورة. وسيكثر المتربصون بهذه التجربة الفريدة في محيطها وسيقوضونها عند اقرب فرصة لانها تعريهم وتعري خطابهم الذي يزعم ان ديننا وثقافتنا يتعارضان مع ابسط الحقوق واهمها حق المجتمع في صياغة قراره ومشاركته السياسية واحترام حقوقه الفردية والمدنية.
سيعلم احرار الكويت ان تجربتهم مستهدفة ليس فقط في الداخل وانما من قبل الشقيقة الكبرى والتي تصب مصلحتها في اجهاض تجربتهم والتركيز على سلبياتها وزلاتها لانها تخاف التجربة وتخشى من تفشيها وتبنيها كمطلب شرعي في الداخل السعودي. نحمد الله اننا لم نأت لنتجرع القهوة الصباحية بل هي اتت الينا ولم نشد الرحال تزلفا او تملقا او طمعا في منصب او ملجأ او استنهاضا لطائفة او قبيلة. وانما لو قدر لنا ان نزور هذا البلد لاتينا ببضع وريقات وحبر حر وهذا ما اخاف وأرعب من تعاون على الاثم والعدوان وآثر الخنوع والرضوخ لمشيئة نظام لم يبق منه سوى البهرجة الاعلامية وعمليات التضليل القائمة على قدم وساق في قاعات الحوار وصنع القرار. لقد لوث المحماس السعودي القهوة الصباحية والخاسر الاكبر هو احرار الكويت فتحية لهم ولنضالهم.
' كاتبة واكاديمية من الجزيرة العربية
د. مضاوي الرشيد - القدس العربي
15/02/2010
http://cdhrap.net/defaa/_upl/pix/mid/0905111614451242047685.jpg
ان يتجرع الانسان قهوة صباحية طبخت على محماس سعودي اسود ليس بالغريب في عصر الهيمنة السعودية على دول الخليج ومنها الكويت صاحبة الديمقراطية الناشئة. بدأت قصة القهوة الصباحية عندما تقدمت جمعيتان مدنيتان كويتيتان لنا بدعوة للمشاركة في مؤتمر مغلق وأخرى لتقديم محاضرة تنظمها جمعية المرأة للتنمية. وبعد تردد من طرفنا قبلنا الدعوة شرط ان ترافقها تأشيرة دخول الى الكويت وبطاقة دعوة رسمية من احدى الجمعيات. وبالفعل وصلت تأشيرة رقم 112032184 لنشد الرحال الى بلد لم نزره من قبل.
وتم الاعلان عن محاضرة سنلقيها تحت عنوان 'الاصلاح السياسي المعلق في الوطن العربي' وما هي الا ساعات معدودة حتى استفقنا على خبر سحب التأشيرة والذي جاء عن طريق البريد الالكتروني ليزف لنا الاعتذار لان اجهزة الامن الكويتية قد تراجعت عن تأشيرتها ولم تعط اي سبب سوى علاقات السعودية بالكويت وخوف الاخيرة من غضب الشقيقة الكبرى. وكأن الكويت هي المنطقة الخامسة عشرة (وليس التاسعة عشرة) في التصنيف الاداري السعودي. ضحكنا ونحن نرتشف هذه القهوة الصباحية ولكننا حزنا على صفعة آل صباح لمجتمعهم المدني وفعالياته التي نفتخر بانجازها ونضالها الطويل ونعتبره مثالا حيا لحراك اجتماعي قديم سبق عصر النفط وتبعاته.
ضحكنا على التاريخ وتقلباته واستعرضنا كيف احتضن الكويت التيه السعودي بعد ترحاله في صحارى الربع الخالي حيث جاءهم هذا التيه يبحث عن ملاذ من تقلب السياسة في داخل نجد حينها فقوبل بحسن الضيافة بالاضافة الى بطاقة تعارف مع السير بيرسي كوكس ومعاش شهري استمر لعدة اعوام، ومن ثم تغير الحال وانقلب الوضع واذا بالتائه يعود ليهدد الحدود ويغزو المدينة ومن ثم تم بناء سورها لصد هجمات مرتقبة حينها. ولم ينته شريط التاريخ عند هذا بل هي سلسلة طويلة كان آخرها التيه الكويتي الذي هاجر الى المصيف الحجازي زعم البعض انه ملاذ آمن لاستعادة وطن فتم تسديد دين مطلع القرن العشرين عام 1991 ولكن ذلك لم يردع الشقيقة الكبرى لان تختطف التجربة الديمقراطية الكويتية وما الغاء زيارتنا للكويت الا دليل قاطع على تبعية لم تستطع الكويت ان تتملص منها.
لقد اصبح الخطر السعودي على دول الخليج متمثلا في تبعية وهيمنة واضحة وصريحة. وقد فقدت الكويت كما فقدت جارتها البحرينية والدول الاخرى في المنطقة قرارها المستقل. ومن مصلحة السعودية ان تخنق التجربة الديمقراطية الكويتية قبل ان تكتمل وهي تسعد بكل ازمة بين الحكومة والبرلمان الكويتي لتعطي شعبها وشعوب المنطقة دروسا في فشل التجارب الديمقراطية وان استطاعت ان تلغي محاضرة وتقمع حرية الرأي والتجمع والتنظيم في مجتمع كالمجتمع الكويتي فتكون قد اثبتت سيطرتها ليس فقط على مجتمعها الضعيف بل على اقوى المجتمعات الخليجية قدرة على التنظيم واقدمها في الحراك السياسي.
لقد احكم الاخطبوط السعودي قبضته على الكويت وغيرها رغم ان هذا البلد قوي اقتصاديا واجتماعيا وله باع طويل في الممارسة السياسية. وتستغل السعودية اليوم الخطر الايراني لتخيف به دول الخليج الصغيرة حيث تصبح السعودية سند ظهرهم.
ولكنهم يعلمون انهم والسعودية معا لن يستطيعوا ان يقفوا في وجه حرب مع ايران وان وجدوا انفسهم بين فكي كماشة الا ان القرار المستقل والسيادة على ارضهم هما وحدهما ما يكفلان الانزلاق في مخاطر المواقف السعودية.
ان قوة اي نظام تكمن في قاعدته الشعبية ومؤسساته المستقلة وليس بالارتماء في احضان نظام يهترئ داخليا بسبب تعدد رؤوسه وتطاحن اجهزته مما عطل مشاريع كثيرة وجعل من هذا النظام اضحوكة العالم العربي والاسلامي.
سيعلم المجتمع الكويتي بكافة اطيافه وتياراته مدى ارتماء نظامهم في احضان الشقيقة الكبرى ومدى تهديد هذا الارتماء على منجزاتهم وحقوقهم التي اتت كنتيجة تراكمية لحراكهم السياسي ونضالهم وضغطهم المستمر على قيادة لو قدر لها ان تقمعهم لما قصرت تماما كما تفعل الشقيقة مع شعبها. ستسجل فعاليات المجتمع المدني الكويتي في ذاكرة جمعياته مدى تكالب وتكاتف قوى الشر على انجازها والذي تأمل السعودية ان يدفن كي لا تنفتح عليهم ابواب قد يصعب اغلاقها.
وكلما انهارت تجربة ديمقراطية ناشئة في العالم العربي سترقص السعودية فرحا وكلما تقلصت مساحات الحرية والحقوق سيتحول النشاز السعودي الحالي الى واقع طبيعي في محيط تدهورت فيه الحريات حسب تقارير عربية وعالمية. ستظل السعودية تراقب ديمقراطية الكويت الناشئة وترتجف خوفا من تداعياتها في المحيط الخليجي القريب.
لقد وفرت علينا عملية الغاء تأشيرة الدخول جهدا كبيرا لم نكن ولن نكن يوما ما اهلا له. اذ ان قلمنا يأبى ان يؤجر او يستثمر او يقطع حبره على مذبحة الرقيب فهو حبر لا يدعو للارهاب او التفرقة الطائفية او يتعدى على الذات الالهية حتى يمنع من دخول الكويت كما حصل في حالات سابقة. وحبرنا لا يشخصن الموضوعات ولا يطعن في المقدسات بل هو حبر يرفض التبعية والعبودية ويطمح لمستقبل افضل. وهذا ما يخيف السعودية وجارتها.
يبقى النظام السعودي رهينا لهواجسه ومخاوفه من الفكر الحر الذي لم يستطع ان يستقطبه او يشتريه ففي عصر العولمة من الصعب خنق الفكر والكلمة. وقد ينتصر النظام السعودي على الارهاب ولكنه لن يستطيع الانتصار على الفكر. ومن الطبيعي ان يجاهد في سبيل اخماده فيمنع الكتب والمقالات ويحجب الوجه لكنه لن ينجح في الحجر على شعبه وقدرته على التواصل والاتصال. ومهما ضغط على الكويت الا ان ارادة اهله ستنتصر وسيسطرون مواقفهم ويحققون احلامهم في اطار دولة مستقلة ذات سيادة على ارضها لا تأتمر بأوامر الرياض.
ستدفع الكويت وديمقراطيتها الناشئة ثمنا باهظا نتيجة الخطر السعودي وستظل رهينة الارادة السعودية لان هذه الارادة ترفض ان يقوى المجتمع المدني ويصبح سلطة قادرة على وقف تجاوز السلطة وانتهاكاتها وتبذيرها وسريتها وفسادها. وان كان البرلمان الكويتي قد وقف في الماضي في وجه التعديات وعمليات التحجيم والاستقطاب فهذا شرف له وعلم نرفعه في وجه مجالسنا المعينة. وسيظل مصدر الهام للكثيرين في المنطقة ورغم ان مسيرته قد تبدو صعبة وعسيرة الا انه قد بدأ المشوار في حين ظلت عيون المنطقة تدمع على وضعها المزري وتخلفها عن مسيرة الشعوب المجاورة. وسيكثر المتربصون بهذه التجربة الفريدة في محيطها وسيقوضونها عند اقرب فرصة لانها تعريهم وتعري خطابهم الذي يزعم ان ديننا وثقافتنا يتعارضان مع ابسط الحقوق واهمها حق المجتمع في صياغة قراره ومشاركته السياسية واحترام حقوقه الفردية والمدنية.
سيعلم احرار الكويت ان تجربتهم مستهدفة ليس فقط في الداخل وانما من قبل الشقيقة الكبرى والتي تصب مصلحتها في اجهاض تجربتهم والتركيز على سلبياتها وزلاتها لانها تخاف التجربة وتخشى من تفشيها وتبنيها كمطلب شرعي في الداخل السعودي. نحمد الله اننا لم نأت لنتجرع القهوة الصباحية بل هي اتت الينا ولم نشد الرحال تزلفا او تملقا او طمعا في منصب او ملجأ او استنهاضا لطائفة او قبيلة. وانما لو قدر لنا ان نزور هذا البلد لاتينا ببضع وريقات وحبر حر وهذا ما اخاف وأرعب من تعاون على الاثم والعدوان وآثر الخنوع والرضوخ لمشيئة نظام لم يبق منه سوى البهرجة الاعلامية وعمليات التضليل القائمة على قدم وساق في قاعات الحوار وصنع القرار. لقد لوث المحماس السعودي القهوة الصباحية والخاسر الاكبر هو احرار الكويت فتحية لهم ولنضالهم.
' كاتبة واكاديمية من الجزيرة العربية