المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة هروب المتنبي ورحلته من الفسطاط إلى الكوفة في كتاب



فاطمي
02-14-2010, 07:12 AM
13 فبراير 2010


http://www.zoomkw.com/zoom/UploadZoom/Article%20Pictures/2010/2/13/19-2-2007.jpg_thumb2.jpg


اصدر المؤرخ فرحان عبدالله احمد الفرحان الطبعة الثانية من كتاب »قصة هروب المتنبي ورحلته من الفسطاط الى الكوفة« المؤلف يقدم تجديداً في طبعة الكتاب الثانية وبعض المعلومات التي اضافها للكتاب منها موسوعة اسماء الاماكن في المملكة العربية السعودية وخرائطها التي ظهرت أخيراً اضافة الى كتاب يفسر شرح ابن جنى الكبير على ديوان المتنبي.

يقول المؤلف: عندما رجعت الى الكويت من بلاد الشام في فصل الصيف مررت بالطريق نفسه التي مر بها المتنبي وقد سجلتها صوراً من اول الحدود السعودية طبعاً بالسيارة, اما المتنبي على الرواحل.

ويشير المؤلف في مقدمة الطبعة الثانية الى وجود مجموعة من القصائد التي انشأها المتنبي بعد رجوعه الى الكوفة وهنأت نفسه واستراح مثل قصيدة »أفيقا خمارا لهم نقضي الخمرا« وهذه القصيدة التي لم تكن تعرف لولا المرحوم الشيخ عبدالعزيز الميمني الذي اخرجها الى عالم الوجود, ويقول المؤلف: ان المتنبي له حق على الامة في العالم العربي لأنه كان لسانها والمدافع الاول في هذا المجال عن لغتها لهذا كانت مساهمتنا في اخراج هذا الكتاب وبطبعته الثانية هي بطاقة واذن دخول لهذا النادي, نادي المتنبي الذي انتسب له الكبار قبل الصغار.

ويتناول الكتاب قصة هروب المتنبي ورحلته من الفسطاط في مصر الى الكوفة في العراق مجتازاً البوادي والفيافي في رحلة محفوفة بالمخاطر استغرقت ثلاثة اشهر, واختار المتنبي طريقا خاصاً يجنبه رجال كافور الذي راحوا يلاحقونه فسار من الفسطاط عام 350ه¯ 961م نحو شمال خليج السويس تاركاً الطرق الرئيسية نحو ساحل البحر الابيض المتوسط الى فلسطين, ومكث المتنبي بعض الوقت في هضبة الحسمى بعض الوقت ليشد الرحال جنوبا ثم ينعطف شرقا الى دومة الجندل, ويثابر المسير حتى يبلغ الكوفة في ربيع الاول عام 351ه¯ مارس 962م حيث النفوذ

البويهي المفروض على الخلافة العباسية, مع العلم ان طريق دومة الجندل - العراق هو الطريق المعاكسة للمحور الذي يعتقد بأن خالد بن الوليد قد سلكه في مسيرته من العراق الى بلاد الشام وذلك بمساعدة دليله الماهر رافع بن عمر على الجمال ابان حملته لتعزيز القوات العربية الاسلامية في مواجهة الروم البيزنطيين عام 15ه¯ 636م, ولابد من الاشارة ايضا الى محور سير دخل التاريخ من اوسع ابوابه, الا وهو الطريق التي سلكها الملك عبدالعزيز آل سعود في العصر الحديث, عندما عبر الصحراء تحت ستار القافلة التجارية من الكويت الى الرياض عاصمة اجداده ليستعيد امارة اسرته ومجد آبائه, من آل الرشيد بعد ان انحسرت سلطة السعوديين بعشر سنوات,

وذلك بمساعدة آل الصباح. فتسلل تاركا الطريق الذي تسلكه القوافل عبر مدينة الجهرة وحفر الباطن الى نجد متجنبا المناطق المأهولة ما جعله في منأى عن عيون آل الرشيد, كما انه لم يتبع الطريق الساحلية من الكويت الى الاحساء تجنبا للقوافل وعيون الاتراك العثمانيين, فعبر من الكويت حتى »القرعة الدو« التي لاماء فيها متوجهاً الى صحراء الربع الخالي حتى »يبرين« في الجنوب جاعلاً الرياض على يمينه, ووصل مع بعض اصحابه ليلة 15 كانون الثاني - يناير 1902م الى الرياض عرين ملكه, ما جعل عيد الفطر يترافق مع عيد استعادة الحق, لينشئ بالتالي مملكة عربية مترامية الاطراف.

فلماذا ترك المتنبي حلب وجاء الى مصر, ولماذا هرب من مصر وعاد الى بلدته الكوفة, وما المضايقات التي اجبرته على هجر حلب, وما مقدار تطلعه نحو ولاية اخشيدية, ما دعاه الى مدح كافور, ولماذا خاب امله, فهجا كافور وهرب?

ومهما يكن من امر فأبوالطيب المتنبي الذي يعبر عن كبريائه ويفخر بنفسه عندما يقول:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أبي
وأسمعت كلماتي من به صمم

وينضم كتاب الباحث والمؤرخ فرحان الفرحان الى قافلة كثير من الكبار الذين تعرضوا لحياة المتنبي كتابة وتفسيراً امثال ابوالفتح ابن جنى والمعري والنيسابوري والعكبري وحديثا كوركيس عواد وميخائيل عواد وعميد الادب العربي طه حسين وغيرهم.