مجاهدون
09-14-2004, 03:19 PM
جنيف - تامر أبو العينين الحياة
2004/09/14
يتمتع الشباب في أوروبا بحرية مطلقة في ممارسة حياتهم في الشكل الذي يريدونه, بما في ذلك العلاقات الجنسية, التي فقدت كل المعايير التي يمكن أن تضعها في إطار واضح ومحدد.
وتحت شعار "ممارسة الحياة بكل ما فيها من متعة وتجارب سلبية وإيجابية" الذي ساد غرب أوروبا منذ نهاية الستينات من القرن الماضي, لا يرى الشباب أية عوائق أمام إقامة أية علاقة من أي نوع. وروجت مجموعة افكار اضيفت إلى جملة المعتقدات ومن بينها أن الحرية تقي من الكبت الجنسي وأن "الجسد ملك لصاحبه وله الحق في أن يفعل فيه ما يشاء وان الرغبة لها متطلبات يجب عدم السكوت عنها". وتحولت تلك الأفكار مع مرور الوقت والترويج الإعلامي لها إلى ثوابت ومعتقدات راسخة بين المراهقين الأوروبيين. وتزامنت تلك الموجة مع حملة تحطيم كل ما اعتبره الأوروبيون قيودا ضد الحريات الشخصية.
ويعتقد البعض أن المراهقين سعداء بتلك الحرية المطلقة, فالشاب أو الفتاة يفعلان ما يريدان من دون رقيب أو حسيب, وأقصى ما يقوم به الأبوان هو التحذير من الأمراض لا سيما "الايدز" والحرص التام على عدم الإنجاب. الا ان دراسة صدرت اخيراً وشملت شريحة عريضة من الشباب في أكثر من دولة أوروبية قلبت تلك الفكرة, اذ أظهرت أن نسبة كبيرة من المراهقين لم تعد تبحث عن المتعة الجسدية, بل اصبحوا يطلبون الإخلاص في الحب والعاطفة الصادقة.
ويلاحظ البروفسور الألماني غونتر شميد, المشرف على تلك الدراسة, أن نسبة كبيرة من الفتيات بدأن يتراجعن عن إقامة علاقات في سن مبكرة, إذ كانت الإحصاءات تشير قبل بضعة سنوات إلى أن تلك العلاقات تبدأ في المتوسط من سن 15, فارتفع هذا المتوسط أخيراً إلى ما بين 16 و17 عاماً وقد يصل في بعض المناطق إلى 18 أو 19, في حين لم تتغير النسبة بين الشباب, الذين لا تزال نسبة كبيرة منهم تحرص على "تأكيد الذكورة" في سن مبكرة, إذا ما سنحت لهم الفرصة.
وتقارن الدراسة بين الدوافع التي من اجلها تقبل الفتيات على إقامة علاقات في سن مبكرة في الوقت الراهن وقبل 30 عاماً. ففي أوائل السبعينات كان 80 في المئة من الفتيات يقدمن على إقامة علاقات في سن المراهقة فقط تلبية لرغبة الشاب ولإثبات بأنها "ليست رجعية التفكير", بينما انخفضت تلك النسبة في وقتنا الراهن إلى 18 في المئة. وغالبية الفتيات هن اللاتى يحددن بداية إقامة العلاقة إذا اعتقدن بأنهن عثرن على الشاب المناسب.
والملاحظ ايضاً ان تفكير المراهقين السويسريين بالعلاقات بينهم يرتبط بالثقافة اللغوية والمذهب الديني. ففي جنوب سويسرا حيث الغالبية الكاثوليكية مثل كاتنتون تيشينو الناطق بالإيطالية, أو فاليه الناطق باللغتين الألمانية والفرنسية, لا تزال نسبة كبيرة من المراهقين "محافظة" إذ تبدأ العلاقات في سنوات متأخرة نوعا ما مقارنة مع بقية المناطق.
والوضع هو نفسه تقريباً في وسط سويسرا الناطق بالألمانية, بينما يختلف الوضع تماماً في المدن الكبرى مثل زيورخ أو جنيف وبازل وبرن, إذ يرى المراهقون أنهم يختلفون عن ابناء الريف والقرى, وبالتالي فهم اكثر تفتحاً وتخلصاً من القيود, الا أن القاسم المشترك هو أنهم يريدون التعامل مع رغباتهم في شكل مختلف عما عاشته الأجيال الأخرى.
ويقول استفان (19 عاماً). "كنت اعتقد انني سأكون سعيداً بعد الحصول على كل ما أريده من أية فتاة, ولكنني اكتشفت أن تلك العلاقات لا طعم لها, فقررت عدم إقامة أية علاقة إلا بعد التأكد من وجود عواطف مشتركة".
ماركو (17 عاماً) يرى بعد تجارب مختلفة أن العلاقة مع أية فتاة سواء كانت لفترة طويلة أو عابرة "لا جدوى منها إذا كانت من دون عواطف, فالفتيات لا يردن الظهور في المقاهي أو الديسكو وحدهن, بل برفقة شاب, ولا فرق لديهم إن كن يحببنه أم لا, واحسست بأنني في علاقة فقط لإرضاء غرور صديقتي امام زميلاتها, وانها ليست معي لشخصي, وهذا يعني لي عدم الاستقرار, وأسأل نفسي بعد كل مرة ألتقيها هل ستستمر علاقتنا, أم ستتركني من أجل شاب آخر".
أما الفتيات فلهن نظرة أخرى, إذ ينقمن على الشباب الذين يبحثون فقط عن المغامرات, فالفتيات يبحثن عن الرومانسية, ولكنهن نادراً ما يعثرن عليها.
تقول دانيلا (18 عاماً): "كنت اعتقد أن صديقي يحبني ومعجب بي, ولكنني اكتشفت انه يمضي معي وقت فراغه, وتأكدت أنه يمكنه الرحيل في أي وقت لأي سبب تافه, لقد قررت أن اتريث في أية علاقة جديدة, لإختبار الشاب أولاً والتأكد من أننا سنستمر في علاقتنا لفترة طويلة". ويرى بعض خبراء الاجتماع المحافظين أن الشباب "يعانون من آثار الاباحية المنتشرة في كل مكان في الصحف أو برامج التلفزة والفيديو كليب, وهذه الإباحية تؤثر في التفكير في نوعية العلاقة بين الشاب والفتاة".
تقول كلاوديا (18 عاماً): "لم يكن هذا الموضوع يشغل تفكيري في شكل كبير, كنت أدرك أنني يوماً ما ستكون لي علاقة بشاب, ولكنني تركتها للظروف, أهدتني أمي في عيد ميلادي السادس عشر 16 عازلاً واقياً وقالت لي إنني الآن حرة في حياتي وعلي فقط أن انتبه من الايدز, وفي أول تجربة لي مع شاب بعد حفلة في الديسكو اختفى بعدها تماماً, ولم أكن أعرف سوى اسمه الأول وعندما التقيت به مصادفة اكتشفت انه نسيني تماماً, لم أكن بالنسبة اليه سوى متعة عابرة, ولما لاحظ دهشتي عايرني بأنني كنت عذراء وعليّ أن اكون شاكرة له لأنه قبل بي في تلك الليلة. شعرت بجرح كبير عندما سمعت تلك الكلمات, لم احبه ولكنني لم أكن أتوقع أن يكون وقحاً, ولكنه قال لي إنه صريح ويقول ما لا يقدر الشباب الآخرون على البوح به.
احسست بنفسي مهانة, وقررت من هذا اليوم ألا أبدا أية علاقة إلا مع شاب ناضج يبحث عن علاقة طويلة, اما العوازل الواقية الخمسة عشر المتبقية فقد اعدتها إلى امي".
الشباب لا يثقن بالفتيات, لأنهن يبحثن عن الميسور مادياً للإنفاق على النزهات والسهرات, وتأتي المشاعر والعاطفة لديهن في مرحلة تالية. فهؤلاء الشباب لم يفكروا في الزواج كختام طبيعي للعلاقة, لأنهم لا يريدون ارتباطاً يكبلهم وانما تجارب مختلفة.
ويقع الشباب والفتيات ضحية المجلات الشبابية التي لا هم لها سوى الحديث عن المغامرات من دون ذكر أي ناحية سلبية لها.
2004/09/14
يتمتع الشباب في أوروبا بحرية مطلقة في ممارسة حياتهم في الشكل الذي يريدونه, بما في ذلك العلاقات الجنسية, التي فقدت كل المعايير التي يمكن أن تضعها في إطار واضح ومحدد.
وتحت شعار "ممارسة الحياة بكل ما فيها من متعة وتجارب سلبية وإيجابية" الذي ساد غرب أوروبا منذ نهاية الستينات من القرن الماضي, لا يرى الشباب أية عوائق أمام إقامة أية علاقة من أي نوع. وروجت مجموعة افكار اضيفت إلى جملة المعتقدات ومن بينها أن الحرية تقي من الكبت الجنسي وأن "الجسد ملك لصاحبه وله الحق في أن يفعل فيه ما يشاء وان الرغبة لها متطلبات يجب عدم السكوت عنها". وتحولت تلك الأفكار مع مرور الوقت والترويج الإعلامي لها إلى ثوابت ومعتقدات راسخة بين المراهقين الأوروبيين. وتزامنت تلك الموجة مع حملة تحطيم كل ما اعتبره الأوروبيون قيودا ضد الحريات الشخصية.
ويعتقد البعض أن المراهقين سعداء بتلك الحرية المطلقة, فالشاب أو الفتاة يفعلان ما يريدان من دون رقيب أو حسيب, وأقصى ما يقوم به الأبوان هو التحذير من الأمراض لا سيما "الايدز" والحرص التام على عدم الإنجاب. الا ان دراسة صدرت اخيراً وشملت شريحة عريضة من الشباب في أكثر من دولة أوروبية قلبت تلك الفكرة, اذ أظهرت أن نسبة كبيرة من المراهقين لم تعد تبحث عن المتعة الجسدية, بل اصبحوا يطلبون الإخلاص في الحب والعاطفة الصادقة.
ويلاحظ البروفسور الألماني غونتر شميد, المشرف على تلك الدراسة, أن نسبة كبيرة من الفتيات بدأن يتراجعن عن إقامة علاقات في سن مبكرة, إذ كانت الإحصاءات تشير قبل بضعة سنوات إلى أن تلك العلاقات تبدأ في المتوسط من سن 15, فارتفع هذا المتوسط أخيراً إلى ما بين 16 و17 عاماً وقد يصل في بعض المناطق إلى 18 أو 19, في حين لم تتغير النسبة بين الشباب, الذين لا تزال نسبة كبيرة منهم تحرص على "تأكيد الذكورة" في سن مبكرة, إذا ما سنحت لهم الفرصة.
وتقارن الدراسة بين الدوافع التي من اجلها تقبل الفتيات على إقامة علاقات في سن مبكرة في الوقت الراهن وقبل 30 عاماً. ففي أوائل السبعينات كان 80 في المئة من الفتيات يقدمن على إقامة علاقات في سن المراهقة فقط تلبية لرغبة الشاب ولإثبات بأنها "ليست رجعية التفكير", بينما انخفضت تلك النسبة في وقتنا الراهن إلى 18 في المئة. وغالبية الفتيات هن اللاتى يحددن بداية إقامة العلاقة إذا اعتقدن بأنهن عثرن على الشاب المناسب.
والملاحظ ايضاً ان تفكير المراهقين السويسريين بالعلاقات بينهم يرتبط بالثقافة اللغوية والمذهب الديني. ففي جنوب سويسرا حيث الغالبية الكاثوليكية مثل كاتنتون تيشينو الناطق بالإيطالية, أو فاليه الناطق باللغتين الألمانية والفرنسية, لا تزال نسبة كبيرة من المراهقين "محافظة" إذ تبدأ العلاقات في سنوات متأخرة نوعا ما مقارنة مع بقية المناطق.
والوضع هو نفسه تقريباً في وسط سويسرا الناطق بالألمانية, بينما يختلف الوضع تماماً في المدن الكبرى مثل زيورخ أو جنيف وبازل وبرن, إذ يرى المراهقون أنهم يختلفون عن ابناء الريف والقرى, وبالتالي فهم اكثر تفتحاً وتخلصاً من القيود, الا أن القاسم المشترك هو أنهم يريدون التعامل مع رغباتهم في شكل مختلف عما عاشته الأجيال الأخرى.
ويقول استفان (19 عاماً). "كنت اعتقد انني سأكون سعيداً بعد الحصول على كل ما أريده من أية فتاة, ولكنني اكتشفت أن تلك العلاقات لا طعم لها, فقررت عدم إقامة أية علاقة إلا بعد التأكد من وجود عواطف مشتركة".
ماركو (17 عاماً) يرى بعد تجارب مختلفة أن العلاقة مع أية فتاة سواء كانت لفترة طويلة أو عابرة "لا جدوى منها إذا كانت من دون عواطف, فالفتيات لا يردن الظهور في المقاهي أو الديسكو وحدهن, بل برفقة شاب, ولا فرق لديهم إن كن يحببنه أم لا, واحسست بأنني في علاقة فقط لإرضاء غرور صديقتي امام زميلاتها, وانها ليست معي لشخصي, وهذا يعني لي عدم الاستقرار, وأسأل نفسي بعد كل مرة ألتقيها هل ستستمر علاقتنا, أم ستتركني من أجل شاب آخر".
أما الفتيات فلهن نظرة أخرى, إذ ينقمن على الشباب الذين يبحثون فقط عن المغامرات, فالفتيات يبحثن عن الرومانسية, ولكنهن نادراً ما يعثرن عليها.
تقول دانيلا (18 عاماً): "كنت اعتقد أن صديقي يحبني ومعجب بي, ولكنني اكتشفت انه يمضي معي وقت فراغه, وتأكدت أنه يمكنه الرحيل في أي وقت لأي سبب تافه, لقد قررت أن اتريث في أية علاقة جديدة, لإختبار الشاب أولاً والتأكد من أننا سنستمر في علاقتنا لفترة طويلة". ويرى بعض خبراء الاجتماع المحافظين أن الشباب "يعانون من آثار الاباحية المنتشرة في كل مكان في الصحف أو برامج التلفزة والفيديو كليب, وهذه الإباحية تؤثر في التفكير في نوعية العلاقة بين الشاب والفتاة".
تقول كلاوديا (18 عاماً): "لم يكن هذا الموضوع يشغل تفكيري في شكل كبير, كنت أدرك أنني يوماً ما ستكون لي علاقة بشاب, ولكنني تركتها للظروف, أهدتني أمي في عيد ميلادي السادس عشر 16 عازلاً واقياً وقالت لي إنني الآن حرة في حياتي وعلي فقط أن انتبه من الايدز, وفي أول تجربة لي مع شاب بعد حفلة في الديسكو اختفى بعدها تماماً, ولم أكن أعرف سوى اسمه الأول وعندما التقيت به مصادفة اكتشفت انه نسيني تماماً, لم أكن بالنسبة اليه سوى متعة عابرة, ولما لاحظ دهشتي عايرني بأنني كنت عذراء وعليّ أن اكون شاكرة له لأنه قبل بي في تلك الليلة. شعرت بجرح كبير عندما سمعت تلك الكلمات, لم احبه ولكنني لم أكن أتوقع أن يكون وقحاً, ولكنه قال لي إنه صريح ويقول ما لا يقدر الشباب الآخرون على البوح به.
احسست بنفسي مهانة, وقررت من هذا اليوم ألا أبدا أية علاقة إلا مع شاب ناضج يبحث عن علاقة طويلة, اما العوازل الواقية الخمسة عشر المتبقية فقد اعدتها إلى امي".
الشباب لا يثقن بالفتيات, لأنهن يبحثن عن الميسور مادياً للإنفاق على النزهات والسهرات, وتأتي المشاعر والعاطفة لديهن في مرحلة تالية. فهؤلاء الشباب لم يفكروا في الزواج كختام طبيعي للعلاقة, لأنهم لا يريدون ارتباطاً يكبلهم وانما تجارب مختلفة.
ويقع الشباب والفتيات ضحية المجلات الشبابية التي لا هم لها سوى الحديث عن المغامرات من دون ذكر أي ناحية سلبية لها.