المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 2000 طبيب جزائري هاجروا إلى فرنسا خلال السنتين الأخيرتين



سلسبيل
02-06-2010, 08:06 AM
http://www.elkhabar.com/images/key4press3/ph-9-medecinedsfdfdfdfd.jpg

الخبر الجزائرية

2010 الجمعة 5 فبراير

نزيف الكفاءات الطبية إلى الخارج يتواصل

وهران - محمد درقي


يصل عدد الأطباء الجزائريين الذين يزاولون حاليا مهامهم في مختلف المستشفيات الفرنسية، إلى خمسة آلاف طبيب، بينهم زهاء ألفي طبيب هجروا المرافق الاستشفائية المتوزعة عبر كل أنحاء الوطن خلال السنتين الأخيرتين فقط، الأمر الذي يؤشر إلى نزيف خطير في صفوف هذه الشريحة يستدعي تفطن السلطات المركزية لتوقيف قوافل الأدمغة المهاجرة.

استنادا إلى إحصائيات عمادة الأطباء الجزائريين الأخيرة، فإن عدد الخبرات الطبية الجزائرية التي تم تكوينها في مختلف جامعات الوطن والتي تمارس نشاطها في الخارج أصبح يقدر بالآلاف بدليل أن مجموع الأطباء الذين فضلوا الاستقرار في فرنسا لوحدها قفز في السنتين الماضيتين من ثلاثة آلاف طبيب إلى خمسة آلاف طبيب، دون أن تحرك الجهات الوصية ساكنا لتوقيف هذا النزيف الذي يتهدد الصحة العمومية بأكملها ويتسبب في خسائر كبيرة لخزينة الدولة، باعتبار أن تكوين هذا الكم الهائل من الكفاءات الطبية المهاجرة استهلك ملايير الدينارات لتستغلهم في آخر المطاف بلدان أخرى دون أي عناء أو جهد أو استثمار.

وحسب السيد بقاط بركاني محمد، رئيس المجلس الوطني لأخلاقيات مهنة الطب، فإن الأطباء الذين استبدلوا المستشفيات الجزائرية بالمستشفيات الأجنبية، هم من خيرة الكفاءات التي تزخر بها الأسرة الطبية الجزائرية من منطلق أن البلدان الأجنبية لا تحتفظ إلا بالأحسن في إطار تطوير منظومتها الصحية وتحسين نوعية العلاجات والتدخلات الطبية التي تقدمها لمواطنيها.

كما ذكر السيد بقاط بأن ظاهرة الهجرة متواصلة في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى لدرجة أن الشغل الشاغل حاليا للجيل الجديد من الأطباء المتخرجين هو كيفية الالتحاق بنظرائهم الذين سبقوهم إلى بعض البلدان خارج الوطن. وتستغل فرنسا، حسب نفس المسؤول، أكبر نسبة من الأطباء الجزائريين المهاجرين تليها بعد ذلك كندا بحكم عامل اللغة المساعد على التأقلم، في حين يتوزع العدد الآخر من الأطباء على عدد كبير من البلدان الأخرى على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا وبلجيكا وغيرها من البلدان، مفسرا ما يحدث بالتخريب المنظم في ضوء عدم تسجيل أي مساع جدية من لدن الجهات المسؤولة للحد من الظاهرة.

وتعود أسباب هذا النزيف الحاد إلى تراكم عدة عوامل أرغمت الأطباء على الهجرة نحو الخارج، أهمها انعدام التحفيزات والامتيازات الاجتماعية بالشكل الذي يتوافق مع مؤهلاتهم ومع ما يتقاضاه نظراؤهم من أجور ومنح تشجيعية في الوجهات التي فضلوا الاستقرار بها، وهو الأمر الذي يفسر الاحتجاجات العارمة التي تستظهرها منذ قرابة شهرين معظم نقابات الأطباء.

ولاستظهار الفارق الكبير في الأجور التي يتقاضاها الأطباء مقارنة بزملائهم في البلدان المجاورة فقط (تونس والمغرب) أكد بقاط بأنها تصل إلى أربعة أضعاف، مستنكرا اللجوء إلى التعاقد مع أطباء أجانب مثل الكوبيين للقيام بعمليات جراحية في الجزائر نظير أموال ضخمة، في الوقت الذي نضيّع فيه بسهولة كفاءات عالية تستغلها بلدان أخرى في شكل هدية على طبق.