فاطمي
02-02-2010, 11:00 PM
موقع التوافق
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/1264194278.jpg
إن الاعتداء على آثار الأمة التاريخية ضرب من العنف الفكري الذي لا يختلف كثيراً عن العنف الجسدي الذي تمارسه الجماعات الإرهابية, فهو إرهاب فكري لا يقل في خطورته وضرره عن الإرهاب المسلح.
وكانت حجة من سعى ويسعى لهدم تلك الآثار التاريخية الخوف من الشركيات والبدع والتبرك بها, وبحجة عدم وجود نصوص توجب الحفاظ عليها .
وفي هذا التحقيق الذي اعدته ( شبكة التوافق الإخبارية ) ستتناول الظروف والأسباب التي حثت على تدمير وتخريب الآثار الإسلامية في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة ، حتى نستطيع أن نتحرك بعد ذلك بصورة واضحة وجلية على أبعاد هذه القضية , ولك أن تتساءل: لماذا -يا ترى- تصرفت فئة قليلة من المسلمين باجتهادها المتطرف ونظرتها الضيقة في حق يملكه دين بأكمله ، ويمثله السواد الأعظم من المسلمين المنتشرين في مختلف بقاع الأرض, هُدِّمَت وسُوِّيت آثار الإسلام الأول لتخفي معالم تلك الحضارة وأضرحة رجالها ونسائها العظماء؟!
آثار البقيع قبل تدميرها
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/1264193824.jpg
تشير المصادر التاريخية أن هنالك قباب كانت تعلو قبور أئمّة أهل البيت عليهم السلام كالقبّة الموجودة على قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله، لكنها هُدِمت سنة 1343 هجرية.
وكان السلطان عبد المجيد أمر سنة 1270 هجرية بتجديد عمارة المسجد النبويّ والقبّة النبويّة الشريفة، واستمرّ البناء نحو أربع سنين, وكذلك أمر ببناء قبّة أئمّة البقيع بعينِ البناء الذي بني به قبر رسول الله (ص).
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/1264193943.jpg
و كتب السيّد محسن الأمين: لمّا عُمِل في زماننا شبّاك لضريحهم الشريف ( أي لضريح أئمّة البقيع عليهم السّلام ) بأصفهان من الفولاذ الدقيق الصنع وبأعاليه الأسماء الحسنى لله تعالى بالخطّ الجميل المذهَّب، واستأذنت الدولة الإيرانية من الدولة العثمانيّة في وضع الشبّاك على ضريحهم المقدّس، أذِنتْ لها.. ولمّا جاء به السيّد علي القطب رحمه الله إلى جَدّه عارَضَ أهلُ المدينة ( أي المتعنّتون منهم ) في وضعه على القبور المقدّسة، فبقي الشباك في جدّة ثلاثة أعوام حتّى بذل الإيرانيون مبلغاً عظيماً من المال لأهل المدينة، فرضُوا بنقله ووضعه.
ولمّا حُمل إلى المدينة المنوّرة وأرادوا إزالة الصندوق الخشب الموضوع على القبور الشريفة ووضع الشبّاك الجديد مكانه، منع أهل المدينة من ذلك بحجّة أنّ الصندوق الخشبي وقفٌ لا يجوز تغييره! فاضطُرّوا إلى وضع الشبّاك ( جانباً ) خارج الصندوق، فنقصت ألواحه الفولاذية بسبب ذلك، فاضطُرّوا إلى إكماله بقطعة من الخشب بعد دهنها بما يقرب من لونه والكتابة عليها.
ورأيتُ القطعة الخشبية ظاهرة فيه مقصّرة عنه في الرونق عند تشرّفي بزيارة المدينة المنوّرة بعد الحجّ عام 1321 هجري، وبعد ذلك عند تشرّفي بزيارتها من دمشق عام 1330 هجري. وبقي هذا الشبّاك حتّى أزاله الوهابيّون عام 1343هجري حين دخلوا المدينة المنوّرة وهدمهم لقبّة أئمّة البقيع عليهم السّلام وقبورهم المقدّسة (3).
مراحل هدم آثار البقيع
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/1264137893.jpg
الهدم الأول: (1220هـ/1805م) يقول الجبرتي في تاريخه عن أحداث يوم 15 رجب 1220 (9 تشرين الأول (أكتوبر) 1805: " وردت الأخبار بأن الوهابيين استولوا على المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام بعد حصارها نحو سنة ونصف ".(9) ويشير في موضع أخر إلى (هدم القباب). (10)
الهدم الثاني: (1344هـ/1925م) لعل اصدق وصف لهذه القضية هي تلك الرسالة التي أرسلها احد الحجاج العراقيين لأحد علماء الشيعة في العراق والتي نصها:" صدر الأمر بهدم وتخريب المراقد الشريفة، فشرع الجند أولا بنهب جميع ما تحتويه تلك البنايات المقدسة في البقيع من الفرش والستائر والمعلقات والسرج وغير ذلك ثم بدؤا يخربون تلك المشاهد المقدسة وفرضوا على جميع بنائي المدينة الاشتراك في التخريب والهدم ".
وهذا الجانب من التهديم اعتبر أساسا لكل أعمال التهديم والتدمير التي تعرضت لها الآثار الإسلامية بعد هذا التاريخ خاصة أن كل هذه الأعمال تم دعمها بالفتاوى والأحكام السياسية في ذات الوقت.
حفظ آثار البقيع وإعادة بناءها مهمة المسلمين
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/1264194682.jpg
وإذا كان كل هذا الحفظ التاريخي لحضارة الفراعنة المصريين عبر مقابرهم وآثارهم، فلك أن تتألم على ضياع الكثير من آثار الإسلام في مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرهما، وتقدر حجم الخسارة الحضارية والتاريخية والدينية والنفسية على المسلمين ككل.
قال السيد الشهيد الصدر قده : ( إن المنقطة التي بقيت معروفة إلى الآن من البقيع هو المقدار الذي نراه بالصورة المعروفة التي تباع في الأسواق والتي فيها قبور المعصومين الأربعة المدفونين هناك و قبر العباس بن عبد المطلب , و استمرت محفوظة و معروفة بفضل الله القادر القاهر جل جلاله و من ذلك نعرف أننا نستطيع بالدقة معرفة محل قبة أهل البيت المهدومة فأنها كانت على هذه القبور أنفسها, مع وجود ما سمعناه في داخلها من الأضرحة و الزينة و الزخارف التي سرقت كلها من قبل القائمين بالهدم كما هو واضح و بطبيعة الحال فإن كل الشيعة بما فيهم شيعة العراق وإيران و لبنان و باكستان و غيرهم مستعدون لإعادة البناء على القبور المهدومة و هي أمنية كانت و لا تزال و ستبقى في قلوبنا حتى يقضي الله ما هو قاض .
ويقول الدكتور يماني شهدت فترات ماضية هدمًا في بعض الآثار في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، كما شهدت أخرى اهتمامًا بترميمها والحرص على المحافظة عليها , واحدة من تلك الآثار التي سُوِّيت بالأرض، هي قبور البقيع بالمدينة المنورة، وبالرغم من أن محاولة درسها وإخفائها للأبد لم تنجح، إلا أن هدم أضرحتها وتخريب معالمها قد حصل للأسف الشديد.
ويضيف: إن الآثار التي تمتلئ بها جنبات مكة المكرمة والمدينة المنورة تستحق منّا صيانتها ورعايتها كأمانة لدينا لأنها تخصّ العالم الإسلامي مؤكدًا أنه من المهمّ أن لا نسمح لأي إنسان بالعبث فيها.
ورأى الدكتور أنور البكري أن الكثير من الآثار بحاجة إلى الاهتمام .
وعلق الدكتور عمر فلاته في هذا الشأن وقال : تحوي المدينة المنورة الكثير من الآثار وبعض هذه الآثار لها ارتباط بالعبادة والبعض ليس له ارتباط بها ومع الأسف الشديد أن بعض القضايا مثل مسجد بني قريظة الذي هدم .. هذا مسجد صلى الرسول صلى الله عليه واله وسلم به وأنا في تصوّري إن هناك إهمالا في هذا المسجد.
المرجع الديني السيد محمد الحسيني الشيرازي يقول في هذا الصدد عن آثار البقيع الغرقد: "إن لتلك الآثار دلالات للبشرية ومقومات للهداية، بالإضافة إلى أنها من أحسن الذكريات لا الذكرى فقط.. والدنيا بأجمعها تحتفظ بالآثار بكل أنواعها، حيث أن العقل والعرف يدلان على حفظها، ولا يكون ذلك خلاف الشرع الذي يصرح بالمرور في ديارهم والنظر إلى آثارهم، وقد قال القرآن الحكيم: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [الصافات:137-138]، وقال تعالى: {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ} [الحجر:76].
مشيرا أن حفظ آثار العذاب عبرة فكيف بآثار الصالحين.. وكيف بالنبي العظيم (ص) والأئمة الطاهرين (ع) والأصحاب المكرمين، وهكذا بالنسبة إلى المؤمنات الطاهرات.
هذا بالإضافة إلى وجود المعنوية في تلك الأماكن، كيف لا وقد قال سبحانه: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} [طه:96].
مخاوف من طمس ماتبقى من آثار
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/1264195014.jpg
يقول الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء في هذا الشأن أنّ إزالة الآثار الإسلامية فيما لو حصلت ستحول التاريخ الإسلامي عند الأجيال القادمة إلى ما يشبه الأسطورة.
فالذي يتأمل في كلام الدكتور عبد الوهاب يجد أن المحاولة التي نادت ولا تزال تنادي بمحاولة آثار البقيع هي تهدف إلى محو التراث الإسلامي وتحاول تشويه الصورة للأجيال المقبلة.
ويضيف الدكتور عبد الوهاب: أنّ زيارة أماكن الآثار الإسلامية في الأصل مباحة بل تصل إلى السنية لما تحدثه من طاقة إيمانية نتيجة الربط بالمكان.
ويرى أن عدم حفاظ الأمة الإسلامية على آثارها، وبالأخصّ أماكن إقامة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، لا يمكن وصفه إلا بالعار عليها.
ورفض الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان قبول بعض الآراء الفقهية التي ترى أنّ هذه الأماكن والمواقع التاريخية الإسلامية ستؤدي إلى تصرفات شركية، قائلًا: "حتى لو أزيلت فإن الاعتقادات الخاطئة ستظل موجودة".
ودعا الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان إلى المحافظة على الأماكن التاريخية وحمايتها من الطمس لأن الإزالة لم تكن في منهج السلف الصالح و ليست الأسلوب الصحيح لمنع الممارسات المخالفة للعقيدة بل هي تؤثر عكسا على إضعاف جذوة الإيمان في نفوس الشباب" وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة "عكاظ".
وانتقد عدد من المهتمين بالآثار، حسب ما أفادت به (الصحيفة الشرق الأوسط) اللندنية 4-9-2005 ، ومنهم الدكتور عبد الله نصيف والدكتور عايض الردادي عضو مجلس الشورى والدكتور أنور عشقي التسرع في اتخاذ خطوات الهدم والإزالة، ودعوا للحفاظ على ما تبقى من آثار إسلامية ونادوا بالتريث في إزالتها باعتبارها وسيلة للاعتبار والاستذكار.
وأكدوا أنه بضياعها يضيع إحياء سنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقديم النصح والإرشاد , ومشيرين إلى أهمية تصحيح الأخطاء الشرعية لكي يتحقق الأجر، خاصة مع تنامي دور هذه المواقع الدينية كعامل جذب سياحي.
وجاء تصريح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حاسما لقضية المساجد السبعة وما طرح حولها من آراء متباينة تتجاذبها بين المناداة بإزالتها والإبقاء عليها وفق أسباب وحجج تحكم قناعات كل طرف بتأكيده ( بعدم التعرض لها بـإزالة أو تغيير لمعالمها وطالب بالاهتمام بها وتزويدها بكافة الخدمات أسوة بالمساجد الأخرى رغم أنه قد تم إزالة بعض منه) .
وأصدرت الهيئة العليا للسياحة قرارات حاسمة بعدم إزالة الآثار والعبث بها في المدينة المنورة ، وأكد الأمير سلطان أنه صدر قرار من ولي العهد بعدم إزالة أية مبان أو آثار إلا بعد معاينتها من وكالة الآثار، حتى نتمكن من تقييمها لأن وكالة الآثار وهيئة السياحة هما الأقدر على تقدير أهمية ذلك الأثر حضاريا وإنسانيا.
وطالب وزير الداخلية أمراء المناطق المساندة في هذا الخصوص، إضافة إلى مطالبة الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، أمانات وبلديات المدن بعدم المساس بالآثار أو التعرض لها بأية حجة كانت.
فتاوى وآراء تهدد بقاء الآثار الإسلامية
في شوال سنة (1344 هـ/1925) اصدر الشيخ عبد الله بن بلهيد فتوى بتهديم البقيع، وفي الثامن من شوال (1344/1925) بدأت أعمال تهديم البقيع على يد جماعة الأخوان التي هي احد أول الأجنحة للحركة الوهابية، حيث جمعوا لذلك كل بنائي المدينة واخذوا في تهديم كل ما شيد على القبور في البقيع من قباب وغيرها.
يقول الشيخ إبراهيم بن سليمان الجبهان في كتابه: (تبديد الظلام وتنبيه النيام، ص 389 ) المطبوع بإذن رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برئاسة المفتي السابق الشيخ عبد العزيز بن باز تحت رقم 1144/5 بتاريخ 11/7/1400هـ : (وإن إدخال قبره أي قبر المصطفى في المسجد أي المسجد النبوي أشد إثماً وأعظم مخالفة ) ويضيف بأن (سكوت المسلمين على بقاء هذه البنية لا يصيّرها أمراً مشروعاً).
ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز ـ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 1/391 : ( وأما تعظيم الآثار بالأبنية والزخارف والكتابة ونحو ذلك . فهو خلاف هدي السلف الصالح ، وإنما ذلك سنة اليهود والنصارى ومن تشبه بهم ، وهو من أعظم وسائل الشرك . وعبادة الأنبياء والأولياء كما يشهد به الواقع ، وتدل عليه الأحاديث والآثار المعلومة في كتب السنة فتنبه واحذر ). أ ـ هـ .
ويقول الشيخ صالح الفوزان شرح مسائل الجاهلية ص227ـ في من يذهب إلى غار حراء وغار ثور ويصلون فيه وما شابه ذلك قال : (هذا كله من دين الجاهلية فالجاهلية هي التي تُعظِّم آثار أنبيائها ).
وقال الشيخ صالح الفوزان أيضاً في الكتاب السابق ص238 : ( تعظيم آثار المعظمين من العلماء أو من الملوك أو من الرؤساء ، بأن تُحيا هذه الآثار وترمم وتصان ، فهذا العمل وسيلة من وسائل الشرك ، وهذا من دين الجاهلية ؛ لأنه يأتي جيل فيما بعد يقولون ـ أو يقول لهم الشيطان ـ: إن آبائكم ما احتفظوا بهذه الآثار إلا لأن فيها بركة وفيها خيراً ، فيعبدونها من دول الله ؛ لأن الجيل الأول هيأ لهم الأسباب ، كما فعل الشيطان مع قوم نوح لما أمرهم بتصوير الصالحين لأجل أن تبعث فيهم النشاط على العبادة ، فهم أسّسوا هذا الشيء بنية صالحة ، ولكن جاء جيل جُهّال فعبدوها ) أ ـ هـ .
وجاءت فتوى (ابن جبرين) وذلك في كلمته الأسبوعية والتي نشرها في موقعه الخاص ، وذلك بتاريخ 7/2/2007 حيث ذكر:(فالواجب هدم تلك الأبنية، حيث يقر أهلها بأن البناء محرم، ولا يسوغ بقاءها الناحية الفنية والجمالية في البناء، ولا أنها تراث إسلامي وعمارة إسلامية، وأما وصفها بأنها عمارة إسلامية فليس بصحيح، وإن كانت في بلاد المسلمين، ولا تسمى تراثاً إسلامياً، فإن الشرع لا يقرها، والإسلام يأمر بإزالتها، وأما تدريسها بعد إزالتها فلا مانع من ذلك، ويكون على وجه التحذير منها، فيكون تدريسها يشتمل على ذكر صفتها قبل هدمها وزمان بنائها، وكذلك سبب هدمها وإزالتها).
هذا وبعد أن اصدر (ابن جبرين) فتواه التكفيرية بمناسبة سنوية تدمير مرقد العسكريين (عليهما السلام)، قامت المنظمات التكفيرية بتدمير مرقد عبد الله بن موسى الكاظم (عليهما السلام) ، حيث ذكرت مصادر في الشرطة العراقية في يوم 16/2/2007 انه قام إرهابيون بتسوية مزار عبد الله بن موسى الكاظم (عليهما السلام) وهو نجل الإمام الكاظم ومقابر مجاورة له بالأرض بالجرافات كما سويت أيضا حسينية الكوثر القريبة من المزار.
المراجع : -
1 ـ وفاء الوفا بأخبار المصطفى للسمهودي 84:2
2 ـ كشف الارتياب للسيّد محسن الأمين، تحقيق: السيّد حسن الأمين ط 2، 1382 هـ / 1952م، ص 387.
3 ـ كشف الارتياب 407.
4 ـ أرشيف السياسة الخارجية لروسيا (1803 الإضبارة 2235 ص 38 - 40) نقلا عن تاريخ العربية السعودية، لفاسيليف، ص 116 - 117.
5 - دبي-العربية.نت
6- الأشكال المنهجية في تدمير الآثار الإسلامية في شبه الجزيرة العربية دراسة تحليلية- الأستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي.
7- جريدة عكاظ .
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/1264194278.jpg
إن الاعتداء على آثار الأمة التاريخية ضرب من العنف الفكري الذي لا يختلف كثيراً عن العنف الجسدي الذي تمارسه الجماعات الإرهابية, فهو إرهاب فكري لا يقل في خطورته وضرره عن الإرهاب المسلح.
وكانت حجة من سعى ويسعى لهدم تلك الآثار التاريخية الخوف من الشركيات والبدع والتبرك بها, وبحجة عدم وجود نصوص توجب الحفاظ عليها .
وفي هذا التحقيق الذي اعدته ( شبكة التوافق الإخبارية ) ستتناول الظروف والأسباب التي حثت على تدمير وتخريب الآثار الإسلامية في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة ، حتى نستطيع أن نتحرك بعد ذلك بصورة واضحة وجلية على أبعاد هذه القضية , ولك أن تتساءل: لماذا -يا ترى- تصرفت فئة قليلة من المسلمين باجتهادها المتطرف ونظرتها الضيقة في حق يملكه دين بأكمله ، ويمثله السواد الأعظم من المسلمين المنتشرين في مختلف بقاع الأرض, هُدِّمَت وسُوِّيت آثار الإسلام الأول لتخفي معالم تلك الحضارة وأضرحة رجالها ونسائها العظماء؟!
آثار البقيع قبل تدميرها
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/1264193824.jpg
تشير المصادر التاريخية أن هنالك قباب كانت تعلو قبور أئمّة أهل البيت عليهم السلام كالقبّة الموجودة على قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله، لكنها هُدِمت سنة 1343 هجرية.
وكان السلطان عبد المجيد أمر سنة 1270 هجرية بتجديد عمارة المسجد النبويّ والقبّة النبويّة الشريفة، واستمرّ البناء نحو أربع سنين, وكذلك أمر ببناء قبّة أئمّة البقيع بعينِ البناء الذي بني به قبر رسول الله (ص).
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/1264193943.jpg
و كتب السيّد محسن الأمين: لمّا عُمِل في زماننا شبّاك لضريحهم الشريف ( أي لضريح أئمّة البقيع عليهم السّلام ) بأصفهان من الفولاذ الدقيق الصنع وبأعاليه الأسماء الحسنى لله تعالى بالخطّ الجميل المذهَّب، واستأذنت الدولة الإيرانية من الدولة العثمانيّة في وضع الشبّاك على ضريحهم المقدّس، أذِنتْ لها.. ولمّا جاء به السيّد علي القطب رحمه الله إلى جَدّه عارَضَ أهلُ المدينة ( أي المتعنّتون منهم ) في وضعه على القبور المقدّسة، فبقي الشباك في جدّة ثلاثة أعوام حتّى بذل الإيرانيون مبلغاً عظيماً من المال لأهل المدينة، فرضُوا بنقله ووضعه.
ولمّا حُمل إلى المدينة المنوّرة وأرادوا إزالة الصندوق الخشب الموضوع على القبور الشريفة ووضع الشبّاك الجديد مكانه، منع أهل المدينة من ذلك بحجّة أنّ الصندوق الخشبي وقفٌ لا يجوز تغييره! فاضطُرّوا إلى وضع الشبّاك ( جانباً ) خارج الصندوق، فنقصت ألواحه الفولاذية بسبب ذلك، فاضطُرّوا إلى إكماله بقطعة من الخشب بعد دهنها بما يقرب من لونه والكتابة عليها.
ورأيتُ القطعة الخشبية ظاهرة فيه مقصّرة عنه في الرونق عند تشرّفي بزيارة المدينة المنوّرة بعد الحجّ عام 1321 هجري، وبعد ذلك عند تشرّفي بزيارتها من دمشق عام 1330 هجري. وبقي هذا الشبّاك حتّى أزاله الوهابيّون عام 1343هجري حين دخلوا المدينة المنوّرة وهدمهم لقبّة أئمّة البقيع عليهم السّلام وقبورهم المقدّسة (3).
مراحل هدم آثار البقيع
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/1264137893.jpg
الهدم الأول: (1220هـ/1805م) يقول الجبرتي في تاريخه عن أحداث يوم 15 رجب 1220 (9 تشرين الأول (أكتوبر) 1805: " وردت الأخبار بأن الوهابيين استولوا على المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام بعد حصارها نحو سنة ونصف ".(9) ويشير في موضع أخر إلى (هدم القباب). (10)
الهدم الثاني: (1344هـ/1925م) لعل اصدق وصف لهذه القضية هي تلك الرسالة التي أرسلها احد الحجاج العراقيين لأحد علماء الشيعة في العراق والتي نصها:" صدر الأمر بهدم وتخريب المراقد الشريفة، فشرع الجند أولا بنهب جميع ما تحتويه تلك البنايات المقدسة في البقيع من الفرش والستائر والمعلقات والسرج وغير ذلك ثم بدؤا يخربون تلك المشاهد المقدسة وفرضوا على جميع بنائي المدينة الاشتراك في التخريب والهدم ".
وهذا الجانب من التهديم اعتبر أساسا لكل أعمال التهديم والتدمير التي تعرضت لها الآثار الإسلامية بعد هذا التاريخ خاصة أن كل هذه الأعمال تم دعمها بالفتاوى والأحكام السياسية في ذات الوقت.
حفظ آثار البقيع وإعادة بناءها مهمة المسلمين
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/1264194682.jpg
وإذا كان كل هذا الحفظ التاريخي لحضارة الفراعنة المصريين عبر مقابرهم وآثارهم، فلك أن تتألم على ضياع الكثير من آثار الإسلام في مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرهما، وتقدر حجم الخسارة الحضارية والتاريخية والدينية والنفسية على المسلمين ككل.
قال السيد الشهيد الصدر قده : ( إن المنقطة التي بقيت معروفة إلى الآن من البقيع هو المقدار الذي نراه بالصورة المعروفة التي تباع في الأسواق والتي فيها قبور المعصومين الأربعة المدفونين هناك و قبر العباس بن عبد المطلب , و استمرت محفوظة و معروفة بفضل الله القادر القاهر جل جلاله و من ذلك نعرف أننا نستطيع بالدقة معرفة محل قبة أهل البيت المهدومة فأنها كانت على هذه القبور أنفسها, مع وجود ما سمعناه في داخلها من الأضرحة و الزينة و الزخارف التي سرقت كلها من قبل القائمين بالهدم كما هو واضح و بطبيعة الحال فإن كل الشيعة بما فيهم شيعة العراق وإيران و لبنان و باكستان و غيرهم مستعدون لإعادة البناء على القبور المهدومة و هي أمنية كانت و لا تزال و ستبقى في قلوبنا حتى يقضي الله ما هو قاض .
ويقول الدكتور يماني شهدت فترات ماضية هدمًا في بعض الآثار في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، كما شهدت أخرى اهتمامًا بترميمها والحرص على المحافظة عليها , واحدة من تلك الآثار التي سُوِّيت بالأرض، هي قبور البقيع بالمدينة المنورة، وبالرغم من أن محاولة درسها وإخفائها للأبد لم تنجح، إلا أن هدم أضرحتها وتخريب معالمها قد حصل للأسف الشديد.
ويضيف: إن الآثار التي تمتلئ بها جنبات مكة المكرمة والمدينة المنورة تستحق منّا صيانتها ورعايتها كأمانة لدينا لأنها تخصّ العالم الإسلامي مؤكدًا أنه من المهمّ أن لا نسمح لأي إنسان بالعبث فيها.
ورأى الدكتور أنور البكري أن الكثير من الآثار بحاجة إلى الاهتمام .
وعلق الدكتور عمر فلاته في هذا الشأن وقال : تحوي المدينة المنورة الكثير من الآثار وبعض هذه الآثار لها ارتباط بالعبادة والبعض ليس له ارتباط بها ومع الأسف الشديد أن بعض القضايا مثل مسجد بني قريظة الذي هدم .. هذا مسجد صلى الرسول صلى الله عليه واله وسلم به وأنا في تصوّري إن هناك إهمالا في هذا المسجد.
المرجع الديني السيد محمد الحسيني الشيرازي يقول في هذا الصدد عن آثار البقيع الغرقد: "إن لتلك الآثار دلالات للبشرية ومقومات للهداية، بالإضافة إلى أنها من أحسن الذكريات لا الذكرى فقط.. والدنيا بأجمعها تحتفظ بالآثار بكل أنواعها، حيث أن العقل والعرف يدلان على حفظها، ولا يكون ذلك خلاف الشرع الذي يصرح بالمرور في ديارهم والنظر إلى آثارهم، وقد قال القرآن الحكيم: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [الصافات:137-138]، وقال تعالى: {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ} [الحجر:76].
مشيرا أن حفظ آثار العذاب عبرة فكيف بآثار الصالحين.. وكيف بالنبي العظيم (ص) والأئمة الطاهرين (ع) والأصحاب المكرمين، وهكذا بالنسبة إلى المؤمنات الطاهرات.
هذا بالإضافة إلى وجود المعنوية في تلك الأماكن، كيف لا وقد قال سبحانه: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} [طه:96].
مخاوف من طمس ماتبقى من آثار
http://www.altwafoq.net/v2/uploader/pics/1264195014.jpg
يقول الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء في هذا الشأن أنّ إزالة الآثار الإسلامية فيما لو حصلت ستحول التاريخ الإسلامي عند الأجيال القادمة إلى ما يشبه الأسطورة.
فالذي يتأمل في كلام الدكتور عبد الوهاب يجد أن المحاولة التي نادت ولا تزال تنادي بمحاولة آثار البقيع هي تهدف إلى محو التراث الإسلامي وتحاول تشويه الصورة للأجيال المقبلة.
ويضيف الدكتور عبد الوهاب: أنّ زيارة أماكن الآثار الإسلامية في الأصل مباحة بل تصل إلى السنية لما تحدثه من طاقة إيمانية نتيجة الربط بالمكان.
ويرى أن عدم حفاظ الأمة الإسلامية على آثارها، وبالأخصّ أماكن إقامة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، لا يمكن وصفه إلا بالعار عليها.
ورفض الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان قبول بعض الآراء الفقهية التي ترى أنّ هذه الأماكن والمواقع التاريخية الإسلامية ستؤدي إلى تصرفات شركية، قائلًا: "حتى لو أزيلت فإن الاعتقادات الخاطئة ستظل موجودة".
ودعا الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان إلى المحافظة على الأماكن التاريخية وحمايتها من الطمس لأن الإزالة لم تكن في منهج السلف الصالح و ليست الأسلوب الصحيح لمنع الممارسات المخالفة للعقيدة بل هي تؤثر عكسا على إضعاف جذوة الإيمان في نفوس الشباب" وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة "عكاظ".
وانتقد عدد من المهتمين بالآثار، حسب ما أفادت به (الصحيفة الشرق الأوسط) اللندنية 4-9-2005 ، ومنهم الدكتور عبد الله نصيف والدكتور عايض الردادي عضو مجلس الشورى والدكتور أنور عشقي التسرع في اتخاذ خطوات الهدم والإزالة، ودعوا للحفاظ على ما تبقى من آثار إسلامية ونادوا بالتريث في إزالتها باعتبارها وسيلة للاعتبار والاستذكار.
وأكدوا أنه بضياعها يضيع إحياء سنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقديم النصح والإرشاد , ومشيرين إلى أهمية تصحيح الأخطاء الشرعية لكي يتحقق الأجر، خاصة مع تنامي دور هذه المواقع الدينية كعامل جذب سياحي.
وجاء تصريح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حاسما لقضية المساجد السبعة وما طرح حولها من آراء متباينة تتجاذبها بين المناداة بإزالتها والإبقاء عليها وفق أسباب وحجج تحكم قناعات كل طرف بتأكيده ( بعدم التعرض لها بـإزالة أو تغيير لمعالمها وطالب بالاهتمام بها وتزويدها بكافة الخدمات أسوة بالمساجد الأخرى رغم أنه قد تم إزالة بعض منه) .
وأصدرت الهيئة العليا للسياحة قرارات حاسمة بعدم إزالة الآثار والعبث بها في المدينة المنورة ، وأكد الأمير سلطان أنه صدر قرار من ولي العهد بعدم إزالة أية مبان أو آثار إلا بعد معاينتها من وكالة الآثار، حتى نتمكن من تقييمها لأن وكالة الآثار وهيئة السياحة هما الأقدر على تقدير أهمية ذلك الأثر حضاريا وإنسانيا.
وطالب وزير الداخلية أمراء المناطق المساندة في هذا الخصوص، إضافة إلى مطالبة الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، أمانات وبلديات المدن بعدم المساس بالآثار أو التعرض لها بأية حجة كانت.
فتاوى وآراء تهدد بقاء الآثار الإسلامية
في شوال سنة (1344 هـ/1925) اصدر الشيخ عبد الله بن بلهيد فتوى بتهديم البقيع، وفي الثامن من شوال (1344/1925) بدأت أعمال تهديم البقيع على يد جماعة الأخوان التي هي احد أول الأجنحة للحركة الوهابية، حيث جمعوا لذلك كل بنائي المدينة واخذوا في تهديم كل ما شيد على القبور في البقيع من قباب وغيرها.
يقول الشيخ إبراهيم بن سليمان الجبهان في كتابه: (تبديد الظلام وتنبيه النيام، ص 389 ) المطبوع بإذن رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برئاسة المفتي السابق الشيخ عبد العزيز بن باز تحت رقم 1144/5 بتاريخ 11/7/1400هـ : (وإن إدخال قبره أي قبر المصطفى في المسجد أي المسجد النبوي أشد إثماً وأعظم مخالفة ) ويضيف بأن (سكوت المسلمين على بقاء هذه البنية لا يصيّرها أمراً مشروعاً).
ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز ـ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 1/391 : ( وأما تعظيم الآثار بالأبنية والزخارف والكتابة ونحو ذلك . فهو خلاف هدي السلف الصالح ، وإنما ذلك سنة اليهود والنصارى ومن تشبه بهم ، وهو من أعظم وسائل الشرك . وعبادة الأنبياء والأولياء كما يشهد به الواقع ، وتدل عليه الأحاديث والآثار المعلومة في كتب السنة فتنبه واحذر ). أ ـ هـ .
ويقول الشيخ صالح الفوزان شرح مسائل الجاهلية ص227ـ في من يذهب إلى غار حراء وغار ثور ويصلون فيه وما شابه ذلك قال : (هذا كله من دين الجاهلية فالجاهلية هي التي تُعظِّم آثار أنبيائها ).
وقال الشيخ صالح الفوزان أيضاً في الكتاب السابق ص238 : ( تعظيم آثار المعظمين من العلماء أو من الملوك أو من الرؤساء ، بأن تُحيا هذه الآثار وترمم وتصان ، فهذا العمل وسيلة من وسائل الشرك ، وهذا من دين الجاهلية ؛ لأنه يأتي جيل فيما بعد يقولون ـ أو يقول لهم الشيطان ـ: إن آبائكم ما احتفظوا بهذه الآثار إلا لأن فيها بركة وفيها خيراً ، فيعبدونها من دول الله ؛ لأن الجيل الأول هيأ لهم الأسباب ، كما فعل الشيطان مع قوم نوح لما أمرهم بتصوير الصالحين لأجل أن تبعث فيهم النشاط على العبادة ، فهم أسّسوا هذا الشيء بنية صالحة ، ولكن جاء جيل جُهّال فعبدوها ) أ ـ هـ .
وجاءت فتوى (ابن جبرين) وذلك في كلمته الأسبوعية والتي نشرها في موقعه الخاص ، وذلك بتاريخ 7/2/2007 حيث ذكر:(فالواجب هدم تلك الأبنية، حيث يقر أهلها بأن البناء محرم، ولا يسوغ بقاءها الناحية الفنية والجمالية في البناء، ولا أنها تراث إسلامي وعمارة إسلامية، وأما وصفها بأنها عمارة إسلامية فليس بصحيح، وإن كانت في بلاد المسلمين، ولا تسمى تراثاً إسلامياً، فإن الشرع لا يقرها، والإسلام يأمر بإزالتها، وأما تدريسها بعد إزالتها فلا مانع من ذلك، ويكون على وجه التحذير منها، فيكون تدريسها يشتمل على ذكر صفتها قبل هدمها وزمان بنائها، وكذلك سبب هدمها وإزالتها).
هذا وبعد أن اصدر (ابن جبرين) فتواه التكفيرية بمناسبة سنوية تدمير مرقد العسكريين (عليهما السلام)، قامت المنظمات التكفيرية بتدمير مرقد عبد الله بن موسى الكاظم (عليهما السلام) ، حيث ذكرت مصادر في الشرطة العراقية في يوم 16/2/2007 انه قام إرهابيون بتسوية مزار عبد الله بن موسى الكاظم (عليهما السلام) وهو نجل الإمام الكاظم ومقابر مجاورة له بالأرض بالجرافات كما سويت أيضا حسينية الكوثر القريبة من المزار.
المراجع : -
1 ـ وفاء الوفا بأخبار المصطفى للسمهودي 84:2
2 ـ كشف الارتياب للسيّد محسن الأمين، تحقيق: السيّد حسن الأمين ط 2، 1382 هـ / 1952م، ص 387.
3 ـ كشف الارتياب 407.
4 ـ أرشيف السياسة الخارجية لروسيا (1803 الإضبارة 2235 ص 38 - 40) نقلا عن تاريخ العربية السعودية، لفاسيليف، ص 116 - 117.
5 - دبي-العربية.نت
6- الأشكال المنهجية في تدمير الآثار الإسلامية في شبه الجزيرة العربية دراسة تحليلية- الأستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي.
7- جريدة عكاظ .