بهلول
01-31-2010, 08:22 AM
عبد الله بن سلمان العودة - الشرق الاوسظ
أُصاب أحيانا بعادة صرير الأسنان التي يشكو منها المفكر اليساري الأميركي نعوم تشومسكي حينما يقرأ بعض الصيغ الإعلامية للأحداث، فتلك المصطلحات والفوارق اللفظية توحي بطريقة خفية برأي مباشر عن الحدث، وهذا ما يضمره الخبر ويظهره التحليل، فالخبر مرفوع بالحياد بيد أنه هابط بالانحياز.
حينما يكون «الشيعة» مذهبا في الإسلام فهو الاسم الرسمي، بيد أن تسمية «الرافضة» التي مع ورودها في النصوص الشيعية مثل «الكافي» وغيره كتسمية للشيعة أيضا فهو مسمى يتخذه بعض أهل السنة للتبخيس والتحقير، وهذه طريقة مذهبية يستخدمها الناس منذ التاريخ لسلب خصومهم المشروعية عن طريق الوصم اللفظي وخلع عباءة ذات إيحاء دلالي بالسوء أو العار وفي ذات السياق يستخدم بعض الشيعة لفظ «العامة» أو «النواصب» للأمر ذاته في طريقة للإشارة المباشرة إلى فقدان الخير والحق.
وكلا الفريقين سنة وشيعة المعترفين بالقرآن والسنة و«العترة» يعرف الآية التي يقول الله فيها: «وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ»، بيد أن الخصام الذي بدأ سياسيا في عهد عثمان رضي الله عنه يأبى إلا أن يبقى سياسيا كما كان، وليستخدم الأدوات المذهبية نفسها في الصراع، فمنذ الخصام الذي بدأ «أمويا - صفويا» كدول ذات بعد سياسي صرف، خاضت خصومات سياسية مباشرة توسلت فيها المذاهب الإسلامية التي كانت أسبابا للدعم المعنوي الرهيب والكسب الشعبي الواضح وإلى الآن والسياسة تسوس الطائفة.
في الخليج حيث التهديد السياسي الشيعي بدا الخصام كأنه مذهبي، يوم كان سياسيا صرفا دافعه التوسع السياسي من خلال استغلال المشترك المذهبي بين المنتسبين إلى الطائفة الشيعية، وليس من كاسب للمعركة إلا المتنفذ السياسي الثوري صاحب الأطماع السياسية المحضة، التي قد يكون يعرفها مذهبيا ولكنها سياسية متمذهبة.
وحين قال شيخ المعرة (أبو العلاء المعري) بيته العظيم:
إنما هذه المذاهب أسبابٌ
لجلب الدنيا إلى الرؤساءِ
... كان يدرك ببصيرته وبشكل مبكر جدا في التاريخ الإسلامي أن العبث بحكاية المذهب إنما تنفع السلطة السياسية التي تبحث عن أطماع جغرافية أو اقتصادية في دول أخرى. أما مواجهة تلك الأخطار السياسية فهو ليس في تضخيم تلك اللغة التبخيسية المذهبية واللعب عليها مرة أخرى، بل في تقديم نموذج آخر لتحييد المذهب وإبقائه قدرا اجتماعيا، والوضوح السياسي تجاه الأطماع والحد من العبث بمستقبل الشعوب والأوطان العربية والخليجية.
شيعة اليوم هم شيعة الأمس والغد، لم يكن مذهب التشيع مشكلة إلا بقدر التثوير الشيعي الذي يفسر المعطيات الشيعية بطريقة تثويرية للاستغلال السياسي المحض وهذا ما لا يرضاه عقلاء السنة والشيعة على حد سواء وتم إدانته مبكرا من بعض وجوه الشيعة الكبار الذين رفضوا ضخ الهرمونات التثويرية في الجسد الشيعي وأصروا على وحدة المسلمين وحفظ الاختلاف والحوار والتعايش، كما كان منذ عشرات القرون.
إن واجب حماية الديار والحقوق والوطن، يحتم أن نكثف الجهد في العداء السياسي الذي يقبع بكل قبح خلف الاسم المذهبي أو التسميات والألقاب المذهبية، وواجب الحق والإيمان يفرض أن نبقى أوفياء لاسم الإسلام، ولواجب تكريم الإنسان الذي كرمه الله وخاطبه بالقرآن ونهاه عن التنابز بالألقاب.
وفي الشجن.. الذي يصاحب صرير الأسنان تلك العادة التشومسكية.. أتذكر حكمة أبي العلاء المعري دائما وخبرته مرة أخرى:
إنما هذه المذاهب أسبابٌ
أُصاب أحيانا بعادة صرير الأسنان التي يشكو منها المفكر اليساري الأميركي نعوم تشومسكي حينما يقرأ بعض الصيغ الإعلامية للأحداث، فتلك المصطلحات والفوارق اللفظية توحي بطريقة خفية برأي مباشر عن الحدث، وهذا ما يضمره الخبر ويظهره التحليل، فالخبر مرفوع بالحياد بيد أنه هابط بالانحياز.
حينما يكون «الشيعة» مذهبا في الإسلام فهو الاسم الرسمي، بيد أن تسمية «الرافضة» التي مع ورودها في النصوص الشيعية مثل «الكافي» وغيره كتسمية للشيعة أيضا فهو مسمى يتخذه بعض أهل السنة للتبخيس والتحقير، وهذه طريقة مذهبية يستخدمها الناس منذ التاريخ لسلب خصومهم المشروعية عن طريق الوصم اللفظي وخلع عباءة ذات إيحاء دلالي بالسوء أو العار وفي ذات السياق يستخدم بعض الشيعة لفظ «العامة» أو «النواصب» للأمر ذاته في طريقة للإشارة المباشرة إلى فقدان الخير والحق.
وكلا الفريقين سنة وشيعة المعترفين بالقرآن والسنة و«العترة» يعرف الآية التي يقول الله فيها: «وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ»، بيد أن الخصام الذي بدأ سياسيا في عهد عثمان رضي الله عنه يأبى إلا أن يبقى سياسيا كما كان، وليستخدم الأدوات المذهبية نفسها في الصراع، فمنذ الخصام الذي بدأ «أمويا - صفويا» كدول ذات بعد سياسي صرف، خاضت خصومات سياسية مباشرة توسلت فيها المذاهب الإسلامية التي كانت أسبابا للدعم المعنوي الرهيب والكسب الشعبي الواضح وإلى الآن والسياسة تسوس الطائفة.
في الخليج حيث التهديد السياسي الشيعي بدا الخصام كأنه مذهبي، يوم كان سياسيا صرفا دافعه التوسع السياسي من خلال استغلال المشترك المذهبي بين المنتسبين إلى الطائفة الشيعية، وليس من كاسب للمعركة إلا المتنفذ السياسي الثوري صاحب الأطماع السياسية المحضة، التي قد يكون يعرفها مذهبيا ولكنها سياسية متمذهبة.
وحين قال شيخ المعرة (أبو العلاء المعري) بيته العظيم:
إنما هذه المذاهب أسبابٌ
لجلب الدنيا إلى الرؤساءِ
... كان يدرك ببصيرته وبشكل مبكر جدا في التاريخ الإسلامي أن العبث بحكاية المذهب إنما تنفع السلطة السياسية التي تبحث عن أطماع جغرافية أو اقتصادية في دول أخرى. أما مواجهة تلك الأخطار السياسية فهو ليس في تضخيم تلك اللغة التبخيسية المذهبية واللعب عليها مرة أخرى، بل في تقديم نموذج آخر لتحييد المذهب وإبقائه قدرا اجتماعيا، والوضوح السياسي تجاه الأطماع والحد من العبث بمستقبل الشعوب والأوطان العربية والخليجية.
شيعة اليوم هم شيعة الأمس والغد، لم يكن مذهب التشيع مشكلة إلا بقدر التثوير الشيعي الذي يفسر المعطيات الشيعية بطريقة تثويرية للاستغلال السياسي المحض وهذا ما لا يرضاه عقلاء السنة والشيعة على حد سواء وتم إدانته مبكرا من بعض وجوه الشيعة الكبار الذين رفضوا ضخ الهرمونات التثويرية في الجسد الشيعي وأصروا على وحدة المسلمين وحفظ الاختلاف والحوار والتعايش، كما كان منذ عشرات القرون.
إن واجب حماية الديار والحقوق والوطن، يحتم أن نكثف الجهد في العداء السياسي الذي يقبع بكل قبح خلف الاسم المذهبي أو التسميات والألقاب المذهبية، وواجب الحق والإيمان يفرض أن نبقى أوفياء لاسم الإسلام، ولواجب تكريم الإنسان الذي كرمه الله وخاطبه بالقرآن ونهاه عن التنابز بالألقاب.
وفي الشجن.. الذي يصاحب صرير الأسنان تلك العادة التشومسكية.. أتذكر حكمة أبي العلاء المعري دائما وخبرته مرة أخرى:
إنما هذه المذاهب أسبابٌ