زوربا
01-27-2010, 07:20 AM
حكايات رجال مخلوعين
شيمان الحضينة - أوان
الخلع أحد الحلول الشرعية القانونية للمشكلات الزوجية، خصوصا إذا استحالت العشرة بين الزوجين، وتعنت الرجل في استخدام حقه في الطلاق، وأصبح من الصعب على الزوجة إثبات الضرر الذي أصابها من استمرار الحياة الزوجية.
هذا الحق أضحى الحل الوحيد والسهل الذي تلجاً الية المرأة في حال فشل مطالبتها بالتطليق أو حتى لتهديد الزوج والانتقام منه، إلا أن هذا الحل تحول إلى ظاهرة تكتسح المحاكم الكويتية حيث
كشفت إحصائية صادرة عن إدارة الإحصاء والتوثيقات الشرعية في وزارة العدل الكويتية للعام 2009 حصلت عليها «أوان» أن عدد حالات الطلاق في الكويت بلغ 5447 منها 1107 حالة خلع .
العدد الكبير لحالات الخلع التي شهدتها الكويت العام المنصرم.
ظاهرة لم يشهدها المجتمع الكويتي من قبل، حتى أنها باتت تشكل قلقاً كبيراً لدي الرجال مخافة حملهم لقب «مخلوع»
وللتقرب أكثر من حقيقة الموضوع وتحديد معالمه ألتقت «أوان» عددا من النساء اللواتي خلعن أزواجهن وعددا من الرجال المخلوعين ونقلت هذه الظاهرة إلى أهل الاختصاص لتفسيرها.
ما هو الدافع الذي يجعل المرأة الكويتية تتجه إلى خلع زوجها؟ هذا هو السؤال الذي وجهناه إلى عدد من النساء اللاتي خلعن أزواجهن، حيث تجيبنا (ن.ع) عن ذلك بالقول: «كنت متزوجة لفترة امتدت أكثر من عشر سنوات، لكن بسبب معاملة زوجي السيئة لي كرهته ولم أعد أطيق العيش معه لحظة، لذلك قمت بخلعه، لكنني ندمت بعدها، وذلك لأنني تنازلت عن كافة حقوقي الى جانب أنني أعدت له المهر والشبكة»، وتضيف قائلة «لو طلبت طلاق للضرر لحصلت على كافة حقوقي».
أم يوسف كانت لها قصة أخرى، إذ قالت لـ»أوان» إنها «تزوجت منذ أكثر من أربع سنوات من رجل لا يخاف الله، وكان من مدمني الخمر، ويحضر أصحابه الى البيت، ولم أعد أحتمل الاستمرار في العيش معه، إذ قام بتحويل بيتي الى ما يشبه المكان المخصص لشرب الخمر، وأنا امرأة ولدي طفلة، ولكي أحافظ على سمعتي وطفلتي قررت خلع زوجي».
أما (ض.ع) فتقول «زوجي بخيل جداً رغم أنه ميسور الحال، لم يكن يصرف فلسا واحدا علينا، وكنت أنا من يصرف على المنزل، فقد تعذبت كثيرا أنا وأبنائي، وسبق لي أن طلبت منه الطلاق فرفض، وقال لي (إذا أردتِ اخلعيني)، وكان يريد مني القيام بخلعه حتى لا يتكفل بالصرف علي وعلى أبنائه».
المحامية مي الغانم أكدت لـ «أوان» أن ظاهرة الخلع في الكويت في ازدياد، وتضيف «إن» المرأة الكويتية باتت أكثر وعياً ودراية بحقوقها الشرعية، وأكثر استقلالية في حياتها العملية، ما جعلها لا تقع فريسة للخوف من كلمة مطلقة، إذ إن الشرع جعل وأضافت المحامية الغانم قائلة «ما نراه في الفترة الأخيرة أن بعض الأزواج يستغلون الخلع في الضغط على الزوجة، وذلك عن طريق دفعها للخلع عندما تكتشف خيانته لها، في سبيل رد المهر والشبكة التي سبق له تقديمها للزوجة، فضلاً عن التنازل عن النفقة».
وعددت المحامية الغانم شروط الخلع، مؤكدة أنها تأتي في ثلاث حالات، إذ قالت إن أولى حالات الخلع هي الصيغة الخاصة، حيث ترد بعبارة (خلعتك على كذا)، بينما تأتي ثاني الحالات وهي التنجيز، أي ألا يقع على المرأة أي أمر مستقبلي، بينما تأتي الحاله الثالثة بالإشهاد، أي أن يقع بحضور رجلين عادلين.
د. لبنى القاضي أستاذة في قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الكويت حذرا من تفشي ظاهرة «الخلع» التي وصفتها «بالخطيرة»، التي يجب الوقوف عندها، وإيجاد الحلول المناسبة للحد منها، وترى د.القاضي أن الزوجات لسن مستعدات للاستمرار في الحياة الزوجية، ويردن التحرر من قيد الزواج، إذ لم تعد المرأة الكويتية كما كانت في فترة الستينيات والسبعينيات تفكر ألف مرة قبل أن تطلب الطلاق، وذلك على حد وصفها، وتتابع قائلة «المرأة الكويتية أصبحت مع التعليم أكثر وعيا بحقوقها وبالحياة، إذ باتت تفضل حريتها وسعادتها بأن تخلع زوجها على أن تستمر في زواجها وهي تعيسة».
وعددت د.القاضي الأسباب التي تدفع الشباب إلى الطلاق قائلة: إنها تأتي دوما في إطار اختلاف بين الشخصيتين، وعدم التفاهم وضعف الانسجام والتقصير عن حقوق الزوج، وضعف لغة الحوار، إذ إن الفئة الأكبر التي يكثر فيها الطلاق هي فئة الشباب، وقالت «ذلك دليل على عدم النضج والوعي الكافي بمبادئ الزواج، وعدم معرفة الحقوق والواجبات الزوجية، وقلة الوعي بتحديد الأدوار والقيام بها، وعدم تحمل المسؤولية إلى جانب تدخل الأهل السلبي»، مشيرة إلى أن الأمور المادية تعد أحد الأسباب التي تبدأ الخلافات عليها منذ بداية عقد القران، حيث تكثر الخلافات على ترتيبات الزواج، كما تتطور الخلافات المادية مع مرور الوقت، بحيث يصبح الرجل اكثر اعتمادا على راتب الزوجة، ومطالبتها بشكل صريح بتحمل جزء من المسؤولية المادية.
وأردفت د.القاضي قائلة «أما الفئة العمرية التي تقع ما بين 25 و35 عاماً، فتكون أسباب الطلاق قائمة على وقوع أحد طرفي الزواج في دائرة العنف والإدمان، أو نتاج قلة الحوار وتراكم المشاكل والتسلط واختلاف المستوى الثقافي والاجتماعي وتراكم الديون، ووقوع الزوج تحت رحمة الديون، مما يسبب الضغط النفسي له ويؤثر في زوجته وأبنائه».
تاريخ النشر : 2010-01-25
شيمان الحضينة - أوان
الخلع أحد الحلول الشرعية القانونية للمشكلات الزوجية، خصوصا إذا استحالت العشرة بين الزوجين، وتعنت الرجل في استخدام حقه في الطلاق، وأصبح من الصعب على الزوجة إثبات الضرر الذي أصابها من استمرار الحياة الزوجية.
هذا الحق أضحى الحل الوحيد والسهل الذي تلجاً الية المرأة في حال فشل مطالبتها بالتطليق أو حتى لتهديد الزوج والانتقام منه، إلا أن هذا الحل تحول إلى ظاهرة تكتسح المحاكم الكويتية حيث
كشفت إحصائية صادرة عن إدارة الإحصاء والتوثيقات الشرعية في وزارة العدل الكويتية للعام 2009 حصلت عليها «أوان» أن عدد حالات الطلاق في الكويت بلغ 5447 منها 1107 حالة خلع .
العدد الكبير لحالات الخلع التي شهدتها الكويت العام المنصرم.
ظاهرة لم يشهدها المجتمع الكويتي من قبل، حتى أنها باتت تشكل قلقاً كبيراً لدي الرجال مخافة حملهم لقب «مخلوع»
وللتقرب أكثر من حقيقة الموضوع وتحديد معالمه ألتقت «أوان» عددا من النساء اللواتي خلعن أزواجهن وعددا من الرجال المخلوعين ونقلت هذه الظاهرة إلى أهل الاختصاص لتفسيرها.
ما هو الدافع الذي يجعل المرأة الكويتية تتجه إلى خلع زوجها؟ هذا هو السؤال الذي وجهناه إلى عدد من النساء اللاتي خلعن أزواجهن، حيث تجيبنا (ن.ع) عن ذلك بالقول: «كنت متزوجة لفترة امتدت أكثر من عشر سنوات، لكن بسبب معاملة زوجي السيئة لي كرهته ولم أعد أطيق العيش معه لحظة، لذلك قمت بخلعه، لكنني ندمت بعدها، وذلك لأنني تنازلت عن كافة حقوقي الى جانب أنني أعدت له المهر والشبكة»، وتضيف قائلة «لو طلبت طلاق للضرر لحصلت على كافة حقوقي».
أم يوسف كانت لها قصة أخرى، إذ قالت لـ»أوان» إنها «تزوجت منذ أكثر من أربع سنوات من رجل لا يخاف الله، وكان من مدمني الخمر، ويحضر أصحابه الى البيت، ولم أعد أحتمل الاستمرار في العيش معه، إذ قام بتحويل بيتي الى ما يشبه المكان المخصص لشرب الخمر، وأنا امرأة ولدي طفلة، ولكي أحافظ على سمعتي وطفلتي قررت خلع زوجي».
أما (ض.ع) فتقول «زوجي بخيل جداً رغم أنه ميسور الحال، لم يكن يصرف فلسا واحدا علينا، وكنت أنا من يصرف على المنزل، فقد تعذبت كثيرا أنا وأبنائي، وسبق لي أن طلبت منه الطلاق فرفض، وقال لي (إذا أردتِ اخلعيني)، وكان يريد مني القيام بخلعه حتى لا يتكفل بالصرف علي وعلى أبنائه».
المحامية مي الغانم أكدت لـ «أوان» أن ظاهرة الخلع في الكويت في ازدياد، وتضيف «إن» المرأة الكويتية باتت أكثر وعياً ودراية بحقوقها الشرعية، وأكثر استقلالية في حياتها العملية، ما جعلها لا تقع فريسة للخوف من كلمة مطلقة، إذ إن الشرع جعل وأضافت المحامية الغانم قائلة «ما نراه في الفترة الأخيرة أن بعض الأزواج يستغلون الخلع في الضغط على الزوجة، وذلك عن طريق دفعها للخلع عندما تكتشف خيانته لها، في سبيل رد المهر والشبكة التي سبق له تقديمها للزوجة، فضلاً عن التنازل عن النفقة».
وعددت المحامية الغانم شروط الخلع، مؤكدة أنها تأتي في ثلاث حالات، إذ قالت إن أولى حالات الخلع هي الصيغة الخاصة، حيث ترد بعبارة (خلعتك على كذا)، بينما تأتي ثاني الحالات وهي التنجيز، أي ألا يقع على المرأة أي أمر مستقبلي، بينما تأتي الحاله الثالثة بالإشهاد، أي أن يقع بحضور رجلين عادلين.
د. لبنى القاضي أستاذة في قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الكويت حذرا من تفشي ظاهرة «الخلع» التي وصفتها «بالخطيرة»، التي يجب الوقوف عندها، وإيجاد الحلول المناسبة للحد منها، وترى د.القاضي أن الزوجات لسن مستعدات للاستمرار في الحياة الزوجية، ويردن التحرر من قيد الزواج، إذ لم تعد المرأة الكويتية كما كانت في فترة الستينيات والسبعينيات تفكر ألف مرة قبل أن تطلب الطلاق، وذلك على حد وصفها، وتتابع قائلة «المرأة الكويتية أصبحت مع التعليم أكثر وعيا بحقوقها وبالحياة، إذ باتت تفضل حريتها وسعادتها بأن تخلع زوجها على أن تستمر في زواجها وهي تعيسة».
وعددت د.القاضي الأسباب التي تدفع الشباب إلى الطلاق قائلة: إنها تأتي دوما في إطار اختلاف بين الشخصيتين، وعدم التفاهم وضعف الانسجام والتقصير عن حقوق الزوج، وضعف لغة الحوار، إذ إن الفئة الأكبر التي يكثر فيها الطلاق هي فئة الشباب، وقالت «ذلك دليل على عدم النضج والوعي الكافي بمبادئ الزواج، وعدم معرفة الحقوق والواجبات الزوجية، وقلة الوعي بتحديد الأدوار والقيام بها، وعدم تحمل المسؤولية إلى جانب تدخل الأهل السلبي»، مشيرة إلى أن الأمور المادية تعد أحد الأسباب التي تبدأ الخلافات عليها منذ بداية عقد القران، حيث تكثر الخلافات على ترتيبات الزواج، كما تتطور الخلافات المادية مع مرور الوقت، بحيث يصبح الرجل اكثر اعتمادا على راتب الزوجة، ومطالبتها بشكل صريح بتحمل جزء من المسؤولية المادية.
وأردفت د.القاضي قائلة «أما الفئة العمرية التي تقع ما بين 25 و35 عاماً، فتكون أسباب الطلاق قائمة على وقوع أحد طرفي الزواج في دائرة العنف والإدمان، أو نتاج قلة الحوار وتراكم المشاكل والتسلط واختلاف المستوى الثقافي والاجتماعي وتراكم الديون، ووقوع الزوج تحت رحمة الديون، مما يسبب الضغط النفسي له ويؤثر في زوجته وأبنائه».
تاريخ النشر : 2010-01-25