جمال
01-25-2010, 07:44 AM
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2010/01/25/144979_Untitled-4_small.jpg
بيروت - عبد الله أحمد
صدر عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» وعن «المورد للإعلام» كتاب «الحوثيون: دراسة منهجية شاملة»، للكاتب اليمني أحمد محمد الدغشي. الذي يعتبر أن ظاهرة الحوثية أخذت في اليمن حيزاً هائلاً من الاهتمام الإعلامي، ومساحة واسعة من الجدل الثقافي والفكري على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ظهرت كتابات متباينة الوجهة حول هذا الموضوع، تأييداً ومعارضة، إذ يقف الباحث الحر محتاراً حين يبحث عن كتاب أو دراسة علمية تتحلى بقدر معقول من الموضوعية، فلا يجد إلا القراءة ذات اللون الواحد، وبالعين الواحدة، هي عين المحب الغالي، أو المبغض الشاني، لتدور الكتابات بين ثنائية التبخيس والتقديس، أو الرفض المطلق، والقبول الكامل، وتلك آفة من يكتب في الفرق والجماعات، في القديم والحديث.
فالكتابة في قضية معقدة كالحوثية، يختلط فيها الفكر بالسياسة، والتاريخ بالحاضر، والأيديولوجية بالمنفعة، لذا لا بد من التريث، ومجاهدة الذات، كي تخرج نوازع الأنا، ودوافع الرضا والسخط، ومعايير القبول والرفض. كذلك يجب أن يوطن الباحث نفسه على تقبل النقد مهما احتد، بل الاتهام والاتهام المضاد.
يُعرِّف المؤلف حركة الحوثي بأنها ظاهرة تربوية وفكرية وسياسية حديثة في شكلها وهيكلها الخارجي، بيد أنها ذات جذور اختلط فيها القديم بالحديث، فيما يتعلق بجوهر المضامين ومنطلقات التفكير، مع تفاعل مشهود مع الواقع المعاصر وإشكالاته وتحدياته. وعلى ذلك يعرف الدغشي ظاهرة الحوثي إجرائياً بأنها تلك الحركة أو ذلك المنتدى أو التنظيم الفكري التربوي الذي أعلن عن نفسه في عام 1990، باسم «الشباب المؤمن»، بوصفه إطاراً تربوياً وثقافياً في البداية، إذ اقتصر نشاطه آنذاك على تربية الشباب وتأهيلهم بدراسة بعض علوم الشريعة، مع الأنشطة المصاحبة، وفق رؤية مذهبية زيدية غالبة، ثم انتقل بسبب بعض العوامل إلى تنظيم عسكري مسلح، بدءاً من منتصف عام 2004، وصار يُطلق على أتباعه «الحوثيون».
خلاصات
من خلال بحثه، يخرج الكاتب بخلاصات أهمها أن الظاهرة الحوثية تمثل مشكلة معقدة اختلطت فيها عناصر الفكر والتربية والسياسة والتاريخ والجغرافيا والعصر والأيديولوجيا والتنمية والمنافع المتناقضة، ما يقتضي استصحاب ذلك كله عند البحث فيها، والسعي نحو معالجتها. إضافة إلى أن الظاهرة الحوثية تنتمي إلى المدرسة الزيدية (الجارودية)، وهي المتسمة بالاتقاء مع المدرسة الإمامية الإثني عشرية في جانب النيل من كبار الصحابة، وفي مقدمهم الخلفاء الراشدون المتقدمون على علي بن أبي طالب.
يفيد الدغشي أن الحوثية مرت بمرحلتين: إحداهما مرحلة التأسيس والتكوين - 1990، وسمتها تربوية تعليمية، وفيها قاربت أعداد الطلاب الألف طالب، وعقدت 67 حلقة، وانتشرت المراكز في تسع محافظات يمنية، بما فيها بعض المحافظات ذات الطابع الشافعي السني المختلط. ثم مرحلة المواجهة المسلحة التي اندلعت منتصف عام 2004، وهنا انتقلت الحركة الحوثية إلى طور آخر، نجمت عنه أزمة وطنية كبرى، لا تزال تداعياتها مستمرة إلى أمد لا يعلم أحد مداه.
يعزو الكاتب ظهور الحوثية إلى عاملين رئيسين: داخلي وخارجي. ويمكن إيجاز عوامل الظهور الداخلية في: جذور التشيع السياسي التي تحصر حق الحكم في سلالة بعينها، وهذا ما أكد عليه المرجع الزيدي بدر الدين الحوثي في حوار صحافي شهير، مع الإشارة إلى ظهور أصوات اعتبرت مثل ذلك الرأي مجرد نظرية تاريخية لا تنسجم مع روح العصر، واعتبرت مقياس الكفاءة هو المعيار الأساس في حق الحكم.
أما جوهر العوامل الخارجية فيرده المؤلف إلى فكرة تصدير الثورة التي تبنتها الثورة الإسلامية في إيران عقب انتصارها عام 1979، وإن ظل التأثر بها سياسياً، عند الرجل المؤسس (حسين الحوثي) على وجه التحديد.
شواهد
خلافاً للشائع في الوسط السني من كون مؤسس الحوثية (حسين الحوثي) تابعاً مطلقاً للإثني عشرية القادمة من إيران أو لبنان، يؤكد أحمد الدغشي أن الحوثي على خلاف كلي من الفكر الإثني عشري الإمامي، وأبرز الشواهد على ذلك موقفه الرافض بشدة لفكرة الإمام الغائب الثاني عشر، وتحذيره من إحلال المذهب الإمامي في اليمن، وتسفيهه لمسألتي المتعة والخمس لدى الإمامية، بل كان حسين الحوثي ينطلق في دعوته من مرجعيته الزيدية الجارودية، مع بعض الاجتهادات الخاصة به، كما أثبت ذلك بعض الوثائق المتضمنة في الدراسة بهذا الخصوص.
مع التأكيد على الحقيقة السابقة عن اللاعلاقة بين الفكر الحوثي لدى المؤسس حسين الحوثي، خصوصاً، وبين الفكر الإثني عشري. يشير صاحب الكتاب إلى أنه ومن دون شك أن اندلاع المواجهات المسلحة في اليمن أتاح المجال للتدخل الخارجي في البلاد على نحو غير مسبوق، وإن كان ذلك لا يعني بالضرورة متابعة أيديولوجية أو فكرية، غير أنه تبين أن تلك المواجهات غدت مظلة لبعض المتحولين إلى الإثني عشرية، وأصبحت غطاء لبعض المحاولات الخارجية الهادفة إلى تحقيق نفوذ لها على أرض اليمن، على غرار ما يحدث في أمكنة مختلفة، وأبرزها العراق. هذا بغض النظر عن موافقة المؤسس الأول على ذلك، أو من هو على خطه الفكري بعد رحيله. ومن بين أبرز الشواهد الدالة على مدى التأثر بالعامل الخارجي: الاحتفاء بيوم الغدير، والشعار الثوري الإيراني الشهير: الله أكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام...
يلفت الكاتب إلى أن مستقبل الحوثيين تبين أنه يسير في اتجاهات ثلاثة هي: الاتجاه العسكري والميداني، ومعطياته كافة أكدت استمرار الحرب، أو الإعلان عن حرب سادسة، وذلك ما تم فعلياً، ثم الاتجاه السياسي والتنظيمي، وتبين أنه مشكلة عويصة معقدة، بل متضاربة حتى في ذهنية القيادات الحوثية الراهنة ذاتها، وتأكد أن الاتجاه التربوي والفكري (الاتجاه الثالث) هو جوهر المشكلة وأساسها المنعكس على أبعادها جميعاً.
يقدم المؤلف بعض التوصيات إلى الحوثيين والسلطة السياسية على حد سواء، فعلى الأخيرة التعامل مع ظاهرة الحوثية في مجملها بوصفها ظاهرة مذهبية معقدة قديمة، وإن تجلت اليوم بصورة مختلفة نسبياً، بسبب بعض المعطيات والظروف المعاصرة، لكن ذلك لا يحيلها إلى كيان غازٍ فاقد للمشروعية من الأساس. إذ هي في حقيقة الأمر امتداد للمدرسة الزيدية (الجارودية)، وهي قائمة في اليمن منذ قرون متطاولة. ويشيد الدغشي في دراسته بالمبادرات الجريئة التي تبناها بعض علماء الزيدية في محاولته السعي نحو التفاعل الإيجابي مع نصوص القانون والدستور الساري في البلاد حول معيار الأهلية للحكم، واعتبار الكفاءة المعيار الأساس في ذلك وليس النسب.
كذلك يستغرب الدغشي الموقف الحوثي تجاه الأقلية اليهودية في صعدة، بغض النظر عن أي ملابسات تسببت في الإقدام على تلك الخطوة، فإنه لا يعدم الأمل في كون من أقدم على ذلك قد رأى النتائج العكسية التي أفضى إليها مسلكه في ذلك، فإضافة إلى الظلم الذي حاق بأقلية تمثل جزءاً من النسيج الاجتماعي والوطني، فإنه بات من المرجح أن أزمتهم إذا ظلت تراوح مكانها من غير الإسراع في معالجتها جذرياً، فإن ذلك قد يتيح المجال للتدخل الأجنبي، ومطالبة السلطة السياسية بترحيلهم إلى حيث يجدون المأوى الآمن خارج البلاد، وفلسطين المحتلة هي «بلد اليهود المقدس»، فقد طالبت المنظمة اليهودية العالمية بترحيل 113 يهودياً يمنياً إلى إسرائيل بدلاً من الولايات المتحدة الأميركية.
في الختام تدعو الدراسة الاتجاه الحوثي والسلطة معاً إلى الاحتكام الفعلي إلى مؤسسات الدولة ودستور البلاد وقوانينها النافذة، في ما يتصل بأي مطالب مشروعة للاتجاه الحوثي، وعدم اللجوء إلى العنف أو استعمال السلاح لحل أي نزاع، واعتماد منهج الحوار أساساً في ذلك.
بيروت - عبد الله أحمد
صدر عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» وعن «المورد للإعلام» كتاب «الحوثيون: دراسة منهجية شاملة»، للكاتب اليمني أحمد محمد الدغشي. الذي يعتبر أن ظاهرة الحوثية أخذت في اليمن حيزاً هائلاً من الاهتمام الإعلامي، ومساحة واسعة من الجدل الثقافي والفكري على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ظهرت كتابات متباينة الوجهة حول هذا الموضوع، تأييداً ومعارضة، إذ يقف الباحث الحر محتاراً حين يبحث عن كتاب أو دراسة علمية تتحلى بقدر معقول من الموضوعية، فلا يجد إلا القراءة ذات اللون الواحد، وبالعين الواحدة، هي عين المحب الغالي، أو المبغض الشاني، لتدور الكتابات بين ثنائية التبخيس والتقديس، أو الرفض المطلق، والقبول الكامل، وتلك آفة من يكتب في الفرق والجماعات، في القديم والحديث.
فالكتابة في قضية معقدة كالحوثية، يختلط فيها الفكر بالسياسة، والتاريخ بالحاضر، والأيديولوجية بالمنفعة، لذا لا بد من التريث، ومجاهدة الذات، كي تخرج نوازع الأنا، ودوافع الرضا والسخط، ومعايير القبول والرفض. كذلك يجب أن يوطن الباحث نفسه على تقبل النقد مهما احتد، بل الاتهام والاتهام المضاد.
يُعرِّف المؤلف حركة الحوثي بأنها ظاهرة تربوية وفكرية وسياسية حديثة في شكلها وهيكلها الخارجي، بيد أنها ذات جذور اختلط فيها القديم بالحديث، فيما يتعلق بجوهر المضامين ومنطلقات التفكير، مع تفاعل مشهود مع الواقع المعاصر وإشكالاته وتحدياته. وعلى ذلك يعرف الدغشي ظاهرة الحوثي إجرائياً بأنها تلك الحركة أو ذلك المنتدى أو التنظيم الفكري التربوي الذي أعلن عن نفسه في عام 1990، باسم «الشباب المؤمن»، بوصفه إطاراً تربوياً وثقافياً في البداية، إذ اقتصر نشاطه آنذاك على تربية الشباب وتأهيلهم بدراسة بعض علوم الشريعة، مع الأنشطة المصاحبة، وفق رؤية مذهبية زيدية غالبة، ثم انتقل بسبب بعض العوامل إلى تنظيم عسكري مسلح، بدءاً من منتصف عام 2004، وصار يُطلق على أتباعه «الحوثيون».
خلاصات
من خلال بحثه، يخرج الكاتب بخلاصات أهمها أن الظاهرة الحوثية تمثل مشكلة معقدة اختلطت فيها عناصر الفكر والتربية والسياسة والتاريخ والجغرافيا والعصر والأيديولوجيا والتنمية والمنافع المتناقضة، ما يقتضي استصحاب ذلك كله عند البحث فيها، والسعي نحو معالجتها. إضافة إلى أن الظاهرة الحوثية تنتمي إلى المدرسة الزيدية (الجارودية)، وهي المتسمة بالاتقاء مع المدرسة الإمامية الإثني عشرية في جانب النيل من كبار الصحابة، وفي مقدمهم الخلفاء الراشدون المتقدمون على علي بن أبي طالب.
يفيد الدغشي أن الحوثية مرت بمرحلتين: إحداهما مرحلة التأسيس والتكوين - 1990، وسمتها تربوية تعليمية، وفيها قاربت أعداد الطلاب الألف طالب، وعقدت 67 حلقة، وانتشرت المراكز في تسع محافظات يمنية، بما فيها بعض المحافظات ذات الطابع الشافعي السني المختلط. ثم مرحلة المواجهة المسلحة التي اندلعت منتصف عام 2004، وهنا انتقلت الحركة الحوثية إلى طور آخر، نجمت عنه أزمة وطنية كبرى، لا تزال تداعياتها مستمرة إلى أمد لا يعلم أحد مداه.
يعزو الكاتب ظهور الحوثية إلى عاملين رئيسين: داخلي وخارجي. ويمكن إيجاز عوامل الظهور الداخلية في: جذور التشيع السياسي التي تحصر حق الحكم في سلالة بعينها، وهذا ما أكد عليه المرجع الزيدي بدر الدين الحوثي في حوار صحافي شهير، مع الإشارة إلى ظهور أصوات اعتبرت مثل ذلك الرأي مجرد نظرية تاريخية لا تنسجم مع روح العصر، واعتبرت مقياس الكفاءة هو المعيار الأساس في حق الحكم.
أما جوهر العوامل الخارجية فيرده المؤلف إلى فكرة تصدير الثورة التي تبنتها الثورة الإسلامية في إيران عقب انتصارها عام 1979، وإن ظل التأثر بها سياسياً، عند الرجل المؤسس (حسين الحوثي) على وجه التحديد.
شواهد
خلافاً للشائع في الوسط السني من كون مؤسس الحوثية (حسين الحوثي) تابعاً مطلقاً للإثني عشرية القادمة من إيران أو لبنان، يؤكد أحمد الدغشي أن الحوثي على خلاف كلي من الفكر الإثني عشري الإمامي، وأبرز الشواهد على ذلك موقفه الرافض بشدة لفكرة الإمام الغائب الثاني عشر، وتحذيره من إحلال المذهب الإمامي في اليمن، وتسفيهه لمسألتي المتعة والخمس لدى الإمامية، بل كان حسين الحوثي ينطلق في دعوته من مرجعيته الزيدية الجارودية، مع بعض الاجتهادات الخاصة به، كما أثبت ذلك بعض الوثائق المتضمنة في الدراسة بهذا الخصوص.
مع التأكيد على الحقيقة السابقة عن اللاعلاقة بين الفكر الحوثي لدى المؤسس حسين الحوثي، خصوصاً، وبين الفكر الإثني عشري. يشير صاحب الكتاب إلى أنه ومن دون شك أن اندلاع المواجهات المسلحة في اليمن أتاح المجال للتدخل الخارجي في البلاد على نحو غير مسبوق، وإن كان ذلك لا يعني بالضرورة متابعة أيديولوجية أو فكرية، غير أنه تبين أن تلك المواجهات غدت مظلة لبعض المتحولين إلى الإثني عشرية، وأصبحت غطاء لبعض المحاولات الخارجية الهادفة إلى تحقيق نفوذ لها على أرض اليمن، على غرار ما يحدث في أمكنة مختلفة، وأبرزها العراق. هذا بغض النظر عن موافقة المؤسس الأول على ذلك، أو من هو على خطه الفكري بعد رحيله. ومن بين أبرز الشواهد الدالة على مدى التأثر بالعامل الخارجي: الاحتفاء بيوم الغدير، والشعار الثوري الإيراني الشهير: الله أكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام...
يلفت الكاتب إلى أن مستقبل الحوثيين تبين أنه يسير في اتجاهات ثلاثة هي: الاتجاه العسكري والميداني، ومعطياته كافة أكدت استمرار الحرب، أو الإعلان عن حرب سادسة، وذلك ما تم فعلياً، ثم الاتجاه السياسي والتنظيمي، وتبين أنه مشكلة عويصة معقدة، بل متضاربة حتى في ذهنية القيادات الحوثية الراهنة ذاتها، وتأكد أن الاتجاه التربوي والفكري (الاتجاه الثالث) هو جوهر المشكلة وأساسها المنعكس على أبعادها جميعاً.
يقدم المؤلف بعض التوصيات إلى الحوثيين والسلطة السياسية على حد سواء، فعلى الأخيرة التعامل مع ظاهرة الحوثية في مجملها بوصفها ظاهرة مذهبية معقدة قديمة، وإن تجلت اليوم بصورة مختلفة نسبياً، بسبب بعض المعطيات والظروف المعاصرة، لكن ذلك لا يحيلها إلى كيان غازٍ فاقد للمشروعية من الأساس. إذ هي في حقيقة الأمر امتداد للمدرسة الزيدية (الجارودية)، وهي قائمة في اليمن منذ قرون متطاولة. ويشيد الدغشي في دراسته بالمبادرات الجريئة التي تبناها بعض علماء الزيدية في محاولته السعي نحو التفاعل الإيجابي مع نصوص القانون والدستور الساري في البلاد حول معيار الأهلية للحكم، واعتبار الكفاءة المعيار الأساس في ذلك وليس النسب.
كذلك يستغرب الدغشي الموقف الحوثي تجاه الأقلية اليهودية في صعدة، بغض النظر عن أي ملابسات تسببت في الإقدام على تلك الخطوة، فإنه لا يعدم الأمل في كون من أقدم على ذلك قد رأى النتائج العكسية التي أفضى إليها مسلكه في ذلك، فإضافة إلى الظلم الذي حاق بأقلية تمثل جزءاً من النسيج الاجتماعي والوطني، فإنه بات من المرجح أن أزمتهم إذا ظلت تراوح مكانها من غير الإسراع في معالجتها جذرياً، فإن ذلك قد يتيح المجال للتدخل الأجنبي، ومطالبة السلطة السياسية بترحيلهم إلى حيث يجدون المأوى الآمن خارج البلاد، وفلسطين المحتلة هي «بلد اليهود المقدس»، فقد طالبت المنظمة اليهودية العالمية بترحيل 113 يهودياً يمنياً إلى إسرائيل بدلاً من الولايات المتحدة الأميركية.
في الختام تدعو الدراسة الاتجاه الحوثي والسلطة معاً إلى الاحتكام الفعلي إلى مؤسسات الدولة ودستور البلاد وقوانينها النافذة، في ما يتصل بأي مطالب مشروعة للاتجاه الحوثي، وعدم اللجوء إلى العنف أو استعمال السلاح لحل أي نزاع، واعتماد منهج الحوار أساساً في ذلك.