المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كحلها الشيخ الكبيسي.. فعماها ........



سيد مرحوم
09-14-2004, 09:50 AM
كحلها الشيخ الكبيسي.. فعماها

أرض السواد- عبدالمنعم الاعسم

aalassam@hotmail.com

يستحوذ الداعية الاسلامي الشيخ احمد الكبيسي على انتباه المستمعين اليه، وربما على اعجاب العديد من الليبراليين وهو يتحدث عن الشؤون السياسية وبعدها الديني، وكان اولئك وهؤلاء يجدون ان العراق بات يتسع لمثل هذا الصوت، ومرد هذا الاعجاب وذلك الانتباه، كما يعتقد، ليس بالضرورة في ما يطرحه الدكتور الكبيسي من قناعات، بل في خروجه على النص التقليدي المغلق لزملائه الدعاة، من جهة، ولباقته الدبلوماسية في الفصل بين بعض احكام الدين وبين بعض موجبات السياسة، من جهة ثانية.
والذين تابعوا ظهوره، لأول مرة، على المسرح السياسي غداة احتلال العراق وسقوط صدام حسين وبالزخم اللافت للنظر، ذهبوا الى الظن بان الشيخ الكبيسي الذي اسس جمعية علماء المسلمين، توا، سيكون احد لاعبي المرحلة، وبخاصة حين بدأ يطرح موضوعته القائلة (بان الاحتلال اصبح واقعا وعلينا العمل على تقليل اضراره ومنع اطالته) ثم حين اعلن ان الجمعية ليست مسيسة، الامر الذي دفع محللين الى القول انه غادر العراق، فيما بعد، في الوقت الذي تحولت جمعيته، بمشيئة آخرين من زملائه، الى مشروع سياسي لا أثر لظلال الشريعة والدعوة وعلوم الفقه والتفسير والتوحيد على اجندتها، وقد نأت الجمعية عما كان الشيخ الكبيسي قد رسم حدوده، ونأىهو عن محاولات التقريب بين الطائفتين، وتنقية النفوس مما علق بها من مظان وهواجس، وفي قصاصاتي وجدت تصريحا مبكرا له، نشر في صحيفة خليجية بعد اسابيع من سقوط النظام، وقد اورد فيه معلومة خطيرة، قال فيها ما يلي: " أن وزارة الأوقاف التي كان وزيرها على الدوام من الطائفة السنية كانت غير طائفية في جانبها الإداري". وذكر مثالا على ذلك (هيئة استثمار أموال الوقف) مؤكدا انها كانت تضم 283 موظفا : 83 منهم من السنة و200 من الشيعة على الرغم من أن 95% من أموال الهيئة هي للسنة [استثمارات أموال وأملاك ومساجد] و4% للشيعية [الغالبية تعود مباشرة للحوزة العلمية] و1% للطوائف الأخرى، وقد قبلت هذه المعلومة لسببين، الاول، ان الاطراف الاخرى لم تنفها، والثاني، ان مصادر الشيخ الكبيسي موثوقة لانه نفسه كان من رجال الفترة السابقة قبل ان ينتقل الى المنطقة الرمادية التي تقع بين النظام والمعارضة.
ومنذ ايام كانت فضائية عربية تحض مشاهديها على انتظار محاورة ستجريها مع الشيخ الدكتور احمد الكبيسي، فوجد الكثير من المهتمين باخباره، وبالشأن الذي يمس المشروع الديني في العراق فرصة لمعرفة ما سيقوله الداعية صاحب الاطروحات اللافتة بصدد استخدام الاسلام رداء للجريمة المنظمة في العراق، وبصدد تحول الجماعات الدعوية الى احزاب سياسية، أو الى أذرع سياسية للجماعات الارهابية المسلحة، واعتقد كثيرون ان الشيخ الكبيسي سيكحلها ، إن لم يرد لها البصر..
وحين حلت ساعة اللقاء، كنا نتوقع ان يعلن الشيخ الدكتور احمد الكبيسي التبرؤ من الخطايا الدموية وبخاصة من ذبح العمال النيباليين على يد "المقاومة" المسلحة، وان يبطل تلك الشرعة التي سوغت لمثل هذه الجريمة: ناور الشيخ الكبيسي، ولف ودار ..ثم اطلقها بوجوه مشاهديه: ان ذبح احد عشر رقبة بريئة غلطة.. نعم انها غلطة..كل العراقيين غلطوا .. وهكذا أخذت موجات التبرير العاتية رؤوس اثني عشر ضحية الى المجهول، فيما كنا ننتظر من الدكتور الكبيسي ان يكحلها..فعماها.ــــ
كلام
ــــ
مثل فرنسي:
" ليس هناك وسادة أنعم من الضمير النقي."