لمياء
01-22-2010, 12:40 PM
فكرة الدولة اليهودية مماثلة لنظام العبودية الأميركي
وسام متى
تسأله: «كيف يمكن ليهودي أن يكون مناهضاً لإسرائيل؟»، فيجيبك ببساطة: «كيف يمكن لليهودي ألا يكون مناهضاً لإسرائيل؟». إنه ستانلي كوهين، المحامي الأميركي اليهودي المثير للجدل، الذي وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» ذات يوم بأنه «أكثر الأشخاص عرضة للكراهية في نيويورك»، لكنه يصحح معلومات الصحيفة الأميركية الواسعة الانتشار بالقول: «لعلني أكثر إنسان عرضة للكراهية في الولايات المتحدة كلها».
برز اسم ستانلي كوهين (57 عاماً)، كمدافع عن القضية الفلسطينية، في أواسط التسعينيات حين تولى الدفاع عن القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، لكنّ المحامي الذي يوصف بـ«الراديكالي»، سبق أن برز في محطات عديدة، بعدما اتخذ خط المواجهة مع الإدارة الأميركية كناشط في الدفاع عن جماعات الهنود الحمر، والجيش الجمهوري الايرلندي، ومنظمة الدرب المضيء اليسارية، والأقليات العرقية في بلاد العم سام.
ويقول كوهين، الذي التقته «السفير» خلال مشاركته في «المنتدى العربي الدولي لدعم المقاومة» في بيروت، إنّ تعاطفه، كيهودي، مع القضية الفلسطينية مردّه إلى أنّ «إسرائيل، وعلى مدى ستين عاماً، ارتكبت جرائمها المروّعة بحق الشعب الفلسطيني باسم أجدادي وآبائي وأبنائي». ويضيف «إنها مسؤولية خاصة، فأنا ملزم بأن أقف وأقول بصوت عال: لا لهذه الجرائم، وإلا فإنّ أبنائي هم الذين سيدفعون ثمن ما تقترفه إسرائيل يومياً بحق الفلسطينيين والعرب».
ويشير كوهين إلى أنّ «اليهود أنفسهم قد أتوا من تراث المقاومة، فهم كشعب سام تعرّضوا للاضطهاد واختاروا المقاومة كوسيلة للنضال، لكنهم سرعان ما ضلوا طريقهم، قبل ستين عاماً، حين تحوّلوا من رازحين تحت الاحتلال، إلى قوة احتلال».
ويؤكد كوهين أن «هناك تطوّرات إيجابية بدأنا نلمسها، وهي أنّه عندما بدأ اليهود في الغرب، وتحديداً في الولايات المتحدة، يشاهدون يومياً صور ذبح الأطفال وعمليات القصف والتدمير، أصبحوا يقفون أمام المرآة، ويتساءلون: كيف يمكننا السكوت عن ذلك؟».
وعن مدى قدرة اليهود الأميركيين على تشكيل مجموعة ضغط مناوئة للوبي الصهيوني، المتمثل بلجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، يوضح كوهين أنّ بعض المجموعات مثل «جي ستريت»، تحاول إيجاد البديل. وإذ يتفادى كوهين تحديد التوجهات البعيدة الأمد لـ«جي ستريت»، إلا أنه يؤكد أنّه قد «بات صعباً على إيباك أن تعمل بسهولة»، كما كان الوضع خلال العقود الماضية، مشيراً إلى أنّ «جدار الصمت الذي فرضته هذه المجموعة، بدأ يتزعزع».
وعن مدى قدرته على مواجهة نفوذ الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة، يوضح كوهين:« أسعى من خلال عملي أن أوجد احتكاكاً (Friction) من شأنه أن يكبح عمل الآلة الصهيونية التي كانت تعمل بسلاسة خلال العقود الماضية».
أوباما وبوش توأمان
لا يراهن كوهين كثيراً على سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه القضية الفلسطينية، رغم التفاؤل الذي أبداه البعض في الشرق الأوسط خلال الأشهر الأولى من وصوله إلى البيت الأبيض، فهو يرى أن «باراك أوباما وجورج بوش توأمان». ويعتبر كوهين أنّ «أوباما يخضع لسيطرة الصهاينة، وهو محكوم بسلسلة من الأكاذيب والخرافات، كمقولة أنّ إسرائيل دولة مسكينة تدافع عن الديموقراطية». مشيراً إلى أنّ «بيرّي (الاسم الأصلي لأوباما) لا يمتلك الخبرة، وأعتقد أنه في نهاية المطاف سيضع حداً لكل جهود السلام، خاصة أنه قد أحاط نفسه بأشد المدافعين عن الصهيونية».
يرى كوهين أنّ «الحل الوحيد» للقضية الفلسطينية هو «دولة واحدة عاصمتها القدس، يعيش فيها اليهود والعرب متساوين في الحقوق المدنية والسياسية». ويشدد على أنّ هذا الأمر «ليس حلماً بل حل وحيد» لإنهاء لصراع، معتبراً أنّ «الحلم هو أن نسعى لتحقيق السلام على الطريقة التي تنتهجها السلطة في رام الله». أمّا «حل الدولتين» بالنسبة لكوهين، فهو «مماثل لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا».
ويصف كوهين إسرائيل بأنها «دولة غير شرعية»، مشيراً إلى أنّ «فكرة الدولة اليهودية، التي قامت على أرض سلبت من الشعب الفلسطيني، والتي تتعامل مع العرب (فلسطينيي العام 1948) على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، لا تختلف عن نظام العبودية الذي عرفته الولايات المتحدة».
أشكال المقاومة... ومحاكمة إسرائيل
المقاومة بالنسبة لكوهين «مفهوم متحرك»، وبالتالي فإنه يرفض تقييدها بنمط محدد، فهي تختلف بنظره وفق الظروف والإمكانات، مشيراً إلى أنّ تجربة المقاومة في لبنان تؤكد ذلك، فالمقاومة بنظره تتخذ أشكالا عديدة، بدءاً بالتربية والتوعية، مروراً بالقانون والمقاطعة الاقتصادية، والتضامن بين الشعوب، وصولاً إلى الكفاح المسلح. ويضيف «أنا لا أؤمن بالعنف من أجل العنف، لكن المشكلة أن أولئك الذين يدينون العنف يملكون أكثر أنواع الأسلحة فتكاً».
ويشدد كوهين على أهمية ما تشهده الدول الأوروبية من ملاحقات قضائية ضد قادة إسرائيل، مشيراً إلى أنها «تجربة جديرة بالاهتمام». وعن إمكان اللجوء إلى خطوات كهذه في الولايات المتحدة يوضح المحامي الأميركي أنّ «النظام القانوني الاميركي يتبنى ما يعرف بالحصانة السيادية (التي تحول ملاحقة مسؤولين من دول أخرى)، وهو لا يعترف بمبدأ الاختصاص الدولي (الذي تستند إليه المحاكم الأوروبية)، وبالتالي فإنّ أمراً كهذا يبدو صعباً للغاية»، لكنه يوضح أنّ ذلك «لا يمنع من اتخاذ اجراءات قضائية ضد أفراد ومنظمات تموّل الاستيطان، وتخرق القانون الدولي من خلال تمويل الإرهاب».
المسلمون والأقليات
في تشرين الثاني العام 2002، فجر كوهين قنبلة مدوّية بعدما أبدى استعداده للدفاع عن بن لادن، ليس لأنه يناصر «الإرهاب» بل لأنه يريد معرفة حقيقة ما تروّج له الإدارة الأميركية. ومع إعلان واشنطن «الحرب على الإرهاب» إثر أحداث 11 أيلول، تولى كوهين الدفاع عن عشرات المسلمين المحتجزين في السجون الأميركية، وهو أمر أثار عاصفة من الانتقادات في وجهه، كما عرّضه للاعتقال أكثر من مرّة.
وفي هذا الإطار، يقول كوهين إنّ عمله كمحام أوجب عليه التعامل مع العديد من القضايا، وهي ليست محصورة بالعرب والمسلمين فقط. ويضيف «لقد توليت الدفاع عن أشخاص من توجهات مختلفة هم: ناشطون سياسيون، ورجال دين سنة وشيعة، ومواطنون من الشرق الأوسط والخليج وآسيا وأفريقيا، وناشطون شيوعيون، وأعضاء في حركات التحرر، كجيش التحرير الأيرلندي، وحركة الدرب المضي (في البيرو)».
ويعتبر كوهين أنّ الجالية المسلمة في الولايات المتحدة هي الأكثر عرضة لحملة انتهاك الحقوق «بعدما أصبح اسم محمد مرادفاً لتسمية إرهابي».
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1443&articleId=2042&ChannelId=33470&Author=وسام متى
ستانلي كوهين خلال مقابلته مع «السفير» (خالد عيّاد)
وسام متى
تسأله: «كيف يمكن ليهودي أن يكون مناهضاً لإسرائيل؟»، فيجيبك ببساطة: «كيف يمكن لليهودي ألا يكون مناهضاً لإسرائيل؟». إنه ستانلي كوهين، المحامي الأميركي اليهودي المثير للجدل، الذي وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» ذات يوم بأنه «أكثر الأشخاص عرضة للكراهية في نيويورك»، لكنه يصحح معلومات الصحيفة الأميركية الواسعة الانتشار بالقول: «لعلني أكثر إنسان عرضة للكراهية في الولايات المتحدة كلها».
برز اسم ستانلي كوهين (57 عاماً)، كمدافع عن القضية الفلسطينية، في أواسط التسعينيات حين تولى الدفاع عن القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، لكنّ المحامي الذي يوصف بـ«الراديكالي»، سبق أن برز في محطات عديدة، بعدما اتخذ خط المواجهة مع الإدارة الأميركية كناشط في الدفاع عن جماعات الهنود الحمر، والجيش الجمهوري الايرلندي، ومنظمة الدرب المضيء اليسارية، والأقليات العرقية في بلاد العم سام.
ويقول كوهين، الذي التقته «السفير» خلال مشاركته في «المنتدى العربي الدولي لدعم المقاومة» في بيروت، إنّ تعاطفه، كيهودي، مع القضية الفلسطينية مردّه إلى أنّ «إسرائيل، وعلى مدى ستين عاماً، ارتكبت جرائمها المروّعة بحق الشعب الفلسطيني باسم أجدادي وآبائي وأبنائي». ويضيف «إنها مسؤولية خاصة، فأنا ملزم بأن أقف وأقول بصوت عال: لا لهذه الجرائم، وإلا فإنّ أبنائي هم الذين سيدفعون ثمن ما تقترفه إسرائيل يومياً بحق الفلسطينيين والعرب».
ويشير كوهين إلى أنّ «اليهود أنفسهم قد أتوا من تراث المقاومة، فهم كشعب سام تعرّضوا للاضطهاد واختاروا المقاومة كوسيلة للنضال، لكنهم سرعان ما ضلوا طريقهم، قبل ستين عاماً، حين تحوّلوا من رازحين تحت الاحتلال، إلى قوة احتلال».
ويؤكد كوهين أن «هناك تطوّرات إيجابية بدأنا نلمسها، وهي أنّه عندما بدأ اليهود في الغرب، وتحديداً في الولايات المتحدة، يشاهدون يومياً صور ذبح الأطفال وعمليات القصف والتدمير، أصبحوا يقفون أمام المرآة، ويتساءلون: كيف يمكننا السكوت عن ذلك؟».
وعن مدى قدرة اليهود الأميركيين على تشكيل مجموعة ضغط مناوئة للوبي الصهيوني، المتمثل بلجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، يوضح كوهين أنّ بعض المجموعات مثل «جي ستريت»، تحاول إيجاد البديل. وإذ يتفادى كوهين تحديد التوجهات البعيدة الأمد لـ«جي ستريت»، إلا أنه يؤكد أنّه قد «بات صعباً على إيباك أن تعمل بسهولة»، كما كان الوضع خلال العقود الماضية، مشيراً إلى أنّ «جدار الصمت الذي فرضته هذه المجموعة، بدأ يتزعزع».
وعن مدى قدرته على مواجهة نفوذ الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة، يوضح كوهين:« أسعى من خلال عملي أن أوجد احتكاكاً (Friction) من شأنه أن يكبح عمل الآلة الصهيونية التي كانت تعمل بسلاسة خلال العقود الماضية».
أوباما وبوش توأمان
لا يراهن كوهين كثيراً على سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه القضية الفلسطينية، رغم التفاؤل الذي أبداه البعض في الشرق الأوسط خلال الأشهر الأولى من وصوله إلى البيت الأبيض، فهو يرى أن «باراك أوباما وجورج بوش توأمان». ويعتبر كوهين أنّ «أوباما يخضع لسيطرة الصهاينة، وهو محكوم بسلسلة من الأكاذيب والخرافات، كمقولة أنّ إسرائيل دولة مسكينة تدافع عن الديموقراطية». مشيراً إلى أنّ «بيرّي (الاسم الأصلي لأوباما) لا يمتلك الخبرة، وأعتقد أنه في نهاية المطاف سيضع حداً لكل جهود السلام، خاصة أنه قد أحاط نفسه بأشد المدافعين عن الصهيونية».
يرى كوهين أنّ «الحل الوحيد» للقضية الفلسطينية هو «دولة واحدة عاصمتها القدس، يعيش فيها اليهود والعرب متساوين في الحقوق المدنية والسياسية». ويشدد على أنّ هذا الأمر «ليس حلماً بل حل وحيد» لإنهاء لصراع، معتبراً أنّ «الحلم هو أن نسعى لتحقيق السلام على الطريقة التي تنتهجها السلطة في رام الله». أمّا «حل الدولتين» بالنسبة لكوهين، فهو «مماثل لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا».
ويصف كوهين إسرائيل بأنها «دولة غير شرعية»، مشيراً إلى أنّ «فكرة الدولة اليهودية، التي قامت على أرض سلبت من الشعب الفلسطيني، والتي تتعامل مع العرب (فلسطينيي العام 1948) على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، لا تختلف عن نظام العبودية الذي عرفته الولايات المتحدة».
أشكال المقاومة... ومحاكمة إسرائيل
المقاومة بالنسبة لكوهين «مفهوم متحرك»، وبالتالي فإنه يرفض تقييدها بنمط محدد، فهي تختلف بنظره وفق الظروف والإمكانات، مشيراً إلى أنّ تجربة المقاومة في لبنان تؤكد ذلك، فالمقاومة بنظره تتخذ أشكالا عديدة، بدءاً بالتربية والتوعية، مروراً بالقانون والمقاطعة الاقتصادية، والتضامن بين الشعوب، وصولاً إلى الكفاح المسلح. ويضيف «أنا لا أؤمن بالعنف من أجل العنف، لكن المشكلة أن أولئك الذين يدينون العنف يملكون أكثر أنواع الأسلحة فتكاً».
ويشدد كوهين على أهمية ما تشهده الدول الأوروبية من ملاحقات قضائية ضد قادة إسرائيل، مشيراً إلى أنها «تجربة جديرة بالاهتمام». وعن إمكان اللجوء إلى خطوات كهذه في الولايات المتحدة يوضح المحامي الأميركي أنّ «النظام القانوني الاميركي يتبنى ما يعرف بالحصانة السيادية (التي تحول ملاحقة مسؤولين من دول أخرى)، وهو لا يعترف بمبدأ الاختصاص الدولي (الذي تستند إليه المحاكم الأوروبية)، وبالتالي فإنّ أمراً كهذا يبدو صعباً للغاية»، لكنه يوضح أنّ ذلك «لا يمنع من اتخاذ اجراءات قضائية ضد أفراد ومنظمات تموّل الاستيطان، وتخرق القانون الدولي من خلال تمويل الإرهاب».
المسلمون والأقليات
في تشرين الثاني العام 2002، فجر كوهين قنبلة مدوّية بعدما أبدى استعداده للدفاع عن بن لادن، ليس لأنه يناصر «الإرهاب» بل لأنه يريد معرفة حقيقة ما تروّج له الإدارة الأميركية. ومع إعلان واشنطن «الحرب على الإرهاب» إثر أحداث 11 أيلول، تولى كوهين الدفاع عن عشرات المسلمين المحتجزين في السجون الأميركية، وهو أمر أثار عاصفة من الانتقادات في وجهه، كما عرّضه للاعتقال أكثر من مرّة.
وفي هذا الإطار، يقول كوهين إنّ عمله كمحام أوجب عليه التعامل مع العديد من القضايا، وهي ليست محصورة بالعرب والمسلمين فقط. ويضيف «لقد توليت الدفاع عن أشخاص من توجهات مختلفة هم: ناشطون سياسيون، ورجال دين سنة وشيعة، ومواطنون من الشرق الأوسط والخليج وآسيا وأفريقيا، وناشطون شيوعيون، وأعضاء في حركات التحرر، كجيش التحرير الأيرلندي، وحركة الدرب المضي (في البيرو)».
ويعتبر كوهين أنّ الجالية المسلمة في الولايات المتحدة هي الأكثر عرضة لحملة انتهاك الحقوق «بعدما أصبح اسم محمد مرادفاً لتسمية إرهابي».
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1443&articleId=2042&ChannelId=33470&Author=وسام متى
ستانلي كوهين خلال مقابلته مع «السفير» (خالد عيّاد)