فاطمي
01-21-2010, 11:39 PM
http://www.alriyadh.com/img_s/14/143e6bb835326ce9c65cc7091a938a85_w82_h103.jpg
ناصر الحجيلان - جريدة الرياض
في تقرير نشرته مؤخرًا العربية.نت عن مرض السرطان في السعودية والخليج العربي، جاء فيه أن عدد حالات الإصابة بالسرطان في دول الخليج 71 ألفًا و882 حالة. وذكر التقرير أن السعودية تحتل المرتبة الأولى في نسبة الإصابة، حيث بلغ عدد الإصابات فيها 51 ألفًا و587 حالة. وأوضح أمين الجمعية السعودية لمكافحة السرطان د. فهد الخضيري، أن هناك مامعدله 11 ألف إصابة سنوياً في السعودية.
والواقع أن هذه النسبة مرعبة إذا علمنا أن السرطان صار يفتك بصغار السن ولايرحم أحدًا، وهذا ما يثير الأسئلة عن السبب الكامن وراء تفشّي هذا المرض العضال، ويجعل المجتمع بأكمله يفكر في كيفية حماية أفراده قبل إصابتهم والطرق السليمة للكشف المبكر ومتابعة العلاج لمن أصيبوا به.
ولعدم وجود دراسات علمية معلنة حول الأسباب، فإن الذهن يتوجّه نحو التخمين، فهناك من يجد فيما خلّفته حرب الخليج في التسعينيات من قنابل وسموم وما تبعها من حرب أمريكا على العراق ما ترك أثره على منطقة الخليج بأكملها وربما كان سببًا في هذا المرض. في حين يجد البعض أن ثمة مشكلة في المأكولات والمشروبات المعلّبة والجاهزة التي نتناولها وأنها ليست صحية بدرجة كافية لاحتوائها على الكثير من المواد الحافظة والصبغية والسكريات غير الطبيعية والإضافات الهرمونية والكيميائية. وهناك بعض الآراء التي تناقش ضرر استخدام الميكروويف وغيره من الأجهزة المعتمدة على الإشعاع فيما يخص الإصابة بالمرض خصوصًا عند من لديه استعداد وراثي. وثمة دراسات توصلت إلى تواجد الكثير من المسرطنات في مساحيق التجميل وبعض الأدوية الشعبية والمستحضرات الكيميائية بتركيزات معينة.
جدير بالذكر، أن هذه التغييرات الغذائية السريعة والدرامية لاتتحملها جينات سكان هذه المنطقة الذين يعيشون حضارة سريعة لاتزيد عمرها على خمسين عامًا، والبعض الآخر لاتتجاوز ثلاثين أو عشرين عامًا. وعند النظر في النظام الغذائي لدى جيل الأجداد ممّن لم يعرفوا معظم مانأكله اليوم، نجد أننا ربما نكون غير جاهزين صحيًا للكثير من المأكولات الجديدة. وهذا سبب من الأسباب التي يبحث فيها العلماء لتفسير ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض أخرى كالسكري الذي وصلت نسبته لمايقارب ربع السكان، هذا مع العلم أن السعوديين -والرجال منهم على وجه الخصوص- لايذهبون إلى المستشفيات بشكل دوري مما يجعل نسبة المرضى الواقعية ربما تكون أكثر.
هذا إلى جانب أن السمنة المفرطة مستشرية في الدول الخليجية، وتزامن معها ضعف ثقافة الرياضة وإهمال الصحة بأكل الدهنيات والمشويات؛ فهذه كلها تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان، وربما تكون الأبحاث المنشورة فيما يخص سرطان الثدي لدى النساء تفسّر ذلك بشكل واضح؛ حيث تصاب بعض النساء السعوديات قبل غيرهن في العالم كما سبقت الإشارة في هذه الزاوية في مقالة سابقة.
ومهما يكن الأمر، فإن الأرقام المعلنة في تقرير العربية نت ترفع مؤشر الخطر لدى المجتمع، وتجعل الجميع يشعر بأن ثمة خللا معينًا يحتاج إلى إصلاح قبل استفحال الأمر وزيادة عدد المصابين يومًا إثر يوم.
ومن هنا، فالمقترح أن تقوم الجهات الطبية والعلمية ممثلة بالجامعات والمستشفيات المتخصصة بإجراء بحوث دقيقة للتعرف على مسببات السرطان والوقوف على مختلف العناصر المحتملة التي قادت إلى تعرض الناس للإصابة بالمرض، وتحديد نسبة تقديرية لذلك، ورفع التوصيات بشأنها بهدف حماية الشعب والحرص على صحته. ومن الضروري أن يتم التعاون بين مراكز الأبحاث في مختلف المستشفيات بما يساعد على تبادل المعلومات والحالات ودراستها ضمن فريق متجانس. يضاف إلى ذلك، أهمية التثقيف الصحي حول هذا المرض وتفعيل التحليل الجيني لمرض السرطان بأنواعه حتى يقوم الناس بالاهتمام بصحتهم في وقت مبكر وخاصة من لديه أفراد مصابون في العائلة.
إن العلاج الذي تنهض به المستشفيات مهم للغاية، ولكننا نخشى أن نترك الأمر إلى أن نصل إلى زمن تضيق فيه المستشفيات -رغم كثرتها وكبر حجمها- بالمرضى، ويصبح علاجهم أزمة. ولهذا، فإن البحث عن الأسباب ، ومحاولة حماية الشعب منها يعدان أمرًا ضروريًا يجدر بالجهات الطبية المخلصة أن تنهض به دون إبطاء.
http://www.alriyadh.com/2010/01/21/article491717.html
ناصر الحجيلان - جريدة الرياض
في تقرير نشرته مؤخرًا العربية.نت عن مرض السرطان في السعودية والخليج العربي، جاء فيه أن عدد حالات الإصابة بالسرطان في دول الخليج 71 ألفًا و882 حالة. وذكر التقرير أن السعودية تحتل المرتبة الأولى في نسبة الإصابة، حيث بلغ عدد الإصابات فيها 51 ألفًا و587 حالة. وأوضح أمين الجمعية السعودية لمكافحة السرطان د. فهد الخضيري، أن هناك مامعدله 11 ألف إصابة سنوياً في السعودية.
والواقع أن هذه النسبة مرعبة إذا علمنا أن السرطان صار يفتك بصغار السن ولايرحم أحدًا، وهذا ما يثير الأسئلة عن السبب الكامن وراء تفشّي هذا المرض العضال، ويجعل المجتمع بأكمله يفكر في كيفية حماية أفراده قبل إصابتهم والطرق السليمة للكشف المبكر ومتابعة العلاج لمن أصيبوا به.
ولعدم وجود دراسات علمية معلنة حول الأسباب، فإن الذهن يتوجّه نحو التخمين، فهناك من يجد فيما خلّفته حرب الخليج في التسعينيات من قنابل وسموم وما تبعها من حرب أمريكا على العراق ما ترك أثره على منطقة الخليج بأكملها وربما كان سببًا في هذا المرض. في حين يجد البعض أن ثمة مشكلة في المأكولات والمشروبات المعلّبة والجاهزة التي نتناولها وأنها ليست صحية بدرجة كافية لاحتوائها على الكثير من المواد الحافظة والصبغية والسكريات غير الطبيعية والإضافات الهرمونية والكيميائية. وهناك بعض الآراء التي تناقش ضرر استخدام الميكروويف وغيره من الأجهزة المعتمدة على الإشعاع فيما يخص الإصابة بالمرض خصوصًا عند من لديه استعداد وراثي. وثمة دراسات توصلت إلى تواجد الكثير من المسرطنات في مساحيق التجميل وبعض الأدوية الشعبية والمستحضرات الكيميائية بتركيزات معينة.
جدير بالذكر، أن هذه التغييرات الغذائية السريعة والدرامية لاتتحملها جينات سكان هذه المنطقة الذين يعيشون حضارة سريعة لاتزيد عمرها على خمسين عامًا، والبعض الآخر لاتتجاوز ثلاثين أو عشرين عامًا. وعند النظر في النظام الغذائي لدى جيل الأجداد ممّن لم يعرفوا معظم مانأكله اليوم، نجد أننا ربما نكون غير جاهزين صحيًا للكثير من المأكولات الجديدة. وهذا سبب من الأسباب التي يبحث فيها العلماء لتفسير ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض أخرى كالسكري الذي وصلت نسبته لمايقارب ربع السكان، هذا مع العلم أن السعوديين -والرجال منهم على وجه الخصوص- لايذهبون إلى المستشفيات بشكل دوري مما يجعل نسبة المرضى الواقعية ربما تكون أكثر.
هذا إلى جانب أن السمنة المفرطة مستشرية في الدول الخليجية، وتزامن معها ضعف ثقافة الرياضة وإهمال الصحة بأكل الدهنيات والمشويات؛ فهذه كلها تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان، وربما تكون الأبحاث المنشورة فيما يخص سرطان الثدي لدى النساء تفسّر ذلك بشكل واضح؛ حيث تصاب بعض النساء السعوديات قبل غيرهن في العالم كما سبقت الإشارة في هذه الزاوية في مقالة سابقة.
ومهما يكن الأمر، فإن الأرقام المعلنة في تقرير العربية نت ترفع مؤشر الخطر لدى المجتمع، وتجعل الجميع يشعر بأن ثمة خللا معينًا يحتاج إلى إصلاح قبل استفحال الأمر وزيادة عدد المصابين يومًا إثر يوم.
ومن هنا، فالمقترح أن تقوم الجهات الطبية والعلمية ممثلة بالجامعات والمستشفيات المتخصصة بإجراء بحوث دقيقة للتعرف على مسببات السرطان والوقوف على مختلف العناصر المحتملة التي قادت إلى تعرض الناس للإصابة بالمرض، وتحديد نسبة تقديرية لذلك، ورفع التوصيات بشأنها بهدف حماية الشعب والحرص على صحته. ومن الضروري أن يتم التعاون بين مراكز الأبحاث في مختلف المستشفيات بما يساعد على تبادل المعلومات والحالات ودراستها ضمن فريق متجانس. يضاف إلى ذلك، أهمية التثقيف الصحي حول هذا المرض وتفعيل التحليل الجيني لمرض السرطان بأنواعه حتى يقوم الناس بالاهتمام بصحتهم في وقت مبكر وخاصة من لديه أفراد مصابون في العائلة.
إن العلاج الذي تنهض به المستشفيات مهم للغاية، ولكننا نخشى أن نترك الأمر إلى أن نصل إلى زمن تضيق فيه المستشفيات -رغم كثرتها وكبر حجمها- بالمرضى، ويصبح علاجهم أزمة. ولهذا، فإن البحث عن الأسباب ، ومحاولة حماية الشعب منها يعدان أمرًا ضروريًا يجدر بالجهات الطبية المخلصة أن تنهض به دون إبطاء.
http://www.alriyadh.com/2010/01/21/article491717.html