جمال
01-21-2010, 07:50 AM
اشترطت سحب الجزائريين من قائمة المعنيين بإجراءات التفتيش الأمني
رفضت الحكومة الجزائرية استقبال وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، الذي كان يريد زيارة الجزائر خلال شهر جانفي الجاري. وأبلغت الحكومة نظيرتها الفرنسية أن كوشنير غير مرحّب به إلا بشرط سحب الجزائريين من قائمة المسافرين المعنيين بإجراءات ''التفتيش الدقيق'' في المطارات الفرنسية.
تتصاعد مجدّدا حدة الخلافات القائمة بين الجزائر وفرنسا، بسبب عدة ''خرجات'' تتفاجأ بها الجزائر في كل مرة، على خلفية عدم تعاطي الحكومة الفرنسية بشكل إيجابي مع ''التنديد'' الرسمي الجزائري، بوضع المسافرين الجزائريين في خانة ''المشبوهين'' على الأراضي الفرنسية وفرض إجراءات استثنائية ضدهم في المطارات. وأبلغت الجزائر الحكومة الفرنسية، بعدم إمكانية استقبال برنار كوشنير، إلا في حال تجاوب باريس وسحب الإجراء، مثلما جاء ذلك في صحيفة ''لوفيغارو'' الفرنسية المقربة من اليمين، والتي أشارت في عددها، أمس، إلى عدم ترحيب الجزائر بزيارة كوشنير.
و علمت ''الخبر'' أن كوشنير اصطدم برفض استقباله شهر جانفي الجاري، للسبب نفسه، لكن فرنسا طلبت مهلة لتدارس إمكانية التعاطي مع الطلب الجزائري مما أدى لطلب برمجة زيارة كوشنير شهر فيفري القادم. وخلال هذه الفترة بعثت باريس بعدد من التوضيحات من خلال إرساليات لوزارة الخارجية تشرح فيها أن قرارها ''ليس عنصريا، ولكنه أمني بحت''، دون أن تعطي ردا صريحا بسحب الجزائريين من القائمة. مما أدى غالبا إلى رفض الزيارة وإلغائها من أجندة وزير الخارجية مراد مدلسي إلا في حال تجاوب قريب من الكيدورسي.
ويبدو قرار وزارة الخارجية الجزائرية، منطقيا ومقبولا، بحكم رغبة فرنسا طي عدة خلافات من خلال زيارة لوزير خارجيتها، كانت ستتزامن مع بداية سريان الإجراءات الأمنية على الجزائريين، ما كان قد يعطي انطباعا بأن الجزائر ''وافقت على الإهانة وزادت عليها باستقبال صاحبها''. وعلم أن كوشنير كان قادما إلى الجزائر ''دون أجندة عمل واضحة''، وكانت زيارته فقط ''من أجل حلحلة الأسباب التي أدت بإلغاء زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة العام الماضي لباريس وتعويضها بأخرى قبل جوان القادم''.
ولم تكن الخارجية الجزائرية، تتوقع بالمرة دخول ملف جديد على خط الخلافات الكثيرة أصلا بين العاصمتين، حيث يكفي أن أربعة ملفات ثقيلة تتباين حولها الرؤى بشكل واسع من الجهتين، حيث ترغب الجزائر في '' إكمال ورشة فتحت منذ سبعة أشهر لتجديد اتفاقية 1968 بخصوص الجالية والمهاجرين''، وكذلك: ''أن توضح فرنسا موقفها من طلب الجزائر تسليمها الأرشيف الاستعماري كاملا''، إضافة إلى قضايا معروفة ظهرت العام الماضي بداية من اعتقال أحد الدبلوماسيين
الجزائريين وتفجير ملف رهبان تيبحيرين على المستوى السياسي والإعلامي، ما أعطى صورة أن فرنسا يهمها ''التصعيد'' أكثر من مجرد فتح ملف قضائي. ولم يبق أمام برنار كوشنير إلا التوافق مع شروط الجزائر، وهو ما قد يستغرق وقتا آخر على خلفية أن الإجراء الأمني اتخذته وزارة الداخلية الفرنسية.
وقد طفت إلى السطح في الجزائر فجأة، الخلافات مع باريس وواشنطن على حد وصف وزير الخارجية مراد مدلسي، الذي سارع لتبرير الموقف الجزائري من البلدين بخصوص إجراءات التفتيش الدقيق عبر المطارات في كليهما، وبينما سارعت واشنطن إلى طلب مدلسي هاتفيا للتباحث مع هيلاري كلينتون في خطوة يفهم منها وصول رسالة الجزائر كاملة إلى البيت الأبيض الأمريكي،
يبقى الترقب سيد الموقف نحو الكيدورسي ''لإنقاذ'' زيارة كوشنير، سيما أن مدلسي بعث برسائل مطمئنة تشير إلى رغبة من الجزائر في تجاوز الأزمة. وقال في آخر ظهور إعلامي له ''الأمر يتعلق بعلاقات مصالح، لدينا مصالح اقتصادية في مختلف المجالات مع فرنسا، وهناك أيضا جاليتنا التي لا تزال في حاجة إلى تحسين ظروفها المعيشية في هذا البلد''.
المصدر :الجزائر: عاطف قدادرة
2010-01-21
رفضت الحكومة الجزائرية استقبال وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، الذي كان يريد زيارة الجزائر خلال شهر جانفي الجاري. وأبلغت الحكومة نظيرتها الفرنسية أن كوشنير غير مرحّب به إلا بشرط سحب الجزائريين من قائمة المسافرين المعنيين بإجراءات ''التفتيش الدقيق'' في المطارات الفرنسية.
تتصاعد مجدّدا حدة الخلافات القائمة بين الجزائر وفرنسا، بسبب عدة ''خرجات'' تتفاجأ بها الجزائر في كل مرة، على خلفية عدم تعاطي الحكومة الفرنسية بشكل إيجابي مع ''التنديد'' الرسمي الجزائري، بوضع المسافرين الجزائريين في خانة ''المشبوهين'' على الأراضي الفرنسية وفرض إجراءات استثنائية ضدهم في المطارات. وأبلغت الجزائر الحكومة الفرنسية، بعدم إمكانية استقبال برنار كوشنير، إلا في حال تجاوب باريس وسحب الإجراء، مثلما جاء ذلك في صحيفة ''لوفيغارو'' الفرنسية المقربة من اليمين، والتي أشارت في عددها، أمس، إلى عدم ترحيب الجزائر بزيارة كوشنير.
و علمت ''الخبر'' أن كوشنير اصطدم برفض استقباله شهر جانفي الجاري، للسبب نفسه، لكن فرنسا طلبت مهلة لتدارس إمكانية التعاطي مع الطلب الجزائري مما أدى لطلب برمجة زيارة كوشنير شهر فيفري القادم. وخلال هذه الفترة بعثت باريس بعدد من التوضيحات من خلال إرساليات لوزارة الخارجية تشرح فيها أن قرارها ''ليس عنصريا، ولكنه أمني بحت''، دون أن تعطي ردا صريحا بسحب الجزائريين من القائمة. مما أدى غالبا إلى رفض الزيارة وإلغائها من أجندة وزير الخارجية مراد مدلسي إلا في حال تجاوب قريب من الكيدورسي.
ويبدو قرار وزارة الخارجية الجزائرية، منطقيا ومقبولا، بحكم رغبة فرنسا طي عدة خلافات من خلال زيارة لوزير خارجيتها، كانت ستتزامن مع بداية سريان الإجراءات الأمنية على الجزائريين، ما كان قد يعطي انطباعا بأن الجزائر ''وافقت على الإهانة وزادت عليها باستقبال صاحبها''. وعلم أن كوشنير كان قادما إلى الجزائر ''دون أجندة عمل واضحة''، وكانت زيارته فقط ''من أجل حلحلة الأسباب التي أدت بإلغاء زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة العام الماضي لباريس وتعويضها بأخرى قبل جوان القادم''.
ولم تكن الخارجية الجزائرية، تتوقع بالمرة دخول ملف جديد على خط الخلافات الكثيرة أصلا بين العاصمتين، حيث يكفي أن أربعة ملفات ثقيلة تتباين حولها الرؤى بشكل واسع من الجهتين، حيث ترغب الجزائر في '' إكمال ورشة فتحت منذ سبعة أشهر لتجديد اتفاقية 1968 بخصوص الجالية والمهاجرين''، وكذلك: ''أن توضح فرنسا موقفها من طلب الجزائر تسليمها الأرشيف الاستعماري كاملا''، إضافة إلى قضايا معروفة ظهرت العام الماضي بداية من اعتقال أحد الدبلوماسيين
الجزائريين وتفجير ملف رهبان تيبحيرين على المستوى السياسي والإعلامي، ما أعطى صورة أن فرنسا يهمها ''التصعيد'' أكثر من مجرد فتح ملف قضائي. ولم يبق أمام برنار كوشنير إلا التوافق مع شروط الجزائر، وهو ما قد يستغرق وقتا آخر على خلفية أن الإجراء الأمني اتخذته وزارة الداخلية الفرنسية.
وقد طفت إلى السطح في الجزائر فجأة، الخلافات مع باريس وواشنطن على حد وصف وزير الخارجية مراد مدلسي، الذي سارع لتبرير الموقف الجزائري من البلدين بخصوص إجراءات التفتيش الدقيق عبر المطارات في كليهما، وبينما سارعت واشنطن إلى طلب مدلسي هاتفيا للتباحث مع هيلاري كلينتون في خطوة يفهم منها وصول رسالة الجزائر كاملة إلى البيت الأبيض الأمريكي،
يبقى الترقب سيد الموقف نحو الكيدورسي ''لإنقاذ'' زيارة كوشنير، سيما أن مدلسي بعث برسائل مطمئنة تشير إلى رغبة من الجزائر في تجاوز الأزمة. وقال في آخر ظهور إعلامي له ''الأمر يتعلق بعلاقات مصالح، لدينا مصالح اقتصادية في مختلف المجالات مع فرنسا، وهناك أيضا جاليتنا التي لا تزال في حاجة إلى تحسين ظروفها المعيشية في هذا البلد''.
المصدر :الجزائر: عاطف قدادرة
2010-01-21