المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعلام الغربي 'يغزو' اليمن إثر ارتفاع حجم التحديات الأمنية وصعود 'القاعدة'



جمال
01-09-2010, 08:21 AM
فنادق صنعاء فئة الخمس نجوم امتلأت بالصحافيين

09/01/2010



صنعاء ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الحمادي: يعاني اليمن هذه الايام تحديات كبيرة بسبب التهديدات الأمنية وبالذات من تنظيم القاعدة، كما يواجه ضغطا شديدا من الإعلام الغربي الذي (غزا) اليمن بكل ثقله، بدرجة غير مسبوقة ولم يشهد له اليمن مثيلا من قبل.

وأثار هذا (الغزو) الإعلامي الغربي لليمن مخاوف عديدة، وبالذات حيال أسباب وجوده الآن بهذه الكثافة غير المعهودة، والتي قرأها البعض على أنها تأتي في إطار التوقعات لأن يكون اليمن هدفا مقبلا للقوات الأمريكية، خاصة بعد الضربات الجوية والبرية التي استهدفت مواقع عناصر القاعدة في العديد من المناطق اليمنية خلال الشهر الماضي واستمرار الحملة العسكرية والأمنية ضد القاعدة.
فنادق العاصمة اليمنية صنعاء من فئة الخمس نجوم امتلأت بالصحافيين والإعلاميين الغربيين وفي مقدمتهم الأمريكيون والبريطانيون، لدرجة فاقت الإمكانيات الحكومية والخاصة، ولم تتمكن أي من هذه الجهات مواجهة هذا الضغط الشديد الذي وصل إلى درجة (المعاناة) من عددهم الكبير.

وذكر احد المعلقين السياسيين لـ'القدس العربي' أن هذا 'الحشد الهائل في عدد الصحافيين والاعلاميين الغربيين أرهق المحللين السياسيين، كما أرهق المتعاملين والمتعاونين معهم، وأن هذا الحجم الكبير من (الغزو) الإعلامي الغربي لليمن ربما يكون مؤشرا قويا لتدخل أمريكي لضرب القاعدة في اليمن، أو على الأقل توجيه ضربات من البارجات الأمريكية المرابطة في خليج عدن'.
وأعرب العديد من المعلقين السياسيين عن قلقهم الشديد حيال ذلك، 'خاصة وأن خطر القاعدة في اليمن لا يصل إلى هذه الدرجة الكبيرة من الخطورة، في ظل القدرات الأمنية القادرة على مواجهة خطر القاعدة، إذا توفرت لها الإمكانيات المادية'.

ونصحوا الولايات المتحدة الأمريكية بـ'أن تكون جزءا من الحل، لا أن تكون جزءا من المشكلة وألا تكرر أخطاءها السابقة في محاربة الإرهاب، كما حصل في أفغانستان وفي العراق'.

شبح التدخل الأمريكي في اليمن قادم، وفقا لهذه (الإرهاصات) الإعلامية الغربية، لكن هذا التدخل إذا حدث، قد يضاعف المشكلة مع القاعدة أكثر مما يساعد على الحل، وسيكون هذا التدخل بمثابة (هدية) قدمت بطبق من ذهب لتنظيم القاعدة، لأنها ستعطي المبرر الشافي لتنفيذ القاعدة عمليات إرهابية داخل اليمن، بذريعة أنها أصبحت في مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية، وفقا لهذه المصادر.

ويعتقد العديد من المحللين السياسيين في اليمن أن القاعدة كسبت تعاطفا كبيرا من القبائل اليمنية مؤخرا بسبب العمليات الأمنية الأخيرة التي طالت العديد من المواقع التي يعتقد أن عناصر القاعدة يختبئون فيها في محافظات أبين وشبوة وصنعاء، إثر سقوط العديد من الضحايا المدنيين في تلك الغارات الجوية.

وكشفت مصادر خاصة لـ'القدس العربي' أن العديد من رجال القبائل في أبين وشبوة انضموا لتنظيم القاعدة وعرضوا تأييدهم ونصرتهم واستعدادهم لإيواء عناصر القاعدة، 'ليس حبا فيهم ولكن انتقاما ونكاية بالسلطات الأمنية التي لم تفرق بين عناصر القاعدة وبين السكان العاديين في تلك الغارات الجوية'.

شبح القاعدة أصبح يتنامى في اليمن بسبب تصاعد الهجمات الأمنية عليها، إثر ارتفاع مخاطر التنظيم ليس على اليمن فحسب ولكن أيضا على دول المنطقة وفي مقدمتها العربية السعودية ودول الخليج، خاصة وأن فرع تنظيم القاعدة في اليمن أصبح تنظيما إقليميا لكامل تراب جزيرة العرب، وفقا للتسمية الخاصة به ولقيادته المشتركة اليمنية السعودية، والتي باركها التنظيم الدولي للقاعدة مرارا.

السلطات اليمنية بطبيعة الحال وعلى لسان نائب رئيس الوزراء للدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي أكدت أنها لن تسمح بتدخل خارجي لمجابهة القاعدة، وأن القوات اليمنية قادرة على مجابهة ذلك ولكنها بحاجة إلى دعم مادي وتقني، وليس بالتدخل.

وقال العليمي 'إن القوات الأمنية اليمنية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية ومجابهة عناصر القاعدة'. وأوضح أن اليمن كان مرشحا بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) لأن يكون الهدف القادم للقوات الغربية ولكن لأنه حقق تقدما كبيرا في مكافحة الإرهاب تلاشت تلك الأمور'.

وأضاف 'ان الساحة اليمنية شهدت 61 هجوما لتنظيم القاعدة منذ التسعينات، ولكن اليمن واجه ذلك بتوسيع دائرة العلاقات الأمنية والتوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون الأمني مع العديد من دول العالم وفي مقدمتها الدول الغربية'، مشيرا إلى أن السلطات اليمنية استخدمت العديد من الوسائل لمواجهة الخطر القادم من قبل العناصر الإرهابية، وفي مقدمة ذلك القبض على العناصر الإرهابية ومحاكمة المتورطين منها في أعمال إرهابية وكذلك فتح حوار مع المتأثرين بأفكار القاعدة للحيلولة دون انضمامهم لتنظيم القاعدة.