المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجرحى العراقيون يروون من داخل مستشفيات الكويت لحظات رعب الانفجارات كل شيء تطاير.. والجثث من حولنا!



فاتن
01-02-2010, 08:11 AM
الجرحى العراقيون يروون لــ القبس من داخل مستشفيات الكويت لحظات رعب الانفجارات
كل شيء تطاير.. والجثث من حولنا!




http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/01/02/af7def38-ffc2-4ac5-a4cc-c2f999f7588f_main.jpg
• إصابات مختلفة والمآسي واحدة

كتب وسيم حمزة:

«إنه عمل ارهابي استهدف الانسانية بأكملها واستهدف الانسان من الكبير الى الطفل الرضيع، حتى الطيور المسالمة على الأشجار لم تسلم منه».

بهذه الكلمات عبّر عن آلامهم الجرحى العراقيون الذين أصيبوا جرّاء التفجير الذي استهدف وزارة العدل العراقية في بغداد في 25 اكتوبر الماضي، وهم حاليا يعالجون في البلاد، مشيدين بمبادرة الكويت لعلاجهم التي ليست بغريبة على الكويت وشعبها الكريم.

«القبس» التقت المصابين العراقيين في المستشفيات حيث رووا لها لحظات الرعب التي عاشوها اثناء حدوث التفجير، والتفاصيل فيما يلي:

جنان عبود طه النعيمي (48 سنة) موظفة في وزارة العدل العراقية تروي ما جرى معها يوم حدوث الانفجار فتقول: كنت يوم الاحد الموافق 25 اكتوبر الماضي في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا في مكتبي امارس عملي كأي يوم عمل عادي، وفجأة دوى صوت عال تحطمت نتيجته الواجهة الزجاجية ودخل دخان اسود كثيف الى المبنى، وفورا قمت بتغطية وجهي لمدة عشر دقائق تقريبا وحينها لم اشعر بنفسي الا وانا مرمية على الارض في الجهة الاخرى من الغرفة من شدة ضغط الانفجار القوي، وكان وضعي سيئا جداً، فملابسي ممزقة وشظايا الزجاج المتناثر ملأت جسدي ودخلت شظايا من ظهري واستقرت في صدري كاسرة اضلاعي، اضافة الى فجوة في قدمي نتيجة الاحتراق وشظيتين استقرتا في الرئة محدثتين فيها نزيفا داخليا.

واضافت: مبنى الوزارة كان مدمراً، وزميلي في المكتب كان محروقاً ومتفحماً وبقيت والحالة هذه حتى اتى المدير واخرجني، وبوصول ابني ايضا، وهو موظف في الوزارة، عملا على انقاذي واسعافي الى المستشفى، وعند وصولي هناك قدمت لي الاسعافات الاولية اللازمة وعمليات تقطيب الجروح لوقف النزيف، الا انهم لم يعملوا على اخراج كل الشظايا من جسدي، ولا تزال هناك شظايا في صدري ورئتي لم يتمكن الاطباء في العراق من اخراجها لعدم توافر الاجهزة الطبية المتطورة، حتى قدمت الى الكويت.

كدت أموت

أما مصعب حسن علي -(30 عاما)، يعمل مترجما في وزارة العدل العراقية- فيقول: عندما حدث الانفجار، ولحسن حظي، كنت خارج الوزارة اقضي عملا وعند عودتي وقبل ان اصل الى مبنى الوزارة وعلى بعد مسافة قليلة حدث الانفجار وامتلأ الجو بالغبار والدخان الأسود والنيران، لم أغب عن الوعي، لكنني لم استطع ان ارى بوضوح، لكن ما وقع عليه نظري هو جثة مرمية على الارض بجانبي، مضيفا: إني أصبت بشظية اخترقت القصبة الهوائية واستقرت في الجدار الداخلي للمريء، حيث قام باسعافي اشخاص مدنيون من الشارع، وفي هذه الاثناء كان فكري مشغولا بزوجتي الموظفة ايضا في الوزارة، التي كانت في الشهر الثامن من حملها، بعد ذلك وصلت الى مستشفى الكرامة في منطقة العلاوي التي كانت تعج بالجرحى من كل الحالات والدم يملأ المكان، وضعوني على السرير وجلست انتظر دوري في العلاج، وكدت أختنق فبدأت بالتصفيق للاطباء بكل قواي

حتى يأتوا لعلاجي، وفورا نقلوني الى العمليات واعطوني إبراً مخدرة فتحوا لي القصبة الهوائية ووضعوا لي فتحة مؤقتة لأتنفس منها، وبعد قضائي مدة عشرة ايام في المستشفى بدأت بالتحسن، لكنه فاجأني بخبر سيئ وهو وفاة زوجتي الحامل التي استمر البحث عنها حتى اليوم الثالث من وقوع الانفجار، فدخلت في حالة اكتئاب ما زالت آثارها عليّ حتى الآن، ويضيف: أرسلتني وزارة العدل لأتلقى باقي علاجي هنا في الكويت، حيث ستجري لي عملية في الاذن، لانه لدي ثقب في طبلة اذني وتمزق في الاذن الاخرى.

صدمة

وقالت والدة المصاب مصعب حسن علي راوية لنا ايضا كيف استقبلت خبر اصابة ابنها في الانفجار ووفاة زوجته وحفيدها الذي لم يكتب له ان يرى نور الحياة وعيناها تملأهما الدموع كان الخبر صدمة كبيرة لي فقد اخبروني بعد نصف ساعة من حدوث الانفجار بان الانفجار قرب مبنى وزارة العدل فلم يخطر في ذهني حينها سوى ابني وزوجته الحامل فهرعت مسرعة تاركة عملي وتوجهت الى منطقة الانفجار الا ان الطريق كانت مغلقة تماما امام السيارات فاضطررت الى ان اكمل الطريق سيرا على قدمي الى ان وصلت المكان، لقد كان مشهدا رهيبا حيث السيارات المحترقة والجثث تملأ الشارع.. وتكمل بالقول اني احترت كيف ابحث عن ابني وزوجته في وسط هذه المجزرة

البشعة فعجزت عن ذلك وجلست في الماكن وانا ابكي واصرخ الى ان اخبرني احدهم انه تم اجلاء كل الجرحى من هنا ونقلوهم الى المستشفيات فتوجهت مباشرة الى مستشفى الكرامة وهو اقرب مستشفى الى موقع التفجير حيث سألت عن ولدي ووجدته وكان الاطباء قد باشروا باجراء العملية له بقيت مع مصعب طيلة فترة علاجه في المستشفى الى ان تعافى، اما زوجته فقد علمت بوفاتها بنفس اليوم الذي حدث فيه التفجير حيث اخبرني اهلها بذلك وانهم استمروا في البحث عنها بين الانقاض حتى وجدوا جثتها بعد ثلاثة ايام من حدوث الانفجار ثم نقلوا جثتها الى المستشفى.

وتختم والدة مصعب بحرقة قلب ما الذي فعلناه لا ادري لماذا نعاقب نحن لا ادري؟

الحضانة

الطفلة تبارك طعمة عمرها ثلاث سنوات، يحدثنا والدها ثامر عن قصة اصابتها، فيقول: زوجتي موظفة في وزارة العدل وجرت العادة دائماً أن تصطحب تبارك وأخيها الصغير (عمره سنتان) معها الى الحضانة الموجودة داخل مبنى الوزارة وهي خاصة برعاية أطفال الموظفين أثناء الدوام، وعندما وقع الانفجار كانت زوجتي في الطابق الثاني من المبنى، حيث ان مكتبها يقع في الجهة الخلفية للبناء، لذلك لم تصب بأذى وعندما دوى صوت الانفجار هرعت مباشرة الى الحضانة الواقعة في الطابق الأرضي وعندما وصلت شاهدت مناظر بشعة جداً أشلاء الأطفال الموتى وأطفال آخرين مصابين، ذلك بسبب انهيار الأسقف عليهم لكنها ومن غير وعي بدأت تبحث عن تبارك وأخيها فوجدتهما مصابين بجروح بين الحطام، حيث أصيب طفلي بجروح خفيفة في أنحاء جسده وجرح في رقبته وآخر في رأسه، بينما تبارك أصيبت بشظايا زجاج في ظهرها وقطع في الأذن اضافة الى جروح في الرأس.

الجثث

أما أنوار عبدالله عبدالكريم معاون قضائي في وزارة العدل العراقية تروي لنا أيضاً ما جرى معها يوم وقوع الانفجار، فتقول: لقد كان يوما جميلا ودوام عمل عاديا الى أن حدث فجأة ضغط داخل الغرفة أدى الى كسر زجاج النوافذ وأدى الى دفع رأسي للارتطام بطاولة المكتب، وبعد لحظات رفعت رأسي ورأيت كتلا من الغبار والدخان الأسود تدخل علينا أنا وزميلاتي وشظايا من الزجاج المكسور تتقاذف علينا مثل رشقات الرصاص، اختنقت من الغبار وأصبت في بطني حيث شق الزجاج المتطاير بطني وتدلت منه كل احشائي فحملتها بيدي وأنا اصرخ وابكي وارى دما ينزف مني وكان زملائي بين قتيل وجريح.

صعقة كهربائية

فيما تقول ايناس ابراهيم موظفة في وزارة العدل عمرها 25 سنة متزوجة حديثا، وهي حامل تنتظر مولودا: أعمل مبرمجة على حاسبة آلية في الوزارة، عندما وقع الانفجار لم اسمع أي صوت وانما شعرت بحرارة عالية جدا داخل غرفة المكتب وانهار الزجاج كله علينا، لا أتذكر بالضبط ماذا حدث وانما أذكر جيداً ان الآلة الحاسبة امامي انفجرت وتعرضت بسببها الى صعقة كهربائية وعلى اثرها اصابني اغماء لفترة قصيرة ثم عدت الى الوعي، ووجدت كل شيء حولي منهارا من اسقف وخزائن حتى الآلة الحاسبة كانت فوقي وظننت للحظة أنني في حلم، دخان اسود وظلام دامس في الغرفة، ووقعت عيني على زميل لي مهندس حالته كانت صعبة كل جسده ممزق، حاولت الزحف لأصل الى الباب حتى رأتني احدى الزميلات وساعدتني على الخروج الى ان وصل والدي الذي لحسن الحظ يعمل في الوزارة ايضاً ولم يصب بأذى حملني وأسعفني الى المستشفى.

بتر

وقال كريم فالح هاشم يعمل معاونا قضائيا في وزارة العدل العراقية: عند الساعة العاشرة والربع تقريباً كنت على رأس عملي في مبنى الوزارة، انفجرت سيارة مفخخة قلبت مبنى الوزارة رأسا على عقب، حيث تهدم مكتبي كله فسقط السقف وتحطم المكتب بأكمله ونتيجة كل هذا الحطام بتر كف يدي من مكانه وبقي معلقا بقطعة جلدية رقيقة تصله بيدي، مات ثلاثة من زملائي وزميل آخر رأيت عينه مصابة وعندما صحوت تماماً نهضت وحملت كفي المبتور وركضت به من دون وعي متجها نحو السلالم لانزل الى اسفل مبنى الوزارة. كانت تفوح من المكان كله رائحة الموت والخراب وجثث واشلاء ومصابين يحملون اعضاءهم المبتورة ويركضون، مشهد لا يوصف ابداً، وفي الاسفل وجدت سيارة اسعاف أسعفوني بها وعند وصولي المستشفى ادخلوني غرفة العمليات فوراً وقاموا بارجاع كفي الى مكانه وخياطة الجلد الممزق اضافة الى علاج الجروح الاخرى والموجودة في جسدي، وقد جئت الكويت لاكمل علاج يدي حتى تعود الى وضعها الطبيعي.


شكر
جميع المصابين العراقيين الذين يتلقون العلاج في مستشفيات البلاد يرفعون اسمى آيات الشكر والتقدير الى سمو امير البلاد على هذه المبادرة الكريمة والطيبة لرعاية المصابين العراقيين والتكفل بعلاجهم.
كما يتقدمون بالشكر للشعب الكويتي الكريم وللدولة الكويتية ووزارة الصحة الكويتية وادارة المستشفيات والكوادر الطبية التي لازمتهم منذ وصولهم مطار الكويت حتى نقلهم الى المستشفيات وقدمت لهم الرعاية الصحة اللازمة.
ويخصون بالشكر ايضا سفير دولة الكويت في العراق علي المؤمن الذي ساهم في التنسيق بين الدولتين لاتمام نجاح هذه المبادرة.
أسعفت نفسي

علي هادي احد المصابين بالانفجار يقول كنت في الطابق الرابع عند حدوث الانفجار وقتها لم اشعر بشيء من شدة عصف الانفجار، وكان كل من حولي جثثا هامدة واطرافها مقطعة بسبب شظايا الزجاج التي تناثرت من واجهة المبنى، حيث اصبت بعدة شظايا دخلت الكبد والحجاب الحاجز واصابات في الرقبة والرئة، رغم كل هذه عملت على اسعاف نفسي بنفسي.

كسرت جمجمتي

حسن كاظم شامخ يقول في ذلك اليوم المؤسف عندما حدث الانفجار كنت في الطابق الاول من المبنى واصبت بكسر في الجمجمة وشظية زجاج متطاير استقرت في الدماغ لا تزال بداخله، وهي تؤثر في العصب مما يجعل من حركة قدمي صعبة جدا.

فقدت عيني اليسرى

أحمد علي ناصر موزع بريد في وزارة العدل يروي لنا قصة اصابته فيقول عندما وقع الانفجار كنت داخل الدائرة أقوم بعملي، وفجأة حدث هذا العمل الارهابي الذي استهدف الانسانية كلها، وقتها شعرت بأن الحياة توقفت عن الحركة وأصبح كل شيء ظلاما، ثم انهار السقف علي ومعه كابل التيار الكهربائي الممدد داخله الذي اصابني بصاعق كهربائي بتر لي اصابع يدي مع وترين فيها اضافة الى فقداني البصر في العين اليسرى.

أشلاء

لما سلمى كاظم العمر 34 سنة تقول لحظة وقوع الانفجار سمعت صوتا عاليا رافقه تحطم واجهة المبنى الزجاجية وعلى اثرها وقعت على الارض وأصبت في رأسي وفي عيني التي كدت افقدها وباقي انحاء جسدي ايضاً، ولكنها اصابات ليس خطرة لانني لم اتأثر بالانفجار كون مكتبي يقع في الطابق السادس من مبنى الوزارة، وتضيف نهضت وكان معي زميلاتي واتجهنا الى السلالم ومررنا نزولا بكل دور من ادوار المبنى ورأينا كل شيء من اشلاء وقتلى واعضاء بشرية متناثرة هنا وهناك، لكن المنظر الذي شاهدته في احد الادوار ولن انساه هو عامل الصيانة المذبوح بشظايا الزجاج وعدة عمله لا تزال في يده.

http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/01/02/a30d5c2b-0a14-46d5-b675-0f713ec75534_maincategory.jpg (javascript:void(0);)http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/01/02/3310f9ec-b79f-4afb-bf43-b79bc0e09592_maincategory.jpg (javascript:void(0);)http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/01/02/2272206f-3d25-4672-841b-871d8aad4d24_maincategory.jpg (javascript:void(0);)http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2010/01/02/787134bb-1630-4b98-b861-f6e460bb09a2_maincategory.jpg (javascript:void(0);)