فاتن
01-01-2010, 08:54 AM
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2009/12/31/3d4b1109-70ab-4f02-a76c-20dc8133faed_main.jpg
السدرة
الحلقة 13
بعد استقالتي من وزارة الصحة منحني الشيخ جابر الأحمد ولي العهد آنذاك ثلاثة أشهر للراحة والتفكير بعد أن اعتذرت عن قبول العمل في مكتبه. ولكن هذه الأشهر الثلاثة كانت بمنزلة وقت أصبحت فيه سجين عرضين. فمن جهة هناك عرض العمل في مكتب ولي العهد، ومن جهة ثانية هناك العرض الذي طرحه عليّ الشيخ جابر العلي وزير الإعلام بأن أتولى تأسيس وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
سـبق أن عرضت فكــــرة الوكالـة على مجلس الأمة فرفضها، إلا انها لم تغادر ذهن الشيخ جابر العلي. فما ان تم حل مجلس الأمة في عام 1976 حتى عاد إليها، واستدعاني إلى مكتبـه وقـال لي:
«أريدك أن تستلم وكالة الأنباء الكويتية. الفكرة ما زالت قائمة، ومجلس الأمة رفضها، والآن أريدك أن تعمل على هذا الموضوع والمجلس غائب».
قلت فوراً:
«هذا ليس مجال عملي».
فأصر على تسليمي مسؤولية تأسيس الوكالة:
«فكر بالأمر ملياً».
تأسيس «كونا»
مرت بضعة أيام، ولم أجد في ذهني سوى ما قلت منذ البداية. لا جواب لدي. وظل الحال هكذا إلى أن أرسل ولي العهد في طلبي للمرة الثانية، وهذه المرة ليس للعمل في مكتبه بل لتأسيس وكالة الأنباء. ومرة أخرى قلت هذا ليس مجال عملي، ولا خبرة لدي في هذا المجال، واضفت: أخشى أن أفشل وأكون سبباً في تضييع الوقت.
استمع إليّ ولي العهد وأنا أقدم حججي وأعذاري، ثم قال بهدوء:
«أريدك أنت بالتحديد.. وإذا فشلت فسأكون أنا المسؤول».
وتساءل محرضاً:
«ألا تستطيع القيام بواجبك الوطني؟».
هنا أحسست أن كل أعذاري تطايرت، ولم أجد ما أقول سوى:
«والله أنا مستعد!».
«إذن.. اقبل بتأسيس الوكالة».
جاء هذا الطلب الشبيه بالأمر استنتاجاً منطقيا، فما دمت مستعداً للقيام بواجبي، وهذا هو ما كرست له سنوات عمري، لماذا أرفض إذن؟ ومع ذلك ظل التهيب ملازما، ليس لأنني أرفض الخدمة، ولكن لأنني أود أن أخدم في المكان الصحيح الملائم لما جمعته من خبرات. وتحت ظل هذه الهواجس رتبت جوابي: «اعطني يومين للتفكير..».
«ولا يوم.. اعتبر الموضوع منتهياً».
حسم الأمر اذن ولا مجال الا للقليل من الوقت للتشاور مع من أعرف.
دعم معنوي
خرجت وأنا غارق في أفكاري، واتصلت بالمرحوم جاسم الصقر ويعقوب الحميضي كصديقين، ورويت على أسماعهما القصة، وكيف أنني لا أعرف ما أفعل. فكان جوابهما معاً:
«اذا لم تقبل أنت فسيقبل غيرك، وهذا مشروع مهم جداً لمصلحة البلد، وأنت أكفأ شخص لهذه المهمة، فاقبل بها».
في اليوم التالي اتصلت بالسكرتير عبد العزيز المشاري وقلت له مسلماً: «توكلنا على الله».
وعدت للقاء ولي العهد بطلب منه، وهنا، وقد أصبح الأمر منتهياً، تحدث إليّ طويلا عن أهمية الاعلام، وألقى ما يشبه محاضرة تثقيفية ألم فيها بأطراف من قصص أشهر الاعلاميين في التاريخ، وضرب مثلا بالدور الذي لعبه غوبلز خلال الحرب العالمية الثانية، وكيف كان اعلامه أقوى من السلاح الألماني، مشددا على دور الاعلام في نشاط الدول والبلدان المختلفة، وعلى ابراز دور الشعب في الرسالة الاعلامية.
وكالة مستقلة
لم أقاطعه خلال كل هذا، كنت أتلقى بانتباه كل كلمة وفكرة، وذهني مشغول بشيء آخر. وحانت الفرصة لقول ما فكرت فيه منذ البداية حين توقف عن حديثه وتطلع الي منتظرا ردة فعلي، فقلت: «يا طويل العمر.. لي طلبٌ واحد، هو مساعدة سموكم حتى أستطيع أن أعمل كل هذا. أتمنى على سموكم أن تكون وكالة الأنباء مستقلة، لديها حرية واستقلالية، ألا تكون تابعة لوزارة الاعلام، أن تكون مثل البي بي سي البريطانية».
وصدر المرسوم الأميري في 6 نوفمبر 1976 بتعييني رئيس مجلس ادارة ومدير عام وكالة الأنباء الكويتية، واعتبارها مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية، يشرف عليها وزير الاعلام الشيخ جابر العلي.
وفي مكتب الوزير الذي طلبني بعد صدور المرسوم وجدته بدأ سلفاً بالتفكير بكيفية تنفيذ وظيفة الاشراف. قال منذ اللحظة الأولى: «سيكون مكتبك بجوار مكتبي».
قلت، وأيضاً منذ اللحظة الأولى: «لا أريد أن يكون مكتبي في وزارة الاعلام حتى لا أسبب ضيقاً لزملائي».
سألني:
«وأين تريده؟»
كان جوابي جاهزا وفكرت فيه منذ عدة أيام:
«استأجرنا الدور الأول في بناية النقيب».
دشتي وأبو بكر
هنا بدانا الاعداد. كان معي صديقي أحمد دشتي خريج اعلام وفريد أبو بكر. واشتريت كل ما يتعلق بالإعلام من كتب متوافرة. وجلست أقرأ طوال النهار، وفي ذهني تتزاحم الأفكار وترتسم معالم النهج المناسب لعمل جاد يتطور باستمرار، لايمت بصلة إلى منطق غوبلز، عماده تعلم اكثر ما نستطيع من فنون اعلامية من الآخرين.
قبل أن أباشر العمل كانت هناك اتصالات مع وكالة رويترز، وعملنا عن طريقها، لكنني أعدت النظر في موضوع التعاون، وقلت لنفسي انني لا أريد أن أكون تابعا لرويترز، لا أريد أن أدور في محيطها، أريد أن أبدأ صغيرا ثم أكبر. اجتمعنا مع مسؤولي رويترز وانفصلنا عنها. وبحثت عن وكالة أنباء صغيرة ولكن متقدمة، فوجدت أمامي وكالة تاس والأسوشيتد برس والفرنسية واليونايتد برس. ناقشت أمر هذه الوكالات مع أحمد دشتي، وذهبنا لزيارتها.
زرت وكالة الأنباء الفرنسية في لندن وفي ذهني وكالة نستفيد منها. سمعت عن وكالة الأنباء الألمانية، وذهبنا اليها، والتقينا بمديرها العام الذي كان يشغل منصب رئيس غرفة تجارة هامبورغ قبل أن ينتقل الى هذه الوكالة، فطلبت التعاون معه وتزويدنا بدراسة عن الوكالة لنعرف كيف نبدأ. وبالفعل أرسلت الوكالة الألمانية الينا أحد موظفيها وزارنا في الكويت، وشرحنا له الوضع، وجاءنا منهم بعد ذلك تقرير بكيفية البدء، وعينوا لدينا مستشارين براتب شهري ظلوا طيلة سنتين، ثم أوقفنا الاعتماد عليهم وبدأنا نطلب خطوطا ذات تردد عال، اذ لم تكن الصحون اللاقطة متوافرة آنذاك. وأحضرنا للعمل معنا عدلي بسيسو وضياء الفاهوم مسؤول الأخبار في وزارة الاعلام، وكذلك اقبال الأحمد وأمل الخالد والمسؤول عن التحرير ضياء الفاهوم ويوسف السيباني وداوود سليمان وعبد الرحمن الامام.
«كونا» أو «وفا»
وتكونت مجموعة العاملين من كوادر كويتية ولبنانية وسودانية، وأغلبية المحررين من الفلسطينيين، الى درجة قيل عني أنني ضد الكويتيين ومع الفلسطينيين، وأن الوكالة لم تعد «كونا» بل وكالة «وفا». ولكن هذه الأقاويل لم تغير من مبدئي وخطي، كنت حريصا على أن يتعلم أبناء بلدي ويأخذوا الخبرة من أهل الخبرة.
لم أكن في كل هذا بعيداً عن الحس الصحفي، أو امتلاك فكرة عما هو العمل الاعلامي، كما قد يخيل لمن يقرأ كيف بدأت جولتي للاستفادة من خبرة من هنا وخبرة من هناك، وتكوين مجموعة العمل.
الحقيقة أنني مارست الكتابة في الصحافة مبكراً، لم تنقطع صلتي بها ولا متابعاتي لأجوائها، اضافة الى اهتمامي بمتابعة ما يكتب وما ينشر حول عمل وزارة الصحة، والمشاركة في الندوات والمؤتمرات. أي أنني كنت مهيأ فكرياً للعمل الصحفي وأمتلك خلفية ثقافية ضرورية في مجالات ثقافية وسياسية وتاريخية شتى لابد منها لكل من يدخل في هذا المجال. يضاف الى هذا أن تدريبي وممارستي لشؤون الادارة وفرت لي خلفية جعلتني أدير عملي وفق مبادئ الادارة العامة، أعني اعداد الكادر البشري والموارد اللازمة وتنظيمها. ما كنت بحاجة اليه فقط هو الالمام بالتقنيات الخاصة بمجال الاعلام، مجال عمل وكالة أنباء مستقلة تمتلك مساحة من الحرية تجعلها قادرة على المنافسة بحرفية ومهارة. وهذه أمور تعلمتها بالممارسة وحرصي على دقة العمل وتطويره دائماً.
أول مجلس إدارة
واجهت في البداية مسألة الحفاظ على استقلالية الوكالة الوظيفية، بالاضافة الى الاستقلالية في مضمار العمل بعيداً عن الروتين الحكومي. وبما أننا هيئة مستقلة كان من الواجب أن يكون الكادر الوظيفي مختلفاً حتى نوفر له الامكانيات والقدرات الفاعلة المناسبة. وأذكر أنني لهذا السبب نفسه لم أقبل عضوية جمعية الصحافيين حين عرضت عليّ، ولم أقبل أن ينتمي الى عضويتها أي من العاملين في الوكالة، لأنني اذا قبلت العضوية سيكون عدد كبير من العاملين في الوكالة أعضاء في الجمعية، وستكون لنا الأغلبية في الانتخابات، ولا نعلم متى تضع الحكومة يدها على جمعية الصحافيين. كنت مقتنعاً أننا يجب أن نحافظ على استقلاليتنا، ولا يجوز أن أنتخب لرئاسة جمعية الصحافيين وأنا مدير لوكالة أنباء مستقلة في الوقت نفسه.
من أجل هذا، اجتمع أعضاء مجلس ادارة «كونا» سعود العصيمي وعبدالله السابج وأحمد دشتي ود. فاروق العمر، وناقشنا منذ البداية قانون الكادر الوظيفي، واتصلنا بهيئة الفتوى والتشريع، فأصدروا لنا قانوناً أسوأ من قانون الكادر الوظيفي الحكومي. لم نسكت بالطبع، وذهبت مع أحمد دشتي الى هيئة الفتوى والتشريع وجلسنا مع الخبير هناك وقلنا له ان هذا القانون غير مقبول، فأصر على رأيه. أمام هذا لم أجد بداً من اخبار الشيخ جابر العلي وكان يحضر حفلا في قصر السلام، وتداولت بالموضوع مع حمد الجوعان الذي حضر الى مكاتب الوكالة، ثم عدنا الى الخبير في الفتوى والتشريع وقلت له:
«أمامك خياران، وأنا أعلم بمصلحة بلدي، فاذا أردت أن تحكم فاذهبْ واعلن هذا واحكم.. هذا القانون غير صالح».
تم رفع القانون الى مجلس الوزراء، وناقشته لجنة من المجلس معي، وقلت في نهاية النقاش انني لن أقبل الا بسلم الوظائف الذي اقترحته حتى تكون الوكالة ذات مستوى عالمي.
وأعيد القانون الى الفتوى والتشريع، وسألني الخبير:«ما الذي تريده؟».
شرحت له ما أريد، فوافق، وصدر القانون الخاص بالكادر الوظيفي للوكالة. وفوراً كتبت الى عبد الله الصانع رئيس البعثات في وزارة التربية أطلب منه أن يرسل إليّ الطلاب اليتامى الذين لا تؤهلهم درجاتهم لدخول الجامعة، كي أرسلهم الى الخارج على نفقة الوكالة. ولكن المؤسف أن الصانع نسي الموضوع، ولم يرسل إليّ أي طالب.
هكذا بدأت العمل معتاداً أن أكون على رأس عملي في الوكالة منذ السادسة صباحاً كي أبدأ متابعة الأخبار والتطورات الجارية في العالم. ولم يكن عملي من وراء مكتب فقط، بل كنت أشارك زملائي المحررين في العمل وأتعلم منهم، وبهذا استفدت من خبرة كل واحد منهم، وساعدني ولعي بالقراءة على التعلم بسرعة.
دهشة الإعلام
هناك أحداث بارزة تجلى فيها حسي الصحفي في منصبي الجديد، أشهرها الخبر الذي انفردت به «كونا» عن وفاة الرئيس السوفييتي ليونيد بريجنيف في 10 نوفمبر 1982. وأثار انفرادنا وقتها دهشة الأوساط الاعلامية العالمية والأوساط السياسية في وقت لم نكن فيه قد برزنا بما يكفي ليعرف العالم أن هناك وكالة أنباء كويتية حتى.
لهذا الحدث قصة تستحق أن تروى لتعلم من يأتي بعدنا أن العمل الصحفي ليس مجرد انتظار سقوط خبر بيد الصحافي، بل امتلاك أرضية فكرية تؤهل صاحبه للتحليل والاستنباط واصابة المرمى اعتماداً على أدلة ظرفية غير مباشرة أحيانا، أوفي غالب الأحيان.
بدأت القصة حين كنت أحضر مؤتمر قمة مجلس التعاون الخليجي في البحرين بعد الغزو الاسرائيلي للبنان ببضعة أشهر، وكان معروفاً آنذاك أن الزعيم السوفييتي على فراش المرض، فجاءني اتصال من وكالة كونا وأخبروني أن مندوبنا في موسكو يقول ان الاذاعات ومحطات التلفزة السوفييتية تبث موسيقى جنائزية، وأن المذيعات يظهرن على الشاشات بثياب سوداء!
طلبت منهم الاتصال بوكالة تاس ونوفوستي وجريدة البرافدا ومعرفة ما اذا كان لديها خبر عن وفاة أحد الزعماء السوفييت. وسأل مندوبنا هناك وتقصى وبحث لكنه لم يحصل على جواب. فطلبت منه بذل المزيد من الجهد واجراء المزيد من الاتصالات، وكان جوابه: «الناس كلهم هنا في حالة سكون، والموسيقى الجنائزية تتردد في أماكن كثيرة، والثياب السوداء تهيمن على ثياب المذيعات، ولكن لا خبر»
هنـا بدأت بتحليل معلومات ومشاهدات مندوبنا في موسكو، وتوصلت الى نتيجة مفادهــا:
«ليس هناك في الاتحاد السوفييتي أكبر من بريجنيف، وبريجنيف مريض.. اذن..!»
وتناولت سماعة الهاتف واتصلت بالمسؤول في الوكالة وقلت له: «اتصل بالمندوب في موسكو واطلب منه أن يرسل خبرا يعلن فيه وفاة بريجنيف» تحير المندوب وقال: «كيف؟»
قلت: «لا عليك.. ارسل والباقي علينا».
اتصلت بالوكالة وطلبت أن يعدوا الخبر، ويبثوه معلنين أن بريجنيف مات.
وبالفعل بثت كونا الخبر كما طلبت، ولم يكن هناك من قام ببث مثل هذا الخبر سوانا، فتحير العالم، وتحركت وكالات الأنباء، ولكنها لم تجد شيئا يفيد بأن بريجنيف مات.
..ومات بريجنيف
حين توجهت كعادتي خلال وجودي في البحرين إلى جناح سمو أمير البلاد في الفندق، وجدت عنده عبداللطيف الحمد، ورويت القصة على مسامعهما، فقال سمو الأمير مستغربا: «تبث خبر وفاة بريجنيف، وبريجنيف لم يمت؟!».
طمأنت سموه وقلت: «أنا استنتجت أنه مات».
«وإذا لم يكن ميتا.. لا.. هذا لا يصح».
ووجه لي لوما، فقلت: «أنا أتحمل المسؤولية في هذه الحالة.. إذا لم يكن ميتا سأقدم استقالتي من رئاسة تحرير كونا.. وأذهب».
وضحك سموه.
حين عدت إلى غرفتي، لم ألبث إلا وقتا قصيرا، وإذا بي أفاجأ بالنداء علي، فتوجهت إلى المنادي، وسألت: «خيرا؟».
قال: «الشيخ يريدك».
توجهت إلى جناح سموه:
«نعم.. طال عمرك».
كانت ملامحه هذه المرة منبسطة لا تحمل تأنيبا ولا لوماً.
قال: «جاءنا الخبر اليقين.. أن بريجنيف مات».
كان هذا الحادث في الحقيقة سبقا صحفيا لوكالتنا تفوقت فيه حتى على وسائل الإعلام الأميركية التي كانت تراقب الاتحاد السوفيتي على مدار الساعة.
وأذكر أن دبلوماسيا أميركيا متخصصا في جنوب شرق آسيا روى ما حدث لديهم من ارتباك بالقصة التالية:
«سمعنا خبرا منسوبا إلى وكالة اسمها كونا لا نعرف أين توجد ولا نعرف من اين حصلت على هذا الخبر، فاتصلنا بسفيرنا في موسكو وسألناه: «هل مات بريجنيف؟».
أجاب بلهجة قاطعة: «لا.. لم يمت».
«لدينا خبرٌ بثته وكالة اسمها كونا، لا ندري أين توجد.. ربما في أميركا الجنوبية».
وعاد السفير ليؤكد أن لا علم لديه بمثل هذا الخبر، ولم نحمل الخبر على محمد الجد، ولم نعره اهتماما. ولكن بعد ساعة، عاد سفيرنا في موسكو وقال: «الخبر صحيح.. مات بريجنيف».
الحلقة الرابعة عشرة:
قلق خفي غامض يتحكم بحياة معظم زعماء العرب
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2009/12/31/10fc5c9e-b0b1-4c76-8f77-b2ea9985bfba_maincategory.jpg
برجس حمود البرجس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2009/12/31/273c2385-4c05-476d-b642-09086749fa51.jpg
البرجس مع يفغيني بريماكوف وبوريس بيننسكي مراسل نوفوستي
السدرة
الحلقة 13
بعد استقالتي من وزارة الصحة منحني الشيخ جابر الأحمد ولي العهد آنذاك ثلاثة أشهر للراحة والتفكير بعد أن اعتذرت عن قبول العمل في مكتبه. ولكن هذه الأشهر الثلاثة كانت بمنزلة وقت أصبحت فيه سجين عرضين. فمن جهة هناك عرض العمل في مكتب ولي العهد، ومن جهة ثانية هناك العرض الذي طرحه عليّ الشيخ جابر العلي وزير الإعلام بأن أتولى تأسيس وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
سـبق أن عرضت فكــــرة الوكالـة على مجلس الأمة فرفضها، إلا انها لم تغادر ذهن الشيخ جابر العلي. فما ان تم حل مجلس الأمة في عام 1976 حتى عاد إليها، واستدعاني إلى مكتبـه وقـال لي:
«أريدك أن تستلم وكالة الأنباء الكويتية. الفكرة ما زالت قائمة، ومجلس الأمة رفضها، والآن أريدك أن تعمل على هذا الموضوع والمجلس غائب».
قلت فوراً:
«هذا ليس مجال عملي».
فأصر على تسليمي مسؤولية تأسيس الوكالة:
«فكر بالأمر ملياً».
تأسيس «كونا»
مرت بضعة أيام، ولم أجد في ذهني سوى ما قلت منذ البداية. لا جواب لدي. وظل الحال هكذا إلى أن أرسل ولي العهد في طلبي للمرة الثانية، وهذه المرة ليس للعمل في مكتبه بل لتأسيس وكالة الأنباء. ومرة أخرى قلت هذا ليس مجال عملي، ولا خبرة لدي في هذا المجال، واضفت: أخشى أن أفشل وأكون سبباً في تضييع الوقت.
استمع إليّ ولي العهد وأنا أقدم حججي وأعذاري، ثم قال بهدوء:
«أريدك أنت بالتحديد.. وإذا فشلت فسأكون أنا المسؤول».
وتساءل محرضاً:
«ألا تستطيع القيام بواجبك الوطني؟».
هنا أحسست أن كل أعذاري تطايرت، ولم أجد ما أقول سوى:
«والله أنا مستعد!».
«إذن.. اقبل بتأسيس الوكالة».
جاء هذا الطلب الشبيه بالأمر استنتاجاً منطقيا، فما دمت مستعداً للقيام بواجبي، وهذا هو ما كرست له سنوات عمري، لماذا أرفض إذن؟ ومع ذلك ظل التهيب ملازما، ليس لأنني أرفض الخدمة، ولكن لأنني أود أن أخدم في المكان الصحيح الملائم لما جمعته من خبرات. وتحت ظل هذه الهواجس رتبت جوابي: «اعطني يومين للتفكير..».
«ولا يوم.. اعتبر الموضوع منتهياً».
حسم الأمر اذن ولا مجال الا للقليل من الوقت للتشاور مع من أعرف.
دعم معنوي
خرجت وأنا غارق في أفكاري، واتصلت بالمرحوم جاسم الصقر ويعقوب الحميضي كصديقين، ورويت على أسماعهما القصة، وكيف أنني لا أعرف ما أفعل. فكان جوابهما معاً:
«اذا لم تقبل أنت فسيقبل غيرك، وهذا مشروع مهم جداً لمصلحة البلد، وأنت أكفأ شخص لهذه المهمة، فاقبل بها».
في اليوم التالي اتصلت بالسكرتير عبد العزيز المشاري وقلت له مسلماً: «توكلنا على الله».
وعدت للقاء ولي العهد بطلب منه، وهنا، وقد أصبح الأمر منتهياً، تحدث إليّ طويلا عن أهمية الاعلام، وألقى ما يشبه محاضرة تثقيفية ألم فيها بأطراف من قصص أشهر الاعلاميين في التاريخ، وضرب مثلا بالدور الذي لعبه غوبلز خلال الحرب العالمية الثانية، وكيف كان اعلامه أقوى من السلاح الألماني، مشددا على دور الاعلام في نشاط الدول والبلدان المختلفة، وعلى ابراز دور الشعب في الرسالة الاعلامية.
وكالة مستقلة
لم أقاطعه خلال كل هذا، كنت أتلقى بانتباه كل كلمة وفكرة، وذهني مشغول بشيء آخر. وحانت الفرصة لقول ما فكرت فيه منذ البداية حين توقف عن حديثه وتطلع الي منتظرا ردة فعلي، فقلت: «يا طويل العمر.. لي طلبٌ واحد، هو مساعدة سموكم حتى أستطيع أن أعمل كل هذا. أتمنى على سموكم أن تكون وكالة الأنباء مستقلة، لديها حرية واستقلالية، ألا تكون تابعة لوزارة الاعلام، أن تكون مثل البي بي سي البريطانية».
وصدر المرسوم الأميري في 6 نوفمبر 1976 بتعييني رئيس مجلس ادارة ومدير عام وكالة الأنباء الكويتية، واعتبارها مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية، يشرف عليها وزير الاعلام الشيخ جابر العلي.
وفي مكتب الوزير الذي طلبني بعد صدور المرسوم وجدته بدأ سلفاً بالتفكير بكيفية تنفيذ وظيفة الاشراف. قال منذ اللحظة الأولى: «سيكون مكتبك بجوار مكتبي».
قلت، وأيضاً منذ اللحظة الأولى: «لا أريد أن يكون مكتبي في وزارة الاعلام حتى لا أسبب ضيقاً لزملائي».
سألني:
«وأين تريده؟»
كان جوابي جاهزا وفكرت فيه منذ عدة أيام:
«استأجرنا الدور الأول في بناية النقيب».
دشتي وأبو بكر
هنا بدانا الاعداد. كان معي صديقي أحمد دشتي خريج اعلام وفريد أبو بكر. واشتريت كل ما يتعلق بالإعلام من كتب متوافرة. وجلست أقرأ طوال النهار، وفي ذهني تتزاحم الأفكار وترتسم معالم النهج المناسب لعمل جاد يتطور باستمرار، لايمت بصلة إلى منطق غوبلز، عماده تعلم اكثر ما نستطيع من فنون اعلامية من الآخرين.
قبل أن أباشر العمل كانت هناك اتصالات مع وكالة رويترز، وعملنا عن طريقها، لكنني أعدت النظر في موضوع التعاون، وقلت لنفسي انني لا أريد أن أكون تابعا لرويترز، لا أريد أن أدور في محيطها، أريد أن أبدأ صغيرا ثم أكبر. اجتمعنا مع مسؤولي رويترز وانفصلنا عنها. وبحثت عن وكالة أنباء صغيرة ولكن متقدمة، فوجدت أمامي وكالة تاس والأسوشيتد برس والفرنسية واليونايتد برس. ناقشت أمر هذه الوكالات مع أحمد دشتي، وذهبنا لزيارتها.
زرت وكالة الأنباء الفرنسية في لندن وفي ذهني وكالة نستفيد منها. سمعت عن وكالة الأنباء الألمانية، وذهبنا اليها، والتقينا بمديرها العام الذي كان يشغل منصب رئيس غرفة تجارة هامبورغ قبل أن ينتقل الى هذه الوكالة، فطلبت التعاون معه وتزويدنا بدراسة عن الوكالة لنعرف كيف نبدأ. وبالفعل أرسلت الوكالة الألمانية الينا أحد موظفيها وزارنا في الكويت، وشرحنا له الوضع، وجاءنا منهم بعد ذلك تقرير بكيفية البدء، وعينوا لدينا مستشارين براتب شهري ظلوا طيلة سنتين، ثم أوقفنا الاعتماد عليهم وبدأنا نطلب خطوطا ذات تردد عال، اذ لم تكن الصحون اللاقطة متوافرة آنذاك. وأحضرنا للعمل معنا عدلي بسيسو وضياء الفاهوم مسؤول الأخبار في وزارة الاعلام، وكذلك اقبال الأحمد وأمل الخالد والمسؤول عن التحرير ضياء الفاهوم ويوسف السيباني وداوود سليمان وعبد الرحمن الامام.
«كونا» أو «وفا»
وتكونت مجموعة العاملين من كوادر كويتية ولبنانية وسودانية، وأغلبية المحررين من الفلسطينيين، الى درجة قيل عني أنني ضد الكويتيين ومع الفلسطينيين، وأن الوكالة لم تعد «كونا» بل وكالة «وفا». ولكن هذه الأقاويل لم تغير من مبدئي وخطي، كنت حريصا على أن يتعلم أبناء بلدي ويأخذوا الخبرة من أهل الخبرة.
لم أكن في كل هذا بعيداً عن الحس الصحفي، أو امتلاك فكرة عما هو العمل الاعلامي، كما قد يخيل لمن يقرأ كيف بدأت جولتي للاستفادة من خبرة من هنا وخبرة من هناك، وتكوين مجموعة العمل.
الحقيقة أنني مارست الكتابة في الصحافة مبكراً، لم تنقطع صلتي بها ولا متابعاتي لأجوائها، اضافة الى اهتمامي بمتابعة ما يكتب وما ينشر حول عمل وزارة الصحة، والمشاركة في الندوات والمؤتمرات. أي أنني كنت مهيأ فكرياً للعمل الصحفي وأمتلك خلفية ثقافية ضرورية في مجالات ثقافية وسياسية وتاريخية شتى لابد منها لكل من يدخل في هذا المجال. يضاف الى هذا أن تدريبي وممارستي لشؤون الادارة وفرت لي خلفية جعلتني أدير عملي وفق مبادئ الادارة العامة، أعني اعداد الكادر البشري والموارد اللازمة وتنظيمها. ما كنت بحاجة اليه فقط هو الالمام بالتقنيات الخاصة بمجال الاعلام، مجال عمل وكالة أنباء مستقلة تمتلك مساحة من الحرية تجعلها قادرة على المنافسة بحرفية ومهارة. وهذه أمور تعلمتها بالممارسة وحرصي على دقة العمل وتطويره دائماً.
أول مجلس إدارة
واجهت في البداية مسألة الحفاظ على استقلالية الوكالة الوظيفية، بالاضافة الى الاستقلالية في مضمار العمل بعيداً عن الروتين الحكومي. وبما أننا هيئة مستقلة كان من الواجب أن يكون الكادر الوظيفي مختلفاً حتى نوفر له الامكانيات والقدرات الفاعلة المناسبة. وأذكر أنني لهذا السبب نفسه لم أقبل عضوية جمعية الصحافيين حين عرضت عليّ، ولم أقبل أن ينتمي الى عضويتها أي من العاملين في الوكالة، لأنني اذا قبلت العضوية سيكون عدد كبير من العاملين في الوكالة أعضاء في الجمعية، وستكون لنا الأغلبية في الانتخابات، ولا نعلم متى تضع الحكومة يدها على جمعية الصحافيين. كنت مقتنعاً أننا يجب أن نحافظ على استقلاليتنا، ولا يجوز أن أنتخب لرئاسة جمعية الصحافيين وأنا مدير لوكالة أنباء مستقلة في الوقت نفسه.
من أجل هذا، اجتمع أعضاء مجلس ادارة «كونا» سعود العصيمي وعبدالله السابج وأحمد دشتي ود. فاروق العمر، وناقشنا منذ البداية قانون الكادر الوظيفي، واتصلنا بهيئة الفتوى والتشريع، فأصدروا لنا قانوناً أسوأ من قانون الكادر الوظيفي الحكومي. لم نسكت بالطبع، وذهبت مع أحمد دشتي الى هيئة الفتوى والتشريع وجلسنا مع الخبير هناك وقلنا له ان هذا القانون غير مقبول، فأصر على رأيه. أمام هذا لم أجد بداً من اخبار الشيخ جابر العلي وكان يحضر حفلا في قصر السلام، وتداولت بالموضوع مع حمد الجوعان الذي حضر الى مكاتب الوكالة، ثم عدنا الى الخبير في الفتوى والتشريع وقلت له:
«أمامك خياران، وأنا أعلم بمصلحة بلدي، فاذا أردت أن تحكم فاذهبْ واعلن هذا واحكم.. هذا القانون غير صالح».
تم رفع القانون الى مجلس الوزراء، وناقشته لجنة من المجلس معي، وقلت في نهاية النقاش انني لن أقبل الا بسلم الوظائف الذي اقترحته حتى تكون الوكالة ذات مستوى عالمي.
وأعيد القانون الى الفتوى والتشريع، وسألني الخبير:«ما الذي تريده؟».
شرحت له ما أريد، فوافق، وصدر القانون الخاص بالكادر الوظيفي للوكالة. وفوراً كتبت الى عبد الله الصانع رئيس البعثات في وزارة التربية أطلب منه أن يرسل إليّ الطلاب اليتامى الذين لا تؤهلهم درجاتهم لدخول الجامعة، كي أرسلهم الى الخارج على نفقة الوكالة. ولكن المؤسف أن الصانع نسي الموضوع، ولم يرسل إليّ أي طالب.
هكذا بدأت العمل معتاداً أن أكون على رأس عملي في الوكالة منذ السادسة صباحاً كي أبدأ متابعة الأخبار والتطورات الجارية في العالم. ولم يكن عملي من وراء مكتب فقط، بل كنت أشارك زملائي المحررين في العمل وأتعلم منهم، وبهذا استفدت من خبرة كل واحد منهم، وساعدني ولعي بالقراءة على التعلم بسرعة.
دهشة الإعلام
هناك أحداث بارزة تجلى فيها حسي الصحفي في منصبي الجديد، أشهرها الخبر الذي انفردت به «كونا» عن وفاة الرئيس السوفييتي ليونيد بريجنيف في 10 نوفمبر 1982. وأثار انفرادنا وقتها دهشة الأوساط الاعلامية العالمية والأوساط السياسية في وقت لم نكن فيه قد برزنا بما يكفي ليعرف العالم أن هناك وكالة أنباء كويتية حتى.
لهذا الحدث قصة تستحق أن تروى لتعلم من يأتي بعدنا أن العمل الصحفي ليس مجرد انتظار سقوط خبر بيد الصحافي، بل امتلاك أرضية فكرية تؤهل صاحبه للتحليل والاستنباط واصابة المرمى اعتماداً على أدلة ظرفية غير مباشرة أحيانا، أوفي غالب الأحيان.
بدأت القصة حين كنت أحضر مؤتمر قمة مجلس التعاون الخليجي في البحرين بعد الغزو الاسرائيلي للبنان ببضعة أشهر، وكان معروفاً آنذاك أن الزعيم السوفييتي على فراش المرض، فجاءني اتصال من وكالة كونا وأخبروني أن مندوبنا في موسكو يقول ان الاذاعات ومحطات التلفزة السوفييتية تبث موسيقى جنائزية، وأن المذيعات يظهرن على الشاشات بثياب سوداء!
طلبت منهم الاتصال بوكالة تاس ونوفوستي وجريدة البرافدا ومعرفة ما اذا كان لديها خبر عن وفاة أحد الزعماء السوفييت. وسأل مندوبنا هناك وتقصى وبحث لكنه لم يحصل على جواب. فطلبت منه بذل المزيد من الجهد واجراء المزيد من الاتصالات، وكان جوابه: «الناس كلهم هنا في حالة سكون، والموسيقى الجنائزية تتردد في أماكن كثيرة، والثياب السوداء تهيمن على ثياب المذيعات، ولكن لا خبر»
هنـا بدأت بتحليل معلومات ومشاهدات مندوبنا في موسكو، وتوصلت الى نتيجة مفادهــا:
«ليس هناك في الاتحاد السوفييتي أكبر من بريجنيف، وبريجنيف مريض.. اذن..!»
وتناولت سماعة الهاتف واتصلت بالمسؤول في الوكالة وقلت له: «اتصل بالمندوب في موسكو واطلب منه أن يرسل خبرا يعلن فيه وفاة بريجنيف» تحير المندوب وقال: «كيف؟»
قلت: «لا عليك.. ارسل والباقي علينا».
اتصلت بالوكالة وطلبت أن يعدوا الخبر، ويبثوه معلنين أن بريجنيف مات.
وبالفعل بثت كونا الخبر كما طلبت، ولم يكن هناك من قام ببث مثل هذا الخبر سوانا، فتحير العالم، وتحركت وكالات الأنباء، ولكنها لم تجد شيئا يفيد بأن بريجنيف مات.
..ومات بريجنيف
حين توجهت كعادتي خلال وجودي في البحرين إلى جناح سمو أمير البلاد في الفندق، وجدت عنده عبداللطيف الحمد، ورويت القصة على مسامعهما، فقال سمو الأمير مستغربا: «تبث خبر وفاة بريجنيف، وبريجنيف لم يمت؟!».
طمأنت سموه وقلت: «أنا استنتجت أنه مات».
«وإذا لم يكن ميتا.. لا.. هذا لا يصح».
ووجه لي لوما، فقلت: «أنا أتحمل المسؤولية في هذه الحالة.. إذا لم يكن ميتا سأقدم استقالتي من رئاسة تحرير كونا.. وأذهب».
وضحك سموه.
حين عدت إلى غرفتي، لم ألبث إلا وقتا قصيرا، وإذا بي أفاجأ بالنداء علي، فتوجهت إلى المنادي، وسألت: «خيرا؟».
قال: «الشيخ يريدك».
توجهت إلى جناح سموه:
«نعم.. طال عمرك».
كانت ملامحه هذه المرة منبسطة لا تحمل تأنيبا ولا لوماً.
قال: «جاءنا الخبر اليقين.. أن بريجنيف مات».
كان هذا الحادث في الحقيقة سبقا صحفيا لوكالتنا تفوقت فيه حتى على وسائل الإعلام الأميركية التي كانت تراقب الاتحاد السوفيتي على مدار الساعة.
وأذكر أن دبلوماسيا أميركيا متخصصا في جنوب شرق آسيا روى ما حدث لديهم من ارتباك بالقصة التالية:
«سمعنا خبرا منسوبا إلى وكالة اسمها كونا لا نعرف أين توجد ولا نعرف من اين حصلت على هذا الخبر، فاتصلنا بسفيرنا في موسكو وسألناه: «هل مات بريجنيف؟».
أجاب بلهجة قاطعة: «لا.. لم يمت».
«لدينا خبرٌ بثته وكالة اسمها كونا، لا ندري أين توجد.. ربما في أميركا الجنوبية».
وعاد السفير ليؤكد أن لا علم لديه بمثل هذا الخبر، ولم نحمل الخبر على محمد الجد، ولم نعره اهتماما. ولكن بعد ساعة، عاد سفيرنا في موسكو وقال: «الخبر صحيح.. مات بريجنيف».
الحلقة الرابعة عشرة:
قلق خفي غامض يتحكم بحياة معظم زعماء العرب
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2009/12/31/10fc5c9e-b0b1-4c76-8f77-b2ea9985bfba_maincategory.jpg
برجس حمود البرجس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2009/12/31/273c2385-4c05-476d-b642-09086749fa51.jpg
البرجس مع يفغيني بريماكوف وبوريس بيننسكي مراسل نوفوستي