المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل صام الرسول (ص) العاشر من محرم أم العاشر من الربيع الأول؟



بركان
12-30-2009, 01:23 AM
صالح عاشور - الدار


قال الإمام الرضا«ع» إن يوم الحسين «ع» أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء.
يقول الإمام الحسين «ع»: «والله لا أعطي بيدي اعطاء العبيد ولا أقر اقرار العبيد ألا وان الدعي وابن الدعي قد ركز به اثنين بين السلة والذلة ويأبى الله لنا ذلك ونفوس أبية وأنوف حمية نحن أهل بيت النبوة نصبر على بلائه فيوفينا أجور الصابرين».

في شهر محرم الحرام الذي حرم فيه القتال أمر يزيد بن معاوية جيشه بقيادة عمر بن سعد بمحاربة الإمام الحسين بن علي «ع» في اليوم العاشر من محرم الحرام عام 63هـ وكان الجيش الأموي يربو على ثلاثين الف مقاتل حين كان عدد جيش الإمام الحسين «ع» 73 مؤمنا فيهم خمسة من صحابة رسول الله صلى الله عليه واسلم منهم حبيب بن مظاهر الأسدي ومسلم بن عوسجة وهاني ابن عروة وزهير بن القين وعلى رأسهم حفيد رسول الله «ص» الحسين ابن علي «عليهما السلام»، وبعد المعركة خلافا لكل القيم الإسلامية والسماوية قام الجيش الأموي بقطع رؤوس الشهداء وأسروا ذراري النبوة وحملوهم معهم من كربلاء الى الكوفة ومنها الى الشام، ولم يراعوا حرمة الشهر وحرمة المؤمن وحرمة أهل بيت النبوة والرسالة وكان على رأس السبايا الامام زين العابدين علي بن حسين وعمته زينب بنت الامام علي «عليهم السلام»، وتطل دعوات بصيام يوم عاشوراء بحجة استحبابه للحديث النبوي «صوموا عاشوراء فإنه كفارة سنة».

يقول الفلكي محمود باشا في تقويم العرب قبل الإسلام إن هجرة رسول الله محمد «ص» كانت يوم الأول من ربيع الأول ولم تكن يوم العاشر من محرم وأن اليهود يصومون يوم العاشر من شهر «تشري اليهود» وهو يوم الكفارة المزامن لتلقي اللوح الثاني من ألواح الشريعة العشرة ويقول الفلكي صالح العجيري ان يوم الهجرة النبوية الشريفة هو الاثنين 8 ربيع الأول من سنة 1 هجرية الموافق 20 سبتمبر 622م المصادف 10 تشري 383 عبرية يوم عاشوراء اليهود وكانوا صائمين نفس اليوم

ويقول ابن تيمية في الفتاوى الكبرى انما جعلوا يوم عاشوراء يوم أفراحهم مقابل الشيعة الذين جعلوه يوم أحزانهم ويقول ابن الجوزي «تمذهبه قوم من الجهال فاعتصبوا بغيظ الرافضة فوضعوا أحاديث في فضل عاشوراء ونحن براء من الفريقين»، وحيث أن يوم العاشر من محرم استشهد فيه ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة بتلك الطريقة البشعة وانتهاك لحرمته وحركة الشهداء والنساء والاطفال من أهل بيته وصحبته فكيف يكون يوم عاشوراء يوم فرح وسرور ولا يكون يوم حزن وبكاء على مصيبة أهل البيت «ع»

وثبت في الروايات عن الذهبي في ميزان الاعتدال وابن كثير في تاريخه وابن عساكر في تاريخ دمشق باسانيدهم عن ام سلمة ان رسول الله «ص» بكى على الحسين حين ابلغه جبرائيل «ع» بقتله بأرض كربلاء وقتل يزيد بن معاوية الامام الحسين «ع» في السنة الاولى من حكمه واستباح المدينة من السنة الثانية في «واقعة الحرة» وفي السنة الثالثة حاصر عبدالله بن الزيد وحرق الكعبة المشرفة وضربها بالمنجنيق حتى الاحاديث النبوية الشريفة التي تقول ان نجاة موسى «ع» كان يوم العاشر فهي غير صحيحة ففي روايات اخرى ثبت فيها ان نجاة موسى «ع» كان من ذي القعدة وليس من محرم وان الاحاديث التي وصفت في فضل صيام عاشوراء لا اصل لها وانها موضوعة وهذا ما ثبت من كتب اهل الحديث واهل اللغة واهل التاريخ واهل الفلك، وقد وضعت من قبل بني امية للتغطية على اكبر جريمة تاريخية في التاريخ وفي العصر الاسلامي.

فهل بعد كل هذا نأتي ونقول ان يوم عاشوراء يوم فرح وسرور وخلاصة القول من اراد ان يصوم يوم عاشوراء يوم دخول الرسول «ص» المدينة المنورة فهو يوم الاول من ربيع الاول كما هو ثابت من التاريخ وليس يوم العاشر من محرم يوم استشهاد الامام الحسين «ع» واهل بيته واصحابه.
والحسين «ع» رمز البطولة والفداء والتضحية ورمز الشهادة ومقاومة الظالمين وملهم الثوار على مر التاريخ، حريا بنا ان نتخذه يوما للشهيد والشهداء وليس للفرح والسرور...



تاريخ النشر: الأربعاء, ديسمبر 30, 2009