أمير الدهاء
12-28-2009, 03:27 AM
دمعة وطن - ناصر الخرافي
نعم يا وطني.. يحق لك أن تبكي بدل الدموع دماً! كيف لا.. وقلبك الطاهر يئن بالجراحات التي أحدثها ابناؤك دون وعي أو إدراك لما قد تسببه هذه الجراحات النازفة من أثر بالغ في مسيرة هذا الوطن، هذا الوطن الذي بذل أجدادنا والمؤسسون مهجهم وأرواحهم ليضعوا دعائمه، ويشيدوا أركانه؟. وعلى الرغم من شظف العيش، وقسوة الحياة، وضنك المعيشة، والكفاح الذي صاحب تلك المسيرة الصعبة، فان اهل الكويت، على اختلاف مشاربهم وأطيافهم، قد شملتهم رحمة الله
وتوفيقه وبركاته، لما كان يسود قلوبهم الطيبة من مشاعر المحبة والمودة في ما بينهم واخلاصهم لتراب وطنهم. وما كان يوحدهم ويجمعهم، ويعينهم على تجاوز الصعاب هو حبهم للكويت الغالية.
وكان ثمرة لهذا العطاء ولهذا الاخلاص أن فجر الله سبحانه وتعالى ينابيع الثروة لتجري في كل ميادين الحياة، ولتجعل الكويت هذا البلد الصغير في مصاف الدول الرائدة في النهضة والعمران والازدهار.. ما جعلها قبلة لأطماع الطامعين، وحسد الحاسدين. وهكذا كان هذا الوطن على موعد مع جحافل الغزو الظالمة التي عاثت في ترابه فسادا، وما استطعنا أن نتجاوز هذه المحنة الأليمة الا بفضل من الله عز وجل.. وبانتهاجنا نهج الآباء والأجداد المؤسسين، حينما تكاتف أهل الكويت جميعاً سنة وشيعة.. بدوا وحضرا.. فامتزجت دماؤهم وسالت على تراب بلدهم للذود عن حياض الوطن، وصد الغزاة الغاصبين، وسجلوا سابقة في التاريخ تتذكرها الأجيال، ورفعوا بيرق الكويت ليعلو خفاقاً، يستظل به كل كويتي حر وأبي وشريف.
فكيف لنا، وبعد كل ما سطره أبناء الكويت من ملاحم تاريخية، وتضحيات جسام للحفاظ على تراب هذا الوطن ومقدراته من كيد الأعداء، أن نقبل بوجود ممارسات عابثة تقوض الأركان التي شيد عليها هذا الوطن، وتستغل المنابر الاعلامية للتجريح بأبناء الوطن الواحد واثارة الفتن والنعرات التي تهتك لحمتنا الوطنية، وتمزق نسيجنا الاجتماعي من دون أي اعتبار لتضحيات الأجداد ودماء الشهداء؟!
بل كيف نقبل ونحن نعيش ذكرى الامام الحسين بن علي وملحمته الكبرى في يوم عاشوراء أن تتحول هذه الذكرى الأليمة الى فتنة بين أبناء الوطن الواحد؟!
فالإمام الحسين وثورته المباركة ضد الظلم والعدوان، واصلاحه لمسار أمة الاسلام ليس حكراً على الشيعة، ولا على السنة، وانما هو مدرسة لأحرار العالم، يتعلمون منها معاني التضحية والفداء.
ولقد استلهمت المقاومة الاسلامية في لبنان الحرية، وفي فلسطين الصمود ومبادئ الثورة.. والعزة والكرامة والتضحية والفداء من يوم البطولات.. من يوم عاشوراء.. في صراعهم مع الصهاينة الغاصبين.
ناصر الخرافي - القبس
http://alqabas.com.kw/Article.aspx?id=561886&date=27122009
نعم يا وطني.. يحق لك أن تبكي بدل الدموع دماً! كيف لا.. وقلبك الطاهر يئن بالجراحات التي أحدثها ابناؤك دون وعي أو إدراك لما قد تسببه هذه الجراحات النازفة من أثر بالغ في مسيرة هذا الوطن، هذا الوطن الذي بذل أجدادنا والمؤسسون مهجهم وأرواحهم ليضعوا دعائمه، ويشيدوا أركانه؟. وعلى الرغم من شظف العيش، وقسوة الحياة، وضنك المعيشة، والكفاح الذي صاحب تلك المسيرة الصعبة، فان اهل الكويت، على اختلاف مشاربهم وأطيافهم، قد شملتهم رحمة الله
وتوفيقه وبركاته، لما كان يسود قلوبهم الطيبة من مشاعر المحبة والمودة في ما بينهم واخلاصهم لتراب وطنهم. وما كان يوحدهم ويجمعهم، ويعينهم على تجاوز الصعاب هو حبهم للكويت الغالية.
وكان ثمرة لهذا العطاء ولهذا الاخلاص أن فجر الله سبحانه وتعالى ينابيع الثروة لتجري في كل ميادين الحياة، ولتجعل الكويت هذا البلد الصغير في مصاف الدول الرائدة في النهضة والعمران والازدهار.. ما جعلها قبلة لأطماع الطامعين، وحسد الحاسدين. وهكذا كان هذا الوطن على موعد مع جحافل الغزو الظالمة التي عاثت في ترابه فسادا، وما استطعنا أن نتجاوز هذه المحنة الأليمة الا بفضل من الله عز وجل.. وبانتهاجنا نهج الآباء والأجداد المؤسسين، حينما تكاتف أهل الكويت جميعاً سنة وشيعة.. بدوا وحضرا.. فامتزجت دماؤهم وسالت على تراب بلدهم للذود عن حياض الوطن، وصد الغزاة الغاصبين، وسجلوا سابقة في التاريخ تتذكرها الأجيال، ورفعوا بيرق الكويت ليعلو خفاقاً، يستظل به كل كويتي حر وأبي وشريف.
فكيف لنا، وبعد كل ما سطره أبناء الكويت من ملاحم تاريخية، وتضحيات جسام للحفاظ على تراب هذا الوطن ومقدراته من كيد الأعداء، أن نقبل بوجود ممارسات عابثة تقوض الأركان التي شيد عليها هذا الوطن، وتستغل المنابر الاعلامية للتجريح بأبناء الوطن الواحد واثارة الفتن والنعرات التي تهتك لحمتنا الوطنية، وتمزق نسيجنا الاجتماعي من دون أي اعتبار لتضحيات الأجداد ودماء الشهداء؟!
بل كيف نقبل ونحن نعيش ذكرى الامام الحسين بن علي وملحمته الكبرى في يوم عاشوراء أن تتحول هذه الذكرى الأليمة الى فتنة بين أبناء الوطن الواحد؟!
فالإمام الحسين وثورته المباركة ضد الظلم والعدوان، واصلاحه لمسار أمة الاسلام ليس حكراً على الشيعة، ولا على السنة، وانما هو مدرسة لأحرار العالم، يتعلمون منها معاني التضحية والفداء.
ولقد استلهمت المقاومة الاسلامية في لبنان الحرية، وفي فلسطين الصمود ومبادئ الثورة.. والعزة والكرامة والتضحية والفداء من يوم البطولات.. من يوم عاشوراء.. في صراعهم مع الصهاينة الغاصبين.
ناصر الخرافي - القبس
http://alqabas.com.kw/Article.aspx?id=561886&date=27122009