المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللعن والتطبير وراء عدم انتشار التشيع



المتيم باالنبي
12-27-2009, 04:13 AM
اللعن والتطبير وراء عدم انتشار التشيع
الإمام الصادق ( عليه السلام ) : (يا معشر الشيعة إنكم قد نسبتم إلينا ، كونوا لنا زينا ، ولا تكونوا علينا شينا)[2]
هذا الخطاب وأمثاله من الإمام الصادق وبقية الأئمة عليهم السلام لشيعتهم كثير، يدور حول الترابط الموجود بين المضاف والمضاف إليه ولو بنحو اعتباري من قبل الشرع أو العرف الاجتماعي أو السياسي ، فالقرآن الكريم والكعبة المشرفة وبيت الله الحرام تقدس لأنها منسوبة إلى الله ، وكذلك أنبياء الله وأولياء الله والشهداء في سبيل الله يكرمون لله.

وما يضاف إلى الباطل والشيطان فيكون مبغوضا ومرفوضا لأجل الشيطان، هذا في جانب المضاف إليه .

وفي جانب المضاف ينعكس على المضاف إليه فسلوكيات المسلمين هي محسوبة في نظر غير المسلمين على الإسلام سلباً أو إيجاباً خصوصاً من يريد أن يتعرف عليه من خلال تلك السلوكيات فالطرف الآخر يأخذ نظرة عن الإسلام ومبادئه من خلال أعمال المسلمين لذا أصبح المسلمون حاجزا عن دخول كثير من غير المسلمين إليه.

فالإمام الصادق عليه السلام يخاطب شيعته ويقول لهم إنكم لا يمكن لكم أن تخرجوا عن هذه القاعدة الاجتماعية ( وهي أخذ الصورة عن الصديق من صديقه أو الوالد من ولده أو صورة الإسلام والتشيع من المسلم والشيعي ، وصورة أئمة أهل البيت ممن يدعي متابعتهم ومشايعتهم ) وإن كانت هذه القاعدة الاجتماعية غير دقيقة في نتائجها ، ومع هذا المجتمع يتعامل بها على أنها حقيقة واقعية ، فما دمتم نسبتم إلينا وحسبتم علينا والذي لا يعرفنا يأخذ صورتنا منكم فعليكم أن تعطوا صورة حسنة وتكونوا زيناً لنا وإياكم أن تعطوا الآخرين عنا صورة سيئة فلا تكونوا شيناً عليناً .

خطر تصرفات الأتباع:

أدرك أئمة أهل البيت عليهم السلام خطر وأهمية سلوكيات شيعتهم سلبا أو إيجاباً على فهم الحقائق وبلورتها للقاعدة الشعبية للأمة وأن أكثرية الأمة لا يمكن لها أن تتعرف على الحقائق من خلال الدراسة العلمية الدقيقة ومحاكمة الأدلة لتخرج بالنتائج المترقبة منها، اعرف الحق تعرف أهله ، وإنما تعتمد على سلوكيات الأتباع وتصرفاتهم في بلورة الحقائق وفيما يرجع إلى معرفة أئمة أهل البيت عليهم السلام وعظمتهم وموقعهم الرسالي ، وهنا يكمن الخطر في تلك التصرفات إذا كانت سلبية حيث هي محسوبة على أئمة أهل البيت عليهم السلام خصوصاً من العلماء والخطباء والوعاظ .

الأئمة يحثون شيعتهم على التقوى وحسن الخلق:

لذا أكد هؤلاء القادة على شيعتهم وقالوا أن تصرفاتكم وسلوكياتكم ما دامت محسوبة علينا يجب عليكم أن تلتزموا بالورع والتقوى وحسن الخلق مع مختلف أطياف الأمة وبالأخص مع مخالفينا وتكونوا زينا لنا ولأنفسكم ولا تكونوا شينا علينا وعلى أنفسكم فقد جاء في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي أُسَامَةَ [ زيد الشحام ] قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ: (عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالْوَرَعِ ، وَالِاجْتِهَادِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَكُونُوا دُعَاةً إِلَى أَنْفُسِكُمْ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ، وَكُونُوا زَيْناً وَلَا تَكُونُوا شَيْناً، وَعَلَيْكُمْ بِطُولِ الرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَطَالَ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ هَتَفَ إِبْلِيسُ مِنْ خَلْفِهِ وَقَالَ يَا وَيْلَهُ أَطَاعَ وَعَصَيْتُ وَسَجَدَ وَأَبَيْتُ)[3].

قوله عليه السلام (وَكُونُوا دُعَاةً إِلَى أَنْفُسِكُمْ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ):

لعل الإمام عليه السلام يشير في هذا المقطع إلى أن الأمور المتقدمة من التقوى والورع ..... تشكل الأسباب الحقيقية لصلاح النفس في السر والعلانية ولازمه دعوة الآخرين للاقتداء بمن يتصف بهذه الصفات الحميدة ، كما يلزمكم أن تكونوا مثال الورع والتقوى والأمانة وحسن الخلق بأفعالكم دون أن تقولوا ذلك بألسنتكم لأن الدعوة العملية أوقع في نفوس الآخرين وأكثر تأثيرا ًمن الدعوة الكلامية ، بل قد يسبب المدح والدعوة باللسان النفرة والشك والريبة فيما لو مدح الإنسان نفسه .

قوله عليه السلام (كُونُوا زَيْناً وَلَا تَكُونُوا شَيْناً):

هذا العنوان من العناوين المهمة والعظيمة التي أكد عليها الأئمة عليهم السلام في كلماتهم مع شيعتهم وناشدوهم أن يتصفوا بكل حسن ويكونوا زينا لهم ، ويبتعدوا عن كل قبيح يشوه سمعتهم ولا يكونوا شينا عليهم وأن هذا من حقهم على شيعتهم ، كما يكشف لنا هذا عن عمق الترابط بين الشيعة وأئمتهم وأن سلوكيات الشيعة تنعكس على أئمتهم سلباً أو إيجابا.

قال العلامة المجلسي: (وَكُونُوا دُعَاةً) أي كونوا داعين للناس إلى طريقتكم المثلى ومذهبكم الحق بمحاسن أعمالكم ، ومكارم أخلاقكم ؛ لأن الناس إذا رأوكم على سيرة حسنة وهدى جميل نازعتهم أنفسهم إلى الدخول فيما ذهبتم إليه من التشيع وتصويبكم فيما تقلدتم من طاعة أئمتكم عليهم السلام .

(وَكُونُوا زَيْناً) أي زينة لنا (وَلَا تَكُونُوا شَيْناً) أي عيباً وعاراً علينا .[4]

فسلوكيات الشيعة الحسنة تكون زينة لأئمتهم في نظر من لا يعرفهم وهذه الزينة تكون داعية ومقربة ومحببة لأهل البيت فيتأثر بهم من يتأثر فيحبهم من لا يحبهم ويقتدي بهم من لا يقتدي بهم ويقرب منهم من كان بعيداً عنهم وهذا معنى أن هذه الأعمال تكون داعية لهم .

كما أن عمل الشيعة غير الحسن يصبح عارا وعيبا يسجل على أهل البيت عليهم السلام فيشوه سمعتهم وينفر الناس منهم ويبتعدوا عنهم بسب أعمال شيعتهم .

وهذه الرواية الصحيحة تشكل جزءاً مهما من مجموع الروايات الصحيحة الأخرى التي تشرح مفهوم التشيع الذي يريده الإمام الصادق عليه السلام في ضمن مواصفات ذكرها وربط بينها وبين منهج الشيعة مع مخالفيهم وأنهما يشكلان عنصراً واحدا مهما.

أئمتنا على مستوى المسؤولية:

أئمتنا عليهم السلام بالرغم من أنهم لم يستلموا الزمام السياسي والحكم الظاهري في المجتمع إلا أنهم كانوا قادة الأمة على المستوى الفكري وكانوا بعيدي النظر لذلك كانوا يضعون الحلول لمختلف المشاكل المستقبلية فضلا عن الحالية ومنها الفتن المذهبية والاحتقان الطائفي الذي مزق الأمة على مر التاريخ وناشدوا الأمة الإسلامية جمعاء وحذروها من مغبة التساهل في هذا الجانب، ومع الأسف الشديد لم تستجب الأمة لهم بما فيهم شيعتهم فحصل ما حصل.

تحذير الأئمة لشيعتهم:

كما أشرنا لم يقتصر عدم السمع والطاعة لأئمة أهل البيت من عموم الأمة بل حتى لشريحة كبيرة من الشيعة يدعون محبتهم وولاءهم لهم ولكنهم كانوا مخالفين لهم بل ومن أعدائهم حقيقة كما ورد في الحديث الذي رواه الكشي بسنده عن عنبسة، قال: قال أبو عبد الله (الصادق) عليه السلام : ( لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممّن ينتحل مودتنا)[5] أي يدعي محبتنا ومودتنا كذباً وزوراً ، ومثل هذه الرواية كثير .

وفي مقام بناء المجتمع الصالح للأمة الإسلامية وضع أئمتنا عليهم السلام جملة من الأمور الإيجابية لشيعتهم وأمروهم بها وحذروهم عن جملة من الأمور السلبية التي تنعكس على المذهب . وهذا في الواقع اختبار لمن يسمع ويطيع لقيادته أم لا ؟

الجانب الإيجابي :

[1]- اجترار المودة لأهل البيت:

يجب على الشيعية المخلصين لأهل البيت عليهم السلام أن يتحروا الطرق التي تحبب أهل البيت إلى مخالفيهم وأن يستعملوا الوسائل والأعمال التي تؤدي بالمخالفين أن يودوا أهل البيت عليهم السلام فيجر مودة الناس إلى أهل البيت وذلك بأن يدخلهم ويقربهم إلى المفاهيم التي حملها علي بن أبي طالب وأولاده الطاهرون عليهم السلام.

فقد جاء عَنْ مُدْرِكِ بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام: (يَا مُدْرِكُ ...... ، أَقْرِأْ أَصْحَابَنَا السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَبَرَكَاتِهِ ، وَقُلْ لَهُمْ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً اجْتَرَّ مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَيْنَا فَحَدَّثَهُمْ بِمَا يَعْرِفُونَ وَتَرْكَ مَا يُنْكِرُونَ[6].

أي يكون الشيعي الصحيح الموالي حقاً هو الذي يكون عنصرا أساسيا في نشر محبة أهل البيت بين الأمة الإسلامية ويتحول المعادي إن كان إلى محب .

وعلينا أن نقف وقفة متأمل عند قوله عليه السلام ( فَحَدَّثَهُمْ بِمَا يَعْرِفُونَ وَتَرْكَ مَا يُنْكِرُونَ ) .

1- كلمة ( فحدثهم ) لا تقتصر في زماننا على رواية الأحاديث بحيث في غير رواية الأحاديث يتكلم أو يؤلف ويكتب بما يشاء وإن كان منفراً لهم .

2- هل الوسيلة في تقريب من كان بعيداً في نظرنا عن أهل البيت هو أن نسبهم ونلعنهم ونشتمهم هم وأباءهم وأمهاتهم وأئمتهم ومقدساتهم ومن يحبونه ؟ وننشر ذلك بألسنتنا وأقلامنا بالفضائيات المسموعة والمرئية ؟ وهل بهذا حققنا كلام الإمام عليه السلام (فَحَدَّثَهُمْ بِمَا يَعْرِفُونَ وَتَرْكَ مَا يُنْكِرُونَ ) .

وهل أصبح السب والشتم واللعن هو الوسيلة إلى تحبيب أهل البيت إلى عموم الأمة الإسلامية ؟؟

أم أن الموازين قد انقلبت فالسب والشتم واللعن والتكفير والتضليل والتفسيق وكلمات الفحش والعداء للمسلمين قد أفرغت من معناها الحقيقي إلى معنى الحب والود والإلفة وبذلك أصبحت هي الطريق الوحيد لتقريب المسلمين لأهل البيت ؟؟ .

3- أم أن من أسباب اجترار المودة لأهل البيت عليهم السلام أن يكتب ويؤلف ويتحدث ويحدث المخالفين لهم بما يعرفون ويدركون كالأحاديث التي رواها في كتبهم وسلموا بها ولا ينبغي له أن يلزمهم بما رواه هو من طريقه وفي كتب الخاصة خصوصاً إذا كان بدرجة يصطدم مع معتقدات المخالفين أو يؤدي بهم إلى النفرة عن أهل البيت عليهم السلام والبعد عنهم أو العداء لهم .

4- كما لا ينبغي له أن يحدثهم بما ينكرونه أي لا يدخل في عقولهم كما في جملة من الأحاديث التي عليها علامات استفهام من حيث السند أو المتن أو أنها موضع خلاف بين الشيعة أنفسهم أو أن أكثرية الشيعة ينكرونها، أو مما دست في أحاديثنا أو أن فهمها وإدراكها يحتاج إلى مقدمات علمية طويلة وعميقة فمثل هذه لا يتناسب مع أشخاص ينكرونها أشد الإنكار بل قد تسبب البعد عن أهل البيت عليهم السلام .

بينما المساحات المشتركة كبيرة جداً وقد عرضها الأئمة عليهم السلام في أحاديثهم ، كأحاديث الوحدة والأخوة بين المسلمين وحسن الخلق وأداء الأمانة لهم وحضور جنائزهم ومواساتهم في نكباتهم .

[2] النظر إلى الوحدة الإسلامية

[3] الالتزام بالدين والتقوى على الجانب السلوكي :

ففي الحديث الصحيح عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: (كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ لِيَرَوْا مِنْكُمُ الْوَرَعَ وَالِاجْتِهَادَ وَالصَّلَاةَ وَالْخَيْرَ فَإِنَّ ذَلِكَ دَاعِيَةٌ )[7]

محل الاستشهاد في هذه الصحيحة قوله (كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ) ففيها حمَّل الإمام شيعته الدعوة إليهم بحسن السلوك والاتصاف بالمواصفات المتقدمة التي تشكل مفهوم التشيع وأن هذه المواصفات هي في حد ذاتها داعية إلى أهل البيت عليهم السلام أي يتعرف بقية المسلمين عليهم.

الخطر من الداخل أكبر من الخارج:

هناك خطران يحدقان بأهل البيت ومذهبهم :

1- من الخارج ومن يعلن عداءه لهم .

2- والخطر الآخر من الداخل المتمثل بمن يدعي التشيع وهو يخالف أوامر أهل البيت فيما رسمه لهم الأئمة عليهم السلام في خصوص التعامل مع مخالفيهم بحسن الخلق وعدم إثارة الفتن المذهبية وتعميق الاحتقان الطائفي

فالسؤال الذي يطرح نفسه من هو أشد ضرراً وأكبر خطرا على أهل البيت عليهم السلام ؟ هل هو الخطر الأول المتمثل بمن يعلن الحرب عليهم ويتجاهر بالعداء لهم ؟

أو الخطر الثاني المتمثل بمن يتظاهر بالولاء والمشايعة لهم ثم تكون سلوكياته مخالفة لهم أو يكشف أسرارهم وينطق بما يكرهون ؟ أو يعمل على خلاف ما أمروا به ويثير الفتن المذهبية باسم أهل البيت عليهم السلام .

الجواب يوضحه الإمام الصادق عليه السلام في الرواية التالية التي يؤكد فيها على اجترار مودة المخالفين لهم ولشيعتهم ، وأن الناصب لهم حرباً ليس بأشد عليهم مؤونة من الموالي لهم الناطق بما يكرهون بل إن الأخير أشد خطراً وأكثر ضرراً عليهم:

1- لأنه محسوب عليهم

2- ولأنه يتكلم عن لسانهم

3- ولأنه يقول ويعمل على خلاف ما يريده أئمتهم سواء كان بالسب والشتم واللعن لمن خالفهم أو بالتكفير والتضليل لهم .

قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام لرجل قدم عليه من الكوفة فسأله عن شيعته ، فأخبره بحالهم .

فقال أبو عبد الله عليه السلام : ( ليس اجتماع أمرنا بالتصديق والقبول فقط ، إن احتمال أمرنا ستره وصيانته عن غير أهله ، فأقرئهم السلام وقل لهم :

رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلينا وإلى نفسه ، فحدثهم بما يعرفون وسترعنهم ما ينكرون ويجهلون .

والله ، ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مؤونة من الناطق علينا بما ذكر ، ولو كانوا يقولون عني ما أقول ما عبأت بقولهم ولكانوا أصحابي حقا )[8] .

ففي هذه الرواية بعد أن قرر المنهجية لأهل البيت عليهم السلام، وأمروا شيعتهم بها وأن يحببوا أهل البيت لمن خالفهم وذكر المنهجية في هذا التحبيب، تحدثت الرواية عن خطر من يخالف هذه التوجيهات وأن هؤلاء طابور خامس – كما يقال - يعمل في داخل الشيعة باسم الشيعة وباسم مذهب أهل البيت وهم يهدمونه بمعاول من حديد وأن هؤلاء أضر على أئمة أهل البيت من النواصب الذين يعلنون عداءهم لهم وقد تقدم قول الإمام الصادق عليه السلام (لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممّن ينتحل مودتنا)[9] أي يدعي محبتنا ومودتنا وولاءنا كذباً وزوراً.

فهاتان الروايتان واضحتان في الكشف عن حالة كانت موجودة في زمان الإمام الصادق عليه السلام من وجود أعداد كبيرة لا يستهان بهم كانوا محسوبين على الإمام وهم له مخالفون بل لا يمتثلون أوامره لذلك كان الإمام يتذمر منهم إلى أبعد حد ، ومن الواضح أن هذا العدد قد كثر بعد وفاة الأئمة عليهم السلام .

ومن نتائج هذه التصرفات الهوجاء حجموا التشيع وشوهوا سمعته باسم التشيع .

الإمام الحكيم يقول: اللعن والتطبير وراء عدم انتشار التشيع:

الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم المتوفى 1390 هـ زعيم من زعماء الشيعة ومجاهد من المجاهدين ومرجع كبير خدم الأمة الإسلامية بمرجعيته لأكثر من 25 سنة وله خبرة كبيرة في ميدان العمل الإسلامي وكان حكيما في مواقفه وتحركاته ، وكان من المراجع والعلماء الجريئين في مختلف الميادين السياسية والعلمية والاجتماعية وقد أفتى بفتاوى عديدة لم يجرؤ أحد من المراجع قبله عليها .

الإمام الحكيم وقف وقفة حازمة ضد بعض الشعائر المنحرفة التي كانت تقام باسم سيد الشهداء عليه السلام كما كان يعمل في الهند في أيام عاشوراء من الوضوء والدخول في النار باسم الإمام الحسين والنار لا تحرقهم فأفتى بحرمة ذلك.

وقد قام بدراسة أسباب عدم انتشار التشيع في العالم الإسلامي وقد خلص إلى أن من أبرز ذلك هو اللعن والسب والشتم والتطبير.

وقبل أن ننقل رأيه أشير مختصرا إلى أسباب عدم انتشار التشيع بصورة واسعة .

سبب عدم الانتشار قد يعود إلى أسباب عديدة:

منها الأسباب الخارجية ومنها الأسباب الداخلية :

الأسباب الخارجية:

1- محاربة المذهب فكرياً وعقائديا ومثال ذلك الصراعات الفكرية بين المعتزلة والأشاعرة من جانب وبين التشيع والمعتزلة والأشاعرة من جانب آخر .

2- حرب النواصب الذين نصبوا العداء لأهل البيت عليهم السلام كالخوارج .

3- المعارضات السياسية التي أعلنها أئمة أهل البيت عليهم السلام أو أتباعهم ضد السلطات الظالمة على مر التاريخ وأدى بتلك إلى محاربة الشيعة والتشيع .

الأسباب الداخلية :

1- قد تعود أسباب عدم انتشار الدين أو المذهب أو الحزب لأجل وجود ضعف في المباني الفكرية والعقائدية. وهذا لا ينطبق على مذهب أهل البيت عليهم السلام .

2- قد يعود عدم انتشار ذلك المذهب لأن قادته وأئمته والمنظرين له لم يكونوا على مستوى المسؤولية ولم تكن سمعتهم بالحسنة. وهذا أيضا لا يتناسب مع أئمة أهل البيت عليهم السلام .

3- السبب في عدم انتشار ذلك المذهب يعود إلى نفس أتباعه وسلوكياتهم ومعاملتهم وذهنياتهم الفكرية والسياسية والأخلاقية وهذا ما تركز عليه الروايات المتقدمة التي تحدثنا عنها .

موقف الإمام الحكيم من التطبير والسب والشتم واللعن:

نقل السيد الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن والده المرجع الكبير السيد محسن الحكيم المتوفى 1390 هـ أن السبب في عدم انتشار التشيع هو التطبير والسب والشتم واللعن فقال:

(هناك أمران رئيسيان منعا التشيع من الانتشار والتوسع:

أحدهما : التطبير الذي ينفر المسلمين من مذهبنا .

والآخر : ما يمارسه بعض الجهال من الشتم والسب واللعن وذلك ما يأباه مذهبنا وأفكارنا وعقائدنا ومنهجنا الإسلامي حيث نهى القرآن عن أن تسب آلهة المشركين مع أنها في النار .

ثم يقول : لكن السب والشتم شيء ، والحديث الفكري والمنطقي وكشف الحقائق شيء آخر . فلا نعني الامتناع عن اللعن ، إخفاء للحقائق والواقع الذي جرى ، فالقرآن الكريم يتحدث عن آلهة المشركين ويصفها بأنها حطب جهنم ، وفي الوقت نفسه ينهى عن سبها لأن وراء السب حواجز وموانع تؤدي إلى عدم انتشار الإسلام)[10].

إن هذا الموقف من السيد الحكيم يدل على مدى الخبرة التامة والتحليل للقضايا السياسية في العمل الإسلامي بصورة دقيقة كما أن هذا الموقف تماماً يتطابق مع النصوص الكثيرة الواردة في هذا الجانب والتي اعتبرت حسن السيرة والسلوك والتعامل مع الفئات المختلفة بصورة حسنة وهو جزء من مفهوم التشيع الصحيح والإخلال به نقص في تشيع الشخص .

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين


--------------------------------------------------------------------------------

[1] الكافي ج : 3 ص : 422 في الصحيح عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي خُطْبَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ .

[2] مشكاة الأنوار : 67

[3] الكافي ج : 2 ص : 77

[4] مرآة العقول ج 8 ص 61 .

[5] اختيار معرفة الرجال المعروف بـ( رجال الكشي ) ص 373 رقم 555.

[6] مستدرك‏الوسائل ج : 12 ص : 278 حديث 14091

[7] الكافي ج : 2 ص : 78

[8] - شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي ج 3 ص 507 ح1456

[9] اختيار معرفة الرجال المعروف بـ( رجال الكشي ) ص 373 رقم 555.

[10] موسوعة الحوزة العلمية والمرجعية – الإمام الحكيم ج 3 ص 150.رسالة من الشيخ المحقق حسين الراضي

جمال
12-27-2009, 08:46 AM
من قال لك ان الشيعة يلعنون وان التشيع غير منتشر

الم تسمع بالتحذيرات من الخطر الشيعي والهلال الشيعي ...الخ

كما هو معلوم انه خلال القرون الماضية كان الشيعة ضحايا للسلطات التي كانت تحكمهم بدءا من الامويين ومرورا بالعباسيين والعثمانيين وصولا الى البعثيين في العراق ، كانوا يسومون الشيعة سوم العذاب

ثم ان المتيم بالنبي يجب ان يكون بالضرورة متيما بآله ، لأنهم اجر الرسالة بنص القران الكريم ( قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربي ) ، فلو عمل المرأ ما عمل ولم يكن مواليا لاهل بيت الرسول ولا يعتقد بهم فعمله سيكون هباء منثورا لأنه لا يدفع اجر الرسالة

الامر مترابط

المتيم باالنبي
12-28-2009, 01:26 AM
اولا هذا ليس كلامي هذا كلام اية الله السيد محسن الحكيم في كتاب موسوعة الحوزة العلمية والمرجعية – الإمام الحكيم ج 3 ص 150 والنص ( اللعن والتطبير وراء عدم انتشار التشيع)
وزبدة غايتي ان التطبير واللطم يشوة المذهب الحق ويهتكة كما قال السيد الخوئي رحمه الله لانه لا يتطلب الحزن لطم او طبر وغيرها الحزن هو البكاء والعضة كما فعل الائمة عليهم السلام في هذا اليوم اللتى اصبحت الان في صحوف اجنبية وباالامس صحيفة كندية تضهر اللطم والدماء في منظر بشع وتقول في العنوان (هكذا علمهم الاسلام) اليس هذا مشوة للمذهب ؟ والامر الثاني با النسبة الى المتيم با النبي هو عين المتيم بااله لانه لا يمكن احد متيم با النبي لا يصبح متيم با اله طبعا اذا كان الحب صادق .