المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فيلم «يوم الواقعة».. قصة عبدالله النصراني الذي استشهد في كربلاء دفاعا عن الحسين (ع)



سمير
12-21-2009, 07:56 AM
«يوم الواقعة».. شمعة سحقت ظلام الجهل..

«السينما الحسينية».. اصطلاح هز أركان الظلم والاستبداد..


http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2009/12/21/p26-04.jpg_thumb2.jpg
رحلة البحث عن الحسين



عرفت معركة كربلاء أو كما تعرف أيضا باسم واقعة الطف بأنها ملحمة وختمت في العاشر من محرم سنة 61 للهجرة الموافق الثاني عشر من أكتوبر سنة 680 للميلاد، حيث كانت بين الحسين بن علي بن أبي طالب ابن بنت نبي الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي أصبح المسلمون يطلقون عليه اللقب الذي أطلقه عليه جده النبي عليه أفضل الصلاة والسلام «سيد شباب أهل الجنة» بعد انتهاء المعركة، ومعه أهل بيته وأصحابه، وجيش تابع ليزيد بن معاوية، حيث يعتبره المؤرخون جميعا بمثابة يوم ثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف.

وعلى الرغم من أهمية هذه المعركة من الناحية العسكرية واعتبار البعض لها محاولة تمرّد فاشلة قام بها الحسين عليه السلام، إلا أنها استطاعت تأصيل النهج السياسي والفكري والديني بل الحياتي لدين الإسلام، حتى أصبح شعار «يا لثارات الحسين» عاملاً مركزياً في تبلور الثقافة الشيعية وأصبحت المعركة وتفاصيلها ونتائجها تمثل قيمة روحانية ذات معان كبيرة لدى أنصار الحسين عليه السلام، والذين يعتبرون معركة كربلاء ثورة سياسية ضد الظلم والاستبداد.

وقد تجلت قصص الروعة في مسير الحسين عليه السلام مع باقة الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية التي تصدي لها كبار النجوم والمخرجين لتبيان حقيقة الحسين عليه السلام، وملاحم بطولة أنصاره من خلال السنوات الماضية، حيث سعى الإعلام بنشر تفاصيلها لجمهور المشاهدين عبر سلسلة مختلفة من الأعمال التاريخية، استطاعت أن تبقى في الذاكرة، وأن تثير نسيج الترابط الحسيني بمد جسور الوصال مع الحقيقة الغائبة عن البعض في عظمة شأن الحسين عليه السلام ودوره في تخليد الإسلام والإبقاء عليه رغم كيد الظالمين.

استطاع الفيلم السينمائي «يوم الواقعة» بنجومه عزت انتظامي وجمشير مشايخي ومهدي فتحي وسعيد نيكبور وغيرهم من الفنانين الإيرانيين بصحبة المخرج شهرام أسدي وعلى الرغم من إنتاجه قبل ما يقارب السنوات العشر، أن يقدم نموذجا حيا تجلى بين صفحات التاريخ وحقيقته عبر شخصية الفيلم الأساسية «عبدالله»، حيث يبتدئ الفيلم بحفل زفاف عبد الله النصراني، ذلك الزفاف الذي تمخض عبر أكثر من كلمة (لا)، لرفضه واستبعاد فكرته، ولكنه يتجاوز في النهاية كل اللاءات والعقبات وينال مراده ليتم الزواج، كما هو الحال في قصص العشاق،

ولكن عبد الله ينشغل في يوم عرسه بعشق آخر يصنع منه رافدا لتخليد الحسين بن علي عليه السلام، ليتساءل النص السينمائي في انتقال النصراني من نصرانيته إلى الإسلام فهل هو بفعل العشق الحسيني أم أنه حب «راحلة»، وهذا ما غير الفكر والمنهج من شكل لآخر لتدور من حوله أحداث القصة الحقيقية للفيلم وشخصيته عبدالله، ذلك الرجل النصراني الذي اقتنع بالإسلام واعتنقه بحماسة عالية،

وبعدما ناضل ليوافق أهل عروسه المسلمة «راحلة» على عقد القران، يفاجأ بسماع خبر مسلم بن عقيل عليه السلام وهو يتعرض للخيانة والقتل على يد أهل الكوفة، فيستوقفه الخبر ملياً ويتأثر إلى أبعد الحدود ولكن أثناء الاحتفال ليلاً بعرسه، وهو جالس بين أترابه وأهل عروسه، يداهمه صوت هامد يناديه «ألا من ناصر ينصرني»، ويتكرر النداء فيهب واقفاً مسرعاً، حيث يشير عليه إحساسه وإلهامه.

وتبدأ القصة من هنا عندما يباشر عبدالله رحلة الالتحاق بركب الإمام الحسين عليه السلام لينتهي به الأمر إلى تقديم الدم فداء لمن ناداه واعتنى به، بل ليكون العين والقلب والعقل الذي يحمل كل ما رآه ووعاه إلى الآخرين، والكلام هذا الذي نقصده هو من ثغر فخر النساء زينب الكبرى عليها السلام.


http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2009/12/21/p26-03.jpg_thumbT.jpg
عبدالله النصراني


http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2009/12/21/p26-051.jpg_thumbT.jpg
راحلة