المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المجاهدة جميلة بوحيرد تشتكي حالها لبوتفليقة وتطلب مساعدة الجزائريين



علي علي
12-14-2009, 08:40 AM
http://www.alquds.co.uk/latest/data/2009-12-13-17-43-30.jpg

المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد


الجزائر ـ القدس العربي

وجهت المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد رسالة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأخرى إلى الشعب الجزائري اشتكت من خلالهما من حالها ووضعيتها الاجتماعية، مؤكدة أنها مريضة وفي حاجة إلى علاج، وأن المنحة التي تحصل عليها من الدولة لا تكفيها.

وذكرت بوحيرد في رسالتها للجزائريين والتي نشرت الاحد عبر أعمدة جريدة "الوطن" (خاصة صادرة بالفرنسية) أنها تتوجه للشعب المعروف بكرمه وشهامته، واختارت أن تقدم نفسها من خلال القول ان اسمها جميلة بوحيرد وأنه كان محكوماً عليها بالإعدام عام 1957 من طرف المحكمة العسكرية بالجزائر العاصمة.

وأضافت أنها تعيش حاليا وضعا صعبا بسبب المرض الذي يتطلب حسب الأطباء ثلاث عمليات جراحية مكلفة ومعقدة، مشيرة إلى أنها لا تملك الإمكانيات اللازمة لمواجهة تلك الأعباء، علما بأنها لا مصدر دخل لها سوى المنحة التي تحصل عليها من وزارة المجاهدين.

وطلبت جميلة بوحيرد من الجزائريين مساعدتها كل على قدر المستطاع، مذكرة بأنها تلقت عروضا من أمراء بالخليج ولكنها اعتذرت عن قبولها.

كما وجهت المجاهدة رسالة أخرى إلى الرئيس بوتفليقة ضمنتها عتابا شديدا، مؤكدة في بدايتها أن المنحة التي تحصل عليها من الدولة لا تضمن لها العيش الكريم، مشددة على أن ديونها لدى الجزار والبقال والسوبر ماركت خير دليل على وضعيتها الصعبة.

وأشارت إلى أنها لم يسبق وأن فكرت في اللجوء إلى الحصول على مساعدات مالية غير مشروعة، مؤكدة أن مجاهدين ومجاهدات أخريات يعيشون نفس الظروف الصعبة، وأن الرئيس من خلال المكانة التي يحتلها لا يمكنه ولا يريد أن يعرف ما تعيشه هذه الفئة.

واستطردت قائلة: "إن ما يتقاضاه المجاهدون لا يرقى إلى المبالغ الكبيرة التي يتقاضاها نواب البرلمان أو ما تحصلون عليه أنتم شخصيا (بوتفليقة) وكذا ما يحصل عليه محيطكم"، ودعت بوتفليقة إلى التوقف عما أسمته "الإهانة"، بإعادة النظر في "المنحة المتواضعة التي يحصل عليها المجاهدون ليعيشوا بكرامة ما تبقى لهم من أيام".

وكانت رسالتا بوحيرد مفاجئة وصادمة للجزائريين، على اعتبار أنها من المرات القليلة التي تحدثت عبر الصحافة. كما أن شكواها من انخفاض قيمة المنحة استقبل بنوع من الاستغراب، كون أبسط مجاهد يتقاضى حوالي 1000 دولار شهريا، بالإضافة إلى امتيازات أخرى، ومن المؤكد أن بوحيرد تتقاضى أكثر بوصفها من رموز الثورة.

ورفض العديد من قادة الثورة ممن اتصلت بهم "القدس العربي" التعليق على الموضوع، مؤكدين أن بوحيرد تبالغ نوعا ما في وصف حالتها. كما أكدوا أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يسبق وأن تخلف في مثل هذه الأمور، خاصة لما يتعلق الأمر بالمرض، وأنه سبق وأن أرسل عددا كبيرا من قدماء المجاهدين وأفراد عائلاتهم للعلاج على نفقة الدولة في الخارج، بمن فيهم أولئك الذين كانوا في خصومة سياسية معه.

2005ليلى
12-17-2009, 07:25 AM
الهروب إلى الشعب ليس عيبا

عندما قرأت الرسالة التي وجهتها أسطورتنا في الجهاد، جميلة بوحيرد، إلى رئيس الجمهورية، أصبت بذهول لم يحدث أن تعرضت له من قبل، وهذا ليس لأن جميلة الجزائر والجزائريين غير قادرة ماديا على علاج نفسها مما تعانيه، لأن المعروف والثابت والمؤكد أن معظم، إن لم نقل كل المجاهدين من طراز جميلة الجزائر الأولى يعانون مما تعانيه، فحلم عضو مجموعة الاثنين والعشرين، المجاهد مشاطي، كما يروي بعض أصدقائه، هو السكن بشقة تقع بطابق أرضي حتى يتخلص من مشقة الصعود إلى شقته بأعلى العمارة التي يسكنها...

لكن الذي أذهلني وحيرني هو التوقيت الذي اختارته المجاهدة لتفجير قنبلتها، وهي التي تعرف معرفة يقينية أن عقيدة الجزائريين هذه الأيام أصبحت محصورة ومنحصرة في كرة القدم وما حققه الفريق الوطني من نتائج أهلته لخوض التصفيات النهائية لكأس العالم، لذلك فمن المنطقي أن تتهم المجاهدة من هذا الطرف أو ذاك بمحاولة التشويش على فرحة الجزائريين. فهل غابت هذه الحقيقة عن المرأة الرمز؟

المرأة وكما عرفتها عن قرب في مناسبات وإن كانت قليلة، تتمتع بذكاء متميز ورؤية سياسية ليست هينة، لذلك فقرار تفجير قنبلتها ليس اعتباطيا ولا ارتجاليا، وإنما محسوب بدقة، حتى وإن كانت دوافعه أقوى من إرادتها.

أما عندما قرأت رسالتها الموجهة للشعب الجزائري، فترسخت قناعاتي بأن المرأة اختارت عن قناعة وإدراك ووعي تام التوجه لشعبها دون أن تقيم وزنا أو اعتبارا لأي حسابات أخرى. فهل يلام من يستنجد بشعبه أو يهرب إليه أو يحتمي به، خاصة إذا كان هذا المستنجد أو الهارب أو المحتمي يعرف عمق وحقيقة شعبه كما هي معرفة جميلة بوحيرد بشعبها؟

محتوى رسالة بوحيرد مؤلم وفظيع وقد أبكى آلاف الرجال والنساء الذين هزتهم من أعماقهم صرخة المجاهدة وهي تخاطب رئيس الجمهورية قائلة ''كفوا عن إهانتنا، وعليكم أن تراجعوا معاشنا الضئيل حتى نكمل الوقت القليل المتبقى لنا في هذه الحياة بما يتناسب مع الحد الأدنى من الكرامة''.

لا شك أن المرارة هي التي دفعت بهذه السيدة التي حباها التاريخ لأن تدوس على كل شيء وترفض حتى إغراءات أمراء الخليج العربي الذين عرضوا عليها توفير كل ما تحتاجه، وبدل ذلك تتوجه إلى شعبها طالبة منه التكفل بها. والمؤكد أن الشعب الذي خرجت منه واحترقت من أجله، بكل ما تحمله كلمة الاحتراق من معان، لن يخيب ظنها.

لم أتمن معرفة شيء في حياتي عند قراءة الرسالة التي أبكتني كما أبكت بكل تأكيد ملايين الجزائريين، مثلما تمنيت معرفة مشاعر الرئيس بوتفليقة وهو يقرأ الرسالة... كل ما أتمناه أن يسجل لنا في مذكراته، إن كان يكتبها، هذه المشاعر حتى نقرأها ذات يوم... لو كنت مكانه، لندمت على اليوم الذي قبلت فيه المنصب الذي هو فيه.


 المصدر :العربي زواق
2009-12-17