المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيانة وخيانة مضادة و تحايل للحفاظ على مؤسسة العائلة ... موقتاً



سلسبيل
12-14-2009, 07:54 AM
الخميس, 10 ديسيمبر 2009



لندن - رانيا كرم

يقول جون، وهو شاب ثلاثيني، بحسرة إن زواجه من كارمن «انتهى». ويوضح: «أخدم في الجيش منذ تسع سنوات، وتزوجت قبل سبع سنوات. لكن الخدمة العسكرية تتطلب أن أكون فترات طويلة بعيداً من منزلي ووطني ... وزوجتي». عرف جون، كما يقول في روايته لأسباب انهيار زواجه، إن كارمن تخونه مع عسكري في وحدته. فقد رفضت تقبيله، أمام عشيقها، خلال حفلة ترقيته. تشاجرا، فقالت له إنها لم تعد تحبه وتريد أن تهجره. لم تنتظر كارمن طويلاً... حزمت حقائبها ورحلت.

تظهر الزوجة «مُلامة». بُعد زوجها عنها فترات طويلة ربما كان السبب في «بحثها عن السعادة» في مكان آخر، فوقعت في مشكلة الخيانة وانهار زواجها. لكن قصة جون وكارمن ليست بهذه البساطة. فواقع الأمر أن حدس كارمن كان يوحي لها بأن جون «يخونها»، من دون دليل قبل أن تبدأ هي في خيانته. وكانت تشك في أنه يبحث بدوره عن «السعادة» خلال فترات خدمته العسكرية بعيداً منها، فيزور عُلب الليل وفتيات اللهو، ولم يخب ظنّها، إذ أن هذا ما كان يفعله.

وهكذا يظهر أن «طرفي» هذا الزواج كانا وراء انهياره. لم يكن أيّ منهما أكثر وفاء من الآخر، وإن كان أحد الطرفين غالباً «مذنباً» أكثر من الآخر. وتختلف أسباب انهيار علاقة زوجية عن أخرى. من بُعد الزوج طويلاً من زوجته، إلى خسارة الرجل عمله، وعدم تمكنه من إعالة أسرته بالطريقة ذاتها التي اعتادت عليها «في أيام الوفرة»، فتشعر المرأة بأن «مستواها الاجتماعي» الجديد لم يعد يسمح لها بأن «تتراجع» إلى الوراء مجدداً بعدما صارت من «علّية القوم»، فتبدأ التفتيش عن رجل آخر، غير زوجها بالطبع، «من مستواها»!.

المليونير الإنكليزي كريستوفر فوستر لم يقبل بأن تصل الأمور إلى هذا المستوى. ولم يتخيّل أن عائلته يمكن أن تتحمل طريقة عيش مختلفة عن الطريقة التي اعتادت عليها قبل انهيار إمبراطوريته المالية العام الماضي، في آب (أغسطس) 2008، عثر رجال الأطفاء على منزله الفاخر مشتعلاً. في داخله جُثتان متفحمتان لزوجته جيل (منذ 20 عاماً) وابنته كريستي (15 سنة). قتلهما كريستوفر بالرصاص، ثم أحرق المنزل ومات اختناقاً فوق جثة زوجته.

جاءت تلك الحادثة المأسوية في وقت حذّرت الحكومة البريطانية من أن ملايين العائلات ستواجه خطر التفكك في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تضرب البلاد. وقال تشارلز بين، نائب حاكم مصرف إنكلترا، إن «الدخل الحقيقي للعائلات بات ضئيلاً جداً. هذا سيصعّب الأمور على العائلات وستكون هناك مشكلات اجتماعية صعبة تنشأ عن ذلك». كان يشير بالطبع إلى الزيادة المتوقعة في حالات الطلاق والانتحار وتأثير ذلك في الأطفال الذين ستتفكك أسرهم.

لكن انهيار دخل الأب لا يؤدي بالضرورة إلى انهيار العلاقة الزوجية، إذا لم تكن هناك عوامل أخرى تؤدي إلى ذلك. فالأثرياء أيضاً تنهار علاقتهم ويخونون بعضهم بعضاً. جاك، شاب بريطاني في مطلع العشرينات من عمره، لا يعوزه المال، وإن كان لم يعرف الشهرة سوى من خلال صديقته جيد غوودي التي صارت نجمة بسبب مشاركتها في برامج «تلفزيون الواقع».

شكّت غوودي في أن جاك يخونها عندما تذهب للمشاركة في البرامج التلفزيونية التي تتطلب بقاءها فيها. فواجهته بلائحة أسماء لفتيات تعتقد أنه يخرج معهن في غيابها، وانفصلت عنه ثم عادت إليه، قبل أن تكتشف أنها مصابة بمرحلة متقدمة من السرطان في 2009. فأعدت مراسم دفنها بنفسها، وأجرت ترتيبات لطريقة العناية بطفليها بعد رحيلها عن هذه الدنيا ... وتزوجته على رغم علمها بخيانته لها. لم يكن جاك يخون جيد بسبب مرضها. فهي نفسها لم تكن تعرف أن السرطان يتفشى في جسدها.

وفي هذه الحال لم يكن العوز المادي دافعاً للخيانة، وبالتالي فإن الثراء كما الفقر لا يؤدي وحده إلى دفع طرف من طرفي العلاقة إلى خيانة الشريك. فالممثل المشهور السير مايكل كاين، يملك الملايين ومثّل مع أجمل ممثلات العالم مثل سكارليت يوهانسون، كيت وينزليت، ديمي مور وساندرا بولوك... لكنه، كما يؤكد، لم يفكّر يوماً واحداً في خيانة زوجته شاكيرا منذ اقترانه بها قبل 35 سنة.

فما هو السر في ذلك؟ يقول السير كاين: «لقد مثّلت مع أجمل نساء الأرض، لذلك قررت أنني لن أتزوج إمرأة ليست بجمال النساء اللواتي أعمل معهن... وتزوجت إمرأة هي في الوقع أكثر جمالاً من أكثر النساء اللواتي عملت معهن، لذلك فإن الإغراء موجود في المنزل وليس في مكان العمل».