المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نيويورك:طالب دكتوراه سعودي يقتل المشرف على «أطروحته»



زهير
12-07-2009, 11:49 AM
http://ksa.daralhayat.com/files/imagecache/medium_thumb/files/rbimages/1260134353274247700.jpg


2009 الإثنين 7 ديسمبر

الحياة اللندنية - الرياض - حسام الغيلاني

قالت النيابة في مقاطعة بروم التابعة لولاية نيويورك إنها وجهت (السبت) تهمة القتل العمد من الدرجة الثانية إلى طالب الدكتوراه الســـعودي عبدالسلام الزهراني، الذي سدد طعنات عدة بسكين مطبخ للمشرف على أطروحته أستاذ الانثروبولوجيـــا اليهــودي ريتشارد أنطون، الذي لقي مصرعه بعد نقله إلى المستشفى. وقالت الشرطة إنها سألت الزهراني (46 عاماً) عما إذا كان أقدم على قتل أستاذه، فرد بالإيجاب. وتقرر حبسه من دون كفالة إلى حين محاكمته. ونفى وكيل النيابة بمقاطعة بروم جيرالد مولين وجود «أي دافع ديني أو عرقي» وراء الحادثة، فيما رجّح أساتذة وطلاب في جامعة بينغهامبتون أن يكون الزهراني أقدم على فعلته بسبب الضغوط الدراسية، إذ بقيت بضعة أسابيع على موعد الامتحانات النهائية في الجامعة. لكن عدداً من زملاء الزهراني وصفوه بأنه «مجادل وعدواني وصاحب أفكار غريبة».

ووصفت الجامعة قتل الأستاذ (مدى الحياة) أنطون الذي توفي عن 77 عاماً بأنه «اعتداء عديم الإحساس» وذكر الموقع الإلكتروني للجامعة أن الزهراني يحضّر أطروحته لنيل الدكتوراه في علم نظرية المعرفة في الثقافة العربية المبكرة.

وأعرب المسلمون في المنطقة المحيطة بالجامعة عن أسفهم لرحيل أنطون الذي قالوا إنه داعية للسلام وشارك مراراً في مناسبات خطابية أقيمت في مساجد المنطقة.

حصل الدكتور أنطون على الدكتوراه من جامعة هارفارد في عام 1963، وقضى حياته الأكاديمية متنقلاً بين الأردن ولبنان وإيران حيث درس عادات البدو، واليونان حيث درس أوضاع المهاجرين. وله مؤلفات عدة أهمها كتابه «فهم الأصولية: الحركات المسيحية والإسلامية واليهودية» الذي حظي باهتمام واسع، إذ تم نشره في آب (أغسطس) 2001 قبل أقل من شهر من وقوع هجمات 11 أيلول (سبتمبر) على واشنطن ونيويورك.

وقالت أرملة الفقيد روزالين أنطون (63 عاماً) إنها لا تعتقد بأن «عدم التسامح» وراء مقتل زوجها. واكتفت بالقول: «القاتل وحدة يعرف السبب». وذكر وكيل النيابة مولين أن الزهراني يعرف أستاذه القتيل منذ مرحلة دراسته الجامعية. وأنه توجّه إلى مكتب الفقيد بعد ظهر الجمعة الماضي وسدد له ست طعنات تسببت في وفاته لاحقاً.

وأوضح مسؤولو الجامعة أن الفقيد درس الأديان وتنظيم التقاليد في الشريعة الإسلامية والأخلاقيات في جامعات شيكاغو في الولايات المتحدة ومانشستر في بريطانيا والقاهرة في مصر.

وقال زميل الفقيد البروفيسور دونالد كواتيرت الذي عمل معه منذ العام 1986 إن أنطون «كان مهموماً بتقديم شعوب الشرق الأوسط باعتبارهم بشراً مثلنا».

بركان
12-08-2009, 08:11 AM
الزهراني شكا من متاعب مالية.. ورسالة لأستاذ تشير إلى أنه كان على وشك الطرد من القسم


الملحق الثقافي السعودي في واشنطن لـ «الشرق الأوسط»: لم يتعرض مبتعثون سعوديون لردود فعل سلبية



واشنطن: محمد علي صالح ومينا العريبي

بعد اعتقال طالب الدراسات العليا عبد السلام الزهراني الذي أفادت تقارير أميركية بأنه سعودي, ويبلغ من العمر 46 عاما، واتهامه بقتل أستاذ جامعي هو البروفسور ريتشارد أنطون (77 عاما) فُتح تحقيق في الحادثة التي هزت جامعة بينغهامتون في نيويورك. وظهرت تفاصيل أخرى أمس عن الزهراني وتصرفاته التي أثارت قلق عدد من زملائه في الجامعة خلال الأيام الماضية.
وامتنع مسؤولون من مكتب المدعي في القضية من التعليق على آخر المستجدات في الحادثة، مكتفين بالقول إن «التحقيق جار»، موضحين أن الزهراني محتجز دون كفالة في نيويورك في جريمة قتل من الدرجة الثانية.

ومن جهته قال مسؤول في القنصلية السعودية في نيويورك لـ«الشرق الأوسط» إن «التحقيق ما زال في بدايته»، مما يستوجب عدم الخوص في تفاصيل القضية. وقبل عشرة أيام، في منزل بالقرب من جامعة بينغهامتون يسكنه ثلاثة طلاب دراسات عليا أجانب، كل طالب في غرفة، حدثت مشادة بين السنغالي سليمان ساخو والزهراني. واستدعى الزهراني الشرطة، وعندما وصل عناصرها إلى المنزل خرج ساخو واشتكى بأن الزهراني أثار غضبه لأنه يتحدث كثيرا عن الموت. وحسب أقوال ساخو فإنه قال للشرطة أيضا إنه لا يريد مشكلات مع الزهراني، وإنه رجل مسالم. لكنه تضايق من كثرة ما يكرره الزهراني.

وكان ساخو إنه كرر هذه الشكوى أيضا لزميلهم الثالث لويس بينا، وهو أيضا طالب دراسات عليا في الجامعة. بعد ذلك الحادث بأسبوع اعتقلت الشرطة الزهراني (46 عاما) بتهمة قتل أنطون، أستاذ علوم الأجناس في نفس الجامعة. وأغلقت مباني الجامعة حتى مساء السبت الماضي لانتهاء التحقيق في الحادثة، حيث أكدت الشرطة أنه تم العثور على السكين الذي استُخدم لطعن أنطون مما أدى إلى وفاته.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» على لسان ساخو قوله إن الزهراني، قبل الحادثة، تحدث عن مشكلات مالية يواجهها، وتحدث عن الموت، وقال إنه يواجه مشكلات لأنه مسلم. وأضاف ساخو الذي سكن مع الزهراني لثلاثة أسابيع حتى يوم الحادثة، أنه حذر مسؤولين في الجامعة من أن الزهراني ربما سيسبب مشكلات أو أعمال عنف. وقال ساخو: «قلت لهم إنه يتصرف بطريقة غريبة، كأنه (إرهابي). وقلت لهم إن عليهم أن يعرفوا أن الرجل عنيف أو ربما سيكون عنيفا».

وكان أولَ مسؤول أبلغه ساخو حول تصرفات زهراني أستاذ يشرف على رسالة الدكتواره التي يحضّرها، وطلب منه الأستاذ إبلاغ مركز الاستشارات النفسية في الجامعة. ونصحه أن يترك المنزل الذي يسكن فيه. ولم توضح الجامعة إذا كانت قد عملت على معالجة هذه الشكاوى، لكن ناطقة باسم الجامعة أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن التحقيق الحالي يشمل كل الأسئلة المثارة حول تصرفات الزهراني. وحتى الآن، يبدو أن الزهراني كان يتصرف بمفرده ولم يتلقَّ تعليمات من جهة أخرى لمهاجمة أنطون، وهو ناشط سلام يهودي.

ونقل كل من ساخو وبينا لـ«نيويورك تايمز» أن الزهراني كان قد قال لهما إنه، قبل أن يأتي إلى الجامعة، كان في ولاية مونتانا. ثم عاد إلى الجامعة ليكمل رسالة الدكتوراه. ويبدو أن الزهراني كان يكمل دراسته العليا على نفقته الخاصة إذا ذكر ساخو أن الزهراني أبلغه برفض الجامعة منحه مساعدة مالية، بينما أفادت مصادر رسمية سعودية أنه لم يحصل على منحة حكومية لإكمال دراسته. وقال ساخو إن آخر مرة تحدث فيها مع الزهراني كانت يوم الجمعة الماضي، يوم قتل البروفسور الجامعي، موضحا أنه في الواحدة صباحا أيقظه الزهراني وسأله مرة أخرى إذا كان يخاف الموت.

وقال ساخو إنه لم يجب على السؤال، وعاد للنوم. في الساعة الواحدة والنصف ظهر نفس يوم الجمعة استُدعيت الشرطة إلى مكتب البروفسور أنطون لتجده مطعونا مرات عدة ونقلته إلى المستشفى حيث توُفّي لاحقا.

ورفض التعليق جيرالد مولين، مدعي عام مقاطعة بروم، حيث توجد الجامعة، لكنه قال إن التشريح الطبي لجثة البروفسور أوضحت أنه توُفّي بسبب طعنات متعددة.
وأشار المدعي العام مولين إلى أن «أنطون تعرف إلى الزهراني من خلال الدراسة»، مشيرا إلى أنه لا يعرف ما إذا كان الزهراني قد وكّل عنه محاميا أم لا.

وأضاف مولين: «ليس هناك مؤشر على دوافع دينية أو عرقية في الهجوم»، موضحا أن أنطون ألّف عدة كتب من بينها كتاب «فهم الأصولية.. المسيحية والإسلامية»، والذي لاقى عناية واهتماما في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة، وكتاب «الحركات اليهودية». وذكر موقع الجامعة أن المجني عليه وهو أستاذ فخري يبلغ من العمر 77 عاما انضم إلى الجامعة في عام 1976, وله ستة مؤلفات ومقالات عديدة عن حياة وثقافة الشرق الأوسط كما أن له العديد من البحوث الخاصة تشتمل على معلومات ودراسات عن الأردن تحديدا.

ونشرت صحف ومواقع أميركية خبر الحادثة أمس، مركزة على تصريح ساخو بأن الزهراني كان «يتصرف مثل إرهابي». ونشرت مجلة «ناشيونال ريفيو» اليمينية الخبر تحت عنوان: «المتهم بقتل أستاذ جامعي كان يتصرف مثل إرهابي». ونشر موقع «بريس كونيكت»، الذي يغطي منطقة وجامعة بينغهامتون، الخبر تحت عنوان: «كان المتهم مناكفا وتصرف مثل إرهابي».

ونقل تلفزيون «فوكس» اليميني الخبر مع الإشارة إلى أن ساخو قال إن الزهراني مرة هدده بسكين، وإن بينا، الزميل الثالث في المنزل، سمع الزهراني ذات مرة يقول: «أحس بأني أريد أن أدمر العالم».

وأمس، قال جوشوا برايس (أستاذ في الجامعة) إن الزهراني قبل نصف ساعة من جريمة قتل أنطون، تحدث مع الزهراني الذي اشتكي إليه من مشكلات اقتصادية يواجهها، وسأل الزهراني برايس إمكانية أن يشرف برايس على رسالة الدكتوراه التي يحضرها، وذلك في قسم الفلسفة والثقافة الذي يترأسه برايس، وعن إمكانية حصوله على مساعدات مالية من القسم. وقال برايس لصحيفة «إيثاكا جورنال» المحلية إنه، بعد مقابلة الزهراني، كتب رسالة إلكترونية عنه إلى بيل هافر، الذي كان رئيس القسم قبل برايس.

وأمس حصل موقع «برس آند صن» المحلي على نص الرسالة، وجاء فيها: «يوجد طالب دراسات عليا في قسم علم الأجناس على حافة أن يُطرد من القسم، ويبدو قلقا في وضوح. وصف الطالب مشروعه الأكاديمي، ويريد أن ينتقل إلى قسمنا. لكنه يركز على إمكانية الحصول على وظيفة مساعد أكاديمي». ومن جهة أخرى طمأن مسؤولون سعوديون في واشنطن السعوديين والسعوديات في الولايات المتحدة وعائلاتهم ومعارفهم بأنه لم تحدث ردود فعل سلبية بعد اتهام طالب سعودي بقتل أستاذه الأميركي في جامعة بينغهامتون في ولاية نيويورك.

وقال د. محمد العيسى الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة، لـ«الشرق الأوسط» إنه، عكس إشاعات مثيرة بأن مبتعَثين سعوديين في الولايات المتحدة تعرضوا لردود فعل سلبية أو عنيفة بسبب الحادثة، لم يحدث أي شيء من هذا القبيل. وقال: «لم نتلقَّ من أي طالب أو طالبة تعرُّض أي منهم لمضايقات أو أذى. وأريد أن أطمئن الأهالي بأن المكتب الثقافي، تحت قيادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة، يولي الموضوع كل اهتمام وعناية». وقال العيسى إنه لا يوجد طالب سعودي مبتعث من قِبل الحكومة في جامعة بينغهامتون، مؤكدا أن الزهراني ليس مبتعثا حكوميا مسجلا في الملحقية.

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11333&article=547613&feature=

مجاهدون
12-09-2009, 04:39 PM
المتهم الزهراني كان نشطا في نشر بحوث علمية.. والبروفسور القتيل من أصل لبناني

أستاذ بالجامعة: يعتصرنا الألم للطرفين.. والطالب السعودي جاء لنا برسالة ماجستير وكان يبلي بلاء حسنا

واشنطن: محمد علي صالح

بينما رفضت شرطة مقاطعة بلوم (في ولاية نيويورك) تقديم تفاصيل عن جريمة قتل ريتشارد أنطون، الأستاذ في جامعة بنغهامتون، في المقاطعة نفسها، والمتهم فيها طالبه السعودي عبد السلام. س. الزهراني، تجرى استعدادات لدفن أنطون، وسط أخبار وتعليقات عن وجود أسباب أو خلفيات دينية للجريمة. وقالت صحيفة «برس آند صن» التي تصدر في بنغهامتون (في ولاية نيويورك) حيث جامعة بنغهامتون أمس، إن صلاة تذكارية على روح أنطون سوف تقام يوم الجمعة في كنيسة «يونيتيريان يونيفيرسالت» (الموحدون الكونيّون) في المدينة نفسها، وإن التبرعات ستذهب إلى برنامج الكنيسة للحوار بين الأديان. وكانت أخبار قالت إن أنطون ليس يهوديا، وإنه يتبع هذه الكنيسة، لكن أنطون نفسه في مقدمة كتابه الأخير قال إنه انتقل من المسيحية إلى اليهودية، دين زوجته.

وأمس، نقل تلفزيون «فوكس» مشاهد من الجامعة توضح رفع الحظر عن قاعة العلوم التي قتل فيها أنطون يوم الجمعة الماضي، ومناظر عن عودة الطلبة والطالبات والأساتذة والعاملين فيها إليها. واستمر التعبير عن الحزن والدهشة في حرم الجامعة. قالت كاديم غيبسون: «هذه هزة كبيرة.» وقالت دانيال ريتشموند: «كان كل واحد يقدر على أن يتحدث معه إذا احتاج إلى أي شيء».
وأصدرت لويس ديفلور، رئيسة الجامعة أمس بيانا جديدا، طمأنت فيه الطلبة والطالبات باستتباب الأمن في الجامعة. وقالت: «جامعة بنغهامتون مكان آمن، لكننا لسنا محميين من أعمال العنف غير المفهومة». وأضافت: «كان هذا حادثا منفردا، وتمت مواجهته، والآن، لا يوجد خطر في حرم الجامعة».

وقالت: «نقدر على أن نواصل جهودنا، في سلام وتفانٍ أكاديمي». ثم نشرت أرقام تليفونات وعناوين لمن يملك معلومات عن الحادث، ولمن يريد استشارات نفسية. وكان الزهراني نشطا، ليس فقط في مجال التحضير للدكتوراه، التي كان يشرف عليها أنطون، الأستاذ المتهم بقتله، ولكن، أيضا، في مجال نشر أبحاث علمية في دوريات أكاديمية أميركية. واختار لرسالة الدكتوراه عنوان: «أصوات مقدسة ومناظر مدنسة: الحواس والكونيّات والمعارف في الثقافة العربية القديمة». وخلال الأشهر القليلة الماضية، نشر بحثا أكاديميا في «جورنال أوف ميتافور آند سيمبول» (دورية الاستعارة والرمز) عنوانه: «استعارات داروين في نظرية التطور».

وقدم بحثا للنشر إلى «جورنال أوف ديسكورس ستاديز» (دورية الدراسات الخطابية) عنوانه: «بحار من حبر: تصورات سياسية حديثة في تأويلات وتفسيرات قرآنية». وكتب بحثا ليقدمه إلى مؤتمر التاريخ الأميركي العربي عنوانه: «التعليم في الدول العربية: من علمانية التعليم إلى أسلمة العلوم». وفي مقدمة كتابه عن «الأصولية الدينية في الإسلام والمسيحية واليهودية»، كتب البروفسور أنطون أن أصله لبناني، وأنه تحول من المسيحية إلى اليهودية.

وكتب: «كي أنصف نفسي وأنا أقدم هذا الكتاب، وليعرف القراء موقفي الديني، فلا بد أن أتحدث عن عقيدتي». وقال إن جده من جهة والده هاجر إلى البرازيل من لبنان في نهاية القرن التاسع عشر. ثم إلى الولايات المتحدة، وإن جده كان «متنوعا دينيا». عندما وصل إلى ولاية ماساجوستس، طلب منه القسيس الكاثوليكي في مدينته أن ينضم إلى كنيسته، ورد بأنه لا يرى فرقا «بين أن يصلي في كنيسة أو في مسجد». وقال أنطون إن والدته، بالإضافة إلى والده، تنتمي إلى عائلة لبنانية هاجرت إلى البرازيل في وقت سابق. وقال إنه هو نفسه تحول من الكاثوليكية إلى البروتستانتية. وأضاف: «لكن، في وقت لاحق، دخلت اليهودية، الجناح الإصلاحي، وذلك عن طريق زوجتي (اليهودية)».

وفي جامعة بنغهامتون قال تقرير لـ«نيويورك تايمز» إن كثيرين عانقوا بعضهم بعضا وأجهش البعض بالبكاء لدى مرورهم أمام مكتب البروفسور ريتشارد تي. أنطون، بينما حاول فريق ثالث تشتيت الانتباه بعيدا عن الحزن بالحديث عن الامتحانات والأبحاث الواجب تسليمها مع قرب نهاية هذا الفصل من العام الدراسي بحلول الجمعة القادم.

كان دكتور أنطون قد لقي مصرعه، الجمعة، داخل مكتبه على يد الزهراني الذي وجه إليه عدة طعنات، طبقا لما أعلنته السلطات. الاثنين هو أول يوم تستأنف فيه الدراسة على نحو كامل منذ وقوع القتل، وأغلق مكتب دكتور أنطون وأطفئت الأنوار بداخله، بينما كانت هناك زهرة أرجوانية اللون على أعتاب الباب.

وداخل المكتب، بدا الوضع العام طبيعيا، حيث كانت هناك أكوام من الكتب والأوراق ورسم توضيحي لخريطة العراق على لوحة، حيث كان دكتور أنطون خبيرا في دراسات الشرق الأوسط. في تلك الأثناء، قالت «نيويورك تايمز» إن الصورة بدأت تتضح حول تفكير المشتبه فيه، عبد السلام إس. الزهراني، خلال الساعات والأيام السابقة للجريمة. وطبقا لشهادة أقرانه وأساتذته، انتابه كرب شديد حيال عدم تلقيه مساعدة مالية وكان يفكر في سبيل لتمويل العمل الميداني المرتبط برسالته العلمية في ديترويت. وكان دكتور أنطون عضوا في اللجنة المشرفة على رسالة الزهراني. وعلى الرغم من أن المشتبه فيه لم يبد أمام أقرانه قط أي غضب حيال البروفسور، فإنه كان يشعر بالحنق بصورة واضحة إزاء مكانته داخل قسم الأنثروبولوجيا.

وقبيل قتل دكتور أنطون بأقل من ساعة، التقى الزهراني بروفسورا آخر واستفسر منه حول ما إذا كان بإمكانه التحويل إلى برنامج الفلسفة والترجمة والثقافة وتلقي مساعدة مالية، طبقا لما قاله البروفسور جوشوا برايس، الذي أضاف أن الزهراني بدا عليه التوتر بسبب وضعه المالي. وقال أقران الزهراني في الحجرة إنهم لاحظوا عليه إمارات توتر وميل للسلوك العنيف على نحو متزايد، وذكر أحدهم أنه حذر مسؤولي الجامعة في الأسابيع الأخيرة من إمكانية تحول الزهراني إلى مصدر خطر. وقد التقى أعضاء قسم الأنثروبولوجي لمدة 90 دقيقة، الاثنين، في المبنى ذاته حيث يوجد مكتب دكتور أنطون.

وقال بعض من حضروا اللقاء إن الحشد تحدث حول أن المأساة الحقيقية لا تقتصر على مقتل دكتور أنطون، وإنما كذلك في أن عضوا من بينهم متهم بهذا الجرم. من جهته، قال البروفسور إتش. ستيفين سرتيت: «كلنا يعتصرنا الحزن لكلا الطرفين. إنها مأساة بشعة تلك التي ألمت بديك، ومأساة أيضا أن يكون المشتبه فيه المزعوم واحدا منا». وأشار دكتور سرتيت إلى أن مسؤولي الجامعة نصحوا من حضروا الاجتماع بالامتناع عن الحديث إلى وسائل الإعلام، لكنه قرر الحديث علانية نظرا للعلاقة الوثيقة التي ربطته بالدكتور أنطون وتعود إلى السبعينات، عندما بدأ كلاهما التدريس في بنغهامتون.

وقال: «تكمن المفارقة المأساوية في أن يسقط ضحية لشخص يعاني جنون الاضطهاد وأوهاما حيال هويته، بالنظر إلى أن ديك قضى عمره بأكمله يحاول فهم الناس وهوياتهم». وطبقا لما ذكره آندرو ميريويزر، مدير شؤون الدراسات العليا بقسم الأنثروبولوجي، فإن الزهراني، وهو سعودي الجنسية، كان يحظى باحترام كبير وكان ينوي السفر إلى ديربورن في ميتشغان للقيام بالدراسة الميدانية اللازمة لرسالته. وأضاف: «لقد سمحنا له بالانضمام إلينا، مع العلم بأننا نحرص على انتقاء طلابنا. وقد جاء إلينا برسالة ماجستير وكان يبلي بلاء حسنا للغاية مقارنة بغيره من الطلاب».

من جهة أخرى، أعلن جاي إل. ويلبر، رئيس مكتب المحامي العام في مقاطعة بروم أن المكتب تلقى موافقة، الاثنين، بتمثيل الزهراني، على الرغم من أنه ربما يطلب توكيل محام خاص. في الوقت نفسه، استغلت صحف أميركية يمينية الحادث لربطه بالحرب التي أعلنتها الحكومة الأميركية ضد الإرهاب.

وكتبت صحيفة «واشنطن اكزامينار» التي تصدر في واشنطن ومدن رئيسية أخرى تقريرا تحت عنوان: «هل قتل أستاذ جامعي مؤخرا عمل إسلامي إرهابي؟».

وقالت: «أسرع جيرالد مولين، المدعي العام لمقاطعة بروم (حيث جامعة بنغهامتون)، وقال إن التطرف الإسلامي لا صلة له بالحادث.

لكن، قال لويس بنيا، الذي شارك الزهراني في منزل الإيجار، إن الزهراني اشتكى من أنه تعرض لإهانات وإساءات بسبب عقيدته الإسلامية، وإن الزهراني قال إنه يحس وكأنه يريد أن يدمر العالم». وأضافت الصحيفة: «من وقت لآخر، نرى مسؤولين حكوميين يسارعون ويقولون إن جريمة معينة ارتكبها رجل انطوائي أو انعزالي أو مصاب بمرض نفسي. وينفون أن للجريمة صلة بالإسلام المتطرف. ومن وقت لآخر، وبعد مرور فترات ليست طويلة، نكتشف أن الجريمة كانت، في الحقيقة، عملا إسلاميا إرهابيا».

وأشارت الصحيفة إلى نضال حسن، الطبيب النفسي العسكري الأميركي الفلسطيني، المتهم بقتل 13 عسكريا قبل شهرين في قاعدة «فورت هود» (ولاية تكساس). وقالت إن كثيرين، منهم الرئيس باراك أوباما، طلب عدم اتهامه بالإرهاب حتى تنتهي التحقيقات معه.