أمير الدهاء
12-03-2009, 03:50 PM
دفن جثمان آخر بنات الملك المصري الراحل فاروق الأول في مصر
القاهرة ـ رفعت الزهري ، سامي السيد
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/12/03/feef8945-c183-4fe2-ab8b-c285daaf7c4f_main.jpg
الأميرة فريال في أيامها الأخيرة
تم الليلة قبل الماضية دفن جثمان الأميرة فريال كبرى وآخر بنات الملك فاروق آخر ملوك مصر في مسجد الرفاعي أحد مساجد القاهرة الأثريّة الذي يضم في زاوية منه رفات أبيها «الملك فاروق الأول» وأختيها فادية وفوزية، والعديد من ملوك وأمراء وأميرات الأسرة العلوية وشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي الزوج السابق لعمتها. وكان جثمان الأميرة فريال «أميرة القلوب» قد وصل إلى القاهرة على متن رحلة مصر للطيران رقم (772) القادمة من جنيف بصحبة كريمتها ياسمين وزوجها علي شعراوي حفيد علي باشا شعراوي وهدى شعراوي، التي يطلقون عليها في مصر لقب «محررة المرأة»، وأحد أبناء شقيقتها الراحلة الأميرة فادية من زوجها الروسي الأمير «أورلوف».
وقدمت سلطات المطار تسهيلات لسرعة الإفراج عن الجثمان، حيث تم إصدار تصريح الدفن، وقد خرج نعش الأميرة من المطار متوجهاً إلى مسجد الرفاعي حيث تمت صلاة المغرب عليه وبعدها تم دفن الجثة، ومن المقرر أن تقوم عائلة الملك فاروق في تلقي العزاء في الأميرة في مسجد عمر مكرم، لدفنها بجوار والدها وشقيقتيها فوزية وفادية. كما تم فتح صالة كبار الزوار لاستقبال أفراد الأسرة المرافقين لها على الطائرة وتضم ابنتها ياسمين شعراوي وزوجها علي شعراوي واخاها غير الشقيق الأمير أحمد فؤاد وابن شقيقتها فادية.
الوفاة
وكانت الأميرة فريال قد توفت في جنيف يوم الأحد الماضي عن عمر ناهز 71 عاما بعد 7 سنوات من الصراع مع سرطان المعدة، وولدت الأميرة فريال يوم 17 نوفمبر 1938 في قصر المنتزه في الإسكندرية، وتم توزيع ملابس وهدايا بمولدها على 1700 أسرة مصرية تصادف إنجابها مواليد في اليوم نفسه، وأطلق المصريون اسمها على بناتهم، كما سميت أشهر حدائق أسوان وبورسعيد باسم «فريال».
ولم تكن الأميرة فريال بالنسبة لإخوتها مجرد الأخت الكبرى، بل كانت الأم التي حرموا منها وهي الملكة فريدة التي طلقها والدهم الملك بحثاً عن ابن يجلس على عرشه كما كانت أما لأخيها الملك الشاب أحمد فؤاد الذي عاش حياته كلها بعيداً عن أمه الملكة ناريمان، واضطرتهم الحياة إلى الإقامة مع والدهم الملك الذي لم يروه في القصر إلا بحساب، وتركهم في سويسرا وعاش في ايطاليا التي اختارها منفى له.
كانت الأميرة الراحلة فريال بسيطة ودودة متحدثة لبقة وعلى العكس من اخوتها لديها الكثير من الصداقات، كانت هي الفتاة المنطلقة وسط اخوة مختنقين بقيم وقواعد القصر والمربيات.
وفكر الملك فاروق في ترك الصغرى فادية في مصر مع والدتها الملكة فريدة خاصة أنها كانت صغيرة لم تتجاوز الثامنة، لكنها عارضت أباها وأصرت على مصاحبة أختها لها، وأحبت رساماً إيطالياً كان يعمل في ديكورات فيلا أبيها في إيطاليا وأرادت أن تتزوجه، إلا أن الملك رفض وأصر على الرفض لترضخ الفتاة العاشقة متنازلة عن حبها، وفى عام 1966 تعرفت على رجل أعمال سويسري يملك فندقاً صغيراً على جبال سويسرا وتزوجته لكنه بعد عامين توفي وتردد أنه انتحر بعد أن أنجبت ابنتها الوحيدة ياسمين التي أصبحت بعد ذلك بطلة في الفروسية وتزوجت وعاشت في القاهرة.
العمل
اتجهت الأميرة الشابة إلى التعليم، فدرست السكرتارية وعملت مدرسة للآلة الكاتبة، بعد أن نفدت مدخراتهم ومات والدها الملك وأصبح عليها واخواتها أن يعملن ليعشن خاصة أنها كانت مسؤولة عن فوزية التي أصيبت بشلل وكانت تعيش معها وتنفق عليها حتى وفاتها.
كانت الأميرة فريال وشقيقاتها الأميرات يعشن ظروفاً مادية صعبة للغاية في سويسرا، وهذا ما دفعها في صيف عام 2002 إلى كتابة خطاب استغاثة للرئيس مبارك تطالبه فيه بمساعدتها واخواتها والسماح لهن باسترداد جزء من أملاك الملكة فريدة في مصر ليعشن منه، وكانت الملكة قد أقامت دعوى لاسترداد أملاكها المصادرة فقد كانت تعيش هي الأخرى بالكاد في مصر من عائد لوحاتها التي ترسمها، وعندما توفيت أكملت الأميرة فريال القضية.
أملاك أمها الملكة
وفى 13 أكتوبر 2000، توجهت فريال إلى السفارة المصرية في جنيف لتحرر توكيلاً لمحاميها في القاهرة لمباشرة قضية أملاكها وهي القضية التي فتحت عليها أبواب جهنم بعدما أصر محاميها على أن يضم قصر الطاهرة لقائمة الأملاك التي تطالب بها وقامت الدنيا في مصر ولم تهدأ، هجوماً عليها وعلى الأميرات بنات الملكة فريدة، وهو ما أحبطها وجعلها تهمل متابعة القضية كلها وتتركها، والمثير أنها مازالت متداولة في المحاكم حتى الآن.
المرض
ومنذ نحو سبع سنوات أصيبت الأميرة فريال بسرطان المعدة وأجرت وقتها جراحة لاستئصال الجزء المصاب، وتخيلت وقتها أن معاناتها مع السرطان قد انتهت للأبد، لكن المرض اللعين عاود مهاجمتها بقوة من خلال العظام ليقضي عليها بعد رحلة مرض استمرت سنوات، وقضت الشهر الأخير في المستشفى في مدينة منترو، ورغم آلامها فإنها كانت حريصة على أن تبدو قوية وألا يعلم أحد بحقيقة مرضها وعندما أقام بعض محبيها موقعاً على « الفيس بوك » للدعاء لها ومشاركتها آلامها معنوياً بعد تأخر حالتها المرضية، غضبت وطلبت إيقافه.
مقبرة الملوك والأمراء
ومسجد الرفاعي أحد مساجد القاهرة الأثريّة ويقع في منطقة القلعة في مصر القديمة، وشيد عام 1329 هجرية الموافق لعام 1911 ميلادية، وسمي بذلك الاسم نسبة إلى (أحمد عزالدين الصياد الرفاعي) أحد أحفاد الإمام أحمد الرفاعي الذي ولد في العراق وسافر لمصر وتزوج فيها من فتاة من سلالة الملك الأفضل بن صلاح الدين الأيوبي فأعقب منه السيد علي أبي الشباك.
وكانت والدة الخديوي إسماعيل هي التي أرادت بناء هذا المسجد، وقد استمر بناؤه 40 عاما، ويحتوي مسجد الرفاعي على العديد من مقابر أكثر أفراد أسرة محمد علي الحاكمة في مصر لهذا أصرّت خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل على بنائه وكلّفت أكبر مهندسي مصر حينها حسين فهمي باشا بتصميمه، وتم بناء مسجد الرفاعي على شكل مستطيل على مساحة 6500 متر مربع منها 1767 متراً مربعاً للصلاة وباقي المساحة للمدفن وما يتبعها.
وبني مسجد الرفاعي على الطراز المملوكي الذي كان سائدا في القرنين الـ 19 و الـ 20، وكان يشبه المباني في أوروبا في ذلك الوقت، وتم استيراد مواد البناء المستخدمة من أوروبا، وكان بناؤه مستمرا بشكل جيد حتى وفاة م. حسين فهمي وبعده خوشيار هانم التي أوصت بأن يتم دفنها فيه وبعدها توفي ابنها الخديوي إسماعيل وتم دفنه بجانبها وكل هذا أدى إلى توقف عملية البناء 25 سنة، وخلال حكم عباس حلمي الثاني أمر ماكس هرتز باشا ومساعده الإيطالي كارلو فيرجيليو سيلفايني باكمال بنائه من دون خرائط المهندس الأصلي، وتم الانتهاء من بنائه في عام 1911 و فتح لصلاة الجمعة في 1912.
وبنيت المداخل الشاهقة للمسجد التي تكتنفها الأعمدة الحجرية والرخامية بتيجانها العربية في حين حلّيت الأعتاب بالرخام، وغطيت المداخل بالقباب والسقوف البديعة.
ويقع الباب الرئيس للمسجد في الجهة الغربية ومنه إلى حجرة تعلوها قبة زواياها الخشبية محلاة بالذهب، ويخرج من أحد جدرانها باب يؤدي إلى حجرة مدفون فيها الشيخ علي أبي شباك وحجرة ضريح الشيخ علي الأنصاري، في حين يقع محراب المسجد وسط الجدار الشرقي، وهو مكسو بالرخام الملون وتكتنفه أربعة أعمدة رخامية، وبجوار المحراب يوجد المنبر المصنوع من الخشب المطعم بالعاج والأبنوس، وفي مقابل المحراب، دكة المؤذنين، وهي من الرخام الأبيض، ترتكز على أعمدة وإلى جانبها كرسي المصحف ويحمل تاريخ صنعه 1911، وتحيط بجدران المسجد بخاريات مذهبة منقوشة، كما تتدلى من السقف ثريات نحاسية ومشكاوات زجاجية مموهة بالمينا.
حجرات الدفن
وفي الناحية البحرية من المسجد، توجد ستة أبواب، منها أربعة تؤدي إلى حجرات الدفن لأمراء وملوك الأسرة العلوية، بينما يوصل اثنان منها إلى رحبتين بين تلك المدافن، أولى هذه الحجرات في الجهة الشرقية بها أربعة قبور لأبناء الخديوي إسماعيل، وهم: وحيدة هانم المتوفاة عام 1858، وزينب هانم 1875، وعلي جمال الدين 1893 وإبراهيم حلمي 1926، وتعلو هذه الحجرة قبة حليت نقوشها بالآيات القرآنية، وعلى يسارها من الغرب، إحدى الرحبتين، ومنها إلى القبة الثانية، وبها قبران أحدهما مدفونة فيه خوشيار هانم ثم قبر الخديوي إسماعيل. ثم يلي هذه القبة الرحبة الثانية ومنها إلى القبة الثالثة المشتملة على قبور زوجات إسماعيل، وهن شهرت فزا هانم 1895، وجانانيار هانم 1912 وجشم آفت هانم 1907، وتتصل بهذه القبة حجرة بها قبر السلطان حسين كامل بن إسماعيل الذي تولى حكم مصر عام 1914 وتوفيَّ عام 1917 ليخلفه أخوه الملك فؤاد، وشاء الله تعالى أن يدفن في تلك المقابر، شاه إيران الأخير محمد رضا بهلوي، الذي كان في يوم من الأيام زوجاً للأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق، والتي طلّقت منه منتصف الأربعينيات، وجاءت نهايته وطريقة دفنه في مقابر الرفاعي درامية للغاية حين انهار ملكه عقب قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وتم نفيه حيث لم يجد مَنْ يستقبله سوى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعند وفاته عام 1980 أمر بدفنه في مسجد الرفاعي حيث يقع قبره على يمين المدخل الملكي من ناحية الغرب في غرفة رخامية منفصلة، ووضعت على القبر تركيبة رخامية بديعة مرسوم عليها الشعار الساساني للدولة البهلوية، ومكتوب عليها اسم الشاه وتاريخ ميلاده ووفاته باللغة الفارسية، الطريف أن هذه الغرفة تربطها علاقة صلة قوية بعائلة الشاه، حيث كانت قبراً لوالده الشاه رضا بهلوي الذي خلعته إنكلترا أثناء الحرب العالمية الثانية ونفته إلى جنوب أفريقيا، ووضعت ابنه محمد على العرش عام 1941.
بعد ذلك بثلاثة أعوام، مات رضا بهلوي في منفاه ونقل جثمانه إلى مسجد الرفاعي ليدفن هناك في فترة زواج فوزية بشاه إيران، إلا أنه وعقِبَ حدوث الطلاق بين الأميرة فوزية والشاه محمد رضا بهلوي، قرر الأخير إعادة جثمان والده إلى طهران، ليعود هو ذاته بعد أكثر من ثلاثة عقود ليدفن في الغرفة ذاتها.
بجوار غرفة الشاه من ناحية اليمين تقع الغرفة التي تضم مقبرة الملك فؤاد 1868 - 1936، وكسيت جدرانها بألواح الرخام الملون ويخرج من هذه الغرفة باب من ناحية الشرق يؤدي إلى قبر الملك فاروق 1920-1965 الذي مات في روما في 17 مارس عام 1965. وكان قد أعلن قبل موته مراراً رغبته في أن يدفن في مسجد الرفاعي بجوار أسرته، غير أن الرئيس الراحل عبدالناصر رفض وبفعل ضغوط الملك فيصل ملك السعودية الراحل ووساطة إسماعيل شيرين صهر الملك السابق وآخر وزير للحربية في العهد الملكي مع الضباط الأحرار، وافق عبدالناصر على دفن فاروق في مصر لكن ليس في مسجد الرفاعي، وبعد وفاة عبدالناصر عام 1970 وافق الرئيس السادات على نقل رفات آخر ملوك مصر إلى مسجد الرفاعي ليرقدَ جسده للمرة الأخيرة هناك بجوار قبري جده وأبيه إسماعيل وفؤاد بحسب وصيته.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/12/03/db7d9cbb-8387-4319-9689-5db998701096_main.jpg
أبناء الأسرة خلال العزاء
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/12/03/b8a54551-1a83-4c91-ba11-8d6a6e1a9810_main.jpg
الملك فاروق وزوجته وابنتهما فريال
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/12/03/41880f30-b83e-4125-a9ef-84c4f75a8b3f_main.jpg
لقطة لها في ريعان شبابها
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/12/03/f7c4b0c3-cd13-4129-9946-5ad24b0b4aae_main.jpg
الراحلة فريال إلى مثواها الأخير
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/12/03/181696_untitled_main.JPG
الأميرة فريال في صباها
القاهرة ـ رفعت الزهري ، سامي السيد
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/12/03/feef8945-c183-4fe2-ab8b-c285daaf7c4f_main.jpg
الأميرة فريال في أيامها الأخيرة
تم الليلة قبل الماضية دفن جثمان الأميرة فريال كبرى وآخر بنات الملك فاروق آخر ملوك مصر في مسجد الرفاعي أحد مساجد القاهرة الأثريّة الذي يضم في زاوية منه رفات أبيها «الملك فاروق الأول» وأختيها فادية وفوزية، والعديد من ملوك وأمراء وأميرات الأسرة العلوية وشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي الزوج السابق لعمتها. وكان جثمان الأميرة فريال «أميرة القلوب» قد وصل إلى القاهرة على متن رحلة مصر للطيران رقم (772) القادمة من جنيف بصحبة كريمتها ياسمين وزوجها علي شعراوي حفيد علي باشا شعراوي وهدى شعراوي، التي يطلقون عليها في مصر لقب «محررة المرأة»، وأحد أبناء شقيقتها الراحلة الأميرة فادية من زوجها الروسي الأمير «أورلوف».
وقدمت سلطات المطار تسهيلات لسرعة الإفراج عن الجثمان، حيث تم إصدار تصريح الدفن، وقد خرج نعش الأميرة من المطار متوجهاً إلى مسجد الرفاعي حيث تمت صلاة المغرب عليه وبعدها تم دفن الجثة، ومن المقرر أن تقوم عائلة الملك فاروق في تلقي العزاء في الأميرة في مسجد عمر مكرم، لدفنها بجوار والدها وشقيقتيها فوزية وفادية. كما تم فتح صالة كبار الزوار لاستقبال أفراد الأسرة المرافقين لها على الطائرة وتضم ابنتها ياسمين شعراوي وزوجها علي شعراوي واخاها غير الشقيق الأمير أحمد فؤاد وابن شقيقتها فادية.
الوفاة
وكانت الأميرة فريال قد توفت في جنيف يوم الأحد الماضي عن عمر ناهز 71 عاما بعد 7 سنوات من الصراع مع سرطان المعدة، وولدت الأميرة فريال يوم 17 نوفمبر 1938 في قصر المنتزه في الإسكندرية، وتم توزيع ملابس وهدايا بمولدها على 1700 أسرة مصرية تصادف إنجابها مواليد في اليوم نفسه، وأطلق المصريون اسمها على بناتهم، كما سميت أشهر حدائق أسوان وبورسعيد باسم «فريال».
ولم تكن الأميرة فريال بالنسبة لإخوتها مجرد الأخت الكبرى، بل كانت الأم التي حرموا منها وهي الملكة فريدة التي طلقها والدهم الملك بحثاً عن ابن يجلس على عرشه كما كانت أما لأخيها الملك الشاب أحمد فؤاد الذي عاش حياته كلها بعيداً عن أمه الملكة ناريمان، واضطرتهم الحياة إلى الإقامة مع والدهم الملك الذي لم يروه في القصر إلا بحساب، وتركهم في سويسرا وعاش في ايطاليا التي اختارها منفى له.
كانت الأميرة الراحلة فريال بسيطة ودودة متحدثة لبقة وعلى العكس من اخوتها لديها الكثير من الصداقات، كانت هي الفتاة المنطلقة وسط اخوة مختنقين بقيم وقواعد القصر والمربيات.
وفكر الملك فاروق في ترك الصغرى فادية في مصر مع والدتها الملكة فريدة خاصة أنها كانت صغيرة لم تتجاوز الثامنة، لكنها عارضت أباها وأصرت على مصاحبة أختها لها، وأحبت رساماً إيطالياً كان يعمل في ديكورات فيلا أبيها في إيطاليا وأرادت أن تتزوجه، إلا أن الملك رفض وأصر على الرفض لترضخ الفتاة العاشقة متنازلة عن حبها، وفى عام 1966 تعرفت على رجل أعمال سويسري يملك فندقاً صغيراً على جبال سويسرا وتزوجته لكنه بعد عامين توفي وتردد أنه انتحر بعد أن أنجبت ابنتها الوحيدة ياسمين التي أصبحت بعد ذلك بطلة في الفروسية وتزوجت وعاشت في القاهرة.
العمل
اتجهت الأميرة الشابة إلى التعليم، فدرست السكرتارية وعملت مدرسة للآلة الكاتبة، بعد أن نفدت مدخراتهم ومات والدها الملك وأصبح عليها واخواتها أن يعملن ليعشن خاصة أنها كانت مسؤولة عن فوزية التي أصيبت بشلل وكانت تعيش معها وتنفق عليها حتى وفاتها.
كانت الأميرة فريال وشقيقاتها الأميرات يعشن ظروفاً مادية صعبة للغاية في سويسرا، وهذا ما دفعها في صيف عام 2002 إلى كتابة خطاب استغاثة للرئيس مبارك تطالبه فيه بمساعدتها واخواتها والسماح لهن باسترداد جزء من أملاك الملكة فريدة في مصر ليعشن منه، وكانت الملكة قد أقامت دعوى لاسترداد أملاكها المصادرة فقد كانت تعيش هي الأخرى بالكاد في مصر من عائد لوحاتها التي ترسمها، وعندما توفيت أكملت الأميرة فريال القضية.
أملاك أمها الملكة
وفى 13 أكتوبر 2000، توجهت فريال إلى السفارة المصرية في جنيف لتحرر توكيلاً لمحاميها في القاهرة لمباشرة قضية أملاكها وهي القضية التي فتحت عليها أبواب جهنم بعدما أصر محاميها على أن يضم قصر الطاهرة لقائمة الأملاك التي تطالب بها وقامت الدنيا في مصر ولم تهدأ، هجوماً عليها وعلى الأميرات بنات الملكة فريدة، وهو ما أحبطها وجعلها تهمل متابعة القضية كلها وتتركها، والمثير أنها مازالت متداولة في المحاكم حتى الآن.
المرض
ومنذ نحو سبع سنوات أصيبت الأميرة فريال بسرطان المعدة وأجرت وقتها جراحة لاستئصال الجزء المصاب، وتخيلت وقتها أن معاناتها مع السرطان قد انتهت للأبد، لكن المرض اللعين عاود مهاجمتها بقوة من خلال العظام ليقضي عليها بعد رحلة مرض استمرت سنوات، وقضت الشهر الأخير في المستشفى في مدينة منترو، ورغم آلامها فإنها كانت حريصة على أن تبدو قوية وألا يعلم أحد بحقيقة مرضها وعندما أقام بعض محبيها موقعاً على « الفيس بوك » للدعاء لها ومشاركتها آلامها معنوياً بعد تأخر حالتها المرضية، غضبت وطلبت إيقافه.
مقبرة الملوك والأمراء
ومسجد الرفاعي أحد مساجد القاهرة الأثريّة ويقع في منطقة القلعة في مصر القديمة، وشيد عام 1329 هجرية الموافق لعام 1911 ميلادية، وسمي بذلك الاسم نسبة إلى (أحمد عزالدين الصياد الرفاعي) أحد أحفاد الإمام أحمد الرفاعي الذي ولد في العراق وسافر لمصر وتزوج فيها من فتاة من سلالة الملك الأفضل بن صلاح الدين الأيوبي فأعقب منه السيد علي أبي الشباك.
وكانت والدة الخديوي إسماعيل هي التي أرادت بناء هذا المسجد، وقد استمر بناؤه 40 عاما، ويحتوي مسجد الرفاعي على العديد من مقابر أكثر أفراد أسرة محمد علي الحاكمة في مصر لهذا أصرّت خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل على بنائه وكلّفت أكبر مهندسي مصر حينها حسين فهمي باشا بتصميمه، وتم بناء مسجد الرفاعي على شكل مستطيل على مساحة 6500 متر مربع منها 1767 متراً مربعاً للصلاة وباقي المساحة للمدفن وما يتبعها.
وبني مسجد الرفاعي على الطراز المملوكي الذي كان سائدا في القرنين الـ 19 و الـ 20، وكان يشبه المباني في أوروبا في ذلك الوقت، وتم استيراد مواد البناء المستخدمة من أوروبا، وكان بناؤه مستمرا بشكل جيد حتى وفاة م. حسين فهمي وبعده خوشيار هانم التي أوصت بأن يتم دفنها فيه وبعدها توفي ابنها الخديوي إسماعيل وتم دفنه بجانبها وكل هذا أدى إلى توقف عملية البناء 25 سنة، وخلال حكم عباس حلمي الثاني أمر ماكس هرتز باشا ومساعده الإيطالي كارلو فيرجيليو سيلفايني باكمال بنائه من دون خرائط المهندس الأصلي، وتم الانتهاء من بنائه في عام 1911 و فتح لصلاة الجمعة في 1912.
وبنيت المداخل الشاهقة للمسجد التي تكتنفها الأعمدة الحجرية والرخامية بتيجانها العربية في حين حلّيت الأعتاب بالرخام، وغطيت المداخل بالقباب والسقوف البديعة.
ويقع الباب الرئيس للمسجد في الجهة الغربية ومنه إلى حجرة تعلوها قبة زواياها الخشبية محلاة بالذهب، ويخرج من أحد جدرانها باب يؤدي إلى حجرة مدفون فيها الشيخ علي أبي شباك وحجرة ضريح الشيخ علي الأنصاري، في حين يقع محراب المسجد وسط الجدار الشرقي، وهو مكسو بالرخام الملون وتكتنفه أربعة أعمدة رخامية، وبجوار المحراب يوجد المنبر المصنوع من الخشب المطعم بالعاج والأبنوس، وفي مقابل المحراب، دكة المؤذنين، وهي من الرخام الأبيض، ترتكز على أعمدة وإلى جانبها كرسي المصحف ويحمل تاريخ صنعه 1911، وتحيط بجدران المسجد بخاريات مذهبة منقوشة، كما تتدلى من السقف ثريات نحاسية ومشكاوات زجاجية مموهة بالمينا.
حجرات الدفن
وفي الناحية البحرية من المسجد، توجد ستة أبواب، منها أربعة تؤدي إلى حجرات الدفن لأمراء وملوك الأسرة العلوية، بينما يوصل اثنان منها إلى رحبتين بين تلك المدافن، أولى هذه الحجرات في الجهة الشرقية بها أربعة قبور لأبناء الخديوي إسماعيل، وهم: وحيدة هانم المتوفاة عام 1858، وزينب هانم 1875، وعلي جمال الدين 1893 وإبراهيم حلمي 1926، وتعلو هذه الحجرة قبة حليت نقوشها بالآيات القرآنية، وعلى يسارها من الغرب، إحدى الرحبتين، ومنها إلى القبة الثانية، وبها قبران أحدهما مدفونة فيه خوشيار هانم ثم قبر الخديوي إسماعيل. ثم يلي هذه القبة الرحبة الثانية ومنها إلى القبة الثالثة المشتملة على قبور زوجات إسماعيل، وهن شهرت فزا هانم 1895، وجانانيار هانم 1912 وجشم آفت هانم 1907، وتتصل بهذه القبة حجرة بها قبر السلطان حسين كامل بن إسماعيل الذي تولى حكم مصر عام 1914 وتوفيَّ عام 1917 ليخلفه أخوه الملك فؤاد، وشاء الله تعالى أن يدفن في تلك المقابر، شاه إيران الأخير محمد رضا بهلوي، الذي كان في يوم من الأيام زوجاً للأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق، والتي طلّقت منه منتصف الأربعينيات، وجاءت نهايته وطريقة دفنه في مقابر الرفاعي درامية للغاية حين انهار ملكه عقب قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وتم نفيه حيث لم يجد مَنْ يستقبله سوى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعند وفاته عام 1980 أمر بدفنه في مسجد الرفاعي حيث يقع قبره على يمين المدخل الملكي من ناحية الغرب في غرفة رخامية منفصلة، ووضعت على القبر تركيبة رخامية بديعة مرسوم عليها الشعار الساساني للدولة البهلوية، ومكتوب عليها اسم الشاه وتاريخ ميلاده ووفاته باللغة الفارسية، الطريف أن هذه الغرفة تربطها علاقة صلة قوية بعائلة الشاه، حيث كانت قبراً لوالده الشاه رضا بهلوي الذي خلعته إنكلترا أثناء الحرب العالمية الثانية ونفته إلى جنوب أفريقيا، ووضعت ابنه محمد على العرش عام 1941.
بعد ذلك بثلاثة أعوام، مات رضا بهلوي في منفاه ونقل جثمانه إلى مسجد الرفاعي ليدفن هناك في فترة زواج فوزية بشاه إيران، إلا أنه وعقِبَ حدوث الطلاق بين الأميرة فوزية والشاه محمد رضا بهلوي، قرر الأخير إعادة جثمان والده إلى طهران، ليعود هو ذاته بعد أكثر من ثلاثة عقود ليدفن في الغرفة ذاتها.
بجوار غرفة الشاه من ناحية اليمين تقع الغرفة التي تضم مقبرة الملك فؤاد 1868 - 1936، وكسيت جدرانها بألواح الرخام الملون ويخرج من هذه الغرفة باب من ناحية الشرق يؤدي إلى قبر الملك فاروق 1920-1965 الذي مات في روما في 17 مارس عام 1965. وكان قد أعلن قبل موته مراراً رغبته في أن يدفن في مسجد الرفاعي بجوار أسرته، غير أن الرئيس الراحل عبدالناصر رفض وبفعل ضغوط الملك فيصل ملك السعودية الراحل ووساطة إسماعيل شيرين صهر الملك السابق وآخر وزير للحربية في العهد الملكي مع الضباط الأحرار، وافق عبدالناصر على دفن فاروق في مصر لكن ليس في مسجد الرفاعي، وبعد وفاة عبدالناصر عام 1970 وافق الرئيس السادات على نقل رفات آخر ملوك مصر إلى مسجد الرفاعي ليرقدَ جسده للمرة الأخيرة هناك بجوار قبري جده وأبيه إسماعيل وفؤاد بحسب وصيته.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/12/03/db7d9cbb-8387-4319-9689-5db998701096_main.jpg
أبناء الأسرة خلال العزاء
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/12/03/b8a54551-1a83-4c91-ba11-8d6a6e1a9810_main.jpg
الملك فاروق وزوجته وابنتهما فريال
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/12/03/41880f30-b83e-4125-a9ef-84c4f75a8b3f_main.jpg
لقطة لها في ريعان شبابها
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/12/03/f7c4b0c3-cd13-4129-9946-5ad24b0b4aae_main.jpg
الراحلة فريال إلى مثواها الأخير
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/12/03/181696_untitled_main.JPG
الأميرة فريال في صباها