مقاتل
12-01-2009, 11:47 AM
سيختفي الضاد من الأسواق
محمد الوشيحي - جريدة الجريدة
alwashi7i@aljarida.com
عندي من يشهد أنني لست 'طلعت حرب' في الاقتصاد. وطلعت حرب، لمن لا يهتم بالاقتصاد ودعاويس البنوك مثلي، هو من ينحني له السحاب اعترافاً بعظمة نظرياته الاقتصادية، وتصفق له - وقوفاً - الجبال والسهول والخباري. لا تخرج العملة من بيت أهلها قبل أن تستأذنه، ولا يرتفع مشروع قبل أن يقول له 'طلعت': 'قيام'. أما أنا فلا فرق عندي بين السندات والمساند، ولا بين صفقة تجارية وصفقة على القفا إلا بالتقوى. لذلك لا أتحدث عن الاقتصاد في غيابه، خوفاً من الإثم والعدوان والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون.
وسبق أن أعلنت أنني أشعر بتنميل في أصابع رجلي اليمنى عندما يدور الحديث عن الاقتصاد، لكن هذا لا يمنعني من اختراع النظريات الاقتصادية، وطرحها في الأسواق لكل ذي لبّ لبيب. وأحدث نظرياتي الاقتصادية تقول إن 'التومان الإيراني' سيبتلع الدينار الكويتي قريباً على الشاشة، وفي الأوقات التالية.
ولأن النظريات تحتاج إلى أدلة تسندها وتوقفها على حيلها، فسأسوق لكم دليلي بعصاي: اطلبوا من أي نائب أن يوجه سؤالاً إلى وزير الداخلية عن عدد الإيرانيين الذين دخلوا الكويت منذ ثلاثة أعوام، وأسماء ملّاك الشركات التي استقدمتهم، ونوعية وظائفهم، كي تعرفوا فقط متى ستصرخون رافعين قبضات أيديكم 'الموت للشيطان الأكبر... أميركا'، وكي تتعلموا نسج السجاد وحرق الإطارات من الآن، وكي تحضّروا كاميراتكم لالتقاط الصور مع شبّان الباسيج الأفاضل بعد أن تشاهدوهم وجهاً لوجه وعيناً لعين والبادئ أظلم من سواد الليل.
المسألة مسألة وقت، صدقوني، مثل الشوارب اللي عليكم. والفطين منا من يتعلم اللغة الفارسية منذ اللحظة، والنبيه من يتعلم عادات الإيرانيين وتقاليدهم ورقصاتهم وطبخاتهم وأهازيجهم! ومن لا يصدقني، فليصعد على السطح ويراقب، بعيداً عن ضوضائنا الداخلية، وسأضمن لكم أن يعود إلينا صائحاً لاطماً مولولاً.
وبما أن الاقتصاد يحتاج إلى وسيلة مواصلات، فسيتم إن شاء الله بناء سكة حديد، ينطلق قطارها من طهران إلى سلطنة عمان، بعد الانتهاء من بناء محطة الكويت. وسيُحال 'وكلاء المراجع العرب' إلى التقاعد، بعد انتفاء الحاجة، وستُباع 'فاكساتهم' في سوق الجمعة، فلا فائدة للوكيل في وجود صاحب الملك. مجرد زيادة مصاريف على الفاضي.
وخلال فترة قصيرة، ستتوقف دورة الخليج العربي لكرة القدم، لتنضم الفرق الخليجية إلى الدوري المحلي الإيراني، الدرجة الثانية. وسيختفي حرف 'الضاد' المزعج من أسواق عرب الخليج، وهو أساساً حرف 'بايت' لقلة استخدامه، ففي لهجاتنا نستبدل الضاد بالظاء منذ الأزمنة السحيقة، وقبل ذلك بسنتين. ثم إن لغتنا أساساً مزعجة، وفيها من الشواذ ما يقرف اللسان: الأفعال الشاذة والأسماء الشاذة والصفات الشاذة، 'تقول قوم لوط مو لغة'. ولهذا ستساعدنا إيران على منع الشذوذ في لغتنا وفي غيرها، وستجتثها من عرقها، ليتحول الضاد إلى زاي، والطاء إلى تاء، وتحلوّ المسائل، وندرس مادة 'الإملاء' من جديد.
هانت، كلها غمضة عين ويختفي حرف الضاد الخبيث، ويرقص التومان، وتنفتح القبور ليخرج منها النعمان بن المنذر بن ماء السماء، ويعيد إحياء دولة المناذرة التابعة للعرش الكسروي. وناسة.
http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=138336
محمد الوشيحي - جريدة الجريدة
alwashi7i@aljarida.com
عندي من يشهد أنني لست 'طلعت حرب' في الاقتصاد. وطلعت حرب، لمن لا يهتم بالاقتصاد ودعاويس البنوك مثلي، هو من ينحني له السحاب اعترافاً بعظمة نظرياته الاقتصادية، وتصفق له - وقوفاً - الجبال والسهول والخباري. لا تخرج العملة من بيت أهلها قبل أن تستأذنه، ولا يرتفع مشروع قبل أن يقول له 'طلعت': 'قيام'. أما أنا فلا فرق عندي بين السندات والمساند، ولا بين صفقة تجارية وصفقة على القفا إلا بالتقوى. لذلك لا أتحدث عن الاقتصاد في غيابه، خوفاً من الإثم والعدوان والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون.
وسبق أن أعلنت أنني أشعر بتنميل في أصابع رجلي اليمنى عندما يدور الحديث عن الاقتصاد، لكن هذا لا يمنعني من اختراع النظريات الاقتصادية، وطرحها في الأسواق لكل ذي لبّ لبيب. وأحدث نظرياتي الاقتصادية تقول إن 'التومان الإيراني' سيبتلع الدينار الكويتي قريباً على الشاشة، وفي الأوقات التالية.
ولأن النظريات تحتاج إلى أدلة تسندها وتوقفها على حيلها، فسأسوق لكم دليلي بعصاي: اطلبوا من أي نائب أن يوجه سؤالاً إلى وزير الداخلية عن عدد الإيرانيين الذين دخلوا الكويت منذ ثلاثة أعوام، وأسماء ملّاك الشركات التي استقدمتهم، ونوعية وظائفهم، كي تعرفوا فقط متى ستصرخون رافعين قبضات أيديكم 'الموت للشيطان الأكبر... أميركا'، وكي تتعلموا نسج السجاد وحرق الإطارات من الآن، وكي تحضّروا كاميراتكم لالتقاط الصور مع شبّان الباسيج الأفاضل بعد أن تشاهدوهم وجهاً لوجه وعيناً لعين والبادئ أظلم من سواد الليل.
المسألة مسألة وقت، صدقوني، مثل الشوارب اللي عليكم. والفطين منا من يتعلم اللغة الفارسية منذ اللحظة، والنبيه من يتعلم عادات الإيرانيين وتقاليدهم ورقصاتهم وطبخاتهم وأهازيجهم! ومن لا يصدقني، فليصعد على السطح ويراقب، بعيداً عن ضوضائنا الداخلية، وسأضمن لكم أن يعود إلينا صائحاً لاطماً مولولاً.
وبما أن الاقتصاد يحتاج إلى وسيلة مواصلات، فسيتم إن شاء الله بناء سكة حديد، ينطلق قطارها من طهران إلى سلطنة عمان، بعد الانتهاء من بناء محطة الكويت. وسيُحال 'وكلاء المراجع العرب' إلى التقاعد، بعد انتفاء الحاجة، وستُباع 'فاكساتهم' في سوق الجمعة، فلا فائدة للوكيل في وجود صاحب الملك. مجرد زيادة مصاريف على الفاضي.
وخلال فترة قصيرة، ستتوقف دورة الخليج العربي لكرة القدم، لتنضم الفرق الخليجية إلى الدوري المحلي الإيراني، الدرجة الثانية. وسيختفي حرف 'الضاد' المزعج من أسواق عرب الخليج، وهو أساساً حرف 'بايت' لقلة استخدامه، ففي لهجاتنا نستبدل الضاد بالظاء منذ الأزمنة السحيقة، وقبل ذلك بسنتين. ثم إن لغتنا أساساً مزعجة، وفيها من الشواذ ما يقرف اللسان: الأفعال الشاذة والأسماء الشاذة والصفات الشاذة، 'تقول قوم لوط مو لغة'. ولهذا ستساعدنا إيران على منع الشذوذ في لغتنا وفي غيرها، وستجتثها من عرقها، ليتحول الضاد إلى زاي، والطاء إلى تاء، وتحلوّ المسائل، وندرس مادة 'الإملاء' من جديد.
هانت، كلها غمضة عين ويختفي حرف الضاد الخبيث، ويرقص التومان، وتنفتح القبور ليخرج منها النعمان بن المنذر بن ماء السماء، ويعيد إحياء دولة المناذرة التابعة للعرش الكسروي. وناسة.
http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=138336