الدكتور عادل رضا
09-09-2004, 05:14 PM
لمـاذا يكرهوننا؟ - جواب عربي لسؤال أمريكي - د. حسن حنفي
تؤيد أمريكا كل نظم القهر في العالم الثالث طالما أنها تدافع عن المصالح الأمريكية وتتحالف معها ضد شعوبها. وفي نفس الوقت تتغني بمبادئ الديمقراطية والتي قام عليها النظام الأمريكي
أثار الإعلام الأمريكي بعد حوادث ايلول (سبتمبر) منذ عامين سؤالا قد يعرف الأمريكيون إجابته. والغرض منه التعاطف مع الأمريكيين ضحايا الاعتداء الأخير في واشنطن ونيويورك، عاصمتي السياسة والمال، ورمز القوتين السياسية والاقتصادية. فالشعوب لا تكره بعضها البعض بلا سبب مباشر أو غير مباشر. ولا توجد كراهية دائمة وثابتة بين شعبين علي مدي التاريخ. فطالما كرهت فرنسا وألمانيا بعضهما البعض عبر قرون لنزاعهما السياسي والاقتصادي والجغرافي في أوروبا. وكذلك كان الحال بين فرنسا وبريطانيا، بين فرنسا وكل أوروبا أثناء حروب نابليون، وبين النمسا وأوروبا عندما كانت النمسا تمثل إمبراطورية داخل القارة، وبين روسيا وكل أوروبا مع ألمانيا أثناء العدوان النازي، وبين اليهود والغرب مما ولد حركات التطهير العرقي لليهود في روسيا وألمانيا. والآن توحدت أوروبا المتنازعة تاريخيا بين شعوبها. وأصبح الاتحاد الأوروبي نواة تستقطب شعوبها بل وشعوب قارات مجاورة حول البحر الأبيض المتوسط.
سؤال الإعلام الأمريكي إذن (لماذا يكرهوننا؟) يوحي بان هناك موقفا ثابتا معاديا من شعوب العالم كله تجاه الأمريكيين ينم ربما عن عنصرية أو حقد أو حسد منها وهي الفقيرة المتخلفة تجاه أمريكا، نموذج الثروة والتقدم. وهو غير صحيح. فالشعوب تكره أمريكا ليس لجوهر ثابت لدي الشعب الكاره تجاه الشعب المكروه بل لأسباب سياسية واقتصادية وثقافية وتاريخية محددة. ويمكن معرفة هذه الأسباب الحالية التي تؤدي إلي موجة المعاداة لأمريكا كسياسة وليس كشعب، كإرادة وليس كبشر. ويمكن إجمالها في خمسة أسباب تكوّن صورة أمريكا في أذهان الناس ولدي الشعوب.
1 ــ تمثل أمريكا رمز القوة بلا عدل، نموذج (راعي البقر) الذي يعتمد علي مهارته في استعمال السلاح وقدرته علي الخداع والمناورة. لا يخضع لقانون (الشريف) بل يضع قانونه الخاص في القتل والسطو والانتقام. لقد تم (فتح) أمريكا بقوة الغزو بدعوي (الكشوف الجغرافية) وكأن نصف القارة الغربي لم يكن موجودا قبل وصول كولومبوس. وتم استئصال السكان الأصليين (الهنود الحمر). وما تبقي منهم وضع في محميات للسياحة ولأفلام هوليود. وقُتل الملايين منهم. وأسر ملايين آخرين من أفريقيا لتعمير القارة الجديدة، أرقاء سود يعملون عند الأسياد البيض. ومازالوا يعانون من التفرقة العنصرية بالرغم من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في القرن التاسع عشر، وقيل بعض الحقوق المدنية التي استشهد في سبيلها مارتن لوثر كنج. ومازالت ممارسات القوة قائمة منذ العدوان الأمريكي علي فيتنام في الخمسينيات في القرن الماضي حتي العدوان علي أفغانستان والعراق، والبقية تأتي في أوائل هذا القرن. لذلك تستأسد أمريكا كلما طعنت قوتها كما حدث في بيرل هاربر عندما دمر سلاح الطيران الياباني الأسطول الأمريكي الرابض في المحيط الهادي. وتنمرت أكثر عندما تم العدوان عليها داخل أراضيها في أيلول (سبتمبر) 2001، وضرب رموز القوة فيها، برجا منظمة التجارة العالمية، ووزارة الدفاع، وصعب النيل من البيت الأبيض. فاعتدت علي أفغانستان والعراق وربما تستعد للعدوان علي إيران وسوريا ولبنان واليمن والسودان والسعودية بدعوي مقاومة الإرهاب من جذوره في الأنظمة التي تفرّضه حتي تبقي صورة أمريكا التقليدية، الرجل القوي الذي يأمر فيطاع.
2 ــ ويتولد عن القوة الغرور اعتمادا علي الآلة العسكرية القادرة علي الغزو والعدوان وما يتبعه من نجاح مؤقت تبدأ بعده المقاومة كما حدث في فيتنام، ويحدث حاليا في أفغانستان والعراق. ثم يمنع الغرور من الرؤية لطبيعة المجتمعات وثقافات الشعوب. كما يمنع من استيعاب دروس التاريخ. فقد خسرت أمريكا الحرب في فيتنام بعد أن دمرت كل شيء حي يتحرك فيه إلا إرادة الشعوب دفاعا عن الحرية والاستقلال. ولم تتعلم من التاريخ، واعتدت علي أفغانستان ثم العراق وتخطط دائما للعدوان. القوة تنتصر وتنهزم ولكن غرور القوة ينهزم دائما. فقد انهزمت الإمبراطوريات الكبري التي قامت علي الغزو والعدوان.
الفارسية والرومانية والصليبية والاستعمار الحديث والنازية والفاشية. وهو قدر غرور القوة الأمريكي حاليا، بالرغبة في السيطرة علي العالم كله طالما أنها هي القوة الوحيدة في العالم بلا منازع بعد نهاية عصر الاستقطاب، وبداية العالم ذي القطب الواحد. العالم قسمان، معها أو ضدها. ومن يعارضها يكون طرفا في محور الشر!
ومن مظاهر غرور القوة السيطرة الاقتصادية علي العالم بعد الاحتلال العسكري باسم العولمة، واقتصاد السوق، والعالم قرية واحدة، وثورة الاتصالات. وهذا يتطلب إلغاء مفاهيم الدولة الوطنية، وإلغاء الحواجز الجمركية، وإنهاء سيطرة الدولة علي النشاط الاقتصادي، وترك المجال للقطاع الخاص والاقتصاد الحر. وكل ذلك لصالح الشركات المتعددة الجنسيات التي قد تعادل ميزانية أحدها ميزانية الوطن العربي كله، ويمثل إنتاج أحدها إنتاج الوطن العربي كله. ويتم نزيف ثروات العالم الثالث، ثروات وأسواق وعمالة.
ويتراكم رأس المال من جديد في أمريكا كما تراكم إبان المد الاستعماري في الغرب في القرن التاسع عشر. وتتجاوز أمريكا أزماتها الاقتصادية بنقل الدم من الأطراف إلي المركز. وهو غرور الإنتاج والوفرة الذي لا يستطيع السيطرة علي مصالح الشعوب التي تمثلها المظاهرات الحاشدة ضد العولمة ومنظمة التجارة العالمية ومنتدي دافوس في سياتل وبراج وجنوة ولندن وباريس وفلورنسا.
3 ــ تؤيد أمريكا كل نظم القهر في العالم الثالث طالما أنها تدافع عن المصالح الأمريكية وتتحالف معها ضد شعوبها. وفي نفس الوقت تتغني بمبادئ الديمقراطية والتي قام عليها النظام الأمريكي. وهو أحد أشكال ازدواجية المعايير الشهيرة، معيار في الداخل، الإعلان عن الديمقراطية في أمريكا، ومعيار نقيض في الخارج، وتدعيم القهر خارج أمريكا. فإذا ما تعارضت المصالح بين أمريكا وحلفاء الأمس ونظمهم رفعت أمريكا راية الحرية والديمقراطية، وهددت باستخراج ملف حقوق الإنسان وانتهاكاتها التي طالما سكتت عنها في عصر الوفاق والتفاهم والمصالح المشتركة..
بل إنها قد تنقلب علي حلفاء الأمس، وتعمل علي تغييرهم بالقوة إما بخطف الرؤساء كما حدث مع نورويجا الذي كان شريك أمريكا في تجارة المخدرات وقمع الشعب أو عن طريق العدوان المباشر كما حدث في أفغانستان والعراق. وهي التي خلقت نظام طالبان بمساعدة باكستان وشجعت أسامة بن لادن طالما يحارب النظام الشيوعي.
كما أوحت لصدام بإمكانية العدوان علي إيران ثم العدوان علي الكويت دون تدخل منها. ووقع الزعيم في الفخ مرتين عن قصد أو غير قصد.
ومازالت تؤيد الكيان الصهيوني بالرغم مما يقترفه من مجازر ضد الشعب الفلسطيني. وتطالب بإقصاء عرفات بالرغم من أنه منتخب شعبيا وديمقراطيا. وحق كل شعب في تقرير المصير مقرر في المواثيق الدولية وفي وثيقة (إعلان الاستقلال) في الولايات المتحدة الأمريكية وفي دستورها الإنسان حر بالطبيعة والفطرة، لا فرق بين إنسان وآخر، بين فلسطيني وإسرائيلي، بين أسود وأبيض، بين فقير وغني. وتخضع لجماعات الضغط الصهيوني داخل أمريكا حتي ولو كان مناهضا ضد المصالح الأمريكية استجداء للأصوات في معركة الانتخابات الرئاسية وحرصا علي رؤوس الأموال التي تسيطر عليها مراكز المال اليهودية.
4 ــ وتناهض حركات التحرر في العالم منذ الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حتي الآن بالرغم من أن أمريكا لم تكن المستهدفة بل قوي الاستعمار التقليدي مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا. كان همها وراثة الاستعمار التقليدي القديم وترسيخ أسس الاستعمار الأمريكي الحديث عن طريق إقامة القواعد العسكرية في دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية أو تأسيس أحلاف عسكرية مثل حلف شمال الأطلنطي من أجل حصار النظم المعارضة وإدخال كل من يخرج من بيت الطاعة.
AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1568 --- Date 28/7/2003
جريدة (الزمان) --- العدد 1568 --- التاريخ 2003 - 7 - 28
تؤيد أمريكا كل نظم القهر في العالم الثالث طالما أنها تدافع عن المصالح الأمريكية وتتحالف معها ضد شعوبها. وفي نفس الوقت تتغني بمبادئ الديمقراطية والتي قام عليها النظام الأمريكي
أثار الإعلام الأمريكي بعد حوادث ايلول (سبتمبر) منذ عامين سؤالا قد يعرف الأمريكيون إجابته. والغرض منه التعاطف مع الأمريكيين ضحايا الاعتداء الأخير في واشنطن ونيويورك، عاصمتي السياسة والمال، ورمز القوتين السياسية والاقتصادية. فالشعوب لا تكره بعضها البعض بلا سبب مباشر أو غير مباشر. ولا توجد كراهية دائمة وثابتة بين شعبين علي مدي التاريخ. فطالما كرهت فرنسا وألمانيا بعضهما البعض عبر قرون لنزاعهما السياسي والاقتصادي والجغرافي في أوروبا. وكذلك كان الحال بين فرنسا وبريطانيا، بين فرنسا وكل أوروبا أثناء حروب نابليون، وبين النمسا وأوروبا عندما كانت النمسا تمثل إمبراطورية داخل القارة، وبين روسيا وكل أوروبا مع ألمانيا أثناء العدوان النازي، وبين اليهود والغرب مما ولد حركات التطهير العرقي لليهود في روسيا وألمانيا. والآن توحدت أوروبا المتنازعة تاريخيا بين شعوبها. وأصبح الاتحاد الأوروبي نواة تستقطب شعوبها بل وشعوب قارات مجاورة حول البحر الأبيض المتوسط.
سؤال الإعلام الأمريكي إذن (لماذا يكرهوننا؟) يوحي بان هناك موقفا ثابتا معاديا من شعوب العالم كله تجاه الأمريكيين ينم ربما عن عنصرية أو حقد أو حسد منها وهي الفقيرة المتخلفة تجاه أمريكا، نموذج الثروة والتقدم. وهو غير صحيح. فالشعوب تكره أمريكا ليس لجوهر ثابت لدي الشعب الكاره تجاه الشعب المكروه بل لأسباب سياسية واقتصادية وثقافية وتاريخية محددة. ويمكن معرفة هذه الأسباب الحالية التي تؤدي إلي موجة المعاداة لأمريكا كسياسة وليس كشعب، كإرادة وليس كبشر. ويمكن إجمالها في خمسة أسباب تكوّن صورة أمريكا في أذهان الناس ولدي الشعوب.
1 ــ تمثل أمريكا رمز القوة بلا عدل، نموذج (راعي البقر) الذي يعتمد علي مهارته في استعمال السلاح وقدرته علي الخداع والمناورة. لا يخضع لقانون (الشريف) بل يضع قانونه الخاص في القتل والسطو والانتقام. لقد تم (فتح) أمريكا بقوة الغزو بدعوي (الكشوف الجغرافية) وكأن نصف القارة الغربي لم يكن موجودا قبل وصول كولومبوس. وتم استئصال السكان الأصليين (الهنود الحمر). وما تبقي منهم وضع في محميات للسياحة ولأفلام هوليود. وقُتل الملايين منهم. وأسر ملايين آخرين من أفريقيا لتعمير القارة الجديدة، أرقاء سود يعملون عند الأسياد البيض. ومازالوا يعانون من التفرقة العنصرية بالرغم من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في القرن التاسع عشر، وقيل بعض الحقوق المدنية التي استشهد في سبيلها مارتن لوثر كنج. ومازالت ممارسات القوة قائمة منذ العدوان الأمريكي علي فيتنام في الخمسينيات في القرن الماضي حتي العدوان علي أفغانستان والعراق، والبقية تأتي في أوائل هذا القرن. لذلك تستأسد أمريكا كلما طعنت قوتها كما حدث في بيرل هاربر عندما دمر سلاح الطيران الياباني الأسطول الأمريكي الرابض في المحيط الهادي. وتنمرت أكثر عندما تم العدوان عليها داخل أراضيها في أيلول (سبتمبر) 2001، وضرب رموز القوة فيها، برجا منظمة التجارة العالمية، ووزارة الدفاع، وصعب النيل من البيت الأبيض. فاعتدت علي أفغانستان والعراق وربما تستعد للعدوان علي إيران وسوريا ولبنان واليمن والسودان والسعودية بدعوي مقاومة الإرهاب من جذوره في الأنظمة التي تفرّضه حتي تبقي صورة أمريكا التقليدية، الرجل القوي الذي يأمر فيطاع.
2 ــ ويتولد عن القوة الغرور اعتمادا علي الآلة العسكرية القادرة علي الغزو والعدوان وما يتبعه من نجاح مؤقت تبدأ بعده المقاومة كما حدث في فيتنام، ويحدث حاليا في أفغانستان والعراق. ثم يمنع الغرور من الرؤية لطبيعة المجتمعات وثقافات الشعوب. كما يمنع من استيعاب دروس التاريخ. فقد خسرت أمريكا الحرب في فيتنام بعد أن دمرت كل شيء حي يتحرك فيه إلا إرادة الشعوب دفاعا عن الحرية والاستقلال. ولم تتعلم من التاريخ، واعتدت علي أفغانستان ثم العراق وتخطط دائما للعدوان. القوة تنتصر وتنهزم ولكن غرور القوة ينهزم دائما. فقد انهزمت الإمبراطوريات الكبري التي قامت علي الغزو والعدوان.
الفارسية والرومانية والصليبية والاستعمار الحديث والنازية والفاشية. وهو قدر غرور القوة الأمريكي حاليا، بالرغبة في السيطرة علي العالم كله طالما أنها هي القوة الوحيدة في العالم بلا منازع بعد نهاية عصر الاستقطاب، وبداية العالم ذي القطب الواحد. العالم قسمان، معها أو ضدها. ومن يعارضها يكون طرفا في محور الشر!
ومن مظاهر غرور القوة السيطرة الاقتصادية علي العالم بعد الاحتلال العسكري باسم العولمة، واقتصاد السوق، والعالم قرية واحدة، وثورة الاتصالات. وهذا يتطلب إلغاء مفاهيم الدولة الوطنية، وإلغاء الحواجز الجمركية، وإنهاء سيطرة الدولة علي النشاط الاقتصادي، وترك المجال للقطاع الخاص والاقتصاد الحر. وكل ذلك لصالح الشركات المتعددة الجنسيات التي قد تعادل ميزانية أحدها ميزانية الوطن العربي كله، ويمثل إنتاج أحدها إنتاج الوطن العربي كله. ويتم نزيف ثروات العالم الثالث، ثروات وأسواق وعمالة.
ويتراكم رأس المال من جديد في أمريكا كما تراكم إبان المد الاستعماري في الغرب في القرن التاسع عشر. وتتجاوز أمريكا أزماتها الاقتصادية بنقل الدم من الأطراف إلي المركز. وهو غرور الإنتاج والوفرة الذي لا يستطيع السيطرة علي مصالح الشعوب التي تمثلها المظاهرات الحاشدة ضد العولمة ومنظمة التجارة العالمية ومنتدي دافوس في سياتل وبراج وجنوة ولندن وباريس وفلورنسا.
3 ــ تؤيد أمريكا كل نظم القهر في العالم الثالث طالما أنها تدافع عن المصالح الأمريكية وتتحالف معها ضد شعوبها. وفي نفس الوقت تتغني بمبادئ الديمقراطية والتي قام عليها النظام الأمريكي. وهو أحد أشكال ازدواجية المعايير الشهيرة، معيار في الداخل، الإعلان عن الديمقراطية في أمريكا، ومعيار نقيض في الخارج، وتدعيم القهر خارج أمريكا. فإذا ما تعارضت المصالح بين أمريكا وحلفاء الأمس ونظمهم رفعت أمريكا راية الحرية والديمقراطية، وهددت باستخراج ملف حقوق الإنسان وانتهاكاتها التي طالما سكتت عنها في عصر الوفاق والتفاهم والمصالح المشتركة..
بل إنها قد تنقلب علي حلفاء الأمس، وتعمل علي تغييرهم بالقوة إما بخطف الرؤساء كما حدث مع نورويجا الذي كان شريك أمريكا في تجارة المخدرات وقمع الشعب أو عن طريق العدوان المباشر كما حدث في أفغانستان والعراق. وهي التي خلقت نظام طالبان بمساعدة باكستان وشجعت أسامة بن لادن طالما يحارب النظام الشيوعي.
كما أوحت لصدام بإمكانية العدوان علي إيران ثم العدوان علي الكويت دون تدخل منها. ووقع الزعيم في الفخ مرتين عن قصد أو غير قصد.
ومازالت تؤيد الكيان الصهيوني بالرغم مما يقترفه من مجازر ضد الشعب الفلسطيني. وتطالب بإقصاء عرفات بالرغم من أنه منتخب شعبيا وديمقراطيا. وحق كل شعب في تقرير المصير مقرر في المواثيق الدولية وفي وثيقة (إعلان الاستقلال) في الولايات المتحدة الأمريكية وفي دستورها الإنسان حر بالطبيعة والفطرة، لا فرق بين إنسان وآخر، بين فلسطيني وإسرائيلي، بين أسود وأبيض، بين فقير وغني. وتخضع لجماعات الضغط الصهيوني داخل أمريكا حتي ولو كان مناهضا ضد المصالح الأمريكية استجداء للأصوات في معركة الانتخابات الرئاسية وحرصا علي رؤوس الأموال التي تسيطر عليها مراكز المال اليهودية.
4 ــ وتناهض حركات التحرر في العالم منذ الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حتي الآن بالرغم من أن أمريكا لم تكن المستهدفة بل قوي الاستعمار التقليدي مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا. كان همها وراثة الاستعمار التقليدي القديم وترسيخ أسس الاستعمار الأمريكي الحديث عن طريق إقامة القواعد العسكرية في دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية أو تأسيس أحلاف عسكرية مثل حلف شمال الأطلنطي من أجل حصار النظم المعارضة وإدخال كل من يخرج من بيت الطاعة.
AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1568 --- Date 28/7/2003
جريدة (الزمان) --- العدد 1568 --- التاريخ 2003 - 7 - 28