سمير
11-18-2009, 12:11 PM
أحمد حسن بكر وعمر القليوبي ودينا الحسيني (المصريون)
الثلاثاء, 17 نوفمبر 2009
تتجه العلاقات المصرية- الجزائرية إلى مرحلة من التوتر غير المسبوق، جراء أعمال العنف التي أعقبت مباراة منتخبي البلدين يوم السبت في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، بعد تعرض العديد من الرعايا المصريين في الجزائر البعض لاعتداءات في أعقاب شائعات عن وفاة مشجعين جزائريين في مصر، واتخاذ وزير العمل الجزائري قرار بإلغاء تراخيص عمل أكثر من 20 ألف عامل مصري هناك، وهي الأجواء التي ساهم الإعلام في إشعالها، بسبب المبالغة الزائدة عن الحد في تناول حدث رياضي.
لكن هذا التوتر سبقه مرحلة من الفتور في العلاقة بين القيادتين السياستين لكلا البلدي، والذي يرجع إلى عام 2005، من خلال الحضور الرمزي للرئيس حسني مبارك في القمة العربية بالجزائر آنذاك وانسحابه من الجلسة الختامية بعد رفض جزائري لمقترح مصري بتشكيل "ترويكا عربية"، وفشل وساطة قام بها القذافي بين الرئيسين رغم قيام بوتفليقة بزيارة مصر للقاهرة خلال الصيف الماضي.
وكان مكتب شركة مصر للطيران في الجزائر تعرض لتدمير شبه شامل على أيدي متعصبين جزائريين برروا فعلتهم بالانتقام من المصالح المصرية، بعد مزاعم الفريق الجزائري بتعرض الأتوبيس الذي كان يقلهم من المطار إلى الفندق للرشق بالحجارة، وهى الرواية التي كذبها العديد من شهود العيان.
كما تعرض مقرا شركات المقاولون العرب وأوراسكوم لاعتداءات مماثلة، ووقعت العديد من الإصابات في صفوف المصريين بالجزائر جراء تعرضهم للضرب من قبل المشجعين المتعصبين، في موقف أثار استياءً وزارة الخارجية المصرية التي استدعت أمس السفير الجزائري بالقاهرة عبد القادر حجار لإبلاغه بقلق مصر حكومة وشعبا تجاه أحداث العنف والتخريب ضد المصريين، والمصالح المصرية هناك.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن السفير الجزائري وعد بنقل القلق المصري لحكومته، وشدد على أن الوزارة لا تألوا جهدا في الحفاظ على أمن وسلامة المصريين بالخارج.
وقال إن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط توجه برسالة إلى نظيره الجزائري مراد مدلس قام بتسليمها السفير المصري في الجزائر عبد العزيز سيف النصر شدد خلالها على أن مصر قلقة على أوضاع الجالية المصرية بالجزائر مطالبا بقيام السلطات الجزائرية ببذل كافة الجهود من أجل تأمين سلامتهم.
وأوضح أن السفير المصري في الجزائر يتابع كافة الاتصالات مع الجهات المعنية في الجزائر لمحاولة السيطرة على الأمور لأن هناك قلقا متزايدا ومبررا حول وضع المصريين المقيمين في الجزائر.
وكانت جريدة الشروق" الجزائرية نشرت خبرا كاذبا على موقعها على الانترنت يفيد بمقتل 11 مشجعا جزائريا في القاهرة مما أثار الجمهور الجزائري، وقد اضطرت الجريدة إلى رفع الخبر من على موقعها على الإنترنت بعد نحو ساعة من نشره، في حين كانت أحداث التخريب ضد المصالح المصرية قد اندلعت بالفعل.
بموازاة التصعيد الإعلامي والرسمي، صرح وزير العمل الجزائري طيب لوح أنه اتخذ قراراً بإلغاء رخص العمل لكل من يحمل الجنسية المصرية في الجزائر، وكذلك الطلبات المقدمة من عدد كبير من المصريين، والتي مازالت قيد الانتظار.
وفي القاهرة، كثفت السلطات المصرية من الإجراءات الأمنية على مقر السفارة الجزائرية بحي الزمالك والمناطق المحيطة بها، تحسبًا لأي ردود فعل انتقامية من الجماهير المصرية ردًا على الاعتداءات على المصريين بالجزائر.
وأصدر اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية أوامر مشددة بعدم السماح بالتجمهر أمام مقر السفارة وفرض طوق أمني مشدد حولها لحمايتها من أي اعتداء، حيث تم دعم القوات المنتشرة هناك بعشرات من سيارات الأمن المركزي التي تمركزت في محيط السفارة والشوارع المؤدية إليها لحمايتها.
وشكا عدد من المواطنين المصريين وأصحاب المحال التجارية القريبة من مقر السفارة من قيام بعض مشجعي المنتخب الجزائري بإثارة استفزاز المصريين، لكنهم نفوا وقوع أي اشتباكات بين الطرفين، في الوقت الذي انهالت فيه رسائل التهديد الهاتفية من مواطنين جزائريين على الصحف وسائل الإعلام المصرية تؤكد أن الجماهير الجزائرية ستذهب للخرطوم ومعها السيوف، في إشارة لاحتمالات حدوث أعمال عنف في المباراة الحاسمة بين مصر والجزائر المقررة بالسودان غدا الأربعاء.
من جانبه، حمل السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق حكومتي البلدين المسئولية عن هذه التوترات في ظل تغذيتها لمشاعر الكراهية والشحن المعنوي بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة وان جاء بشكل غير مباشر، وانتقد خصوصا عدم قيامهما بأي بادرة لحسن النية، وعدم التدخل لكبح جماح بعض الإعلاميين في البلدين الذين حولوا المباراة إلى معركة حربية.
لكنه أقر في الوقت ذاته في تصريحاته لـ "المصريون" بأن العلاقات بين مصر والجزائر ليست في أفضل حالاتها ولم تستطع خلال السنوات الأخيرة تجاوز حالة البرود الشديدة، مرجحا أن تتصاعد خلال المرحلة القادمة بعد الأحداث المثيرة التي رافقت مباراة مصر والجزائر في القاهرة.
الثلاثاء, 17 نوفمبر 2009
تتجه العلاقات المصرية- الجزائرية إلى مرحلة من التوتر غير المسبوق، جراء أعمال العنف التي أعقبت مباراة منتخبي البلدين يوم السبت في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، بعد تعرض العديد من الرعايا المصريين في الجزائر البعض لاعتداءات في أعقاب شائعات عن وفاة مشجعين جزائريين في مصر، واتخاذ وزير العمل الجزائري قرار بإلغاء تراخيص عمل أكثر من 20 ألف عامل مصري هناك، وهي الأجواء التي ساهم الإعلام في إشعالها، بسبب المبالغة الزائدة عن الحد في تناول حدث رياضي.
لكن هذا التوتر سبقه مرحلة من الفتور في العلاقة بين القيادتين السياستين لكلا البلدي، والذي يرجع إلى عام 2005، من خلال الحضور الرمزي للرئيس حسني مبارك في القمة العربية بالجزائر آنذاك وانسحابه من الجلسة الختامية بعد رفض جزائري لمقترح مصري بتشكيل "ترويكا عربية"، وفشل وساطة قام بها القذافي بين الرئيسين رغم قيام بوتفليقة بزيارة مصر للقاهرة خلال الصيف الماضي.
وكان مكتب شركة مصر للطيران في الجزائر تعرض لتدمير شبه شامل على أيدي متعصبين جزائريين برروا فعلتهم بالانتقام من المصالح المصرية، بعد مزاعم الفريق الجزائري بتعرض الأتوبيس الذي كان يقلهم من المطار إلى الفندق للرشق بالحجارة، وهى الرواية التي كذبها العديد من شهود العيان.
كما تعرض مقرا شركات المقاولون العرب وأوراسكوم لاعتداءات مماثلة، ووقعت العديد من الإصابات في صفوف المصريين بالجزائر جراء تعرضهم للضرب من قبل المشجعين المتعصبين، في موقف أثار استياءً وزارة الخارجية المصرية التي استدعت أمس السفير الجزائري بالقاهرة عبد القادر حجار لإبلاغه بقلق مصر حكومة وشعبا تجاه أحداث العنف والتخريب ضد المصريين، والمصالح المصرية هناك.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن السفير الجزائري وعد بنقل القلق المصري لحكومته، وشدد على أن الوزارة لا تألوا جهدا في الحفاظ على أمن وسلامة المصريين بالخارج.
وقال إن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط توجه برسالة إلى نظيره الجزائري مراد مدلس قام بتسليمها السفير المصري في الجزائر عبد العزيز سيف النصر شدد خلالها على أن مصر قلقة على أوضاع الجالية المصرية بالجزائر مطالبا بقيام السلطات الجزائرية ببذل كافة الجهود من أجل تأمين سلامتهم.
وأوضح أن السفير المصري في الجزائر يتابع كافة الاتصالات مع الجهات المعنية في الجزائر لمحاولة السيطرة على الأمور لأن هناك قلقا متزايدا ومبررا حول وضع المصريين المقيمين في الجزائر.
وكانت جريدة الشروق" الجزائرية نشرت خبرا كاذبا على موقعها على الانترنت يفيد بمقتل 11 مشجعا جزائريا في القاهرة مما أثار الجمهور الجزائري، وقد اضطرت الجريدة إلى رفع الخبر من على موقعها على الإنترنت بعد نحو ساعة من نشره، في حين كانت أحداث التخريب ضد المصالح المصرية قد اندلعت بالفعل.
بموازاة التصعيد الإعلامي والرسمي، صرح وزير العمل الجزائري طيب لوح أنه اتخذ قراراً بإلغاء رخص العمل لكل من يحمل الجنسية المصرية في الجزائر، وكذلك الطلبات المقدمة من عدد كبير من المصريين، والتي مازالت قيد الانتظار.
وفي القاهرة، كثفت السلطات المصرية من الإجراءات الأمنية على مقر السفارة الجزائرية بحي الزمالك والمناطق المحيطة بها، تحسبًا لأي ردود فعل انتقامية من الجماهير المصرية ردًا على الاعتداءات على المصريين بالجزائر.
وأصدر اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية أوامر مشددة بعدم السماح بالتجمهر أمام مقر السفارة وفرض طوق أمني مشدد حولها لحمايتها من أي اعتداء، حيث تم دعم القوات المنتشرة هناك بعشرات من سيارات الأمن المركزي التي تمركزت في محيط السفارة والشوارع المؤدية إليها لحمايتها.
وشكا عدد من المواطنين المصريين وأصحاب المحال التجارية القريبة من مقر السفارة من قيام بعض مشجعي المنتخب الجزائري بإثارة استفزاز المصريين، لكنهم نفوا وقوع أي اشتباكات بين الطرفين، في الوقت الذي انهالت فيه رسائل التهديد الهاتفية من مواطنين جزائريين على الصحف وسائل الإعلام المصرية تؤكد أن الجماهير الجزائرية ستذهب للخرطوم ومعها السيوف، في إشارة لاحتمالات حدوث أعمال عنف في المباراة الحاسمة بين مصر والجزائر المقررة بالسودان غدا الأربعاء.
من جانبه، حمل السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق حكومتي البلدين المسئولية عن هذه التوترات في ظل تغذيتها لمشاعر الكراهية والشحن المعنوي بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة وان جاء بشكل غير مباشر، وانتقد خصوصا عدم قيامهما بأي بادرة لحسن النية، وعدم التدخل لكبح جماح بعض الإعلاميين في البلدين الذين حولوا المباراة إلى معركة حربية.
لكنه أقر في الوقت ذاته في تصريحاته لـ "المصريون" بأن العلاقات بين مصر والجزائر ليست في أفضل حالاتها ولم تستطع خلال السنوات الأخيرة تجاوز حالة البرود الشديدة، مرجحا أن تتصاعد خلال المرحلة القادمة بعد الأحداث المثيرة التي رافقت مباراة مصر والجزائر في القاهرة.