سمير
11-16-2009, 01:31 AM
من قلم : المهاجر اليماني - عرب تايمز
قبل أن تقرأوا المقال فكروا معي بما يلي وأحكموا بأنفسكم لما آلت له أوضاع هذه الأُمه التي تنقض غزلها من بعد قوه:
1_ المستمع للخطاب السعودي يرى بوضوح روح الإستعلاء والعداء والفجاجه والعنجهيه والتكفير والغطرسه الفاضيه وعدم الإتزان وعدم النضج وعدم المعقوليه، في الوقت الذي يسمع من الطرف الآخر الحصافه والإتزان والنضج والعقلانيه عملاً بقوله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تستوي الحسنه ولا السيئه إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. صدق الله العظيم. فصلت الآيه 34
لكن يبدو إن القرآن لا ينفع مع آل سعود.
2- أكدت قيادة الحوثيين على الملاء مليون مره إنهم لا يأتمرون لأحد، لا لإيران ولا لسواها، ولكن كيف تُسمِع من في القبور؟ فطالما هم ليسوا وهابيين فإنهم (أُتوماتيكياً) خارجين عن المله. فلا سامعاً لداعي.
3_ وزّع الحوثيون نسخ من القرآن الكريم على الأسرى من الجيش اليمني فرداً فرداً ولكل فرد نسخه، وصلّوا معهم صلاة المسلمين المعتاده التي يعرفها كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فكيف حكم خطباء السؤ في (السعوديه) بأن الحوثيين على ضلال؟ الله أعلم. اليس السعوديين إلاّ دعاة فتنه؟
4_ ياترى من هو المسلم في نظر آل سعود. أتباع المذهب الوهابي فقط؟
5_ كيف يمكن أن نصدِّق أن بلداً مثل السعوديه يمكن أن يرعى الحوار بين الديانات المختلفه في الوقت الذي يضطهد الأقليات في الداخل السعودي وبالتحديد الطائفه الإسماعيليه الذي ينعتونهم بالمكارمه* تحقيراً لهم، ويعتبرونهم فئه ضاله غير مسلمه، وهم ملئ سجون آل سعود، يسومونهم سؤ العذاب بدون أدنى ذنب سوى إنهم لا يدينون بالوهابيه، ويعتبرونهم مواطنين درجه رابعه بعد الطائفه الشيعيه الإماميه سكان المناطق الشرقيه وبعض المدينه المنوره والسود الذين يعتبرونهم عبيداً، علماً بأن سلطعان بن عبدالعزيز إبن الجاريه _جاريه سوداء مما ملكت يمين الملك_ ولا يستطيع أي فرد من آل سعود أن ينكر ذلك.
تخيلوا معي لو كانت الطائفتين الإسماعليه والإماميه طائفتين يهوديتين أو مسيحيتين، هل كان يجرؤ أحد من آل سعود ان يفعلوا بهم ما يفعلون، لا. بالتأكيد لا. لن يستطيعوا حتى مسّ حذاء أي فرد منهم، لكن للأسف هم مسلمون يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله، ويقرأون القرآن الكريم الذي نُزِّل على محمد إبن عبدالله صلى الله عليه وسلَّم، لذا فمن السهل تعذيبهم وقتلهم.
4_ ثم متى يتعلم السعوديين الأدب ويكفوا عن نعت العرب الآخرين بأقبح ما في قاموسهم البذئ من الصفات، فالسوريين واللبنانيين قوّادون، يبيعون أعراضهم للسعوديين من أجل المال، ولا يؤتَمن جانبهم فهم في نظر السعوديين غشّاشين خدّاعين، والمصريين مجرد حراميه، نصابّين، جماعة حاضر يابيه نساؤهم لعب ورجالهم لمن غلب. .....الخ من قبيح الصفات، وأنا من هذا المكان أتحدى أي فرد أن ينكر هذا.
قد يقول قائل إن هذا الكلام هو محاوله لدق إسفين بين السعوديين وبقية العرب، أقول هذا غير صحيح، وهذه هي الحقيقه، الحقيقه التي لا يجب أن نهرب منها كالعاده وذر رماد على أعيننا حتى لا نرى، فالهروب العربي أصبح عادة أغلب العرب الذي لا يحسدون عليها. ولكي أضرب مثلاً على هوان العرب على السعوديين الحكم الجائر على الطبيبين المصريين الذي حكمت عليهم المؤسسه الدينيه الوهابيه السعوديه بالجلد 15000 جلده والسجن في الوقت الذي لم تستطع السلطات السعوديه أن تصدر حكماً على أحد المجرمين الكنديين _لاحظوا هنا، أحد المجرمين الكنديين وليس الطبيبين المصريين_ لم تستطع المؤسسه الدينيه السعوديه أن تصدر حكمها عليه رغم أنه مهرب مخدرات حسب صحيفة الإتهام السعوديه له، ولأن الحكومه الكنديه لها قيمه كبيره في نظرهم. كم أعدمت السلطات السعوديه تعزيراً من مساكين اليمن ومصر ونيجيريا وبنغلاديش وباكستان وأندونيسيا ..... الخ، ومن الغلابا أبناء شبه الجزيره العربيه أنفسهم، ولن تجدوا أوروبياً أو شمال أمريكياً أبيضاً واحداً ذهب إلى ساحة الإعدام وهذا ليس لأنهم لا يهرِّبون، لا، بل لأنهم شركاء المهنه لهم ساحاتهم وملاعبهم في هذا المجال، ولأن أموال النفط بقبضة أمريكا، كندا ودول أوروبا الغربيه.*
توطئه بسيطه:
على القارئ الكريم أن يعي حقيقة ما يلي:
جبل دخان، أرض يمنيه.
عسير، أرض يمنيه.
نجران، أرض يمنيه وهي أرض أصحاب الأُخدود الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم.
جيزان، أرض يمنيه وهي جزء من أرض تهامه اليمنيه.
ما ذكر بعاليه حقائق شاء آل سعود أو أبوا، شاء علي عبدالله صالح أم أبى، إذ لم يكن له الحق في عام 2000 م هو وجليس السؤ كاتم سر علي عبدالله صالح ومكمِّل ضعفه المدعوعبدالكريم الإرياني ولا المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر عرَّاب الإتفاقيه بأن يتصرفوا بما لا يملكون.
الآن وقد إنكشف القناع عن الوجه الحقيقي للنظام الوهابي في ما يسمى مملكة آل سعود دعونا نلقي نظره سريعه على الدور الخياني الذي لعبته أُسرة آل سعود على حركات النهضه والتحرر التي ظهرت في الدول العربيه، وانا أعتقد إنني لن آتي بشئ جديد فلقد بات معلوماً لدى الكثيرين من أبناء جيلي والجيلين السابقين لنا حجم هذا الدور الخياني في تدمير الحلم العربي الذي رفعه الكثير من المفكِّرين والقاده العرب، وعلى الخصوص الثوره العربيه المصريه التي قادها الرئيس الراحل الشهيد جمال عبدالناصر.
إن الحديث على الدور الخياني لآل سعود لا يعني بالضروره الإرتهان للخارج والقوى الأجنبيه* فهذا موضوع يطول شرحه ولكن في الدور الذي لعبته أُسرة آل سعود في التصدي للكثير من المشاريع النهضويه العربيه فهي قد لعبت دوراً كبيراً في ضرب التوجه التقدمي للثوره المصريه وإتهمتها بالكفر كما هو المعتاد والمتوقّع من المؤسسه الدينيه الوهابيه التكفيريه وحالت بينها وبين إنجاز الكثير مما كانت القياده المصريه بقيادة الرئيس عبدالناصر تخطط له، وما يعنيني في هذا المجال هو حجم الدور الذي لعبته أُسرة آل سعود في اليمن الشمالي سابقاً بُعيد الإنقلاب التي تمّ على إمام اليمن الإمام المنصور بالله أحمد إبن يحي حميد الدين رحمة الله عليهم، فهي أي أُسرة آل سعود تعتبِر الأئمه اليمنيين كفَرَه من وجهة النظر الوهابيه إلاّ إنها إستشعرت الخطر القادم من فوهات بنادق قيادات العسكر الشباب الذين نجحوا في الإطاحه بحكم المملكه المتوكليّه اليمنيه وأعلنوا قيام الجمهوريّه العربيّه اليمنيّه، في هذه الأثناء تحوَّلت خيارات الأُسره السعوديه مائه وثمانون درجة، خاصة بعد أن تبين لهم الدور الذي لعبته وتلعبه إدارة الإستخبارات المصريه في دعم الإنقلابيين آنذاك، ولن أخوض في هذا الشأن، وعلى من أراد الإطّلاع أن يعود إلى ما كتبه المؤرخون اليمنيون الذين أشبعوا هذه المسألة بياناً وتحليلاً، إن تلك المرحلة مهمه جداً من تأريخ اليمن الشمالي جديره بالإهتمام، وهي تكتسب أهميه كبيره أيضاً لمجمل التطورات التي حصلت في الجنوب في ما كان يدعى محميّة عدن وإتحاد الجنوب العربي* _اليمن الجنوبي_ الخاضِعَين للتاج البريطاني، غير أننا لسنا بهذا الصدد أيضاً، فدعونا نركِّز على آل سعود ودورهم التآمري الخياني التأريخي في اليمن الشمالي. فبدلاً من العِداء التأريخي للملكه المتوكِّليَّه اليمنيّه، وإستشعاراً منهم للخطر القادم كما اسلفت غيَّر السعوديين جلودهم ودعموا جيش إمام اليمن الملكي ولم يعترفوا بشرعية النظام السياسي الجديد، ولعب السعوديين على الحبال في اليمن الشمالي، وللحقّ، لقد برعوا في هذه اللعبه، وكذلك برع في اللعبه ذاتها كل من شاركهم من القبائل اليمنيه ومشايخ هذه القبائل، ويجدر بي إلى أن أُشير إلى الدور الذي لعبه الشيخ (عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله شيخ مشائخ قبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنيه 1933-2007) والذي لعب دوراً مزدوجاً لا يستهان به، فهو وإن كان على عداء واضح مع أئمة اليمن، وصديقاً للسعوديين الذين كانوا على عداء واضح مع أئمة اليمن، أصبح أيضاً قريباً للحكّام الجدد وبشكلٍ حذر للغايه يثير الإعجاب لدهاء التعامل مع هذه المسأله الحسّاسه منطلقاً كما يبدو من مقولة عدو عدوي صديقي، وصديق عدوي _ يعني السعوديين _ قد يكون صديقي، كسرأ للقاعده العامه ومثبتاً مقولة إن السياسه هي فنّ الممكن.
من المعروف بداهة إن التركيبه السكانيه في اليمن الشمالي يغلب عليها الطابع القبائلي، خاصة في مناطق شمال الشمال والشرق والوسط وأغلب جنوب الشمال.
فلقد لعبت قبيلتي حاشد وبكيل كبيرتي القبائل اليمنيه دوراً كبيراً جداً في هذه المسأله، ومن البديهي أيضاً أن ينقسم ولاء أفراد ومشايخ هذين القبيلتين بين فرقاء الصراع، فهم وإن أظهر جزء منهم الولاء للجمهوريه الوليده، إستطاع السعوديين أن يستميلوا الجزء الآخر بالمال لدعم جيش الإمام الذي كان يحارب الإنقلابيين الأمر الذي قاد لتدخل القوات المصريه إذ كان هذا التدخل أمر محتَّم ومخطط له إلى جانب الجمهوريين في الصراع الدائر، حريٌّ بنا أن نذكر أن مغلب القبائل اليمنيه أستعذبت لعبة المال وبرعت في ليّ ذراع السعوديين، فقد كانت القبائل اليمنيه تحارب نهاراً مع الجيش المصري ومع الملكيين ليلاً في لعبة أطالت الحرب وأظهرت تداعيات جرّت نفسها على مجمل الأحداث في تلك الفتره وأفرغت بالتالي أهداف ما سمّاه الإنقلابيين ثورة سبتمبر 1962.
المحلل لما جرى في تلك الفتره الزمنيه يرى بوضوح إن السعوديين كانوا طرفاً تخريبياً هدّاماّ في كل ما جرى وللأسف ما زالت هذه الأُسره الخبيثه تلعب نفس الدور في اليمن وغيره من البلدان الأُخرى. وربما تنجر الآن إلى اللعبه ذاتها التي مارستها إبان ظهور الجمهوريه العربيه اليمنيه في الستينات من القرن الماضي، غير إن هذه المره سيكون الثمن باهضاً قد يطيح بمملكة آل سعود ويمزقها، إذ لم يكن على الساحه السياسيه آنذاك من التعقيدات مما هو حاصل الآن، وهي لن تكون بمنأى من التغيير وربما زوال ملك آل سعود وهذا مرجَّح، ففي السعوديه نفسها الآن كثير من الحِراك الإجتماعي المناهض للمؤسسه الدينيه الوهابيه الغاشمه وهو وإن لم يظهر على السطح فإنما هو النار تحت الرماد وما هي إلاّ مسالة وقت حتى يخرج المارد من القمقم. كما يجب أن لا نستهين بتحركات المظلومين من الأقليات الإسماعيليه في الجنوب والشيعه الإماميه في المناطق الشرقيه والقحطانيين الذين يشكلون مجموعه سكانيه كبيره وهم لا يحظوا بالإحترام في المجتمع (السعودي) وفي أوساط السلطه الحاكمه في السعوديه.
حقيقة الأمر إن كل المؤشرات تؤكد ان السعوديه سوف تشرب من نفس كأس العلقم الذي جرّعته للعالم وستكتب نهايتها التنظيمات الإرهابيه وتحديداً تنظيم القاعده الإرهابي والتي تموله من أموال النفط ليعيث في الدنيا فساداً.
لا يفوتني هنا أن أذكر إن أكبر إنجاز حققته السعوديه في اليمن _ إن جاز لي التعبير _ بمساعدة بعض مشائخ القبائل التي إستطاعت أن تشتري ذممهم بالمال وفي بلدان أُخرى هو نشر المذهب الوهابي التكفيري مذهب الكراهيه، المذهب الذي صنع أحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر 2001 الذي يعتبر بحق اكبر كارثه حلت بالإسلام والمسلمين بعد كارثة السقيفه وجعلت من الإسلام في نظر الآخرين ديناً للكراهيه والحقد على البشريه. المذهب الذي هزم الإسلام وبإقتدار بالضربه القاضيه. إذ لم يكن هذا المذهب معروفاً في اليمن، فاليمنيين أما زيديه وإما شافعيه مع أقليه شيعيه إسماعيليه وأقليه شيعيه إماميه في عدن كانوا يعيشون بسلام في تناغم سلس مع المجتمع اليمني، وأقليه يهوديه هم ابناء بلدنا تتمتع بكامل حقوق المواطنه يقوم الآن بتهجيرهم سراً النظام الفاسد في صنعاء إلى فلسطين المحتله نظير فتافيت المال والدعم.
هامش:
* المكارمه:
لفظ تحقير لأتباع الطائفه الإسماعيليه للحطّ من شأنهم يستخدمه السعوديين جهلاً وإستكباراً، إذ لا يعلم الجهله السعوديين إن هذا اللفظ جليل مشتق من لفظ المُكَرَّم إمام الطائفه الإسماعيليه في نجران، ويجب أن نذكر أمرأ خطيراً هنا ألا وهو الجهد الدؤوب الذي تسعى فيه المؤسسه الدينيه الوهابيه لتسكين أتباع المذهب الوهابي في المناطق الذي غالب سكانها من أتباع الطائفه الإسماعيليه، حيث توزع عليهم الأراضي وتمنح لهم الجنسيه السعوديه.
* الإرتهان السعودي للخارج وأموال النفط:
لم تستطع السعوديه أن تكون أمينه مع شعب شبه الجزيره العربيه وتعلمهم بما خسرته من أموال النفط جراء الأزمه الماليه الأخيره وذلك لعدة اسباب منها إنهم لا يعلمون ما يملكون في هذه الدول فأموالهم تتحكم فيها الدول الأوربيه الغربيه وأمريكا الشماليه، وهم يبعثرون أموال النفط على (الشغلات العاطله) في هذه الدول، وفي الوقت الذي يدّعون إنهم حماة الإسلام يموت أطفال ونساء وشيوخ المسلمين جوعاً في مالي والنيجر والفلبين وغانا وغامبيا وغينيا كوناكري وإندونيسيا والهند والمالديف وافغانستان ويتم تنصيرهم مقابل الخبز الذي تعطيه لهم منظمات التنصير العالميه بينما لا يجيد السعوديين إلاّ التباهي بالمال والجهل والكراهيه والتكفير والإستعلاء على الآخرين.
* الجنوب العربي:
مجموعة السلطنات والمشيخات التي كانت تُشَكِّل إتحاد الجنوب العربي ومحميّة عدن تحت التاج البريطاني حتى صبيحة الإستقلال يوم 30 نوفمبر 1967، شكلت جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه. اليمن الجنوبي.
آخراً وليس بأخير وقطعاً للطريق على المرجفين من الأعراب الذين يمكن أن يقولوا بإني أتحامل على السعوديه لإنه لم يطلني خيرها، أقول، عُرِض علي الإغتراب في الثمانينات، فرفضت، أنا أُحب بلادي، وأحترم ذاتي كثيراً، لم أكن أستطيع ولن يكون بإستطاعتي في أي يوم من الأيام أن أرى نفسي أجيراً لأكلة أكباد الإبل السعوديين.
أنا أموت عشقاً لعدن، أموت عشقاً لليمن، كل اليمن.
فضّلت اليمن، فضّلت عدن، فضّلت أُمي، أُمي اليمن.
لولا الفساد في اليمن، من يشبهك من؟ من يا يمن؟
صلّوا وأدعوا معي:
بحق موسى وهارون عليهما السلام،
بحق عيسى إبن مريم عليهما السلام،
بحق محمد إبن عبدالله إبن عبدالمطلب عليهم السلام،
بحق البتول وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
أن يخلصنا الله من شر ما خلق، ويجمع المسلمين على كلمة سواء، ويدرأ عنّا الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
آمين
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=13798
قبل أن تقرأوا المقال فكروا معي بما يلي وأحكموا بأنفسكم لما آلت له أوضاع هذه الأُمه التي تنقض غزلها من بعد قوه:
1_ المستمع للخطاب السعودي يرى بوضوح روح الإستعلاء والعداء والفجاجه والعنجهيه والتكفير والغطرسه الفاضيه وعدم الإتزان وعدم النضج وعدم المعقوليه، في الوقت الذي يسمع من الطرف الآخر الحصافه والإتزان والنضج والعقلانيه عملاً بقوله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تستوي الحسنه ولا السيئه إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. صدق الله العظيم. فصلت الآيه 34
لكن يبدو إن القرآن لا ينفع مع آل سعود.
2- أكدت قيادة الحوثيين على الملاء مليون مره إنهم لا يأتمرون لأحد، لا لإيران ولا لسواها، ولكن كيف تُسمِع من في القبور؟ فطالما هم ليسوا وهابيين فإنهم (أُتوماتيكياً) خارجين عن المله. فلا سامعاً لداعي.
3_ وزّع الحوثيون نسخ من القرآن الكريم على الأسرى من الجيش اليمني فرداً فرداً ولكل فرد نسخه، وصلّوا معهم صلاة المسلمين المعتاده التي يعرفها كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فكيف حكم خطباء السؤ في (السعوديه) بأن الحوثيين على ضلال؟ الله أعلم. اليس السعوديين إلاّ دعاة فتنه؟
4_ ياترى من هو المسلم في نظر آل سعود. أتباع المذهب الوهابي فقط؟
5_ كيف يمكن أن نصدِّق أن بلداً مثل السعوديه يمكن أن يرعى الحوار بين الديانات المختلفه في الوقت الذي يضطهد الأقليات في الداخل السعودي وبالتحديد الطائفه الإسماعيليه الذي ينعتونهم بالمكارمه* تحقيراً لهم، ويعتبرونهم فئه ضاله غير مسلمه، وهم ملئ سجون آل سعود، يسومونهم سؤ العذاب بدون أدنى ذنب سوى إنهم لا يدينون بالوهابيه، ويعتبرونهم مواطنين درجه رابعه بعد الطائفه الشيعيه الإماميه سكان المناطق الشرقيه وبعض المدينه المنوره والسود الذين يعتبرونهم عبيداً، علماً بأن سلطعان بن عبدالعزيز إبن الجاريه _جاريه سوداء مما ملكت يمين الملك_ ولا يستطيع أي فرد من آل سعود أن ينكر ذلك.
تخيلوا معي لو كانت الطائفتين الإسماعليه والإماميه طائفتين يهوديتين أو مسيحيتين، هل كان يجرؤ أحد من آل سعود ان يفعلوا بهم ما يفعلون، لا. بالتأكيد لا. لن يستطيعوا حتى مسّ حذاء أي فرد منهم، لكن للأسف هم مسلمون يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله، ويقرأون القرآن الكريم الذي نُزِّل على محمد إبن عبدالله صلى الله عليه وسلَّم، لذا فمن السهل تعذيبهم وقتلهم.
4_ ثم متى يتعلم السعوديين الأدب ويكفوا عن نعت العرب الآخرين بأقبح ما في قاموسهم البذئ من الصفات، فالسوريين واللبنانيين قوّادون، يبيعون أعراضهم للسعوديين من أجل المال، ولا يؤتَمن جانبهم فهم في نظر السعوديين غشّاشين خدّاعين، والمصريين مجرد حراميه، نصابّين، جماعة حاضر يابيه نساؤهم لعب ورجالهم لمن غلب. .....الخ من قبيح الصفات، وأنا من هذا المكان أتحدى أي فرد أن ينكر هذا.
قد يقول قائل إن هذا الكلام هو محاوله لدق إسفين بين السعوديين وبقية العرب، أقول هذا غير صحيح، وهذه هي الحقيقه، الحقيقه التي لا يجب أن نهرب منها كالعاده وذر رماد على أعيننا حتى لا نرى، فالهروب العربي أصبح عادة أغلب العرب الذي لا يحسدون عليها. ولكي أضرب مثلاً على هوان العرب على السعوديين الحكم الجائر على الطبيبين المصريين الذي حكمت عليهم المؤسسه الدينيه الوهابيه السعوديه بالجلد 15000 جلده والسجن في الوقت الذي لم تستطع السلطات السعوديه أن تصدر حكماً على أحد المجرمين الكنديين _لاحظوا هنا، أحد المجرمين الكنديين وليس الطبيبين المصريين_ لم تستطع المؤسسه الدينيه السعوديه أن تصدر حكمها عليه رغم أنه مهرب مخدرات حسب صحيفة الإتهام السعوديه له، ولأن الحكومه الكنديه لها قيمه كبيره في نظرهم. كم أعدمت السلطات السعوديه تعزيراً من مساكين اليمن ومصر ونيجيريا وبنغلاديش وباكستان وأندونيسيا ..... الخ، ومن الغلابا أبناء شبه الجزيره العربيه أنفسهم، ولن تجدوا أوروبياً أو شمال أمريكياً أبيضاً واحداً ذهب إلى ساحة الإعدام وهذا ليس لأنهم لا يهرِّبون، لا، بل لأنهم شركاء المهنه لهم ساحاتهم وملاعبهم في هذا المجال، ولأن أموال النفط بقبضة أمريكا، كندا ودول أوروبا الغربيه.*
توطئه بسيطه:
على القارئ الكريم أن يعي حقيقة ما يلي:
جبل دخان، أرض يمنيه.
عسير، أرض يمنيه.
نجران، أرض يمنيه وهي أرض أصحاب الأُخدود الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم.
جيزان، أرض يمنيه وهي جزء من أرض تهامه اليمنيه.
ما ذكر بعاليه حقائق شاء آل سعود أو أبوا، شاء علي عبدالله صالح أم أبى، إذ لم يكن له الحق في عام 2000 م هو وجليس السؤ كاتم سر علي عبدالله صالح ومكمِّل ضعفه المدعوعبدالكريم الإرياني ولا المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر عرَّاب الإتفاقيه بأن يتصرفوا بما لا يملكون.
الآن وقد إنكشف القناع عن الوجه الحقيقي للنظام الوهابي في ما يسمى مملكة آل سعود دعونا نلقي نظره سريعه على الدور الخياني الذي لعبته أُسرة آل سعود على حركات النهضه والتحرر التي ظهرت في الدول العربيه، وانا أعتقد إنني لن آتي بشئ جديد فلقد بات معلوماً لدى الكثيرين من أبناء جيلي والجيلين السابقين لنا حجم هذا الدور الخياني في تدمير الحلم العربي الذي رفعه الكثير من المفكِّرين والقاده العرب، وعلى الخصوص الثوره العربيه المصريه التي قادها الرئيس الراحل الشهيد جمال عبدالناصر.
إن الحديث على الدور الخياني لآل سعود لا يعني بالضروره الإرتهان للخارج والقوى الأجنبيه* فهذا موضوع يطول شرحه ولكن في الدور الذي لعبته أُسرة آل سعود في التصدي للكثير من المشاريع النهضويه العربيه فهي قد لعبت دوراً كبيراً في ضرب التوجه التقدمي للثوره المصريه وإتهمتها بالكفر كما هو المعتاد والمتوقّع من المؤسسه الدينيه الوهابيه التكفيريه وحالت بينها وبين إنجاز الكثير مما كانت القياده المصريه بقيادة الرئيس عبدالناصر تخطط له، وما يعنيني في هذا المجال هو حجم الدور الذي لعبته أُسرة آل سعود في اليمن الشمالي سابقاً بُعيد الإنقلاب التي تمّ على إمام اليمن الإمام المنصور بالله أحمد إبن يحي حميد الدين رحمة الله عليهم، فهي أي أُسرة آل سعود تعتبِر الأئمه اليمنيين كفَرَه من وجهة النظر الوهابيه إلاّ إنها إستشعرت الخطر القادم من فوهات بنادق قيادات العسكر الشباب الذين نجحوا في الإطاحه بحكم المملكه المتوكليّه اليمنيه وأعلنوا قيام الجمهوريّه العربيّه اليمنيّه، في هذه الأثناء تحوَّلت خيارات الأُسره السعوديه مائه وثمانون درجة، خاصة بعد أن تبين لهم الدور الذي لعبته وتلعبه إدارة الإستخبارات المصريه في دعم الإنقلابيين آنذاك، ولن أخوض في هذا الشأن، وعلى من أراد الإطّلاع أن يعود إلى ما كتبه المؤرخون اليمنيون الذين أشبعوا هذه المسألة بياناً وتحليلاً، إن تلك المرحلة مهمه جداً من تأريخ اليمن الشمالي جديره بالإهتمام، وهي تكتسب أهميه كبيره أيضاً لمجمل التطورات التي حصلت في الجنوب في ما كان يدعى محميّة عدن وإتحاد الجنوب العربي* _اليمن الجنوبي_ الخاضِعَين للتاج البريطاني، غير أننا لسنا بهذا الصدد أيضاً، فدعونا نركِّز على آل سعود ودورهم التآمري الخياني التأريخي في اليمن الشمالي. فبدلاً من العِداء التأريخي للملكه المتوكِّليَّه اليمنيّه، وإستشعاراً منهم للخطر القادم كما اسلفت غيَّر السعوديين جلودهم ودعموا جيش إمام اليمن الملكي ولم يعترفوا بشرعية النظام السياسي الجديد، ولعب السعوديين على الحبال في اليمن الشمالي، وللحقّ، لقد برعوا في هذه اللعبه، وكذلك برع في اللعبه ذاتها كل من شاركهم من القبائل اليمنيه ومشايخ هذه القبائل، ويجدر بي إلى أن أُشير إلى الدور الذي لعبه الشيخ (عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله شيخ مشائخ قبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنيه 1933-2007) والذي لعب دوراً مزدوجاً لا يستهان به، فهو وإن كان على عداء واضح مع أئمة اليمن، وصديقاً للسعوديين الذين كانوا على عداء واضح مع أئمة اليمن، أصبح أيضاً قريباً للحكّام الجدد وبشكلٍ حذر للغايه يثير الإعجاب لدهاء التعامل مع هذه المسأله الحسّاسه منطلقاً كما يبدو من مقولة عدو عدوي صديقي، وصديق عدوي _ يعني السعوديين _ قد يكون صديقي، كسرأ للقاعده العامه ومثبتاً مقولة إن السياسه هي فنّ الممكن.
من المعروف بداهة إن التركيبه السكانيه في اليمن الشمالي يغلب عليها الطابع القبائلي، خاصة في مناطق شمال الشمال والشرق والوسط وأغلب جنوب الشمال.
فلقد لعبت قبيلتي حاشد وبكيل كبيرتي القبائل اليمنيه دوراً كبيراً جداً في هذه المسأله، ومن البديهي أيضاً أن ينقسم ولاء أفراد ومشايخ هذين القبيلتين بين فرقاء الصراع، فهم وإن أظهر جزء منهم الولاء للجمهوريه الوليده، إستطاع السعوديين أن يستميلوا الجزء الآخر بالمال لدعم جيش الإمام الذي كان يحارب الإنقلابيين الأمر الذي قاد لتدخل القوات المصريه إذ كان هذا التدخل أمر محتَّم ومخطط له إلى جانب الجمهوريين في الصراع الدائر، حريٌّ بنا أن نذكر أن مغلب القبائل اليمنيه أستعذبت لعبة المال وبرعت في ليّ ذراع السعوديين، فقد كانت القبائل اليمنيه تحارب نهاراً مع الجيش المصري ومع الملكيين ليلاً في لعبة أطالت الحرب وأظهرت تداعيات جرّت نفسها على مجمل الأحداث في تلك الفتره وأفرغت بالتالي أهداف ما سمّاه الإنقلابيين ثورة سبتمبر 1962.
المحلل لما جرى في تلك الفتره الزمنيه يرى بوضوح إن السعوديين كانوا طرفاً تخريبياً هدّاماّ في كل ما جرى وللأسف ما زالت هذه الأُسره الخبيثه تلعب نفس الدور في اليمن وغيره من البلدان الأُخرى. وربما تنجر الآن إلى اللعبه ذاتها التي مارستها إبان ظهور الجمهوريه العربيه اليمنيه في الستينات من القرن الماضي، غير إن هذه المره سيكون الثمن باهضاً قد يطيح بمملكة آل سعود ويمزقها، إذ لم يكن على الساحه السياسيه آنذاك من التعقيدات مما هو حاصل الآن، وهي لن تكون بمنأى من التغيير وربما زوال ملك آل سعود وهذا مرجَّح، ففي السعوديه نفسها الآن كثير من الحِراك الإجتماعي المناهض للمؤسسه الدينيه الوهابيه الغاشمه وهو وإن لم يظهر على السطح فإنما هو النار تحت الرماد وما هي إلاّ مسالة وقت حتى يخرج المارد من القمقم. كما يجب أن لا نستهين بتحركات المظلومين من الأقليات الإسماعيليه في الجنوب والشيعه الإماميه في المناطق الشرقيه والقحطانيين الذين يشكلون مجموعه سكانيه كبيره وهم لا يحظوا بالإحترام في المجتمع (السعودي) وفي أوساط السلطه الحاكمه في السعوديه.
حقيقة الأمر إن كل المؤشرات تؤكد ان السعوديه سوف تشرب من نفس كأس العلقم الذي جرّعته للعالم وستكتب نهايتها التنظيمات الإرهابيه وتحديداً تنظيم القاعده الإرهابي والتي تموله من أموال النفط ليعيث في الدنيا فساداً.
لا يفوتني هنا أن أذكر إن أكبر إنجاز حققته السعوديه في اليمن _ إن جاز لي التعبير _ بمساعدة بعض مشائخ القبائل التي إستطاعت أن تشتري ذممهم بالمال وفي بلدان أُخرى هو نشر المذهب الوهابي التكفيري مذهب الكراهيه، المذهب الذي صنع أحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر 2001 الذي يعتبر بحق اكبر كارثه حلت بالإسلام والمسلمين بعد كارثة السقيفه وجعلت من الإسلام في نظر الآخرين ديناً للكراهيه والحقد على البشريه. المذهب الذي هزم الإسلام وبإقتدار بالضربه القاضيه. إذ لم يكن هذا المذهب معروفاً في اليمن، فاليمنيين أما زيديه وإما شافعيه مع أقليه شيعيه إسماعيليه وأقليه شيعيه إماميه في عدن كانوا يعيشون بسلام في تناغم سلس مع المجتمع اليمني، وأقليه يهوديه هم ابناء بلدنا تتمتع بكامل حقوق المواطنه يقوم الآن بتهجيرهم سراً النظام الفاسد في صنعاء إلى فلسطين المحتله نظير فتافيت المال والدعم.
هامش:
* المكارمه:
لفظ تحقير لأتباع الطائفه الإسماعيليه للحطّ من شأنهم يستخدمه السعوديين جهلاً وإستكباراً، إذ لا يعلم الجهله السعوديين إن هذا اللفظ جليل مشتق من لفظ المُكَرَّم إمام الطائفه الإسماعيليه في نجران، ويجب أن نذكر أمرأ خطيراً هنا ألا وهو الجهد الدؤوب الذي تسعى فيه المؤسسه الدينيه الوهابيه لتسكين أتباع المذهب الوهابي في المناطق الذي غالب سكانها من أتباع الطائفه الإسماعيليه، حيث توزع عليهم الأراضي وتمنح لهم الجنسيه السعوديه.
* الإرتهان السعودي للخارج وأموال النفط:
لم تستطع السعوديه أن تكون أمينه مع شعب شبه الجزيره العربيه وتعلمهم بما خسرته من أموال النفط جراء الأزمه الماليه الأخيره وذلك لعدة اسباب منها إنهم لا يعلمون ما يملكون في هذه الدول فأموالهم تتحكم فيها الدول الأوربيه الغربيه وأمريكا الشماليه، وهم يبعثرون أموال النفط على (الشغلات العاطله) في هذه الدول، وفي الوقت الذي يدّعون إنهم حماة الإسلام يموت أطفال ونساء وشيوخ المسلمين جوعاً في مالي والنيجر والفلبين وغانا وغامبيا وغينيا كوناكري وإندونيسيا والهند والمالديف وافغانستان ويتم تنصيرهم مقابل الخبز الذي تعطيه لهم منظمات التنصير العالميه بينما لا يجيد السعوديين إلاّ التباهي بالمال والجهل والكراهيه والتكفير والإستعلاء على الآخرين.
* الجنوب العربي:
مجموعة السلطنات والمشيخات التي كانت تُشَكِّل إتحاد الجنوب العربي ومحميّة عدن تحت التاج البريطاني حتى صبيحة الإستقلال يوم 30 نوفمبر 1967، شكلت جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه. اليمن الجنوبي.
آخراً وليس بأخير وقطعاً للطريق على المرجفين من الأعراب الذين يمكن أن يقولوا بإني أتحامل على السعوديه لإنه لم يطلني خيرها، أقول، عُرِض علي الإغتراب في الثمانينات، فرفضت، أنا أُحب بلادي، وأحترم ذاتي كثيراً، لم أكن أستطيع ولن يكون بإستطاعتي في أي يوم من الأيام أن أرى نفسي أجيراً لأكلة أكباد الإبل السعوديين.
أنا أموت عشقاً لعدن، أموت عشقاً لليمن، كل اليمن.
فضّلت اليمن، فضّلت عدن، فضّلت أُمي، أُمي اليمن.
لولا الفساد في اليمن، من يشبهك من؟ من يا يمن؟
صلّوا وأدعوا معي:
بحق موسى وهارون عليهما السلام،
بحق عيسى إبن مريم عليهما السلام،
بحق محمد إبن عبدالله إبن عبدالمطلب عليهم السلام،
بحق البتول وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
أن يخلصنا الله من شر ما خلق، ويجمع المسلمين على كلمة سواء، ويدرأ عنّا الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
آمين
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=13798