المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صورة مقرّبة للمرشد علي الخامنئي



مرتاح
11-15-2009, 05:07 PM
2009 السبت 7 نوفمبر

الحياة اللندنية

طهران – محمد صالح صدقيان

قلائل اولئك الذين يعرفون عن حياة المرشد الايراني آية الله علي خامنئي الخاصة، عائلته، زواجه وأولاده. تحدثوا عن تدخل أبنائه في الانتخابات الرئاسية... وقالوا ان المرشد يهيئ أحد أبنائه لتولي منصب «ولي الفقيه» من بعده، كما قالوا إن بليوناً وما يزيد بقليل من الدولارات مودعة في أحد بنوك لندن احتجزتها الحكومة البريطانية تعود لشخص اسمه مجتبي خامنئي. وأضافوا ان مجتبي يعمل مع قوات «الحرس الثوري» ليكون مرشح هذه القوات لمنصب «ولاية الفقيه».

هذا ملخص حكاية أولاد المرشد التي اصبحت على الألسن بعد الاحداث التي شهدتها ايران إثر اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.

إن كانت هذه المعلومات صحيحة أم لا، فليس الأمر مهماً، والمرشد الذي ولد عام 1939 انتخب عضواً في أول برلمان ايراني بعد قيام الجمهورية الاسلامية، ثم رأس هذه الجمهورية بعد مصرع الرئيس محمد علي رجائي ثاني رئيس لجمهورية لايران الاسلامية.

اذري عاش اجداده في مدينة النجف العراقية، وجده لأمه الفيلسوف محمد باقر المعروف بالميرداماد، لكنه عاش وترعرع في مدينة مشهد اكبر مدن خراسان، بعدما اشار عليه ابيه آية الله جواد خامنئي بالعودة الى مشهد بعد فترة قصيرة قضاها طالباً في الحوزة الدينية في النجف.

لم نسمع، ولم يُكتب الكثير عن حياة المرشد الخاصة، ولا عن عائلته، لكن المعلومات تقول انه منع أبناءه الاربعة: مصطفى ومجتبي ومسعود وميثم، من العمل في المجالات الاقتصادية والسياسية، كما اشترط على أحد أبنائه تغيير اللقب قبل ان يقدم على افتتاح مكتب قانوني!

وهو اختار محل السكن الحالي وسط طهران مفضلاً إياه على المكان الذي خصص له في شمال طهران.

حصيلة زواج المرشد، أربعة أبناء يدرسون العلوم الاسلامية في الحوزة الدينية في مدينة قم، وابنتان هدى وبشرى. الأبناء: مجتبي متزوج من ابنة آية الله خوشوقت ومصطفى من ابنة غلام علي حداد عادل رئيس مجلس الشوري الاسلامي السابق، ومسعود من ابنة آية الله محسن خرازي، وميثم الولد الاصغر متزوج من ابنة السيد لولاجيان أحد تجار البازار المرموقين، اما البنتان فاحداهما زفت لأحد ابناء الشيخ محمدي كلبايكاني مدير مكتب المرشد، فيما يستضيف «بيت الجّد» يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع ستة احفاد حصيلة زواج خمسة ابناء.

يقول حجة الاسلام أحمد مروي الذي رافق المرشد في شبابه، وعمل معه 19 عاماً كمعاون لقسم الاعلام الديني في مكتبه الخاص، ان الابناء الاربعة منهمكون في الدراسة الدينية، لا تشغلهم في الدنيا غير دراساتهم والبحوث. أما ما يشاع عن نفوذ «هولاء الابناء» فان مروي يعتقد بانه لا يمت للحقيقة بصلة، ولا يمكن تصديقه لأن «أياً من ابناء المرشد لا يمتلك أية مسؤوليات في المكتب الخاص، الا اللهم في مجال كتابة ونشر الاعمال الكاملة للأب، كما انهم لا يعملون في أية موسسة خاصة كانت ام حكومية».

وما يشاع عن مجتبي، والعمل على التهيئة لتنصيبه في مقام «ولي الفقيه» كوريث لأبيه، فإن العارفين بأمور الحوزة العلمية، وقضايا الاجتهاد في الشوون الدينية والاسلامية، وهو شرط من شروط «ولي الفقيه»، يعتقدون ان وصول أي شخص الى هذا المنصب يمر بطرق دقيقة وصعبة لا يمكن تحقيقها بمرسوم، أو بأمر يصدر من جهة لذاتها، وانما وفق ضوابط وبحوث، تقيمها شخصيات في الحوزة الدينية تمنح درجة الاجتهاد لطلاب العلوم الدينية. ناهيك ان الامر يستلزم موافقة «مجلس خبراء القيادة» الذي يتشكل من 80 من المجتهدين التقليديين من مختلف المناطق الايرانية خبرتهم الحوزات الدينية.

ويعتقد البعض ان وضع المرشد آية الله علي خامنئي بعد الاحداث التي شهدتها ايران على خلفية اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية ليس مثالياً، الا ان المقربين يؤكدون سيطرته على «القرارات الكبيرة والقضايا الاستراتيجية» في اطار الصلاحيات التي منحها له الدستور. اما القضايا التنفيذية وتفاصيلها فهو يتوقع «تمكن المسؤولين في المواقع الاخرى من التغلب عليها» دعماً للأطر الدستورية والقانونية.

سألنا أحد المسؤولين في مكتب المرشد عن مغزى تأييد المرشد للرئيس أحمدي نجاد على رغم الانتقادات الكثيرة الموجهة لسياسة حكومته، أجاب بصراحة ان المرشد لا يدعم الرئيس كونه احمدي نجاد، وانما باعتباره رئيساً للجمهورية الاسلاميه لأن «الرئيس يجب ان يكون قوياً ويحظى بتأييد جميع المؤسسات والقيادات الايرانية ما دام منتخباً من الشعب».

وعن قناعاته في مجال السياسة الدولية، تشير المعلومات الى انه يعتقد بضرورة ترسيخ دور ايران الاقليمي والدولي، وصولاً الى ان تصبح «شريكاً مؤثراً» في أية ترتيبات أمنية وسياسية في الاقليم والعالم. ولا شك في ان المرشد يمسك بيده الملفات التي تخص الجانب الاستراتيجي «ومسؤولية ايران حيال القضايا الاقليمة والدولية»، في الوقت الذي يعتقد ان «القدرة التسليحية» لا تجلب الامن، لأن تجربة بعض الدول صاحبة القوة التسليحية وحتى النووية اثبتت ان هذه القدرة لا تعوض فقدان الشرعية السياسية والاجتماعية. وعلى ذلك فإن القدرة والمعرفة النووية السلمية يجب أن تبقى مكفولة للأجيال القادمة كإنجاز وطني ذي أغراض سلمية.

أما علاقته مع كبار المسؤولين، فإنها في غاية الوضوح والشفافية، يلتقي بكل منهم على انفراد الى غداء عمل وبشكل دوري. يسمع منهم، ويسمعهم تصوراته. خبرته في المجال التنفيذي عندما كان رئيساً للجمهورية 1980- 1988 جعلته يتفهم المشاكل التي تعترض البلاد والاجراءات الواجب اتخاذها، من دون الخوض في تفاصيل الامور. كما انه يشارك في بعض الاجتماعات المهمة لمراكز القرار إذا طلب منه ذلك.