المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زواج المتعة في العراق...



مجاهدون
09-08-2004, 01:12 AM
متعة للرجال وضياع للنساء: شهادة سرية لقضاء الوطر أم وثيقة سرية بوفاة الأسرة؟


فجأة ودون سابق انذار بدأت في العراق ظاهرة اجتماعية من نوع جديد بالانتشار في اوساط كثيرة لاسيما الجامعات والمعاهد، بل انها وخلال السنة الاخيرة نزعت النقاب واسفرت عن وجهها مع سلسلة التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي طرأت على المشهد العراقي برمته، ولم تجد بعض الفتيات حرجا في الاسرار لصديقاتهن او التباهي بانهن تزوجن زواج المتعة، وبالرغم من الجدل الذي يثيره زواج المتعة او مايعرف لدى البعض بالزواج الموقت من اختلاف بين اهم طائفتين من المسلمين: السنة والشيعة لاسباب تتعلق بشروطه وطريقته وصيغته.

فان هذه الظاهرة الجديدة ـ القديمة، حديثة عهد في المجتمع العراقي الذي طالما تندر على مشاهد الايرانيات خارج صحن الامام علي بن موسى الرضا، ثامن الائمة لدى الشيعة الاثنا عشرية وهن يعرضن على الزوار العراقيين لاسيما القادمين من كربلاء والنجف والكاظمية التمتع (بالصيغة) كما يسميها الايرانيون,, غير ان ظاهرة زواج المتعة ظهرت على استحياء في المجتمع العراقي للمرة الاولى منتصف التسعينات وتحديدا عندما بدأت شركة الهدى للسياحة التابعة لرئاسة الجمهورية في عهد الرئيس المخلوع بجلب افواج سياحية من شيعة الخليج وايران من الذين امتلأت جيوبهم بالورق الاخضر وتركزت في مدن العتبات المقدسة لكنها وجدت في كربلاء وفنادقها السياحية المطلة على الروضتين العباسية والحسينية ازدهارا لم تشهده في باقي المدن الاخرى.

فقد غضت السلطات الطرف عن عدد من مكاتب الزواج يديرها معممون في الشوارع المتفرعة والمحيطة بالامامين الحسين والعباس، بل ان البعض من العاملين في شركة الهدى كما تقول السيدة خالدة اسماعيل الحمداني عضو مجلس ادارة سابق في الشركة كانوا يتولون ترتيب الاتفاقات بين تلك المكاتب والسواح القادمين معهم.

المتعة بين مؤيد ومعارض

وبحسب الفقه الشيعي فان زواج المتعة هو (تزويج المرأة الحرة الكاملة نفسها اذا لم يكن بينها وبين الزوج مانع شرعي) مشترطين لهذا الزواج شروطا هي: تعيين المهر المتفق عليه ومدة الزواج الذي يجب ان يكون بالرضا والاتفاق بين الطرفين,, والولد الناتج من زواج المتعة، ذكرا كان ام انثى يلحق نسبه بالاب، وله من الارث ما لمولود الزواج الدائم, من هنا يرى فقهاء الشيعة ان «المتمتع بها زوجة حقيقية، وولدها ولد حقيقي، ولا فارق بين الزواجين الدائم والموقت، الا انه لا توارث في زواج المتعة مابين الزوجين، ولا قسمة ولا نفقة لها, كما ان احدهما موقت والاخر زواج دائم، وان الاول ينتهي بانتهاء الوقت المحدد له، والاخر ينتهي بالطلاق او الفسخ».

رجل الدين السني الدكتور عدنان الحسني امام جامع الشمسي في الاعظمية يرى ان السنة اجازت زواج المتعة قبل الشيعة، مؤكدا انه قد قال به حبر الامة ابن عباس، وان قيل انه رجع عنه، ولكن ظل عدد من اصحابه في مكة وفي اليمن يفتون بها مثل عطاء وسعيد بن جبير وطاووس, تحليل عبدالله بن عباس لزواج المتعة هو الاخر كان محل خلاف بين علماء المسلمين، ففي حين يرى عدد كبير من علماء السنة ان ابن عباس حرم المتعة في اواخر حياته، يرى علماء الشيعة ان ابن عباس لم يحرمها، ويؤيدهم في ذلك عدد من علماء السنة الذين يرون ان زواج المتعة للضرورة والحاجة الشديدة كالميتة ولحم الخنزير.

ما يدخل فيه البعض من جدل كلامي وفقهي يراه البعض جدلا غير ذي معنى، كونه جدلا لفظيا على المسميات لا اكثر، وهي من وجهة النظر التي يؤيدها الباحث الشيعي عبدالحسين الدعمي الذي يعتبر ان علماء السنة «ارادوا تحليل المتعة فتحايلوا عليها باجازتها تحت غطاء زواج المسيار او الزواج الصيفي او الزواج العرفي او (زواج فريند)» في اشارة الى مايحدث في بعض الدول العربية والاسلامية الاخرى.

كل هذه الصيغ السابقة يعتبرها الدعمي تحايلا على زواج المتعة، وصيغا مشابهة او مطابقة او قريبة منه، لا تختلف عنه الا بالاسم فقط, ومايراه الدعمي مجرد اختلاف في المسميات لا اكثر يراه اخرون اختلافا يتعدى الشكل الى المضمون، معتبرين ان «الاشكال في زواج المتعة يطال، تحديد المدة والشهود على العكس من زواج الفريند والمسيار، فكلاهما مكتمل الشروط غير ان المرأة تتنازل عن شيء من حقها» بحسب عدنان الحسني.

للمتعة أسباب كثيرة

ويعود انتشار زواج المتعة لاسيما في اوساط الجامعات العراقية الى اسباب كثيرة ربما يقف العامل المادي الضاغط في مقدمها سواء على الفتاة ام الشاب، فضلا عن عوائق الزواج الدائم التي اوجدتها المظاهر الاجتماعية الكاذبة وتسببت في كثرة العوانس اللائي فاتهن القطار، فضلا عن المطلقات والارامل اللواتي خلفتهن ثلاث حروب كبيرة اكلت الحرث والنسل وجعلت نسبة الاناث تعلو كثيرا على الذكور, الاسباب السابقة يسوقها اولئك الذين يقولون بحلية زواج المتعة اما المعارضون له فهم يرون انه يكرس المرأة كسلعة للمتعة فقط ولا يسعى الى تكوين اسرة وبناء المجتمع وهما الهدف الاساسي الذي من اجله شرع الله سبحانه وتعالى الزواج ويطالبون بالبحث عن حلول عملية وليست تنظيرية لتسهيل عملية الزواج واعداد خطة لمساعدة لراغبين بالزواج كما يقول عدنان الحسني.

وتكشف دكتورة شذى عبدالباقي العجيلي استاذة علم النفس التربوي بكلية الاداب في جامعة بغداد ان الاحتلال الاميركي للعراق لم يقتصر على تدمير البنية التحتية فقط، لكن الاكثر خطورة هو تدمير النسيج المجتمعي من خلال تدمير النفوس، مشيرة الى ان اغلاق ابواب الرزق امام الكثير من العوائل العراقية ربما دفع بعض النسوة للانجراف الى طريق الخطيئة، بينما لجأ البعض الاخر منهن الى طريق اخر رأين فيه حلا للمشكلة تحت غطاء شرعي.

وتعترف العجيلي ان «الكثير من العراقيات ارتضين اللجوء الى زواج المتعة مع انهن ينتمين الى الطائفة السنية التي تحرم هذا النوع من الزواج وتعتبره من قبيل الزنا», وتضيف «اصبح مألوفا ان يوجد في الوسط السني العراقي من تقبل ان تتزوج برجل مقابل مبلغ مالي محدد تتسلمه منه، ولمدة محددة ينفق عليها خلالها»,, مشيرة الى ان الاعداد الحقيقية لعقود زواج المتعة غير معروفة لان اغلبها سرية، الا ان المؤشرات كما تقول العجيلي، تؤكد ان نسبة هذا الزواج في ارتفاع مستمر.

مع او ضد

(هـ, م) شابة مطلقة وتواصل دراستها المسائية في الادب الانكليزي تقول: (اني اعقد عقد المتعة دون حرج، واطلب مهرا من الرجل المؤمن الملتزم، وغالبا ما احصل على مهر جيد يساعد في سد بعض حاجاتي، لكنني اشعر بانني اخالف الدين ذلك ان عقد الزواج ينبغي الا يكون هدفه الربح والا تحول نوعا من الدعارة، ارجو ان يسامحني الله,,).

وتقول (م, م) اعيش حاليا تجربة زواج المتعة اذ انني كنت سابقا متزوجة من شاب وانجبت طفلا ثم حدث الطلاق لظروف قاهرة، وتعرفت بعد ذلك على شاب آخر ولكنه متزوج ولديه اطفال واقترح علي الزواج بطريقة المتعة وقد وافقت على ذلك، وبصراحة اقول انني قد استطعت تحقيق النجاح في التجربة ووصلت الى الاستقرار النفسي بواسطتها، واعتقد ان امكانية تطبيقها في المجتمع ممكنة مع توافر الوعي والنضج التام بين الطرفين كما انها تحمي المرأة عندما تكون في ظروف معينة من الوقوع في الحرام او العيش دون زواج، كذلك هو حماية للعازب او المتزوج اذا كانت لديه الرغبة في الارتباط بامرأة ما ولا يملك القدرة المالية للانفاق على عائلتين، لذلك انا اؤيد زواج المتعة وادعو له في حالة وجود ظروف معينة ومادام لا يتعارض مع الدين.

(ل, أ) عاشت تعاني من لقب عانس، وكان عمرها 35 عاما عندما تعرفت على زوجها الذي كان يبلغ الثامنة والعشرين من العمر عندما تزوجها بالمتعة، وكأنها لاحظت دهشتي ضحكت ثم قالت: لقد تزوج بعد تخرجه من الجامعة مباشرة من قريبة له، ولكنها كما يقال (نكدية) ولم يخبرني اكثر من ذلك عنها، اكتفيت بهذه المعلومة ووافقت، ولست نادمة على ان تمر علي ايام من دون ان اراه لانني اعرف ظروفه ويهمني ان يأتي الي برغبة منه وليس لأي شيء اخر,, لذلك اقول ان ساعتين او خمس ساعات معه تعوضني عن الانتظار والبقاء في دوامة العنوسة,, ورغم ان زوجي صغير بالنسبة لعمري لكنه عاقل جدا ومتوازن ويهمه ان اكون سعيدة لذلك لا يحرمني من ان امارس حياتي بشكل طبيعي وذلك بالخروج مع صديقاتي او قريباتي انا لا احلم باكثر من ذلك واشكر ربي على كل النعم التي انعم بها علي.

تقول لمياء,, انا لا اخشى ان يتزوج مرة اخرى فقد وعدني ألا يتزوج علي لانه كما قال لا يتزوج كي يجمع زوجات والسلام,, وانا لا اشعر معه ان هناك امرأة اخرى في حياته برغم ان الليالي التي بتنا خلالها معا قليلة جدا وما يهمني ان اقوله انني اشعر معه بالامان والطمأنينة والاستقرار.

وحكاية (ف, أ) مختلفة شيئا ما ولكنها رغم ما ذكرته تؤكد أنها سعيدة، وتقول عن قصتها: متأكدة أن من سيقرأ قصتي سوف يتهمني بالخيانة، فقد كانت زوجته تعرفني، وكم نصحتها أن تحاول أن تكسب رضاه وألا تؤذيه لأن الرجل تأسره الكلمة الطيبة ويحلم دوما بحضن كحضن أمه، حضن دافئ يمنحه الدفء والحنان، وقد شهدت معارك كان خلالها هو يحاول ان يتماسك وألا يهينها أو يسمعها كلمة جارحة، وكانت هي تزداد وقاحة وتعتبر ذلك صراحة ودفاعا عن حقوق يعلم الله أنها ليست حقوقا وانما رغبة في التبذير والمباهاة على حساب هذا الزوج الذي يكدح رغم أنه مرتاح ماديا ولكنه لا يحب أن يبقى من دون عمل لأن لديه من يقوم بذلك,,, وتواصل ف:

لم تسمع كلامي الذي كان صادقا ولمصلحتها ومصلحة بيتها، وكثيرا ما اتهمتني بالتحيز لزوجها عندما اطلب منها أن تتغاضى عن طلباتها او عندما اطلب منها أن تطيب خاطره بكلمة، وبعد سنوات طويلة، وبعد ان اصبح يتهرب من العودة والمبيت في المنزل ليتقي شرها أحست بقلق وطلبت مني أن أتحدث اليه لأعرف ما يدور في ذهنه وان كان يخطط لشيء وفعلا تحدثت معه ولم أخطط أبدا لكي اسرقه منها وانما تحدثت وفي عقلي وقلبي هما الاثنان، ونقلت لها أنه لن يتغير شيء في حياتهما ولكن من حقه أن يختلي بنفسه بعيدا عن جو المشاحنات في كل أسبوع يوما واحدا، وليت ذلك أثر فيها وحاولت ان تجذبه الى بيته بالحب والحنان فلقد بقيت كما هي، بل انها لا تكف عن مشاكسته بالهاتف، وقد مللت من دور المستمعة الى مفترية، وانقطعت عنها وبعد ذلك بعام كامل اتصل هو بي وطلب مني أن نتزوج على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على أن يكون زواج متعة.

وقد اندهشت وسألته عن ثقته في وفي موافقتي فقال انه تعلم من علاقتي بزوجته مدى رغبتي في العيش مستورة، كما لمس مدى احترامي للزوج كرجل بحاجة للأمان والاستقرار، وقد وافقت لأني أعلم كل التفاصيل عن أخلاقه وسلوكه، والغريب في الأمر أن زوجته بعد زواجه بي عادت للاتصال بي، حيث بدأت تخاف من حالة الهدوء التي تنبعث من وجه زوجها ومن تصرفاته وحديثه، وتؤكد أن وراء ذلك امرأة وخوفا على الهدوء الذي يسود حياتي مع زوجي كنت أحاول أن ابعد هذه الشكوك عن نفسها، وكنت أحاول مخلصة ليس من اجلها وانما من اجله هو ان أعطيها بعض النصائح التي قد تعيد الهدوء والاستقرار لهما، وكنت أطلب من زوجي أن يحسن لها وان ينصف.

وقالت ف: ان ما يحزنني هو أن زوجي يضطر الى الكذب على زوجته كلما أراد أن يزورني لأنه لا يرغب في اثارة زوابع ومشاكل لبيته الأول وهذا الكذب يقلقني جدا وهو الشيء الوحيد الذي يعكر صفو حياتي وهو يعلم أن هذا القلق نابع من قلب صادق.

«نعم قبلت الزواج منه زواج المتعة»!! هكذا قالت (ن, س,) حين سألتها لماذا رضيت بمثل هذا الزواج؟ ولماذا تنازلت عن حقوقها؟,, أجابت بمنطق المرأة التي تعرف تماما ماذا تريد وقالت: أنا امرأة وحيدة منذ سبع سنوات، تركني اخوتي وسافروا خارج حدود البلاد, وبعد أن كانوا لي سندا، وجدت نفسي وحيدة لا حول لي ولا قوة, منذ ذلك الوقت بدأت أعرف معنى مواجهة الحياة وحيدة، وأدركت بعد سنوات مدى أهمية وجود الرجل في حياتي, في المقابل كنت أدرك أنني لا يمكن أن أتزوج رجلا أعزب,, اذن لم يتبق أمامي الا أن أرضى بالزواج من رجل مطلق، أو أقبل أن أكون زوجة ثانية.

ولكن الله سبحانه وتعالى لم يشأ لي ذلك، فطلبني رجل متزوج وهو زميلي في العمل,,, وهكذا كان, تنازلت عن حقوقي في النفقة، تنازل هو عن حقه في أن أبيت معه في بيته, صار يحضر الى منزلي ويهتم بي وتحول الى سند لي في كثير من المصاعب التي واجهتها,, ولا أنكر انه كان انسانا جدا معي الى ابعد الحدود بل لقد ملأ فراغا كبيرا في حياتي,,,, ويقول بعض المعترضين على زواج المسيار: ان هذا الزواج لا يحقق كل الأهداف المنشودة من وراء الزواج الشرعي، فيما عدا المتعة والأنس بين الزوجين, وأنا لا أنكر هذا، وأن هذا النوع من الزواج ليس هو الزواج الاسلامي المثالي المنشود، ولكنه الزواج الممكن، والذي أوجبته ضرورات الحياة، وتطور المجتمعات وظروف العيش، وعدم تحقيق كل الأهداف المرجوة لا يلغي العقد، و لا يبطل الزواج، انما يخدشه وينال منه، وقد قيل:

ما لا يدرك كله، لا يترك كله, والقليل خير من العدم,,,,, وأحب أن أقول لبعض الأخوة الذين يهونون من هدف الامتاع والاحصان، ويحقرون من شأن المرأة التي تتزوج لتستمتع بالرجل في الحلال، ولا تفكر في الحرام، ويعتبرون هذا انحطاطا لكرامة المرأة، ونزولا بقدرها، أحب أن أقول لهؤلاء كلمة صريحة: ان هدف الامتاع والاحصان ليس هدفا هينا، ولا مهينا، كما تتصورون، بل هو أول أهداف الزواج، ولهذا لا يجوز التنازل عنه في العقد، والحديث الصحيح المعروف «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج وان لم يستطع فعليه بالصيام فانه أغض للبصر وأحصن للفرج».

علاج موقت

الدكتور مؤيد السامرائي من كلية الامام الاعظم يرى أن زواج المتعة يمثل علاجاً موقتاً لمشكلة يجب علاجها علاجا جذرياً؛ لأنها مخالفة للاسلام، وهي المغالاة في المهور وتكاليف الزواج، والحل الاسلامي لها التيسير والتخفيف من معاناة الشباب والفتيات, وأخشى أن تكون هذه الصيغة الممقوتة مفتاحاً للتراخي في حل المشكلات التي تحول دون زواج متكامل شكلاً وموضوعأً، وخاصة أن الزوجين المتباعدين قد ينحرفان أثناء التباعد وعدم مراقبة أحدهما للآخر في سلوكياته، لأن اللقاء بينهما لا يزيد على لقاء جنسي فقط ثم يذهب كل منهما الى حال سبيله.

لهذا يكون الزواج محفوفاً بالأخطار، ومحكوماً عليه بالفشل مستقبلاًِ، وذلك لأن هذه الصيغة الجديدة لا تحقق عدة أهداف عليا للزواج جاءت في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا اِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً اِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون)، وقوله: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ,), فهذا الزواج يحمل في داخله عوامل فشله حتى لو كان صحيحاً شرعاً، وهو صورة أخرى من زواج المسيار الذي عليه التحفظات السابقة رغم أنه صحيح شرعاً.

وللدكتور مهدي طالب ـ أستاذ علم الاجتماع في كلية الاداب جامعة بغداد ـ رأيه، فيقول: القضية ذات شقين لهما تأثير نفسي مختلف، بمعنى أنها حلت مشكلة عدم الوقوع في الحرام، الا أنها في الوقت نفسه ستؤدي الى وجود نوع من القلق النفسي؛ لابتعاد الزوجين لفترات رغماً عنهما بسبب الظروف المحيطة بهما وعدم قدرتهما على توفير مكان للمعاشرة بصورة منتظمة، مما يؤدي الى قلقهما النفسي، وخاصة أنهما متباعدان, وعن التحليل الاجتماعي للقضية يؤكد الدكتور مهدي طالب ان المجتمع عبارة عن أسرة متماسكة، وليس مجرد أفراد متباعدين بينهما معاشرة زوجية متباعدة والمرأة التى ترضى بزواج من هذا النوع،تكون محلا لقضاء شهوة عابرة،مما يسقط اعتبارها وكرامتها ويجعلها سلعة رخيصة باتباعها هذا الطريق.

http://www.alraialaam.com/07-09-2004/ie5/special.htm