yasmeen
11-12-2009, 11:27 AM
حوار مع السيد/ عبد الملك الحوثي،أجرته صحيفة النهار اللبنانية
الخميس 12-11-2009
بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن ـ صعدة
نرفق لحضرتكم نص الحوار الذي أجرته صحيفة النهار اللبنانية مع
السيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي....
[1 من 2]
صنعاء – من أبو بكر عبدالله:
عبد الملك الحوثي لـ"النهار": النظامان السعودي واليمني
تجاوزا مصالح شعوبهما إلى حسابات أخرى [1 من 2]
http://www.annahar.com/media/images/Tue_pix/arab/p10-01-23871.jpg
عبد الملك الحوثي في صورة من الارشيف. (“النهار")
صنعاء – من أبو بكر عبدالله:
اتخذت تفاعلات الحرب السادسة بين الجيش اليمني والحوثيين المتهمين بالتمرد المسلح منحى إقليمياً غداة دخول الجيش السعودي طرفاً في الأزمة، في تطور أثار مخاوف محلية واسعة وقلقاً إقليمياً من حرب بالوكالة تديرها الرياض وطهران في شمال اليمن.
"النهار" تمكنت عبر وسيط من الوصول إلى القائد الميداني للمسلحين السيد عبدالملك الحوثي الذي يخوض مع مسلحيه قتالاً مع قوات الجيش اليمني في مناطق عدة بمحافظة صعدة، ومواجهات مع قوات الجيش السعودي على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وأجرت معه حواراً تناول جذور الصراع مع الجيش اليمني وتطوراته وتفاعلات الحرب السادسة وخسائرها وتوازناتها وآفاق مبادرات السلام وملف العلاقات مع الخارج وتقاطعات الصراع المذهبي بين زيدية اليمن والتيارات السلفية والعلاقات مع إيران وآفاق الحرب والسلام.
وهنا نص الحوار:
• اتهمتكم السعودية أخيراً بانتهاك أراضيها وشنت حملة عسكرية عليكم. كيف حدث ذلك؟
- نحن لم ندخل الأراضي السعودية، ما حدث هو أن النظام السعودي دعم النظام اليمني في هذه الحرب عسكرياً ومادياً وسياسياً وإعلامياً، وفتح أراضيه للجيش اليمني للالتفاف علينا عبر مناطق البقع وعلب ورازح وتهامة، وسمح له بالتمركز في جبل الدخان للاعتداء علينا، وقمنا بمواجهته وطردنا الجيش اليمني وأعدنا الجبل على ألا يعود الجيش اليمني إليه. لكنها عادت وسمحت له بالتمركز في الموقع، وطلبنا من حرس الحدود الوفاء بالاتفاقات، وقلنا إما رفع الجيش أو سنضطر لمواجهة العدوان بأنفسنا، ولم يحدث أي تجاوب من حرس الحدود السعودي، واضطررنا الى المواجهة وطردنا الجيش اليمني منه.
• تقول السلطات السعودية إنكم استهدفتم أراضيها؟
- نحن لم نستهدف الأراضي السعودية بأي حال من الأحوال، ونعتقد أن أي حرب بيننا وبين الأشقاء في المملكة العربية السعودية لن تخدم الشعبين الشقيقين، لكن النظام السعودي اتخذ هذا الموقف ذريعة لشن الحرب علينا، وخلال الأيام الماضية شن هجوماً على مناطقنا، وقصفت الطائرات الحربية العديد من المناطق بالصورايخ والمدفعية.
ونحن نرى في هذا عدواناً ظالماً غير مبرر، وانتهاكاً لسيادة البلد، وانتهاكا لحرمة وحق الجوار. ولطالما طالبنا بوقف هذا العدوان، وطالبنا النظام السعودي بالحياد وعدم التدخل السلبي في شؤون البلد، ونصحناه بالتدخل الإيجابي الذي يسهم في وقف الحرب وإحلال السلام والأمن، باعتبار ذلك المصلحة الحقيقية للشعبين المتجاورين لكن دون جدوى، فالسعودية، كما هو الحال في اليمن، تجاوزت مصالح الشعب لحسابات أخرى، ولا نزال نؤكد ضرورة وقف هذا العدوان.
• تتحدثون عن دعم سعودي للجيش اليمني، لماذا يمكن أن تتورط السعودية في هذه الحرب؟
- لدينا الأدلة والوثائق والمئات من الشهود العيان في المناطق الحدودية على قيام الطيران السعودي الذي يأتي بشكل واضح للعيان من عمق الأجواء السعودية إلى أجواء الملاحيظ وتهامة في اليمن بالقصف على مناطق آهلة بالسكان وبشكل عشوائي، وحين إكمال عمليات القصف يعود إلى المملكة، وهذا مستمر منذ شهر رمضان الماضي وحتى الآن، وشمل مناطق عدة. وفي الأيام الماضية شن الجيش السعودي هجموماً على الأراضي اليمنية، وقصفت الطائرات الحربية العديد من القرى وسقط في هذا القصف عشرات القتلى والجرحى.
أجندات الخارج
• يرى البعض أن الحوثي أشعل الحرب السادسة لتنفيذ أجندة خارجية من جهة وللحصول على انتصار سياسي أو على نصيب من الكعكة في الحكم من جهة ثانية؟
- من يقول هذا الكلام لا يمتلك الدليل عليه، ونحن لسنا كذلك ولسنا أغبياء إلى هذا الحدّ حتى نقوم بخوض حروب مكلفة جدًّا وباهظة نقدم فيها مئات الشهداء من آبائنا وأبنائنا وإخوتنا وأمهاتنا وأخواتنا ونسائنا، ويتم فيها تدمير مناطقنا وتشريد عشرات الآلاف من أهلنا ونتعرض فيها للإبادة ونقدم فيها آلاف الجرحى والأيتام ونتعرض فيها للحصار وكل أشكال المعاناة ويتم تدمير مزارعنا
وأسواقنا ومساجدنا ومدارسنا واستهداف حياتنا بكل أشكالها ولوازمها ومتعلقاتها ومقدساتها، وكل هذا من أجل دولة هناك أو جهة هنا أو من أجل آخرين لهم أجندة سياسية معينة، هذا غير صحيح على الإطلاق وهو دعاية لتبرير زائف للعدوان الظالم علينا. نحن نحارب دفاعاً فقط، بعد أن هاجمتنا السلطة بجيوشها وعتادها الحربي وآلات الهدم إلى بيوتنا، فهل ينبغي أن نترك لهم المجال لقتلنا والقضاء علينا بدم بارد ودون أي كلفة وبدون أي حق؟! هذا مستحيل ولا يمكن ويتنافى مع ثقافة القرآن الكريم وتعاليم نبي الإسلام ويختلف مع الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، كما أنّا لا نحارب للحصول على الحكم، هذا افتراء من افتراءات السلطة، وأكرر القول نحن نحارب دفاعاً عن النفس، بعد أن اتخذت السلطة قرار الحرب وهاجمتنا بشكل وحشي إلى بيوتنا، ومتى أوقفت عدوانها وقررت إيقاف الحرب فالحرب ستتوقف بالتأكيد كما حدث في خمس حروب في الفترة الماضية.
السلاح الإيراني
• تقول صنعاء إنكم تتلقون دعما من جهات إيرانية بالمال وتؤكد إنكم تقاتلون باسلحة إيرانية؟
- لا يوجد لدينا أي أسلحة إيرانية، ما لدينا من سلاح هو حصرياً من:
1 - المواقع العسكرية حين السيطرة على بعضها.
2 - من البلد، فالشعب اليمني شعب مسلح وهذا شيء معروف ولا يمكن إنكاره.
أما ادعاءات السلطة لنا بالعمالة لجهات خارجية، فهذا بهتان، فلسنا عملاء لأحد، ولا دليل لها على ذلك، إلا أن الشيء الواضح الثابت الذي لا يمكن جحوده هو عمالة السلطة لجهات دولية إقليمية وطلبها واستجداؤها للدعم المالي والسياسي والإعلامي من هنا وهناك عَلناً وبوضوح.
• ماذا عن علاقاتكم بالحوزات الدينية في إيران والعراق؟
- تربطنا بكل أبناء أمتنا أخوة الإنسانية وأخوة الإسلام، ولسنا امتدادا لأي مشاريع سياسية للآخرين، فلنا استقلالنا الواضح الثابت في قراراتنا ومواقفنا. والكثير ممن يتهمونهم بالعلاقة معنا ويتهموننا بالعلاقة معهم لا يمتلكون حتى الجرأة في أن يكون لهم أي موقف مما يحدث علينا من ظلم.
جذور الحرب السادسة
• ما تقويمكم للوضع الميداني بعد ثلاثة أشهر من المواجهات؟
- الوضع الميداني يثبت أن الحسم العسكري وهم وسراب وفي قائمة المستحيلات. فالسلطة منذ بدأت الحرب خسرت أكثر من مئة موقع عسكري وتكبدت الخسائر الكبيرة في الأفراد والعتاد، ولذلك ينبغي عليها أن تستوعب الدرس وأن تعود إلى لغة الحوار والتفاهم كأسلوب حضاري ناجح وحكيم وهو لمصلحة البلد والله المستعان.
• بالعودة إلى الجذور لماذا اندلعت الحرب السادسة في صعدة وكيف تم ذلك؟
- الحرب السادسة لم تكن مفاجئة، بل كانت متوقعة لأسباب عدة أبرزها أن السلطة ومن بعد توقف الحرب الخامسة، لم تثبت جديتها في إغلاق الملف سلميا واعتماد لغة الحوار والحلول السلمية العادلة التي تضمن عدم تجدد الحرب، بل كانت طوال الفترة الماضية تنشط في اتجاهين:
الأول: تكثيف عمليات الاغتيالات والاعتداء على مناطق آهلة بالسكان مثل مران وجمعة بن فاضل ورازح وغمر وغيرها، وبإصرار منها حتى لا يستقر الوضع نهائياً ولفترة محددة يسودها الاضطراب والفوضى وانعدام الأمن ولا تحمل اسم حرب رسمية حتى يأتي الظرف الذي تراه السلطة ملائماً لشن حرب رسمية وعدوان شامل.
الاتجاه الثاني: الاستعداد والترتيب لحرب سادسة كبيرة، وكان هذا يحتاج إلى وقت حتى تكون الاستعدادات من توفير كميات السلاح وتدريب آلاف المجندين الجدد وتهيئة المناخ المناسب سياسياً قد اكتملت، وحينها يبدأ العدوان السادس وهذا ما حدث بالفعل.
ومن الأسباب في تجدد الحرب عقلية السلطة التي ترى في شعبها قطيعاً من الماشية تتعالى عليهم وتعاملهم بعيداً عن حقوقهم المشروعة وتواجههم بعنف وقسوة وتفرض عليهم كثيراً من الأشياء، التي لا شرعية لها لا في الدين الإسلامي ولا يعترف بها الدستور والقانون، وإنما تفرضها السلطة لمصالح ورغبات سياسية أو مادية تتحقق للنافذين في السلطة على حساب مصلحة الشعب وكرامته.
ويضاف إلى ذلك التدخل الخارجي، الذي فتحت له السلطة المجال، فالسلطة سعت لتخويف جهات دولية وإقليمية منّا عبر دعايات كاذبة في معظمها، وحاولت أن تشعر الآخرين أنها تحارب بالوكالة عنهم، وذلك لهدف كسب تأييدهم وعونهم ووافق ذلك رغبات أكيدة وأطماعاً حقيقية، بل مشاريع قيد التنفيذ لتلك الجهات لفرض نفوذها وهيمنتها على البلد كما هو الحال بالنسبة الى أميركا والسعودية وإسرائيل، وهذا السبب له دور كبير في تشجيع السلطة على اتخاذ قرار كارثي وخطير وظالم هو الحرب ضد أبناء شعبها في المحافظات الشمالية.
• تتهمكم صنعاء بخرق اتفاق السلام الموقع في الدوحة والتسبب باشعال الحرب؟
- على العكس من ذلك، السلطة هي التي ماطلت في تنفيذ بنود الاتفاقية فلم تفرج عن السجناء ولم تسحب الجيش آنذاك من المزارع والقرى والأسواق والمناطق السكنية، ولم تفتح ملف المفقودين، ولم تعالج الجرحى، ولم تعمل شيئاً، ثم في نهاية المطاف قبيل الحرب السادسة أعلن الرئيس بنفسه رفض اتفاقية الدوحة واختلق مبرراً زائفاً وحجة داحضة أنها جعلت منّا ندّاً وقد نقلت تصريحاته هذه في صحيفة "الحياة".
• يقال أنكم رفضتم الانسحاب من المواقع وتسليم الأسلحة، لماذا تحفظتم عن هذه البنود وما الذي تم من جهتكم؟
- هذا القول غير دقيق، ولا يتفق مع الواقع، فالسلطة تسلمت جميع المديريات بعد الحرب الرابعة وانسحبنا من المواقع ثم باشرت الحرب الخامسة فتم طردها نتيجة لعدوانها ونتيجة طبيعية للحرب وعادت بعد الخامسة إلى جميع المديريات، وقد أعلنا موقفنا مرات متعددة أن السلطة إذا أوقفت الحرب فلا مانع عندنا من تسليم المديريات إلى السلطة المحلية.
تجاوزات وخروقات
• اتهمتكم صنعاء بالتدخل في شؤون السلطة المحلية والسيطرة على المرافق وطرد السكان؟
- أثبتنا أن ذلك كان مجرد ادعاءات للتمهيد للحرب والذي دمّر مئات المنازل وجعل الكثير من السكان لا مأوى لهم، هي السلطة بآلات الهدم والدمار التي بيدها من طائرات ودبابات وغيرها.
• الا تعتقدون أن قطع مسلحيكم للطرق وتفتيش المواطنين خرقا للدستور والقانون؟
- عندما بدأ العدوان علينا وتقاطرت الحشود العسكرية إلى مناطقنا للتدمير والإبادة قمنا بقطع الإمدادات عليها لإضعاف موقفها العدواني، كما قمنا بقطع بعض الطرق التي يستخدمها الجيش نتيجة لظروف الحرب ولهدف إيقاف العدوان. يحدث هذا أثناء الحرب نتيجة لظروف الحرب لأهداف تتعلق بإيقاف إمدادات الجيش أثناء مباشرته للعدوان والتدمير ومنعه من التقدم إلى مناطق أخرى لهدف تدميرها وإبادة سكانها، وحين تتوقف الحرب لا يبقى لنا أي نقاط وهذا العمل يدخل في إطار الدفاع عن النفس ومواجهة العدوان وهو حق مشروع مقدس ولا نستهدف به إخوتنا وأهلنا المواطنين إنما هو للهدف المذكور آنفاً.
• الهجمات التي حاول مسلحوكم تنفيذها للسيطرة على القصر الجمهوري وبعض المرافق في مدينة صعدة بماذا تفسرونها ولماذا تحاولون السيطرة على القصر الجمهوري؟
- القصر الجمهوري ليس هدفًا لذاته إنما يقع في خط التماس، فمواقع الجيش بعد هزائمه الكبيرة في كثير من المناطق وعودته إلى مدينة صعدة تتوزع بمحاذاة القصر الجمهوري والمطار والأمن المركزي وبمحاذاة هذه المواقع العسكرية تتوزع مواقع لنا لحصار الجيش ومنعه من مهاجمة المناطق الآهلة بالسكان في بقية المحافظة، وإلى الآن لم يحدث أن تمت عملية هجومية على القصر الجمهوري من جانبنا ويبقى خياراً مفتوحاً باعتبار أن القصر حالياً هو مقر عسكري تابع للفرقة الأولى مدرع. كما لم نقم بمهاجمة مرافق أخرى وإنما يتخذ الجيش من بعضها مواقع عسكرية والذي يتم استهدافه المواقع العسكرية التي تمارس العدوان عبر الهجوم والقصف من مواقعها فيتم الرد عليها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
23 / ذو القعدة / 1430هـ
رابط الجزء الأول من الحوار
http://www.annahar.com/content.php?table=arab&type=arab&priority=2&day=Tue
رابط الجزء الثاني من الحوار
http://www.annahar.com/content.php?priority=7&table=arab&type=arab&day=Wed
[/SIZE]
الخميس 12-11-2009
بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن ـ صعدة
نرفق لحضرتكم نص الحوار الذي أجرته صحيفة النهار اللبنانية مع
السيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي....
[1 من 2]
صنعاء – من أبو بكر عبدالله:
عبد الملك الحوثي لـ"النهار": النظامان السعودي واليمني
تجاوزا مصالح شعوبهما إلى حسابات أخرى [1 من 2]
http://www.annahar.com/media/images/Tue_pix/arab/p10-01-23871.jpg
عبد الملك الحوثي في صورة من الارشيف. (“النهار")
صنعاء – من أبو بكر عبدالله:
اتخذت تفاعلات الحرب السادسة بين الجيش اليمني والحوثيين المتهمين بالتمرد المسلح منحى إقليمياً غداة دخول الجيش السعودي طرفاً في الأزمة، في تطور أثار مخاوف محلية واسعة وقلقاً إقليمياً من حرب بالوكالة تديرها الرياض وطهران في شمال اليمن.
"النهار" تمكنت عبر وسيط من الوصول إلى القائد الميداني للمسلحين السيد عبدالملك الحوثي الذي يخوض مع مسلحيه قتالاً مع قوات الجيش اليمني في مناطق عدة بمحافظة صعدة، ومواجهات مع قوات الجيش السعودي على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وأجرت معه حواراً تناول جذور الصراع مع الجيش اليمني وتطوراته وتفاعلات الحرب السادسة وخسائرها وتوازناتها وآفاق مبادرات السلام وملف العلاقات مع الخارج وتقاطعات الصراع المذهبي بين زيدية اليمن والتيارات السلفية والعلاقات مع إيران وآفاق الحرب والسلام.
وهنا نص الحوار:
• اتهمتكم السعودية أخيراً بانتهاك أراضيها وشنت حملة عسكرية عليكم. كيف حدث ذلك؟
- نحن لم ندخل الأراضي السعودية، ما حدث هو أن النظام السعودي دعم النظام اليمني في هذه الحرب عسكرياً ومادياً وسياسياً وإعلامياً، وفتح أراضيه للجيش اليمني للالتفاف علينا عبر مناطق البقع وعلب ورازح وتهامة، وسمح له بالتمركز في جبل الدخان للاعتداء علينا، وقمنا بمواجهته وطردنا الجيش اليمني وأعدنا الجبل على ألا يعود الجيش اليمني إليه. لكنها عادت وسمحت له بالتمركز في الموقع، وطلبنا من حرس الحدود الوفاء بالاتفاقات، وقلنا إما رفع الجيش أو سنضطر لمواجهة العدوان بأنفسنا، ولم يحدث أي تجاوب من حرس الحدود السعودي، واضطررنا الى المواجهة وطردنا الجيش اليمني منه.
• تقول السلطات السعودية إنكم استهدفتم أراضيها؟
- نحن لم نستهدف الأراضي السعودية بأي حال من الأحوال، ونعتقد أن أي حرب بيننا وبين الأشقاء في المملكة العربية السعودية لن تخدم الشعبين الشقيقين، لكن النظام السعودي اتخذ هذا الموقف ذريعة لشن الحرب علينا، وخلال الأيام الماضية شن هجوماً على مناطقنا، وقصفت الطائرات الحربية العديد من المناطق بالصورايخ والمدفعية.
ونحن نرى في هذا عدواناً ظالماً غير مبرر، وانتهاكاً لسيادة البلد، وانتهاكا لحرمة وحق الجوار. ولطالما طالبنا بوقف هذا العدوان، وطالبنا النظام السعودي بالحياد وعدم التدخل السلبي في شؤون البلد، ونصحناه بالتدخل الإيجابي الذي يسهم في وقف الحرب وإحلال السلام والأمن، باعتبار ذلك المصلحة الحقيقية للشعبين المتجاورين لكن دون جدوى، فالسعودية، كما هو الحال في اليمن، تجاوزت مصالح الشعب لحسابات أخرى، ولا نزال نؤكد ضرورة وقف هذا العدوان.
• تتحدثون عن دعم سعودي للجيش اليمني، لماذا يمكن أن تتورط السعودية في هذه الحرب؟
- لدينا الأدلة والوثائق والمئات من الشهود العيان في المناطق الحدودية على قيام الطيران السعودي الذي يأتي بشكل واضح للعيان من عمق الأجواء السعودية إلى أجواء الملاحيظ وتهامة في اليمن بالقصف على مناطق آهلة بالسكان وبشكل عشوائي، وحين إكمال عمليات القصف يعود إلى المملكة، وهذا مستمر منذ شهر رمضان الماضي وحتى الآن، وشمل مناطق عدة. وفي الأيام الماضية شن الجيش السعودي هجموماً على الأراضي اليمنية، وقصفت الطائرات الحربية العديد من القرى وسقط في هذا القصف عشرات القتلى والجرحى.
أجندات الخارج
• يرى البعض أن الحوثي أشعل الحرب السادسة لتنفيذ أجندة خارجية من جهة وللحصول على انتصار سياسي أو على نصيب من الكعكة في الحكم من جهة ثانية؟
- من يقول هذا الكلام لا يمتلك الدليل عليه، ونحن لسنا كذلك ولسنا أغبياء إلى هذا الحدّ حتى نقوم بخوض حروب مكلفة جدًّا وباهظة نقدم فيها مئات الشهداء من آبائنا وأبنائنا وإخوتنا وأمهاتنا وأخواتنا ونسائنا، ويتم فيها تدمير مناطقنا وتشريد عشرات الآلاف من أهلنا ونتعرض فيها للإبادة ونقدم فيها آلاف الجرحى والأيتام ونتعرض فيها للحصار وكل أشكال المعاناة ويتم تدمير مزارعنا
وأسواقنا ومساجدنا ومدارسنا واستهداف حياتنا بكل أشكالها ولوازمها ومتعلقاتها ومقدساتها، وكل هذا من أجل دولة هناك أو جهة هنا أو من أجل آخرين لهم أجندة سياسية معينة، هذا غير صحيح على الإطلاق وهو دعاية لتبرير زائف للعدوان الظالم علينا. نحن نحارب دفاعاً فقط، بعد أن هاجمتنا السلطة بجيوشها وعتادها الحربي وآلات الهدم إلى بيوتنا، فهل ينبغي أن نترك لهم المجال لقتلنا والقضاء علينا بدم بارد ودون أي كلفة وبدون أي حق؟! هذا مستحيل ولا يمكن ويتنافى مع ثقافة القرآن الكريم وتعاليم نبي الإسلام ويختلف مع الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، كما أنّا لا نحارب للحصول على الحكم، هذا افتراء من افتراءات السلطة، وأكرر القول نحن نحارب دفاعاً عن النفس، بعد أن اتخذت السلطة قرار الحرب وهاجمتنا بشكل وحشي إلى بيوتنا، ومتى أوقفت عدوانها وقررت إيقاف الحرب فالحرب ستتوقف بالتأكيد كما حدث في خمس حروب في الفترة الماضية.
السلاح الإيراني
• تقول صنعاء إنكم تتلقون دعما من جهات إيرانية بالمال وتؤكد إنكم تقاتلون باسلحة إيرانية؟
- لا يوجد لدينا أي أسلحة إيرانية، ما لدينا من سلاح هو حصرياً من:
1 - المواقع العسكرية حين السيطرة على بعضها.
2 - من البلد، فالشعب اليمني شعب مسلح وهذا شيء معروف ولا يمكن إنكاره.
أما ادعاءات السلطة لنا بالعمالة لجهات خارجية، فهذا بهتان، فلسنا عملاء لأحد، ولا دليل لها على ذلك، إلا أن الشيء الواضح الثابت الذي لا يمكن جحوده هو عمالة السلطة لجهات دولية إقليمية وطلبها واستجداؤها للدعم المالي والسياسي والإعلامي من هنا وهناك عَلناً وبوضوح.
• ماذا عن علاقاتكم بالحوزات الدينية في إيران والعراق؟
- تربطنا بكل أبناء أمتنا أخوة الإنسانية وأخوة الإسلام، ولسنا امتدادا لأي مشاريع سياسية للآخرين، فلنا استقلالنا الواضح الثابت في قراراتنا ومواقفنا. والكثير ممن يتهمونهم بالعلاقة معنا ويتهموننا بالعلاقة معهم لا يمتلكون حتى الجرأة في أن يكون لهم أي موقف مما يحدث علينا من ظلم.
جذور الحرب السادسة
• ما تقويمكم للوضع الميداني بعد ثلاثة أشهر من المواجهات؟
- الوضع الميداني يثبت أن الحسم العسكري وهم وسراب وفي قائمة المستحيلات. فالسلطة منذ بدأت الحرب خسرت أكثر من مئة موقع عسكري وتكبدت الخسائر الكبيرة في الأفراد والعتاد، ولذلك ينبغي عليها أن تستوعب الدرس وأن تعود إلى لغة الحوار والتفاهم كأسلوب حضاري ناجح وحكيم وهو لمصلحة البلد والله المستعان.
• بالعودة إلى الجذور لماذا اندلعت الحرب السادسة في صعدة وكيف تم ذلك؟
- الحرب السادسة لم تكن مفاجئة، بل كانت متوقعة لأسباب عدة أبرزها أن السلطة ومن بعد توقف الحرب الخامسة، لم تثبت جديتها في إغلاق الملف سلميا واعتماد لغة الحوار والحلول السلمية العادلة التي تضمن عدم تجدد الحرب، بل كانت طوال الفترة الماضية تنشط في اتجاهين:
الأول: تكثيف عمليات الاغتيالات والاعتداء على مناطق آهلة بالسكان مثل مران وجمعة بن فاضل ورازح وغمر وغيرها، وبإصرار منها حتى لا يستقر الوضع نهائياً ولفترة محددة يسودها الاضطراب والفوضى وانعدام الأمن ولا تحمل اسم حرب رسمية حتى يأتي الظرف الذي تراه السلطة ملائماً لشن حرب رسمية وعدوان شامل.
الاتجاه الثاني: الاستعداد والترتيب لحرب سادسة كبيرة، وكان هذا يحتاج إلى وقت حتى تكون الاستعدادات من توفير كميات السلاح وتدريب آلاف المجندين الجدد وتهيئة المناخ المناسب سياسياً قد اكتملت، وحينها يبدأ العدوان السادس وهذا ما حدث بالفعل.
ومن الأسباب في تجدد الحرب عقلية السلطة التي ترى في شعبها قطيعاً من الماشية تتعالى عليهم وتعاملهم بعيداً عن حقوقهم المشروعة وتواجههم بعنف وقسوة وتفرض عليهم كثيراً من الأشياء، التي لا شرعية لها لا في الدين الإسلامي ولا يعترف بها الدستور والقانون، وإنما تفرضها السلطة لمصالح ورغبات سياسية أو مادية تتحقق للنافذين في السلطة على حساب مصلحة الشعب وكرامته.
ويضاف إلى ذلك التدخل الخارجي، الذي فتحت له السلطة المجال، فالسلطة سعت لتخويف جهات دولية وإقليمية منّا عبر دعايات كاذبة في معظمها، وحاولت أن تشعر الآخرين أنها تحارب بالوكالة عنهم، وذلك لهدف كسب تأييدهم وعونهم ووافق ذلك رغبات أكيدة وأطماعاً حقيقية، بل مشاريع قيد التنفيذ لتلك الجهات لفرض نفوذها وهيمنتها على البلد كما هو الحال بالنسبة الى أميركا والسعودية وإسرائيل، وهذا السبب له دور كبير في تشجيع السلطة على اتخاذ قرار كارثي وخطير وظالم هو الحرب ضد أبناء شعبها في المحافظات الشمالية.
• تتهمكم صنعاء بخرق اتفاق السلام الموقع في الدوحة والتسبب باشعال الحرب؟
- على العكس من ذلك، السلطة هي التي ماطلت في تنفيذ بنود الاتفاقية فلم تفرج عن السجناء ولم تسحب الجيش آنذاك من المزارع والقرى والأسواق والمناطق السكنية، ولم تفتح ملف المفقودين، ولم تعالج الجرحى، ولم تعمل شيئاً، ثم في نهاية المطاف قبيل الحرب السادسة أعلن الرئيس بنفسه رفض اتفاقية الدوحة واختلق مبرراً زائفاً وحجة داحضة أنها جعلت منّا ندّاً وقد نقلت تصريحاته هذه في صحيفة "الحياة".
• يقال أنكم رفضتم الانسحاب من المواقع وتسليم الأسلحة، لماذا تحفظتم عن هذه البنود وما الذي تم من جهتكم؟
- هذا القول غير دقيق، ولا يتفق مع الواقع، فالسلطة تسلمت جميع المديريات بعد الحرب الرابعة وانسحبنا من المواقع ثم باشرت الحرب الخامسة فتم طردها نتيجة لعدوانها ونتيجة طبيعية للحرب وعادت بعد الخامسة إلى جميع المديريات، وقد أعلنا موقفنا مرات متعددة أن السلطة إذا أوقفت الحرب فلا مانع عندنا من تسليم المديريات إلى السلطة المحلية.
تجاوزات وخروقات
• اتهمتكم صنعاء بالتدخل في شؤون السلطة المحلية والسيطرة على المرافق وطرد السكان؟
- أثبتنا أن ذلك كان مجرد ادعاءات للتمهيد للحرب والذي دمّر مئات المنازل وجعل الكثير من السكان لا مأوى لهم، هي السلطة بآلات الهدم والدمار التي بيدها من طائرات ودبابات وغيرها.
• الا تعتقدون أن قطع مسلحيكم للطرق وتفتيش المواطنين خرقا للدستور والقانون؟
- عندما بدأ العدوان علينا وتقاطرت الحشود العسكرية إلى مناطقنا للتدمير والإبادة قمنا بقطع الإمدادات عليها لإضعاف موقفها العدواني، كما قمنا بقطع بعض الطرق التي يستخدمها الجيش نتيجة لظروف الحرب ولهدف إيقاف العدوان. يحدث هذا أثناء الحرب نتيجة لظروف الحرب لأهداف تتعلق بإيقاف إمدادات الجيش أثناء مباشرته للعدوان والتدمير ومنعه من التقدم إلى مناطق أخرى لهدف تدميرها وإبادة سكانها، وحين تتوقف الحرب لا يبقى لنا أي نقاط وهذا العمل يدخل في إطار الدفاع عن النفس ومواجهة العدوان وهو حق مشروع مقدس ولا نستهدف به إخوتنا وأهلنا المواطنين إنما هو للهدف المذكور آنفاً.
• الهجمات التي حاول مسلحوكم تنفيذها للسيطرة على القصر الجمهوري وبعض المرافق في مدينة صعدة بماذا تفسرونها ولماذا تحاولون السيطرة على القصر الجمهوري؟
- القصر الجمهوري ليس هدفًا لذاته إنما يقع في خط التماس، فمواقع الجيش بعد هزائمه الكبيرة في كثير من المناطق وعودته إلى مدينة صعدة تتوزع بمحاذاة القصر الجمهوري والمطار والأمن المركزي وبمحاذاة هذه المواقع العسكرية تتوزع مواقع لنا لحصار الجيش ومنعه من مهاجمة المناطق الآهلة بالسكان في بقية المحافظة، وإلى الآن لم يحدث أن تمت عملية هجومية على القصر الجمهوري من جانبنا ويبقى خياراً مفتوحاً باعتبار أن القصر حالياً هو مقر عسكري تابع للفرقة الأولى مدرع. كما لم نقم بمهاجمة مرافق أخرى وإنما يتخذ الجيش من بعضها مواقع عسكرية والذي يتم استهدافه المواقع العسكرية التي تمارس العدوان عبر الهجوم والقصف من مواقعها فيتم الرد عليها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
23 / ذو القعدة / 1430هـ
رابط الجزء الأول من الحوار
http://www.annahar.com/content.php?table=arab&type=arab&priority=2&day=Tue
رابط الجزء الثاني من الحوار
http://www.annahar.com/content.php?priority=7&table=arab&type=arab&day=Wed
[/SIZE]