المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السنعوسي: 120 صحافياً «جواسيس» للنواب «المشاغبين» بنظام المكافأة



أمير الدهاء
11-11-2009, 05:22 PM
أكد في استجواب الملتقى الإعلامي العربي له أن سلبية المواطن أصابت المجتمع بأمراض عضال

أرجع وزير الإعلام السابق محمد السنعوسي التدهور التنموي الحادث في القطاعات المختلفة وتعطيلها ومنها الإعلام في الكويت الى ما اسماه «سلبية المواطن الكويتي»، حيث اعتبر السنعوسي ان هناك «حمى وظواهر لأمراض عديدة» سببها الاساسي راجع الى السلبية التي يعاني منها المجتمع الكويتي بكل شرائحه وقطاعاته، كما اعتبر ان الإعلام هو من يقود هذه الحمى سواء الفضائيات أو الصحافة، حيث قال «الإعلام والصحافة يتحملان مسؤولية ما يشتكي منه أهل الكويت وان الصحافة هي نتاج مجتمع سلبي، ولذلك تجد ان هناك تزاوجاً بين سلبية المواطن وتقصير وسائل الإعلام».

وتمنى السنعوسي خلال استضافته في الصالون الإعلامي لمناقشة أوضاع الإعلام الكويتي ومسيرته وانجازاته واخفاقاته من وجهة نظره وكذلك تجربته في الوزارة ان يكون هناك استجواب من قبل الإعلاميين الحاضرين في الصالون قائلا: تمنيت ان يكون هناك استجواب لي ولم يحدث واتمنى ان يحدث الليلة في الصالون الإعلامي.

وحدد السنعوسي نسبة تطور الإعلام الكويتي ونموه في الفترة السابقة بنسبة 50 % بينما وضع 60 % لتطور الاعلام العربي ككل حيث اكد على ان تطور الإعلام ونموه مرتبط بتطور الفرد داخل مجتمعه وبالتالي تطور المجتمع نفسه، مشيراً الى هذه المساحة من الحرية التي استطاع العالم العربي ان يحققها بشكل نسبي في الآونة الاخيرة وانعكاس ذلك على الحركة الإعلامية سواء من ناحية كثرة عدد الصحف أو الفضائيات الا ان هناك دائما سؤال يطرح نفسه وهو هل تؤدي وسائل الإعلام دورها بايجابية أم سلبية؟

وأكد السنعوسي ان ما يحدث في الكويت على مختلف الاصعدة هو بالأساس راجع الى تركيبة الشخصية الكويتية وان هذه الشخصية لا تعطي الايجابية المطلوبة لعملية النمو مشيراً الى انه على مدار سنوات طويلة لم نهتم ببناء الإنسان وتعليمه وتطويره، متسائلا: لماذا الجامعة عندنا بهذا الشكل؟! لماذا التعليم التطبيقي على هذا الوضع؟! لماذا لا نعلم ابناءنا الاندماج مع العالم المتقدم والانخراط في عالم ثورة المعلومات؟! لماذا يوجد في مجتمعنا شهادات مزورة؟!، مضيفاً: نحن نمر بمرحلة صعبة وبها الكثير من السلبيات وهذا كله ينعكس على الصحافة والإعلام فقد طغت علينا السلبية ويجب ان نفكر بعمق، هل نتوقف عن الشكوى؟!

وأشار السنعوسي الى ان هناك ما نستطيع ان نطلق عليهم «تجار الصحافة» مشيرا الى ان الكويت كمجتمع يسهل فيه جداً ان تسمى نفسك دكتور والكل سوف يناديك بالدكتور، معتبراً ذلك نوع من الفوضى التي تنعكس بالتالي على الصحافة الكويتية وانه عندما نشتكي لابد وان نشتكي من انفسنا اولا، ولابد من الاعتراف بشكل علمي سليم بأخطائنا وأوضاعنا كي نتمكن من التخلص منها.

واستكمل السنعوسي حديثه عن ما اسماهم بصحافي النواب بانه عندما كان وزيراً كان هناك ما يقارب الـ120 صحافياً يعملون لصالح مجموعة من النواب اسماهم بـ«المشاغبين» وان هؤلاء الصحافيين موظفون في هيئات اخرى ولكن النائب يجلبهم بنظام المكافأة، وبالتالي لا يتردد هؤلاء بان يكونوا جواسيس و«مباحث» لهذا النائب، ومثل بواقعة الشيك التي خرجت من بنك برقان وأثير حولها ما اثير الآن، مؤكداً على خطورة مثل هذه الاوضاع وضرورة مجابهة ومحاربة هذه الأوضاع.

وكعادة الصالون فقد وجه الامين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي عبدالله الخميس مجموعة من الاسئلة للضيف، وقد بدأها الخميس بسؤال حول قصة السنعوسي مع الوزارة، وقد اكد السنعوسي في بداية رده على ذلك بانه قد رفض العديد من المناصب التي كانت مناصباً اكبر من منصب الوزير وذلك حسب ما صرح لقد رفضت مناصباً اكبر من منصب الوزير، لانني لا اعمل الا في المجال الذي احبه، وانا منذ بداية حياتي لا اريد ان اكون موظفا انما احب التلفزيون، وعندما تبدأ عملك في التلفزيون منذ سنة 60 بكل تفاصيل هذا العمل فإنه من الصعب ان تتخلى عن هذا العمل وتتحول الى غيره بسهولة.

وأشار السنعوسي الى انه قد رفض الوزارة عندما عرضت عليه في بادئ الامر ولكن كان هناك ضغوطات من بعض الاشخاص الرفيعة المستوى من المقربين له كي يقبل بالمهمة، حيث قال: جاءني بلبنان وفد مكون من بعض الاشخاص الافاضل بغرض اقناعي بالموافقة على الوزارة وكنت لا اريد ان اكون موظفاً وبالذات وزيراً، فالوزارات في الكويت محرقة.

وحول ماسعى اليه السنعوسي من طموحات خاصة بالوزارة والعقبات التي واجهته كوزير اكد السنعوسي بأن اي وزير يستطيع ان يحقق لوزارته كل مايطمح اليه ولكن بشرط ان يستطيع الوزير ادارة المعارك اما اذا كان الوزير يطبطب او يحايل او يخشى فلن يستطيع ان يفعل شيء او يحقق اي طموح.

وفي رده على المداخلة الاعلامية نظيرة العوضي قال السنعوسي لقد كشفت الكثير من الفوضى وكان هناك عدد من المخرجين كانو لا يداومون في الوزارة ويعملون في جهات اخرى واستطرد السنعوسي كان الفساد ينخر في قطاعات الاعلام وليس عندي ملاوعة ولا لعب في هذه الامور ولم ابعد احد يستحق ان يبقى.

وقد اكد السنعوسي على ان مصطلح الانهزام لا وجود له في قاموس حياته ولكن كانت هناك بعض الظروف التي حالت دون استمراره ولم يشأ السنعوسي ان يفصح عن هذه الظروف والملابسات التي ادت به الى الاستقالة من منصبه.

وشدد السنعوسي بأنه لا يقبل المساومات ولم يقبلها يوما حيث قال جاءني احد اعضاء مجلس الأمة حينما كنت وزيرا وكان مصطحبا شخصا معه وطلب مني بالحرف تعيين هذا الشخص مدير!! مضيفا ان هذه مساومات صريحة لا اقبلها ابدا.

وفيما يتعلق بقصة شوبيز فقد اكد السنعوسي على انه عندما دخل الوزارة فانه دخلها من خلفية اقتصادية وكانت له مشاريعه الخاصة ولكنه ترك مشاريعه واهمل أعماله الخاصة من اجل الوفاء بالتزامات منصبه كوزير، كما أكد على ان ماحدث في هذا الموضوع «شوبيز» هو بمثابة ظلم وطعنة بخنجر في الظهر، فشوبيز لم يكن ضمن قائمة الــb.o.t ولكنه ادخل الى قائمة الـb.o.t تعمدا وانه قد تم تسييس هذه القضية.

وقد تساءل صالح السعيد حول الاجواء داخل مجلس الوزراء وهل هناك اجواء داخل المجلس تساعد على العمل من اجل التطوير؟

وقد اجابه السنعوسي بأن الوزير الذي يريد ان يعمل في الكويت عليه ان يكون جاهزا للدخول في معارك، وعليه ان لا يبالي الا بالإصلاح والقانون وعندما دخلت الوزارة دخلت بثقافة جديدة تهدف الى ان تكون الوزارة وزارة تتسم بالقوة.

وحول حمى الاستجوابات فقد شدد السنعوسي على ضرورة تقييم الاستجواب هل يفيد البلد حقا ام ان الحق الدستوري في الاستجواب يستخدم للاستعراض المسرحي. بينما وجهت الاعلامية دينا الطراح عتابا للسنعوسي على انه كان هناك آمالا كبيرة عقدت على توليه الوزارة ورغم ذلك جاءت استقالته سريعة وطالبته بأنه لو عرضت عليه الوزارة مرة اخرى فليقبلها من اجل الاعلام وتطويره بينما جاوبها السنعوسي مازحا لن تعرض علي الوزارة ثانية.

وحول قانون المرئي والمسموع فقد اكد السنعوسي على انه كان له ملاحظات على القانون وان القانون قد «طبخ» بسرعة وهذه السرعة هي السبب في ثغراته مبديا معارضته الشديدة للاحتكار وان الاحتكار ليس انصافا مشددا على ضرورة وجود المنافسة من اجل التطوير.