جمال
09-07-2004, 01:11 AM
قم (إيران): نزيلة فاتح
أنهى رجل الدين الشيعي المقيم في إيران والذي كان مرجعا لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر علاقته بالأخير وسحب علنا دعمه له.
وكان آية الله كاظم الحائري قد شجع المعارضة المسلحة لميليشيا الصدر والمعروفة باسم «جيش المهدي» ضد صدام حسين والقوات التي تقودها الأمم المتحدة في العراق. لكن آية الله الحائري الذي له أواصر قوية بأعلى رجال الدين المحافظين في إيران بدأ يقصي نفسه من مُقلده منذ عام وهو الآن من الدعاة المبشرين للسلام.
وقال في تصريح بعد وقوع المواجهة بين ميليشيا الصدر والقوات الأميركية في الشهر الماضي بمدينة النجف «أنا أدين الأحداث التي تجري في العراق وأنصح الطرفين، الحكومة العراقية وجيش المهدي لحل خلافاتهما بدون تدخل الآخرين».
وآية الله الحائري عراقي وذهب إلى مدينة قم لغرض الدراسة سنة 1973 وهو الذي عين الصدر كي يكون ممثله في أداء صلاة الجمعة في مدينة الكوفة بعد سقوط نظام صدام حسين.
وقال في الشهر الماضي مصطفى أخو آية الله الحائري «ما عاد مقتدى يمثله». ويدير مصطفى مكتب أخيه في مدينة قم الإيرانية. وعلى موقعه الإنترنتي أنكر الحائري دعمه للصدر وقال إن نزع عنه موقعه. وأضاف الحائري أن «تشكيل جيش المهدي ليس بناء على أوامرنا».
وجاءت أول علامة على تبديل موقف آية الله الحائري من مقتدى الصدر في أغسطس 2003 حينما أخبر علي رضا شاكر المحلل والصحافي في طهران أنه على الرغم من معارضته لوجود القوات الأميركية في العراق فإنه قلق حول «توقيت ومكان» انتفاضة الصدر. وقال شاكر في مقابلة معه «إنه يريد أن يبقى قادرا على لعب دور في مستقبل العراق لذلك فهو يريد أن يحتفظ باسم جيد لنفسه».
وقال الصحافي شاكر إنه حينما زار آية الله الحائري قبل عام واحد في مكتبه كان هناك عدد من أنصار مقتدى الصدر الذين جاءوا من العراق فأثاروا فوضى في مكتبه، ويبدو أن ذلك كان رد فعل على مسعاه لإقصاء نفسه عن الصدر. وسمع شاكر أحد العراقيين وهو يواصل الصراخ «إنك خائن».
وهناك الآن حماية مكثفة عند مكتب آية الله الحائري في مدينة قم. وهو حاليا يتوجه إلى فناء المكتب الخلفي بحذر مع حارسه الذي هو من قوة الحرس الثوري المتشددة ويرفض التحدث مع الصحافيين.
وهرب آية الله الحائري، 68 سنة، من العراق بعد أن بدأت حكومة صدام حسين بطرد العراقيين الذين هم من أصل إيراني. وليس واضحا إن كان قد ولد في إيران أو العراق لكن جده كان إيرانيا. ودرّس الدين في مدرسته بمدينة قم لفترة طويلة، وهو مؤلف لعدة كتب حول الشريعة الإسلامية. لكنه أصبح معروفا بشكل أفضل بين الناس بعد أن بدأ الصدر انتفاضته في العراق.
وآية الله الحائري من أنصار إقامة دولة إسلامية في العراق على عكس آية الله العظمى علي السيستاني الذي يفضل فصل الدين عن الدولة. وكان يفضل المعارضة المسلحة لنظام صدام حسين وجمعت فتاواه في كتاب يحمل عنوان «مسألة المعارضة المسلحة». لكن مكتبه يرفض إعطاء نسخ من كتابه هذه الأيام. وقال مصطفى الحائري «الكتاب لا قيمة له بعد سقوط صدام حسين».
وطور آية الله الحائري علاقات متينة مع المسؤولين الإيرانيين خلال السنوات السابقة، وهو عضو في المجلس الذي يمنح الأهلية لمن يريد الانتماء إلى «مجلس الخبراء» المسؤول عن الإشراف على تصرف المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي. وهو عضو أيضا في جمعية أساتذة قم المعروفة بتشددها.
مع ذلك فإن موقف إيران تجاه الصدر غير واضح، فهي قالت رسميا إنها تريد تحقق الاستقرار في العراق ولا تدعم أي ميليشيا مسلحة. لكن المحللين السياسيين الإيرانيين يقولون مع ذلك إن إيران قد تريد خفية تغذية العنف في العراق لمنع تشكيل مركز شيعي قوي في النجف يسحب الأضواء من القيادة الدينية في مدينة قم الإيرانية.
كذلك أقصى معظم رجال الدين المستقلين في قم أنفسهم من الصدر حول موضوع القتال في النجف حيث يقع ضريح الإمام علي.
وقال حجة الإسلام هادي قابل من قم بعد أن ألحقت رصاصة بقبة ضريح الإمام علي في النجف، إن مكتب السيستاني في طهران أخبر رجال الدين في قم إن الرصاصة جاءت من موقع يختفي فيه عدد من رجال الصدر. وقال إن عددا من رجال الدين الكبار في النجف كتبوا رسالة يوبخون رجال الدين في قم لدعمهم الصدر. وقال قابل إن «الأخبار كان لها تأثير سلبي كبير في قم مما جعل آية الله الحائري سحب دعمه لمقتدى الصدر».
*خدمة «نيويورك تايمز»
http://www.asharqalawsat.com/view/news/2004,09,06,253987.html
أنهى رجل الدين الشيعي المقيم في إيران والذي كان مرجعا لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر علاقته بالأخير وسحب علنا دعمه له.
وكان آية الله كاظم الحائري قد شجع المعارضة المسلحة لميليشيا الصدر والمعروفة باسم «جيش المهدي» ضد صدام حسين والقوات التي تقودها الأمم المتحدة في العراق. لكن آية الله الحائري الذي له أواصر قوية بأعلى رجال الدين المحافظين في إيران بدأ يقصي نفسه من مُقلده منذ عام وهو الآن من الدعاة المبشرين للسلام.
وقال في تصريح بعد وقوع المواجهة بين ميليشيا الصدر والقوات الأميركية في الشهر الماضي بمدينة النجف «أنا أدين الأحداث التي تجري في العراق وأنصح الطرفين، الحكومة العراقية وجيش المهدي لحل خلافاتهما بدون تدخل الآخرين».
وآية الله الحائري عراقي وذهب إلى مدينة قم لغرض الدراسة سنة 1973 وهو الذي عين الصدر كي يكون ممثله في أداء صلاة الجمعة في مدينة الكوفة بعد سقوط نظام صدام حسين.
وقال في الشهر الماضي مصطفى أخو آية الله الحائري «ما عاد مقتدى يمثله». ويدير مصطفى مكتب أخيه في مدينة قم الإيرانية. وعلى موقعه الإنترنتي أنكر الحائري دعمه للصدر وقال إن نزع عنه موقعه. وأضاف الحائري أن «تشكيل جيش المهدي ليس بناء على أوامرنا».
وجاءت أول علامة على تبديل موقف آية الله الحائري من مقتدى الصدر في أغسطس 2003 حينما أخبر علي رضا شاكر المحلل والصحافي في طهران أنه على الرغم من معارضته لوجود القوات الأميركية في العراق فإنه قلق حول «توقيت ومكان» انتفاضة الصدر. وقال شاكر في مقابلة معه «إنه يريد أن يبقى قادرا على لعب دور في مستقبل العراق لذلك فهو يريد أن يحتفظ باسم جيد لنفسه».
وقال الصحافي شاكر إنه حينما زار آية الله الحائري قبل عام واحد في مكتبه كان هناك عدد من أنصار مقتدى الصدر الذين جاءوا من العراق فأثاروا فوضى في مكتبه، ويبدو أن ذلك كان رد فعل على مسعاه لإقصاء نفسه عن الصدر. وسمع شاكر أحد العراقيين وهو يواصل الصراخ «إنك خائن».
وهناك الآن حماية مكثفة عند مكتب آية الله الحائري في مدينة قم. وهو حاليا يتوجه إلى فناء المكتب الخلفي بحذر مع حارسه الذي هو من قوة الحرس الثوري المتشددة ويرفض التحدث مع الصحافيين.
وهرب آية الله الحائري، 68 سنة، من العراق بعد أن بدأت حكومة صدام حسين بطرد العراقيين الذين هم من أصل إيراني. وليس واضحا إن كان قد ولد في إيران أو العراق لكن جده كان إيرانيا. ودرّس الدين في مدرسته بمدينة قم لفترة طويلة، وهو مؤلف لعدة كتب حول الشريعة الإسلامية. لكنه أصبح معروفا بشكل أفضل بين الناس بعد أن بدأ الصدر انتفاضته في العراق.
وآية الله الحائري من أنصار إقامة دولة إسلامية في العراق على عكس آية الله العظمى علي السيستاني الذي يفضل فصل الدين عن الدولة. وكان يفضل المعارضة المسلحة لنظام صدام حسين وجمعت فتاواه في كتاب يحمل عنوان «مسألة المعارضة المسلحة». لكن مكتبه يرفض إعطاء نسخ من كتابه هذه الأيام. وقال مصطفى الحائري «الكتاب لا قيمة له بعد سقوط صدام حسين».
وطور آية الله الحائري علاقات متينة مع المسؤولين الإيرانيين خلال السنوات السابقة، وهو عضو في المجلس الذي يمنح الأهلية لمن يريد الانتماء إلى «مجلس الخبراء» المسؤول عن الإشراف على تصرف المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي. وهو عضو أيضا في جمعية أساتذة قم المعروفة بتشددها.
مع ذلك فإن موقف إيران تجاه الصدر غير واضح، فهي قالت رسميا إنها تريد تحقق الاستقرار في العراق ولا تدعم أي ميليشيا مسلحة. لكن المحللين السياسيين الإيرانيين يقولون مع ذلك إن إيران قد تريد خفية تغذية العنف في العراق لمنع تشكيل مركز شيعي قوي في النجف يسحب الأضواء من القيادة الدينية في مدينة قم الإيرانية.
كذلك أقصى معظم رجال الدين المستقلين في قم أنفسهم من الصدر حول موضوع القتال في النجف حيث يقع ضريح الإمام علي.
وقال حجة الإسلام هادي قابل من قم بعد أن ألحقت رصاصة بقبة ضريح الإمام علي في النجف، إن مكتب السيستاني في طهران أخبر رجال الدين في قم إن الرصاصة جاءت من موقع يختفي فيه عدد من رجال الصدر. وقال إن عددا من رجال الدين الكبار في النجف كتبوا رسالة يوبخون رجال الدين في قم لدعمهم الصدر. وقال قابل إن «الأخبار كان لها تأثير سلبي كبير في قم مما جعل آية الله الحائري سحب دعمه لمقتدى الصدر».
*خدمة «نيويورك تايمز»
http://www.asharqalawsat.com/view/news/2004,09,06,253987.html