جمال
11-07-2009, 08:11 AM
السياسي والكاتب العراقي حسن العلوي في جمعية الصحافيين: أبلغت الكويت أن صدام سيغزوكم!
كتب طارق العيدان: القبس
المؤكد ان الكويت لم تكن في يوم من الايام عراقية، ولن تكون ابدا.
مثل هذه الحقيقة الناصعة كررها مساء امس الاول السياسي والكاتب العراقي د. حسن العلوي في ندوة «التأثيرات الاقليمية في الانتخابات البرلمانية العراقية»، التي استضافتها جمعية الصحافيين الكويتية.
في هذه الندوة افاض العلوي في الحديث عن فكرة ضم الكويت التي رددها اكثر من رئيس عراقي، مجددا التأكيد على ان الكويت ليست عراقية، وظلت كذلك طوال التاريخ، لان الحدود العراقية تنتهي بعد حدود نهري دجلة والفرات، ولم يكن هناك شط العرب، وكانت الارض تتبع السومريين والبابليين، وبعدها بفترة تشكل شط العرب، ولا علاقة له بالكويت، اما العراق الاسلامي، الذي فتحه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، فكان يسمى بارض السواد، وتنتهي حدود ارض السواد عند منطقة الفاو حاليا، ويسمى ما بعدها بشبه الجزيرة، وبهذا فان الكويت مجددا ليست عراقية.
الكويت سنية
واشار الى انه لو كانت الكويت عراقية لاصبحت شيعية، نظرا لتواجد اعداد كبيرة من الشيعة في مدينة البصرة، وهي الاقرب للكويت، وبهذا فانها كانت سوف تسعى الى الانتقال للكويت، الا ان هذا لم يحدث، مما يؤكد ان الكويت ليست عراقية، وان الكويت دولة سنية، كما ان المناخ السائد للسنة هو البر، وهجرة القبائل البدوية لا تمكنها ان تتحول الى المذهب الشيعي، ببساطة لان الشيعة يميلون الى العيش في المناطق الطينية من الارض.
واستذكر العلوي فكرة ضم الكويت للعراق التي يتبناها حكام العراق، وقال انه سمع في الراديو اثناء فترة اعتقاله في السجن حديثا خطيرا للرئيس العراقي الاسبق عبد الكريم قاسم يقول فيه ان اعلان الكويت في 19 يونيو استقلالها من طرف واحد خاطئ وغير قانوني وباطل، لان الكويت عراقية وانه قرر تعيين الشيخ عبدالله السالم قائم مقام في الكويت، وعلى الرغم من كاريكاتيرية القرار، فانه لم يعط الحكم لشخص عادي مثل علاء حسين إبان حكم صدام حسين! ومن بعدها توالت الاحداث بشأن فكرة الضم لدى القادة في العراق.
وتابع العلوي ان مسؤول السجن طلب منه الرد على اقاويل الرئيس قاسم، وانه في السجن كان يتمتع بحرية كبيرة وان رده كان الكويت ليست عراقية، وان تحجج البعض بفكرة الوحدة العربية، فإن ما فعله عبد الكريم قاسم او صدام حسين هو ضم وليس وحدة وتم ترويج موقفي ودخل في اجندة الحزب البعثي، وكان رئيس الوزراء العراقي اثناء اعتقالنا قد ارسل برسالة اعتراف الى منظمة الامم المتحدة تفيد باستقلالية الكويت، وعلى اثرها حصلت الكويت على عضويتها في المنظمة برقم 111، ونالت على اثرها اعترافا رسمياً باستقلالها، اي ان البعثيين تقدموا بالاعتراف بالكويت واعترافها.
أقاويل خاطئة
ونفى العلوي بشدة الاقاويل التي تقول ان الكويت دفعت مبلغ 30 مليون دولار الى الرئيس العراقي السابق احمد حسن البكر، مؤكدا ان الرئيس البكر لا يمتلك حسابا بنكيا خاصا، وان الرئيسين البكر وقاسم ماتا فقيرين ولم يرثا اموالا طائلة وان الشيء الوحيد الذي ورثاه لاسرهما كان بيوتهما فقط.
وقال العلوي انه فكر لمدة طويلة في الخروج من العراق، خاصة بعد ان باح له صدام بفكرة ان الكويت عراقية وانه في احدى زياراته الى الكويت قابل الشيخ سعد العبدالله، وفي اثناء حديثه ابلغه بنية الخروج من العراق، وان الشيخ سعد كان اول من ابلغه بالخروج من العراق.
ولفت الى انه ابلغ الكويت بافكار صدام الاخيرة، محذرا ان في حالة عدم توصل الكويت والعراق الى حل مثالي يرضي الطرفين خلال الحرب العراقية ــ الايرانية فإنه سوف يغزو الكويت وهذا ما حدث فعلا.
فكرة الضم
ولفت الى أن فكرة ضم الكويت لم تكن موجودة في عقل الحزب البعثي في الأساس، وكانت المرة الأولى التي صارحني بها «صديقي» صدام حسين كانت في 1976، بعد استلامي ملف الكويت في وزارة الخارجية العراقية بــ6 سنوات، حينها اصطحبني الرئيس صدام الى مقر السفارة الكويتية، وكانت هناك أعداد كبيرة من العراقيين نائمين أمام مقر السفارة، وكانت الكويت ترفض منحهم التأشيرات لدخول أراضيها، وقال لي «هل يرضيك هذا الحال؟»، فأجبته قائلاً «علينا أن نوطد علاقتنا معهم عبر ترسيم الحدود، ونأخذ حصة منهم لاعادة اعمار البصرة، ونوقع اتفاقية، وبهذا فإننا سنمتص البطالة التي نعانيها». لكن رد صدام كان مخيفاً عندما اجابني بقوله «هذا كل طموحك، أن نعمل معهم، هؤلاء ما ينفع نشتغل معهم، الباقين ممكن نتعاون، ولكن الكويت مالتنا».
الانتخابات
وأضاف أن هناك ست دول تؤثر في العملية الانتخابية العراقية، وأن ايران لن يؤثر فيها الأسلوب الأميركي الطامح الى المزيد من عزلة الايرانيين دوليا، بل أن الايرانيين يدفعون بذلك الشيء، مشيراً الى أن ايران تتبع السياسة الصينية واليابانية في هذا الجانب، وهي ناجحة في تطبيقها، وهذه الحضارة تنمو لا بالاتصال وانما بالانقطاع، وليس بالتفاعل مع الحضارات وانما بالاعتكاف عنها.
وأوضح العلوي أن حضارة العزلة تنمي الثقة الذاتية للشعوب باعتمادها على القومية ذاتها، ولهذا أقامت الصين سورها العظيم، أما ايران فقد يكون سورها من نوع آخر، وهي صعوبة أن يتعايش مع المجتمع الفارسي شعب آخر يأخذ السمات ذاتها، ولهذا بقي الأكراد في بلاد فارس والعرب والبلوش والتركمان بعيدين عن التجانس الاجتماعي، مشيراً الى أنه على المستوى السياسي واجه العالم حضارة العزلة الصينية على أشدها بعد ثورتها الشيوعية التي قادها ماوتس تونغ، وزاد هذه العزلة أن الأمم المتحدة لم تعترف بها، وكان مقعد الصين في مجلس الأمن يشغل من قبل مندوب تايواني، لكن الرئيس الأميركي السابق نيكسون انتبه في وقت مبكر الى خطورة العزل الصيني، فأقدم على الاعتراف بها، وبهذا يكون قد كسر العزلة، وعلى أساس ذلك فإن الصين لم تستخدم حق الفيتو على أي قرار أميركي.
بؤر ايرانية في العراق
وزاد أن قوة ايران في عزلتها، وأن الدعوة الى حصارها انما هي استجابة لشرط من شروط وجودها ونجاحها، مشيراً الى أن ايران تفضل العراق ليكون الميدان للبؤر الثورية الايرانية والمشاكسة للأمم المتحدة وأميركا بالذات، مستفيدة من فهم واسع ودراسة مفصلة للواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، أما الجانب السيكولوجي بشعور ايران بضرورة الثأر من هزيمتها أمام الجيش العراقي في حرب الخليج الأولى، أمام دولة أصغر منها، فيمكن أن يكون هو الأساس الذي بنيت عليه علاقة ايران وسياستها في المنطقة، فهذا الخصم يجب الانتهاء منه حتى لا تقوم له قائمة، وهو في أضعف مراحله التاريخية.
السياسة الكويتية
وعن السياسة الكويتية اتجاه العراق، أكد العلوي أن الاستراتيجية الكويتية ازاء العراق هي درء الأذى ودفع الشر، وهذه سياسة عملت بها الكويت منذ وفاة الشيخ مبارك الكبير، ولم تتغير حتى الوقت الحالي، والذي دفع الى هذه السياسة هو نمو المنطقة وظهور الدول من جانبها، بينما هي في قيد الاستعمار البريطاني، ويمكن الشعور بالمرونة والدبلوماسية من خلال قراءة رسائل الشيخ أحمد الجابر، أن السياسة الكويتية لا تزال تعمل وفق الطريقة السابقة، ولكن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد زاد عليها لأنه أمضى في البيئة الدبلوماسية نصف قرن، وانعكس ذلك على سياسته الداخلية المنفتحة.
ولفت الى ضرورة أن تقوم الكويت برسم استراتيجية مستقبلية في العراق، عبر تخفيف الديون عنه، مشيراً الى أنه على الكويت التدخل في الساحة المحلية العراقية لازالة فكرة الضم من عقول العراقيين، وأن الكثير من المرشحين العراقيين للبرلمان القادم يستخدمون الكويت وفكرة ضمها لكسب الأصوات، ومنهم رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي!
إيران تدعم سنة العراق أيضا!
قال العلوي ان ايران تستخدم نظرية تعدد المحاور في علاقاتها مع القوى الاجتماعية والكتل السياسية في العراق، ويقضي هذا المبدأ بأن تمد ايران دعمها ومساندتها لمحاور ربما تكون متناقضة او متقاتلة في العراق، ومن الخطأ البالغ الذي يتكرر في اعلامنا انها تدعم الشيعة فقط، فان عددا من المنظمات والعشائر والكتل السياسية السنية تتلقى دعما مباشرا من ايران، لا بل ان سنة السلطة الحالية قد لا يأخذون أماكنهم في رئاسة الجمهورية أو مجلس النواب دون مباركة إيرانية تحصل في بغداد أو في طهران، لكن الثابت ان ايران تحرص على ان يكون القرار العراقي شيعيا.
إيران وأميركا والبعث!
أكد العلوي أن ثلاث جهات قوية ستفرض هيمنتها على الانتخابات البرلمانية العراقية، لافتا إلى ان إيران دعت الأطراف الشيعية إلى التوحد في قوائم منتشرة في انحاء العراق، بينما القوائم السنية متناثرة وضعيفة.
وأوضح أن موقف حزب البعث قوي خلال الانتخابات المقبلة، وتتفاوض الولايات المتحدة الأميركية في الوقت الحالي معه، لأنها ترى ان عودة البعث يعني استقرار العراق، ولكن الحزب الآن بلا أسنان وبلا أنياب.
سوريا الذكية
أكد العلوي ان الاستراتيجية السورية للعراق تكمن في قوتها المسيطرة على الحدود الحمراء الخمس، والتي تستمد من خلالها قوتها الدولية، مشيراً الى انها تستقبل الارهابيين وتدخلهم الى العراق، مما آذى الاميركيين في العراق، وجعل الطرف الاميركي يلجأ للتفاوض مع سوريا.
وقال ان سوريا تستفيد جداً من سيطرتها على الحدود الحمراء، ولا تعطي العراق اي اهمية، بيد انها ترى في لبنان سيادتها، وبذلك فانها تستخدم الحدود لفرض حقوقها ومطالبها على الغرب، وهي طريقة ذكية جداً.
كتب طارق العيدان: القبس
المؤكد ان الكويت لم تكن في يوم من الايام عراقية، ولن تكون ابدا.
مثل هذه الحقيقة الناصعة كررها مساء امس الاول السياسي والكاتب العراقي د. حسن العلوي في ندوة «التأثيرات الاقليمية في الانتخابات البرلمانية العراقية»، التي استضافتها جمعية الصحافيين الكويتية.
في هذه الندوة افاض العلوي في الحديث عن فكرة ضم الكويت التي رددها اكثر من رئيس عراقي، مجددا التأكيد على ان الكويت ليست عراقية، وظلت كذلك طوال التاريخ، لان الحدود العراقية تنتهي بعد حدود نهري دجلة والفرات، ولم يكن هناك شط العرب، وكانت الارض تتبع السومريين والبابليين، وبعدها بفترة تشكل شط العرب، ولا علاقة له بالكويت، اما العراق الاسلامي، الذي فتحه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، فكان يسمى بارض السواد، وتنتهي حدود ارض السواد عند منطقة الفاو حاليا، ويسمى ما بعدها بشبه الجزيرة، وبهذا فان الكويت مجددا ليست عراقية.
الكويت سنية
واشار الى انه لو كانت الكويت عراقية لاصبحت شيعية، نظرا لتواجد اعداد كبيرة من الشيعة في مدينة البصرة، وهي الاقرب للكويت، وبهذا فانها كانت سوف تسعى الى الانتقال للكويت، الا ان هذا لم يحدث، مما يؤكد ان الكويت ليست عراقية، وان الكويت دولة سنية، كما ان المناخ السائد للسنة هو البر، وهجرة القبائل البدوية لا تمكنها ان تتحول الى المذهب الشيعي، ببساطة لان الشيعة يميلون الى العيش في المناطق الطينية من الارض.
واستذكر العلوي فكرة ضم الكويت للعراق التي يتبناها حكام العراق، وقال انه سمع في الراديو اثناء فترة اعتقاله في السجن حديثا خطيرا للرئيس العراقي الاسبق عبد الكريم قاسم يقول فيه ان اعلان الكويت في 19 يونيو استقلالها من طرف واحد خاطئ وغير قانوني وباطل، لان الكويت عراقية وانه قرر تعيين الشيخ عبدالله السالم قائم مقام في الكويت، وعلى الرغم من كاريكاتيرية القرار، فانه لم يعط الحكم لشخص عادي مثل علاء حسين إبان حكم صدام حسين! ومن بعدها توالت الاحداث بشأن فكرة الضم لدى القادة في العراق.
وتابع العلوي ان مسؤول السجن طلب منه الرد على اقاويل الرئيس قاسم، وانه في السجن كان يتمتع بحرية كبيرة وان رده كان الكويت ليست عراقية، وان تحجج البعض بفكرة الوحدة العربية، فإن ما فعله عبد الكريم قاسم او صدام حسين هو ضم وليس وحدة وتم ترويج موقفي ودخل في اجندة الحزب البعثي، وكان رئيس الوزراء العراقي اثناء اعتقالنا قد ارسل برسالة اعتراف الى منظمة الامم المتحدة تفيد باستقلالية الكويت، وعلى اثرها حصلت الكويت على عضويتها في المنظمة برقم 111، ونالت على اثرها اعترافا رسمياً باستقلالها، اي ان البعثيين تقدموا بالاعتراف بالكويت واعترافها.
أقاويل خاطئة
ونفى العلوي بشدة الاقاويل التي تقول ان الكويت دفعت مبلغ 30 مليون دولار الى الرئيس العراقي السابق احمد حسن البكر، مؤكدا ان الرئيس البكر لا يمتلك حسابا بنكيا خاصا، وان الرئيسين البكر وقاسم ماتا فقيرين ولم يرثا اموالا طائلة وان الشيء الوحيد الذي ورثاه لاسرهما كان بيوتهما فقط.
وقال العلوي انه فكر لمدة طويلة في الخروج من العراق، خاصة بعد ان باح له صدام بفكرة ان الكويت عراقية وانه في احدى زياراته الى الكويت قابل الشيخ سعد العبدالله، وفي اثناء حديثه ابلغه بنية الخروج من العراق، وان الشيخ سعد كان اول من ابلغه بالخروج من العراق.
ولفت الى انه ابلغ الكويت بافكار صدام الاخيرة، محذرا ان في حالة عدم توصل الكويت والعراق الى حل مثالي يرضي الطرفين خلال الحرب العراقية ــ الايرانية فإنه سوف يغزو الكويت وهذا ما حدث فعلا.
فكرة الضم
ولفت الى أن فكرة ضم الكويت لم تكن موجودة في عقل الحزب البعثي في الأساس، وكانت المرة الأولى التي صارحني بها «صديقي» صدام حسين كانت في 1976، بعد استلامي ملف الكويت في وزارة الخارجية العراقية بــ6 سنوات، حينها اصطحبني الرئيس صدام الى مقر السفارة الكويتية، وكانت هناك أعداد كبيرة من العراقيين نائمين أمام مقر السفارة، وكانت الكويت ترفض منحهم التأشيرات لدخول أراضيها، وقال لي «هل يرضيك هذا الحال؟»، فأجبته قائلاً «علينا أن نوطد علاقتنا معهم عبر ترسيم الحدود، ونأخذ حصة منهم لاعادة اعمار البصرة، ونوقع اتفاقية، وبهذا فإننا سنمتص البطالة التي نعانيها». لكن رد صدام كان مخيفاً عندما اجابني بقوله «هذا كل طموحك، أن نعمل معهم، هؤلاء ما ينفع نشتغل معهم، الباقين ممكن نتعاون، ولكن الكويت مالتنا».
الانتخابات
وأضاف أن هناك ست دول تؤثر في العملية الانتخابية العراقية، وأن ايران لن يؤثر فيها الأسلوب الأميركي الطامح الى المزيد من عزلة الايرانيين دوليا، بل أن الايرانيين يدفعون بذلك الشيء، مشيراً الى أن ايران تتبع السياسة الصينية واليابانية في هذا الجانب، وهي ناجحة في تطبيقها، وهذه الحضارة تنمو لا بالاتصال وانما بالانقطاع، وليس بالتفاعل مع الحضارات وانما بالاعتكاف عنها.
وأوضح العلوي أن حضارة العزلة تنمي الثقة الذاتية للشعوب باعتمادها على القومية ذاتها، ولهذا أقامت الصين سورها العظيم، أما ايران فقد يكون سورها من نوع آخر، وهي صعوبة أن يتعايش مع المجتمع الفارسي شعب آخر يأخذ السمات ذاتها، ولهذا بقي الأكراد في بلاد فارس والعرب والبلوش والتركمان بعيدين عن التجانس الاجتماعي، مشيراً الى أنه على المستوى السياسي واجه العالم حضارة العزلة الصينية على أشدها بعد ثورتها الشيوعية التي قادها ماوتس تونغ، وزاد هذه العزلة أن الأمم المتحدة لم تعترف بها، وكان مقعد الصين في مجلس الأمن يشغل من قبل مندوب تايواني، لكن الرئيس الأميركي السابق نيكسون انتبه في وقت مبكر الى خطورة العزل الصيني، فأقدم على الاعتراف بها، وبهذا يكون قد كسر العزلة، وعلى أساس ذلك فإن الصين لم تستخدم حق الفيتو على أي قرار أميركي.
بؤر ايرانية في العراق
وزاد أن قوة ايران في عزلتها، وأن الدعوة الى حصارها انما هي استجابة لشرط من شروط وجودها ونجاحها، مشيراً الى أن ايران تفضل العراق ليكون الميدان للبؤر الثورية الايرانية والمشاكسة للأمم المتحدة وأميركا بالذات، مستفيدة من فهم واسع ودراسة مفصلة للواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، أما الجانب السيكولوجي بشعور ايران بضرورة الثأر من هزيمتها أمام الجيش العراقي في حرب الخليج الأولى، أمام دولة أصغر منها، فيمكن أن يكون هو الأساس الذي بنيت عليه علاقة ايران وسياستها في المنطقة، فهذا الخصم يجب الانتهاء منه حتى لا تقوم له قائمة، وهو في أضعف مراحله التاريخية.
السياسة الكويتية
وعن السياسة الكويتية اتجاه العراق، أكد العلوي أن الاستراتيجية الكويتية ازاء العراق هي درء الأذى ودفع الشر، وهذه سياسة عملت بها الكويت منذ وفاة الشيخ مبارك الكبير، ولم تتغير حتى الوقت الحالي، والذي دفع الى هذه السياسة هو نمو المنطقة وظهور الدول من جانبها، بينما هي في قيد الاستعمار البريطاني، ويمكن الشعور بالمرونة والدبلوماسية من خلال قراءة رسائل الشيخ أحمد الجابر، أن السياسة الكويتية لا تزال تعمل وفق الطريقة السابقة، ولكن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد زاد عليها لأنه أمضى في البيئة الدبلوماسية نصف قرن، وانعكس ذلك على سياسته الداخلية المنفتحة.
ولفت الى ضرورة أن تقوم الكويت برسم استراتيجية مستقبلية في العراق، عبر تخفيف الديون عنه، مشيراً الى أنه على الكويت التدخل في الساحة المحلية العراقية لازالة فكرة الضم من عقول العراقيين، وأن الكثير من المرشحين العراقيين للبرلمان القادم يستخدمون الكويت وفكرة ضمها لكسب الأصوات، ومنهم رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي!
إيران تدعم سنة العراق أيضا!
قال العلوي ان ايران تستخدم نظرية تعدد المحاور في علاقاتها مع القوى الاجتماعية والكتل السياسية في العراق، ويقضي هذا المبدأ بأن تمد ايران دعمها ومساندتها لمحاور ربما تكون متناقضة او متقاتلة في العراق، ومن الخطأ البالغ الذي يتكرر في اعلامنا انها تدعم الشيعة فقط، فان عددا من المنظمات والعشائر والكتل السياسية السنية تتلقى دعما مباشرا من ايران، لا بل ان سنة السلطة الحالية قد لا يأخذون أماكنهم في رئاسة الجمهورية أو مجلس النواب دون مباركة إيرانية تحصل في بغداد أو في طهران، لكن الثابت ان ايران تحرص على ان يكون القرار العراقي شيعيا.
إيران وأميركا والبعث!
أكد العلوي أن ثلاث جهات قوية ستفرض هيمنتها على الانتخابات البرلمانية العراقية، لافتا إلى ان إيران دعت الأطراف الشيعية إلى التوحد في قوائم منتشرة في انحاء العراق، بينما القوائم السنية متناثرة وضعيفة.
وأوضح أن موقف حزب البعث قوي خلال الانتخابات المقبلة، وتتفاوض الولايات المتحدة الأميركية في الوقت الحالي معه، لأنها ترى ان عودة البعث يعني استقرار العراق، ولكن الحزب الآن بلا أسنان وبلا أنياب.
سوريا الذكية
أكد العلوي ان الاستراتيجية السورية للعراق تكمن في قوتها المسيطرة على الحدود الحمراء الخمس، والتي تستمد من خلالها قوتها الدولية، مشيراً الى انها تستقبل الارهابيين وتدخلهم الى العراق، مما آذى الاميركيين في العراق، وجعل الطرف الاميركي يلجأ للتفاوض مع سوريا.
وقال ان سوريا تستفيد جداً من سيطرتها على الحدود الحمراء، ولا تعطي العراق اي اهمية، بيد انها ترى في لبنان سيادتها، وبذلك فانها تستخدم الحدود لفرض حقوقها ومطالبها على الغرب، وهي طريقة ذكية جداً.