مجاهدون
10-27-2009, 12:29 AM
محمد العوضي - الراي
يوم الاربعاء المقبل يفتتح معرض الكتاب الدولي في الكويت، ومعارض الكتب تمثل اروع سياحة لعشاق المعرفة، واذا الناس يشعرون بالمتعة في قضاء الاوقات بين السلع التجارية في الاسواق والمجمعات الضخمة التي تبهر المتبضعين بما تجعلهم يشترون ما لا يحتاجون ان كانوا ممن يملك المال او يتحسرون ان كانوا ممن يعاني الافلاس، فإن عشاق الكتب يذبون في المعرفة ويبذلون لها المال والوقت والاهم الجهد العقلي والتفاعل النفسي. اعرف من يستدين الكثير من المال من اجل اقتناء المراجع والمصادر من اجل الحقيقة التي يبحث عنها ويسهر للوصول اليها...
الزميل الاستاذ عدنان فرزات كتب مقالا طريفا في الصفحة الثقافية بجريدة «القبس» عن كتاب وقع بيد احد اقربائه فاكتشف التزوير والدجل على المؤلف والاستخفاف بعقول الناس، واشار الزميل فرزات في آخر مقاله بانه حول الكتاب إلى كاتب هذه السطور لحسن ظنه بي على اعتبار اني اقرب منه إلى موضوع الكتاب ووصلني الكتاب الفضيحة!! فتعالوا لنتعرف لاعلى الكتاب ولكن على المستوى الثقافي الهابط الذي حل بعالم المعرفة.
عنوان الكتاب (تفسير الاحلام لابن سيرين) المكتبة الحديثة للطباعة والنشر - بيروت.
والمؤلف هو محمد بن سيرين من التابعين الذين ادركوا الصحابة ونسمع عن جمع منهم كابن عباس وغيره، وتوفي عام (120 هـ)... واذا فتحت هذا الكتاب لتقرأ كيف يفسر ابن سيرين الاحلام وطريقته في فك الرموز فانك ستصدم بماذا؟ تخيّل معي رجل ادرك الصحابة ومات في اوائل القرن الهجري الثاني يفسر الآتي وانا سأنقل لكم حرفيا موضوعات الاحلام.
أركيلة، جواز سفر، برقية، باص (حافلة)، بارومتر، البورصة وسوق الاسهم، تلفون - هاتف - محمول، انسان آلي، دراجة بخارية (موتوسيكل)، كهربـاء، كـاكـــاو - شوكولا - حلويات، بيرسكوب (منظار الافق)، آلة تصوير، صور فوتوغرافية، ثلاجة، تدليك، ... هذه بعض موضوعات الاحلام التي نسجها المؤلف زورا وبهتانا لابن سيرين احد ابرز علماء التابعين الصلحاء.
ويبدو ان مؤلف الكتاب (المزور) من عشاق الموسيقى والرقص، لاحظت ذلك من خلال تكرار الاحلام التي تتعلق بآلات الطرب وفنون الموسيقى، ففي صفحتي 10، 23 عن (أرغن) وصفحة 23 اوركسترا فرقة موسيقية، وصفحة 45 بيانو و48 تأليف موسيقي و55 ترنيمة 232 كمان آلة موسيقى... ثم توج المؤلف دجله بتفسير حلم الرقص ص 144 ولم يكتف بالكلام التافه الفارغ لكن رسم فتاة ترقص!!! ماذا نسمي هذا السقوط؟ والعجيب ان كتاب تفسير الاحلام لابن سيرين من اكثر الكتب مبيعا في المعارض ما يدلك على الحالة النفسية والعقلية التي تعيشها شعوبنا المغيبة، وهذا الكتاب تعبير المنام او تفسير الاحلام لا تصح نسبته لابن سيرين للادلة التالية:
1 - لم يذكر كل من ترجم لابن سيرين ان له كتابا في تعبير المنام، واول من ذكر ذلك ابن النديم في «الفهرست» توفي سنة (358)، وهو ليس حجة في ما يقول، 2 - تكلم ابن خلدون عن تعبير الرؤى ومن ألف فيه، ومع ذكره لامامة ابن سيرين في الرؤى الا انه لم يذكر له كتابا، 3 -
شكك «يردكلمان» في «تاريخ الادب العربي» 1/255 نسبة الكتاب لابن سيرين وذكر الاستاذ ابراهيم صالح في مقدمة «تعبير الرؤيا» لابن قُتيبة ان الكتاب لعبدالملك بن محمد الحزكوشي النيسابوري الشافعي ابوسعد الواعظ توفي (407 هـ)... فاذا كان الكتاب الاصلي المتداول في الاسواق ليس من تأليف ابن سيرين فكيف يكون هذا الكتاب الجديد المليء بما عرضته عليكم من موضوعاته العصرية وتفسيرها العام الفاشل يكون لابن سيرين... ان صدور هذا الكتاب وتداوله في الاسواق دليل غياب الوعي ليس لدى العوام بل لدى اصحاب المكتبات وسهولة تفشي الاكاذيب... والمسألة لها بعد آخر اولا هو التزوير على العلم والتاريخ والاساءة للاموات بطريقة سخيفة...
ان ما نراه ونسمعه من ازدهار ثقافة الاحلام وتفسيرها مع خروجها عن منطق الشرع والعقل مؤشر على غيبة الوعي... سألوني مرات هل تفسر احلاماً؟ فأقول لا لانني مختصٌ باليقظة، اما لماذا تكثر الاحلام لدى هذه الامة لانها امة طويلة النوم والسبات!!
من صفحة (261) يفسر المؤلف من رأى في المنام مهرجا، واقول وهل بعد هذا التهريج تهريج!! ارجو من الاخوة الافاضل القائمين على معرض الكتاب التنبه إلى هذا الكتاب المفضوح وامثاله من العبث بعقول الزائرين.
يوم الاربعاء المقبل يفتتح معرض الكتاب الدولي في الكويت، ومعارض الكتب تمثل اروع سياحة لعشاق المعرفة، واذا الناس يشعرون بالمتعة في قضاء الاوقات بين السلع التجارية في الاسواق والمجمعات الضخمة التي تبهر المتبضعين بما تجعلهم يشترون ما لا يحتاجون ان كانوا ممن يملك المال او يتحسرون ان كانوا ممن يعاني الافلاس، فإن عشاق الكتب يذبون في المعرفة ويبذلون لها المال والوقت والاهم الجهد العقلي والتفاعل النفسي. اعرف من يستدين الكثير من المال من اجل اقتناء المراجع والمصادر من اجل الحقيقة التي يبحث عنها ويسهر للوصول اليها...
الزميل الاستاذ عدنان فرزات كتب مقالا طريفا في الصفحة الثقافية بجريدة «القبس» عن كتاب وقع بيد احد اقربائه فاكتشف التزوير والدجل على المؤلف والاستخفاف بعقول الناس، واشار الزميل فرزات في آخر مقاله بانه حول الكتاب إلى كاتب هذه السطور لحسن ظنه بي على اعتبار اني اقرب منه إلى موضوع الكتاب ووصلني الكتاب الفضيحة!! فتعالوا لنتعرف لاعلى الكتاب ولكن على المستوى الثقافي الهابط الذي حل بعالم المعرفة.
عنوان الكتاب (تفسير الاحلام لابن سيرين) المكتبة الحديثة للطباعة والنشر - بيروت.
والمؤلف هو محمد بن سيرين من التابعين الذين ادركوا الصحابة ونسمع عن جمع منهم كابن عباس وغيره، وتوفي عام (120 هـ)... واذا فتحت هذا الكتاب لتقرأ كيف يفسر ابن سيرين الاحلام وطريقته في فك الرموز فانك ستصدم بماذا؟ تخيّل معي رجل ادرك الصحابة ومات في اوائل القرن الهجري الثاني يفسر الآتي وانا سأنقل لكم حرفيا موضوعات الاحلام.
أركيلة، جواز سفر، برقية، باص (حافلة)، بارومتر، البورصة وسوق الاسهم، تلفون - هاتف - محمول، انسان آلي، دراجة بخارية (موتوسيكل)، كهربـاء، كـاكـــاو - شوكولا - حلويات، بيرسكوب (منظار الافق)، آلة تصوير، صور فوتوغرافية، ثلاجة، تدليك، ... هذه بعض موضوعات الاحلام التي نسجها المؤلف زورا وبهتانا لابن سيرين احد ابرز علماء التابعين الصلحاء.
ويبدو ان مؤلف الكتاب (المزور) من عشاق الموسيقى والرقص، لاحظت ذلك من خلال تكرار الاحلام التي تتعلق بآلات الطرب وفنون الموسيقى، ففي صفحتي 10، 23 عن (أرغن) وصفحة 23 اوركسترا فرقة موسيقية، وصفحة 45 بيانو و48 تأليف موسيقي و55 ترنيمة 232 كمان آلة موسيقى... ثم توج المؤلف دجله بتفسير حلم الرقص ص 144 ولم يكتف بالكلام التافه الفارغ لكن رسم فتاة ترقص!!! ماذا نسمي هذا السقوط؟ والعجيب ان كتاب تفسير الاحلام لابن سيرين من اكثر الكتب مبيعا في المعارض ما يدلك على الحالة النفسية والعقلية التي تعيشها شعوبنا المغيبة، وهذا الكتاب تعبير المنام او تفسير الاحلام لا تصح نسبته لابن سيرين للادلة التالية:
1 - لم يذكر كل من ترجم لابن سيرين ان له كتابا في تعبير المنام، واول من ذكر ذلك ابن النديم في «الفهرست» توفي سنة (358)، وهو ليس حجة في ما يقول، 2 - تكلم ابن خلدون عن تعبير الرؤى ومن ألف فيه، ومع ذكره لامامة ابن سيرين في الرؤى الا انه لم يذكر له كتابا، 3 -
شكك «يردكلمان» في «تاريخ الادب العربي» 1/255 نسبة الكتاب لابن سيرين وذكر الاستاذ ابراهيم صالح في مقدمة «تعبير الرؤيا» لابن قُتيبة ان الكتاب لعبدالملك بن محمد الحزكوشي النيسابوري الشافعي ابوسعد الواعظ توفي (407 هـ)... فاذا كان الكتاب الاصلي المتداول في الاسواق ليس من تأليف ابن سيرين فكيف يكون هذا الكتاب الجديد المليء بما عرضته عليكم من موضوعاته العصرية وتفسيرها العام الفاشل يكون لابن سيرين... ان صدور هذا الكتاب وتداوله في الاسواق دليل غياب الوعي ليس لدى العوام بل لدى اصحاب المكتبات وسهولة تفشي الاكاذيب... والمسألة لها بعد آخر اولا هو التزوير على العلم والتاريخ والاساءة للاموات بطريقة سخيفة...
ان ما نراه ونسمعه من ازدهار ثقافة الاحلام وتفسيرها مع خروجها عن منطق الشرع والعقل مؤشر على غيبة الوعي... سألوني مرات هل تفسر احلاماً؟ فأقول لا لانني مختصٌ باليقظة، اما لماذا تكثر الاحلام لدى هذه الامة لانها امة طويلة النوم والسبات!!
من صفحة (261) يفسر المؤلف من رأى في المنام مهرجا، واقول وهل بعد هذا التهريج تهريج!! ارجو من الاخوة الافاضل القائمين على معرض الكتاب التنبه إلى هذا الكتاب المفضوح وامثاله من العبث بعقول الزائرين.