المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة مفتوحة الى سماحة السيد اية الله محمد حسين فضل الله (حفظه الله تعالى)



المهدى
09-05-2004, 09:23 AM
كتابات - حسن البدري

عودنا السيد المرجع الكبير ان نطرح القضايا المختلفة عليه ونحاوره فيها بصراحة ونبدي رأينا ويناقشنا ونناقشه, من هنا اريد ان اناقش السيد حول الشأن العراقي لأنني من المتابعين لمواقف وآراء السيد حول ذلك.

مع بالغ الاحترام والتقدير لسماحة السيد المرجع محمد حسين فضل الله ودوره الرائد في نشر الفكر الاسلامي وتربية أجيال سواء في العراق ولبنان وغيره من الاماكن. ومع بالغ الاحترام لفكره الواعي والمنفتح الذي يدعو للحواروالعقلنه . ومع بالغ احتراماتي لدوره الذي قام به لمناصرة الشعب العراقي في زمان الطاغية صدام (ولواننا لم نشاهد مركز رعاية اومبرة لاولاد الشهداء العراقيين والمحتاجين على غرار المبرات التي ينعم بها الايتام اللبنانيين ولانعرف السبب ) .

ولكن مع كل هذه الصفات الحميدة والفكر الواعي , إن الذي يطرحه السيد في الشأن العراقي يدل على ان السيد لم يكن على اطلاع بالوضع العراقي الجديد بشكل دقيق وان سماحة المرجع ينظر للقضية العراقية على طريقته التي ينطلق منها للقضية الفلسطينية. مثلا إن السيد يشبه ويقارن بين الاحتلال لاسرائيلي والاحتلال الامريكي للعراق وهذا غير صحيح .

ثم لنفرض ان الجميع يثور على الطريقة التي انتم ترونها في لبنان سيترتب عليها مايلي:

اولا: ستكرر علينا ثورة العشرين, وبطريقة اسواء منها.

ثانيا: سيكون ذبح العراقيين الشيعة في الشوارع, وكالعادة سيكون هنالك سكوت فضيع من قبل ايران وحزب الله. كما حدث في الانتفاضة الشعبانية, عندما دخل الجيش الطائفي الى مدن الجنوب العراقي. وكما الان يذبح الشيعي في المحمودية, واليوسفية والمدينة المفضلة عند العرب الفلوجة.

ثالثا: ستحرق الاماكن المقدسة للشيعة( التي لم تدنس من قبل الاحتلال في كل المعارك سواء معارك النجف او معارك كربلاء اثناء الحرب بقيادة امريكا) من قبل المثلث السني.

رابعا: إن في العراق مراجع دين واحزاب سياسية وطنية حريصة على العراق ودفعت ثمنا كبيرا في النضال وهي موجودة فلا ينبغي ان نكون اكثرمنها وطنية وحرصا, المطلوب دعمها واسنادها.



ان حكومة صدام المجرم, عندما سيطرت على كل اجزاء العراق عمدت اولا على اقصاء الشيعة. ثانيا: حاولت على ابعاد الجماهير عن المرجعية الحركية بقيادة المرجع الشهيد اية الله محمد باقر الصدر وغيره من العلماء والمفكرين الشيعة وتصفيتها.

ثالثا:نهبت ثروة الجنوب ومنعت من بناء المساجد والحسينات وهي منابر التعليم والارشاد. فلذا ترى ان مساجد الشيعة بائسة خاوية بينما مساجد السنة على احسن ما يرام.

رابعا: منع الشيعة من تبؤ المراكز العليا في الحكومة وفسح المجال للعاني والراوي وغيرهم من جلدته.

خامسا: تسفير التجار الشيعة الى ايران و نهب اموالهم. سادسا: منع الشيعة من شراء البيوت في بغداد وضواحيها.

و سابعا: سيطرة السنة على الجيش. فاذا لم يبق للشيعة شيء.

ان كافة القوى الشيعية في العراق وبالخصوص الاسلاميين منهم لا يحبذون القتال او بالاحرى قتال قوات " الاحتلال" لانهم يرون في ذلك خسارة للشيعة وسفك دماء اكثر واكثر نحن في غنا عنها. وبحاجة اليها لاحقا أذا إقتضت الضرورة. واما عن المرجعيات الاربعة فانهم يرون ان قتال الامريكان لم يات بعد. لانهم يشعرون بان الامور على الطريقة السياسية افضل وانجع.

ان هذه المقاومة التي تنطلق من المثلث السني ليست بشرعية لان المثلث تعهد وبتوقيع العشائر بدخول القوات الامريكية بسلام وبدون قتال, وبشرط عدم دخول الشيعة والاكراد اليها.

ومع الاسف ياسيدي العزيز لم افهم رسالتك بعد. فانت من جانب تايد المقاومة العسكرية التي تحدث في العراق ( ولا تعرف من يقوم بها, تقطع رؤوس الشيعة وتترك السنة كما حصل مع اللبنانيين ). ومن جانب تؤيد الهدنة الاخيرة التي اقيمت بفضل السيد السيستاني. فيا سيدي لم لا تترك الامر للمرجعية في العراق وماشاء الله يوجد هنالك اربعة مراجع باستطاعتهم ان يادوا الدورلأنهم في وسط الاحداث وهم الاقدر على التشخيص ارجو ان يكون موقفك داعم لهم وللسياسيين الشيعة. حتى لاتحدث فتنة بسبب تقاطع المواقف.

واما عن الحكومة العراقية المؤقتة, اذا لم تكن شرعية حسب رأيكم فهي تقول عن نفسها أنه حكومة مؤقتة لتصريف الاعمال, فهل تريدون ان يكون العراق بلا حكومة.

فيا سيدي اذا كنتم تحبون العراقيين حقاوتريدون مساعدتهم فعليكم.الا تدعوا هيئة علماء (الخطف) تاتي وتخطب محافلكم ويفسح لهم المجال لعقد ندوات في لبنان وخصوصا في اماكن تواجدكم.لانهم كانوا في زمن صدام يقفون فوق رؤس السجناء اقصد منهم الشيعة ويلقون عليهم الشهادة لأنهم لايعتبرون الشيعة مسلمين. وكانوا ايضا يمدحون صدام في خطبهم ولازالوا يكنون اليه الولاء كما قال مؤسس الهيئة احمد الكبيسي بعد سقوط صدام.

ثانيا واخيرا ان تدعم خطى المرجعية والاحزاب الاسلامية.

وارجو من الله لك عمرا طويلا وتوفيقا من الله لخدمة دينه الحنيف.

طالب في هولندا

سيد مرحوم
09-05-2004, 09:42 AM
هذا الكاتب مع شديد احترامي له ولتصوره لايعي مايقوله السيد فضل الله

فيكفي هذه العبارة مثلا لتدلنا على عدم فهمه او حتى اقتطاعه لجزء منها واظنه يعني اللقاء الاخير مع السيد في جريدة الحياة00


يقول الكاتب
(((واما عن الحكومة العراقية المؤقتة, اذا لم تكن شرعية حسب رأيكم فهي تقول عن نفسها أنه حكومة مؤقتة لتصريف الاعمال, فهل تريدون ان يكون العراق بلا حكومة))

وهذا ماقاله السيد ذاته ولم ينتبه له الكاتب اذا احسنا الظن او بتره اذا اسأنا الظن00

((< انطلاقاً من ذلك اذاً, أنتم لا تجوّزون شرعاً الانخراط في عملية سياسية في وجود المحتل؟

- عندما انطلق مشروع مجلس الحكم الانتقالي قلت ان لا شرعية له, وعندما انطلق مشروع الحكومة الموقتة قلت ان لا شرعية له, لأن هاتين التجربتين كانتا بقرار من المحتل حتى ولو اعطيتا غطاء من الامم المتحدة. وبفعل الضغط الذي يعيشه الواقع العراقي من خلال فشل مجلس الحكم الانتقالي ومن خلال السيادة السطحية الصورية للحكومة نرى ضرورة أن تكون هناك حكومة وطنية سيادية يمكنها ان ترتب العلاقات الدولية سواء كانت اقتصادية او امنية او سياسية. ))))

فواضح من الاجابة ان السيد لايرى شرعية الحكومة من الناحية الشرعية لافتقادها ذلك قانونيا من الناحية المبدأيه ولكنه يرى ذلك ضرورة بالعنوان الثانوي لتسيير الشؤون الدولية والاقتصادية والامنية دون ان يغفل عن ملاحقة الواقع الذي صنعها لجعلها تنتقل من الشرعية بالعنوان الثانوي الى الشرعية بالعنوان الاولي فالاستثناء لايبرر بقاءه هكذا الى الابد لماله من سلبيات على المدى البعيد .

فمن قال ان السيد يدعو الى الثورة الاعتباطية او المقاومة العبثية بل من قال انه يخون الطرق السياسية في محاصرة المحتل لاخراجه ولكن المسألبة هي ان الاكتفاء بواحدة دون الاخرى هو مايجعل الامر معقدا لاسيما اذا كان منطلقا من مواقف سياسية غير مستقلة او محاصرة تدعو الى تجذير الاحتلال ومسايرته بدلا من اخراجه بالفعل..والسيد يدعو لتفعيل جميع الاساليب والحلول لاخراج الاحتلال ويتكلم انطلاقا من كونه مرجعية اسلامية كبرى مسؤوله عن الاشراف العام دون ان تتدخل في التفاصيل وهذا مايؤكد عليه السيد حقيقة وعمليا لذلك فالسيد في معالجته للوضع لايخرج من كونه اما مرجعا لابد ان يتابع الشأن العراقي شأنه شأن بقية المرجعيات الاسلامية انطلاقا من واجبه في هذا الاتجاه فلايعد دوره هذا تدخلا اطلاقا واعطاء رأيه المتابع لهذا الشأن كذلك لايعد مزايدة اذا مانظرنا الى ارتباط الكثير من الاحزاب والتنظيمات والشخصيات السياسية به وبثقل شخصيته المرجعية واثرها الذي لابد ان يلحظ في ذلك والذي تؤكد عليه جميع الزيارات واللقاءات التي تتم معه من كبار الشخصيات السياسية ابتداءا من رئيس الوزراء العراقي علاوي حيث ابتدأ وبادر واراد مقابلته وفعل وانتهاءا بالسفراء ومختلف الشخصيات العالمية والدولية والاحزاب العراقية المؤثرة وشخصياتها السياسية الفاعلة حيث تزوره وتلتقي معه وتتباحث معه في الشأن العراقي في هذا الشأن فالغرابة ان نعد هذا تدخلا ومزايدة ...والسيد طالما تحدث عن الشأن العراقي في قضاياه العامة دون ان يدخل في تعقيداته التفصيلية التي وان استنتج منها امرا عاما يساعده في توجيه ريته العامه للوضع الا انه ينأى بنفسه عنه اذا مادخل في نقاشه بشكل يعطي فيه رأيا على نحو التفاصيل الدقيقة يتدخل في صياغة الواقع وكأنه يعيش فيه!

لذلك فهذه المقالة غير متابعة من وجهة نظري لاحاديث السيد وموقفه من القضية العراقية وانما تنطلق من ردة فعل ناقصة لبعض مواقفه الاخيرة وتحليلاته التي لاتتلائم مع وجهات نظر الكاتب لا اكثر كما ارى واتصور.

كويتى
09-05-2004, 10:29 PM
سيد مرحوم يحاول أن يجعل كلام السيد فوق النقد أو إنه لا يخطىء وهذا مضر بصورة سماحة السيد فضل الله لأن مواقف السيد قابلة للصواب والخطأ .

أما حديث الأخ كاتب الموضوع فربما هو يعنى حديثا آخر لسماحة السيد وما أكثر أحاديثه فى الشأن العراقى .....

سيد مرحوم
09-06-2004, 08:10 AM
كويتي..

انا لست متحدثا رسميا عن السيد ولم ادعي ذلك ولي وجهات نظر مخالفة للسيد في بعض الاحيان واكتب ذلك دون مجاملة او خوف من احد ولكن الكاتب في وادي والسيد في واد اخر وموضوع الاخ البدري جاء كماهي الان اغلب النقاشات الدائرة في بعض المنتديات حول الحديث الصحفي الاخير وسواء كان يقصده ام لم يقصده فنقدي لم ينصب حول هذا الحديث الصحفي بل كان عاما والاحتجاج بعبارة للسيد في ذلك الحديث الصحفي لايعني مجادلة البدري من خلاله بل تصويبا لرأيه بعد الاستفادة منه في تصويب رؤيه خاطئة له تجاه السيد. فلا تحاول ان تصطاد كل تعليق اقوله لانه لايصب في صالح نقدك للتيار الصدري او رؤيتك الخاصة للشأن العراقي!

سيد مرحوم
09-06-2004, 08:25 AM
وقفة مع الأخ البدري في نقده للمرجع الكبير فضل الله

كتابات - حيدر محمد علي

أن من تداعيات التغيرات التي جرت وتجري في عراقنا الجريح والمنكوب هي حالة التعصّب والتحزّب التي تجعل من الكثير لايرى ألاّ مايحب ويرغب ولايعقل ولايتدبّر ألاّ مايريد ومايتصوّر، حتى وأن كان في هذا تجاوزا" وتعديا" على ما كان له بالأمس مقدسات ومواضع تجليل وتمجيد .. وكأنه يحاول وبشتى الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة أن يطوّع ويروّض مفردات ومكونات الواقع من دين وتشريع وسياسة وأجتماع وعادات وتقاليد وأعراف . لكي تماشي نظرته وتساير طريقه وتخدم غرضه ومبتغاه. هذه توطئة للموضوع وأشارة عامة يؤسف لها وخصوصا" عندما تشمل دعاة فكر وتدين ومعرفة!! لاأدري فقد تكون من أفرازات مرحلة التغيير أو من أفرازات حياتنا الدنيوية وتقلباتها اليومية وأبتلاءاتها الربانية؟؟ أو أنها أفرازات طبيعية لكل هذا وغيره؟؟

وعودة" للأخ البدري والذي أراد في بداية موضوعه أن (يناقش) السيد فضل الله ولو أن هذا النقاش قد تحوّل سريعا" الى نقد ثم توجيه وأرشاد وموعظة لل(مرجع) ثم أوامر وأملاءات له وعليه!! .. وقد أشار الأخ البدري وقبل الخوض في نقاشه وبصورة العاتب على السيد فضل الله من أنه لم يشاهد(مركز رعاية أو مبرة لأولاد الشهداء العراقيين والمحتاجين على غرار المبرات التي ينعم بها الأيتام اللبنانيين ولانعرف السبب) وأني أجيب الأخ البدري من فمه هو ومن ما كتبه هو في نفس موضوعه هذا حيث كتب بالحرف الواحد(وما شاء الله يوجد هناك أربعة مراجع بأستطاعتهم أن يأدّوا الدور لأنهم في وسط الأحداث وهم الأقدر على التشخيص) وأضيف له بأن أمكانيات أحدى هذه المرجعيات الأربعة المالية لهي أضعاف أمكانيات مرجعية السيد فضل الله كما يعلم هو والجميع وهي تعيش في هذا البلد فمن المفروض أن تشبعكم مرجعياتكم هذه مراكز رعاية ومبرات وكل شيء . أضافة الى أن موقف السيد فضل الله الداعم للعراقيين في لبنان معروف وبأمكانك الأطلاع على الكثير من التفاصيل عن طريق مركز الشهيد الصدر الثقافي في بيروت. وعودة" على بدء فأن مجرد النقاش وحده مع المرجع هو بحد ذاته لأمر رائع ولأنجاز وأنفتاح وأبداع لسماحة المرجع فضل الله جاد به علينا بعد أن كان ومازال هذا الأمر عند الأغلب من غيره من المراجع من الأمور الغير واردة والغير معتادة على أحسن تعبير وظن. وفي بداية (نقاش) الأخ البدري وأذا به يتهم السيد (المرجع) ب(أن السيد لم يكن على أطلاع بالوضع العراقي ... وأن سماحة المرجع ينظر للقضية العراقية على طريقته ... وهذا غير صحيح)، وأني وفي غاية التعجب والأستغراب من أسلوب وأدارة هذا النقاش ، كنقاش بحد ذاته ولكونه مع (مرجع ديني). فأي نقاش هذا الذي تبدأ به بأتهامك الطرف الأخر بعدم الأطلاع وبأن نظرته غير صحيحة، هذا من جهة طريقة النقاش وأما كونه مع (مرجع ديني) يصفه هو ب(السيد المرجع الكبير) فهنا الطامة الكبرى حيث نرى هنا بأن كل الموازين والقياسات والقوانين قد أنقلبت على رأسها. فالكل يعرف وخصوصا" نحن الأسلاميون الشيعة صغيرنا وكبيرنا، مثقفينا وعوامنا.. بأن (المرجع) هو الذي يحدد صحّت وصواب وشرعية أعمالنا وأفكارنا وتصرفاتنا.. ومن غير ضمانة هذه الشرعية وهذا التصويب من (المرجع) فأن كل ما نقوم به باطل وصاحبه مأثوم.. بينما نرى هنا الأخ البدري هو الذي يحدد صواب وصحة أراء وأفكار (المرجع) من عدمها،.. أليس هذا بالفاجعة؟؟ فهل يعني نقاشنا هو التجاوز على كل القيم والأعتبارات وحتى الشرائع؟؟ أعتقد أن هذا النقاش هو مصداق عملي لديمقراطية أمريكا التي تريد زرعها في العراق والعراقيين والتي يميل لها الأخ المناقش!!

فتعالوا بنا لنقف على بعض مفردات ومعاني نقاش الأخ البدري، ففي البداية أود أن أشير الى أستغرابي الشديد من أنفعاله وتحسسه البالغ من آراء وأفكار (المرجع الشيعي)فضل الله حول العراق، بينما لانرى أي ردّة فعل أو تحسس من آراء وأفكار بوش وباول ورامسفيلدوغيرهم حول تفاصيل وجزئيات الوضع في العراق ومصائر أهله وأبنائه. أليس في هذا مفارقة عجيبة؟! ولو وقفنا مع نقاطه وحسب ترتيبها:

أولا":أن ثورة العشرين هي أنصع وأسمى صفحات تاريخنا المعاصر، ولطالما تفاخرنا بأمجادها وبطولاتها.. وياسبحان الله فكأني أراها هي الحركة الصدرية في زمانها.. والتي كان من أبرز معالمها هو التلاحم(ولو النسبي) بين المرجعية الحركية الثائرة والحوزة والعلماء وبين الناس(أو كما يسمونهم العوام)، فتفجّرت براكين الثورة، ثورة الحق والدين والتحرر.. وأن من أبرز معالم ضعفنا وتشرذمنا الآن هو فقدان أو أنحسار هذا التلاحم بين المرجعية والعوام .. ولو كان ذلك التلاحم وذلك النهج النهضوي مستمرا" لما حلّ بنا ما حل ولما وصلنا لما وصلنا أليه ولما ذبح العراقيون الشيعة في الشوارع كما يقول الأخ البدري في نقطته الثانية، والتي حاول فيها أن يثبّت معنىطائفي بشكل أو بأخر، علما" بأن هذه الأشارات الطائفية لا تنسجم مع نهج كل علمائنا ومراجعنا العظام السابقين والحاضرين وبلأخص الصدر الأول الذي أشار أليه هو في نقاشه.

ثالثا": يقول بأن قوات الأحتلال بقيادة أمريكا لم تدنس الأماكن المقدسة للشيعة، ولاأدري ما الذي يسميه أو يفهمه من ما فعلته وعاثته هذه القوات في النجف وكربلاء بعد أن أهلكوا الحرث والنسل فيهما؟؟وللعلم فأن شوارع ودرابين النجف ولحد هذه اللحظة لم تنظف كاملة" من القنابل العنقودية الأمريكية الغير منفجرة. ولا أدري لماذا ستحرق الأماكن المقدسة للشيعة من قبل المثلث السني؟ وأين الشيعةأذن عن حماية مقدساتهم وهم الأغلبية ولا ينقصهم لاعددا" ولا عديدا".

رابعا": يقول ب(أن في العراق مراجع دين وأحزاب سياسية وطنية حريصة على العراق .. فلا ينبغي أن نكون أكثرمنها وطنية"وحرصا". ) ولا أدري هل أن وجود هؤلاء يمنع من أن يبين مرجع ديني شيعي آخر رأيه وموقفه من مجريات الأمور هناك؟ أليس ينتظر منه أتباعه ومقلديه ومريديه في العراق وخارجه هذا التبيان؟؟ ألم يبدي المراجع وأينما كانوا مواقفهم وآرائهم أزاء مختلف المسائل والأمور في مختلف البلدان والبقاع؟؟ ألم تكن تعلم بأن المرجع الديني ام يكن مختصا" بمنطقة معينة أو بلد محدد؟! . وأني أتساءل وبأستغراب شديد لماذا(لاينبغي أن نكون أكثر منها وطنية وحرصا")؟! فهل ياترى قد نالت درجة العصمة والكمال؟؟ أم ماذا؟ بل أني أرى أن من واجب كل أنسان حر شريف هو السعي جاهدا" وعلى الدوام بأن يكون أكثر حرصا" ووطنية"من غيره.. والتنافس هنا يعكس حالة أيجابية كبيرةمن الوعي والأستقامة والألتزام .

ثم حرص الأخ البدري على ذكر جرائم وسياسات صدام العدائية أتجاه الشيعة ولا أدري ما الهدف منها فهذا الأمر متفق عليه ولاجدال فيه بل أن سماحة السيد فضل الله ومرجعيته من السباقين لمعادات هذا النظام الجائر وفضح وأدانة ممارساته اللامشروعة، وأن الخط المقاوم الفعلي الآن للأحتلال والذي أشار له سماحة المرجع هو أيظا" كان السبّاق في ميدان المواجهة أن لم يكن الوحيد فيها ضد جور النظام وظلمه بينما كان الآخرون في حالة هدنة ومهادنة.. فقدّم ما قدّم من تضحيات جسام في طفوف مواجهات الظلم والأنحراف والجبروت.. وما دماء الصدرين ألاّ خير شاهد على صحوة وجهاد هذا الخط، وخير شاهد أيضا" علىسبات وقعود ونكوص الآخرين الذين كانوا يخشون المواجهة كما يخشونها الآن.. فبتعدادك لجرائم(حكومة صدام المجرم) لهو دليل واضح على صحة نهج المقاومة والصمود من ذلك الوقت ولحد الآن، وكذلك دليل واضح على أدانة المهادنبن والمساومين من ذلك الوقت ولحد الآن..

وأمّا قوله(أن كافة القوى الشيعية في العراق وبالخصوص الأسلاميين منهم لايحبذون قتال قوات الأحتلال) ففيه مغالطة كبيرة.. ولا أدري ما هو فهمه للثورة الشعبية العارمة التي أجتاحت مدن الوسط والجنوب أخيرا" والتي كانت النجف فيها رأس الحربة في وجه الأحتلال وسياساته.. فهل هؤلاء من وجهة نظر الأخ هم غير شيعة؟ أم أنهم أتوا من خلف الحدود كما أدّعى وزراء(الحكومة المؤقتة)؟؟. وأخيرا" فأن المرجع عادة" ما يبين الخط والتوجه العامين.. وأما أذا كان هناك بعض الخلل والأنحراف في تطبيق بعض الجزئيات فهذا لا يؤثر على الرؤية العامة وقد تكون أصلا" لاعلاقة له بها.

وأما بيان السيد المرجع فضل الله لرأيه وموقفه بهذا الوضوح والشجاعة والثبات فهو ما عودنا عليه دائما" وأبدا" دون لف ولبس ومراءات.. وهذا ما ميّز فضل الله عن أقرانه والكثير من غيره.. وأما أنت يا أخي البدري فأنظر الى ما تشير من مواقف المراجع التي تختبئون خلفها فهي أما بالتلميح أو الأشارة أو الأيماءة.. وأما خوفك من وقوع الفتنة فهي يا أخي واقعة منذ زمن بعيد ونحن والكثير الكثير من السابقين والحاضرين من ضحاياها وقرابينها.. والتقاطع في المواقف الذي تتوجسه هو ضارب في أعماقنا وأوصالنا وهو سبب تشرذمنا وتردينا وتكالب الأعداء والطامعين علينا.. وما نقاشنا وجدالنا هذا ألاّ أحد تداعيات هذه الفتنة وهذا التقاطع..

وهنا أود أن أشير الى رغبتي ولهفتي الكبيرتين لمعرفة وجهة نظر سماحة الشيخ ضياء الشكرجي أو أي رد أو تعليق منه، لكونه أحد الوكلاء المعتمدين للسيد فضل الله، وأن هناك أتهام من قبل الأخ البدري ب(أن السيد لم يكن على أطلاع بالوضع العراقي الجديد...) وخصوصا" أن سماحة الشيخ الشكرجي من المواكبين للوضع العراقي الجديد بكل متغيراته ومجرياته ومن المشاركين والفاعلين فيه.. والله الهادي والمستعان ..



Hydar63@hotmail.com