زهير
10-21-2009, 11:25 AM
محمد الوادي - ايلاف
يسجل للمرجع الديني الاعلى في العراق السيد السيستاني مواقف سيذكرها التاريخ الانساني " المنصف والمحايد " أذ ان السيستاني كان صاحب الكوابح الاقوى في عراق مابعد نيسان 2003 التي حسمت امر عدم اندلاع حرب أهلية قومية وعنصرية شاملة بين ابناء البلد الواحد، بل وحتى كبح نتائجها الكارثية على مستوى الجوار العربي والاسلامي. كما يسجل للسيستاني مواقف اخرى تحمل من السمات الوطنية والانسانية ماافتقده ويفتقده الكثيرون من تجار الوطنية العراقية والقومية العربية و الشعارات الاسلامية المزيفة من اصحاب سكاكين الذبح التي استباحة دماء العراقيين. ان السيستاني رفض ان يعطي فتوى واحدة او غطاء شرعي لكثير من عشائر الجنوب والفرات الاوسط وسامراء وديالى وامتداداتهما الكبيرة في بغداد للاخذ بالثار من الذين احتضنوا محرضي ومنفذي الذبح الطائفي من حثالات التاريخ ومزابل الارث الصنمي وبهائم العرب المفخخة.
كما يسجل لهذا المرجع الديني انه اصر ان يكتب العراقيين دستورهم بانفسهم و تجري الانتخابات للتصويت عليه ولاختيار اول برلمان عراقي منتخب في التاريخ السياسي العراقي. وقد يجادل البعض ان هذا الدستور بحاجة الى تعديلات واضافات جديدة وان هذا البرلمان لم يخدم العراقيين بل انه اكثر من ذلك حينما خذلهم. لكن مثل هذه الامور ليس من اختصاص المراجع وايضا يجب ان تكون هي الحد الفاصل بين " السياسة والدين ". اذ ان الدين من الممكن ان يدعم ويحث "الدولة " في الحفاظ على تقاليد وحدود الاديان وتتدخل هذه الرموز في حالات خطيرة للحفاظ على دماء ومصالح الناس، لكن لا ان تتدخل في المفردات السياسية اليومية وفي هذا الجانب اتصور ان السيد السيستاني أجاد في تطبيق دوره كمرجع ديني أعلى في العراق.
لكن اليوم هذا الدور يتعرض مرة ثانية كما في الانتخابات السابقة الى محاولة " تحريف وسرقة واغتصاب " من بعض العاملين في الواجهات السياسية، و في محاولات رخيصة من اصحاب الكروش والترهل السياسي في العراق الجديد الذين فشلوا فشلا ذريعا وسجلوا على انفسهم انهم معاول تدميرية كبيرة لتهديم امال وطموحات العراقيين الاكارم وسرقة ثرواتهم. والغريب المخجل المعيب ان يتحول باب السيد السيستاني الى منصة علنية لهولاء " الحرامية " الذين ترافق اسمائهم الشخصية عناوين سياسية وسيادية لايستحقون ولو " جزء " صغير منها. فما ان يدخل احدهم لزيارة المرجع السيستاني الا ويكون قد اخبر مسبقا كل وسائل الاعلام العراقية والعربية المتاحة في العراق لتكون في انتظاره في باب الاجتماع مع المرجعية ليخرج علينا وكما يقول الكلام العراقي الدارج " وجه ينكط ايمان وتقوى " وليصرح بان " السيد يدعم كل توجهتنا الوطنية لخدمة الانسان العراقي ووحدة ومستقبل العراق " وهذه تكاد تكون مسودة ثابتة يرددها الجميع عند هذا الباب مع احتفاظهم بحق الملكية و علامة الماركة المسجلة اذا ترافق مع التصريح " سبحة " او بعض اشارات التقوى والورع وبربطة عنق او بدونها!! وحقيقة الامر ان لا التقوى ولا الورع لهما مكان في السياسة اليومية في عراق اليوم ولكن للامانة السبحة فقط وجدت لها مكانة عند اصحاب بعض البدلات وهم في ذروة الاجتماعات الرسمية وامام عدسات التلفاز!! ان من لا يخجل من نفسه او من ابناء العراق فعلى الاقل مخافة الله او ان يظهر بقية حياء وهو يقف امام قبة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب "ع" وهو يكذب بشكل علني و يحاول ان يبيع بضاعة كاسدة من الادعاء الفارغ والمراوغة والاختلاس الذي اصبح واضحا امام كل العراقيين و جزعوا منه الى حد الاشمئزاز.
ان باب السيد السيستاني ليس منصة البرلمان ولاطاولة مجلس الوزراء ولا ديوان مجلس الرئاسة ولاحتى مقر لاي من الوزارات العراقية، وان من يريد ان يخلص للعراقيين ويخدمهم فتلك هي مجالات العمل وليس باب السيستاني وتلك هي ساحات البناء المفقود والاعمار الغائب وليس اللوذ بمنصة اعلامية في باب المرجعية. اما التغني بمفردة " المرجعية الرشيدة " فالجميع يعرف ان المرجعية لها من الرشد الكثير والكبير لكن من يفتقد هذا الرشد وتستوطنه النوازع هم هذه البؤر السياسية والحزبية الخائبة التي سرقت كل شيء في العراق من ثرواته ونفطه وحتى التستر بعباءة المرجعية الدينية.
وهذه الحقائق تضيف واجب مهم على العاملين في مكاتب المرجعيات الدينية بان يمنعوا اي تصريح لاي سياسي في باب المرجع. ثم اذا كان هذا " الا فندي المسؤول " عنده انجازات في الاعمار والبناء والاقتصاد والسياسة فليذهب هناك الى تلك المواقع نفسها ويطل علينا وسنكون سعداء جدا لرؤية مثل هكذا صور غابت عن عيون العراقيين منذ عقود طويلة، اما ان يكون باب السيد السيستاني هو المنقذ الوحيد لهولاء المراوغين فتلك الكارثة بعينها ويتوقع العراقيين من المرجعيات الدينية ان تمنع الكوارث قبل بل و حتى اثناء وقوعها.
md-alwadi@hotmail.com
http://www.elaph.com/Web/AsdaElaph/2009/10/495300.htm
يسجل للمرجع الديني الاعلى في العراق السيد السيستاني مواقف سيذكرها التاريخ الانساني " المنصف والمحايد " أذ ان السيستاني كان صاحب الكوابح الاقوى في عراق مابعد نيسان 2003 التي حسمت امر عدم اندلاع حرب أهلية قومية وعنصرية شاملة بين ابناء البلد الواحد، بل وحتى كبح نتائجها الكارثية على مستوى الجوار العربي والاسلامي. كما يسجل للسيستاني مواقف اخرى تحمل من السمات الوطنية والانسانية ماافتقده ويفتقده الكثيرون من تجار الوطنية العراقية والقومية العربية و الشعارات الاسلامية المزيفة من اصحاب سكاكين الذبح التي استباحة دماء العراقيين. ان السيستاني رفض ان يعطي فتوى واحدة او غطاء شرعي لكثير من عشائر الجنوب والفرات الاوسط وسامراء وديالى وامتداداتهما الكبيرة في بغداد للاخذ بالثار من الذين احتضنوا محرضي ومنفذي الذبح الطائفي من حثالات التاريخ ومزابل الارث الصنمي وبهائم العرب المفخخة.
كما يسجل لهذا المرجع الديني انه اصر ان يكتب العراقيين دستورهم بانفسهم و تجري الانتخابات للتصويت عليه ولاختيار اول برلمان عراقي منتخب في التاريخ السياسي العراقي. وقد يجادل البعض ان هذا الدستور بحاجة الى تعديلات واضافات جديدة وان هذا البرلمان لم يخدم العراقيين بل انه اكثر من ذلك حينما خذلهم. لكن مثل هذه الامور ليس من اختصاص المراجع وايضا يجب ان تكون هي الحد الفاصل بين " السياسة والدين ". اذ ان الدين من الممكن ان يدعم ويحث "الدولة " في الحفاظ على تقاليد وحدود الاديان وتتدخل هذه الرموز في حالات خطيرة للحفاظ على دماء ومصالح الناس، لكن لا ان تتدخل في المفردات السياسية اليومية وفي هذا الجانب اتصور ان السيد السيستاني أجاد في تطبيق دوره كمرجع ديني أعلى في العراق.
لكن اليوم هذا الدور يتعرض مرة ثانية كما في الانتخابات السابقة الى محاولة " تحريف وسرقة واغتصاب " من بعض العاملين في الواجهات السياسية، و في محاولات رخيصة من اصحاب الكروش والترهل السياسي في العراق الجديد الذين فشلوا فشلا ذريعا وسجلوا على انفسهم انهم معاول تدميرية كبيرة لتهديم امال وطموحات العراقيين الاكارم وسرقة ثرواتهم. والغريب المخجل المعيب ان يتحول باب السيد السيستاني الى منصة علنية لهولاء " الحرامية " الذين ترافق اسمائهم الشخصية عناوين سياسية وسيادية لايستحقون ولو " جزء " صغير منها. فما ان يدخل احدهم لزيارة المرجع السيستاني الا ويكون قد اخبر مسبقا كل وسائل الاعلام العراقية والعربية المتاحة في العراق لتكون في انتظاره في باب الاجتماع مع المرجعية ليخرج علينا وكما يقول الكلام العراقي الدارج " وجه ينكط ايمان وتقوى " وليصرح بان " السيد يدعم كل توجهتنا الوطنية لخدمة الانسان العراقي ووحدة ومستقبل العراق " وهذه تكاد تكون مسودة ثابتة يرددها الجميع عند هذا الباب مع احتفاظهم بحق الملكية و علامة الماركة المسجلة اذا ترافق مع التصريح " سبحة " او بعض اشارات التقوى والورع وبربطة عنق او بدونها!! وحقيقة الامر ان لا التقوى ولا الورع لهما مكان في السياسة اليومية في عراق اليوم ولكن للامانة السبحة فقط وجدت لها مكانة عند اصحاب بعض البدلات وهم في ذروة الاجتماعات الرسمية وامام عدسات التلفاز!! ان من لا يخجل من نفسه او من ابناء العراق فعلى الاقل مخافة الله او ان يظهر بقية حياء وهو يقف امام قبة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب "ع" وهو يكذب بشكل علني و يحاول ان يبيع بضاعة كاسدة من الادعاء الفارغ والمراوغة والاختلاس الذي اصبح واضحا امام كل العراقيين و جزعوا منه الى حد الاشمئزاز.
ان باب السيد السيستاني ليس منصة البرلمان ولاطاولة مجلس الوزراء ولا ديوان مجلس الرئاسة ولاحتى مقر لاي من الوزارات العراقية، وان من يريد ان يخلص للعراقيين ويخدمهم فتلك هي مجالات العمل وليس باب السيستاني وتلك هي ساحات البناء المفقود والاعمار الغائب وليس اللوذ بمنصة اعلامية في باب المرجعية. اما التغني بمفردة " المرجعية الرشيدة " فالجميع يعرف ان المرجعية لها من الرشد الكثير والكبير لكن من يفتقد هذا الرشد وتستوطنه النوازع هم هذه البؤر السياسية والحزبية الخائبة التي سرقت كل شيء في العراق من ثرواته ونفطه وحتى التستر بعباءة المرجعية الدينية.
وهذه الحقائق تضيف واجب مهم على العاملين في مكاتب المرجعيات الدينية بان يمنعوا اي تصريح لاي سياسي في باب المرجع. ثم اذا كان هذا " الا فندي المسؤول " عنده انجازات في الاعمار والبناء والاقتصاد والسياسة فليذهب هناك الى تلك المواقع نفسها ويطل علينا وسنكون سعداء جدا لرؤية مثل هكذا صور غابت عن عيون العراقيين منذ عقود طويلة، اما ان يكون باب السيد السيستاني هو المنقذ الوحيد لهولاء المراوغين فتلك الكارثة بعينها ويتوقع العراقيين من المرجعيات الدينية ان تمنع الكوارث قبل بل و حتى اثناء وقوعها.
md-alwadi@hotmail.com
http://www.elaph.com/Web/AsdaElaph/2009/10/495300.htm