علي علي
10-18-2009, 11:11 PM
فتح النار على سياسات التجنيس العشوائية وما أفرزته من تركيبة سكانية «هجينة»
الفليج لـ «النهار»: محدثو النعمة من «الكويتيين الجدد» وراء تفشي الحسد والنميمة في مجتمعنا الأصيل
فريال العطار
annahar@annaharkw.com
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/10/18/d57c53f6-ee31-40b3-a84c-6cb67ce56986_main.jpg
كل ما نريده من الحكومة موقع بري صغير بمساحة 10 آلاف متر مربع
في واحد من اقوى اللقاءات الصحافية التي اجريت معه.. فتح مدير عام شركة بوبيان للاسماك عزام الفليج النار على الكثير من السياسات الحكومية الخاطئة سواء ما خص منها الشأن العام او القطاع الخاص او حتى ما تعلق منها بشركته بدءا بسياستها العشوائية وغير المدروسة في قضية التجنيس التي افرزت تركيبة سكانية جديدة اتصفت بالفوقية والحسد وتعاملت مع ابناء البلد الاصليين وكأنهم حشرات ونازعتهم في امتيازاتهم ومزاياهم حتى ضيقت سبل العيش عليهم بعد ان باتوا قلة في مواجهتها ككثرة.
وطالب الفليج - وعبر لقائه المطول مع «النهار» - الحكومة بسحب البيوت من مزدوجي الجنسية (الكويتيين الجدد» الذين يعمدون الى تأجيرها للغير حال تسلمهم لها باعتبارهم كويتيين ثم يغادرون البلاد للعيش في دولهم الاصلية حيث انتماءاتهم وولاءاتهم الحقيقية ثم العودة مجددا للبلاد بعد اشهر عدة لجباية او تحصيل ايراد هذه البيوت المؤجرة، داعيا الى ضرورة توزيع هذه القسائم او المنازل على المواطنين الاصليين الذين يسكنون في شقق مؤجرة في انتظار دورهم وحقهم بالرعاية السكنية الذي بات يمتد لأكثر من 15 عاما.
وفي حين أكد الفليج اصالة الشعب الكويتي الذي كان خير داعم لقضاياه العربية والقومية حين كان في الكويت «رجال» حقيقيون وليس «اشباه الرجال» الذين اطلق عليهم «جيل الـ تشيكن نجتس Chicken Nugts» وعزا ظهورهم لأختلاف اسلوب التربية بين الماضي حيث كانت الامهات من يربي الابناء .. والحاضر حيث بات امر التربية يوكل للخدم بنسبة 80 في المئة، اسف لوضع واسلوب المناقشات في البرلمان الكويتي الذي انحدر به بعض النواب للحضيض فاصبح مرتعاً للقيل والقال، و«النميمة» و«الحش باعراض الناس»، وارض خصبة لتسوية الحسابات الشخصية، مؤكداً ان 50 في المئة من اعضاء مجلس الامة الكويتي ما جاءوه الا لاستهداف بعض علية القوم وتفريغ احقادهم فيه ليس الا، معتبراً ان ذلك هو نتاج مرحلة ما بعد الغزو العراقي للكويت التي افرزت نفسيات واخلاقيات لم تعهدها الكويت في ابنائها من قبل.
ومن الشأن السياسي العام للشان الاقتصادي الخاص الذي اضاء فيه الفليج على الدور الفاعل لتجار الكويت قديماً ومحاربة بعض النفوس المريضة لهم، معرباً عن شديد اسفه لاضطرار بعض اكبر الشركات الوطنية الكويتية للهجرة للخارج، بحثا عن بيئة استثمارية جاذبة لا تجدها في بلدها الام، داعياً لمحاولة توطين رؤوس الاموال الكويتية في مشاريع تنموية تفتقدها الكويت منذ فترة الثمانينيات، داقاً ناقوس الخطر من قرب نضوب النفط ما يستلزم البحث عن مصادر بديلة للدخل والطاقة والتي يراها اساساً في الطاقة الشمسية والبحر.. والرياح، متمنياً على الحكومة في الوقت ذاته وضع سياسات فاعلة لتأمين الامن الغذائي الاستراتيجي لشعبها عبر امتلاك اراض زراعية في دول مستقرة سياسياً حول العالم لتأمين المواد الاستهلاكية الاساسية كالسكر والقمح والارز لاسيما مع قدرتها المالية من جانب، وسوء احوالها المناخية من جانب آخر.
ومن الشأن الاقتصادي الى الكشف عن المعوقات التي تواجهها «بوبيان للاسماك» منذ ان تحولت ملكيتها بالمطلق للقطاع الخاص بعد ان كانت حكومية بنسبة 70 في المئة، لافتا الى ان القضايا التي رفعتها الشركة ضد الحكومة جراء سياساتها في محاربتها والحد من نشاطها الذي توقف اليوم بنسبة 90 في المئة، متمنياً على رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد التدخل لانصافها باعتبارها شركة وطنية وحيدة في مجال نشاطها في استزراع الاسماك، وذلك حتى لا يضطر لطرق باب القضاء مجدداً أو اللجوء لاختصام الحكومة خارج حدود الكويت والذي يرى فيه «عيباً» لا يتفق مع اخلاقياتهم ومبادئهم.
والى ذلك، فقد تطرق الفليج في حديثه الى ضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وضرورة توافر بعض الصفات القيادية فيه كالامانة، والجرأة، والقوة ليمكنه النهوض بمسيرة البلاد بعيداً عن صياح النواب والضغوط السياسية، داعياً لانصاف القادة القادرين على صنع القرار والذين يكونون على مستوى الحدث والمسؤولية، معرباً عن اندهاشه لتقاضي وزراء الدولة السياديين، رواتب نشك في ان تصل الى 2500 -3000 دينار في حين ان راتب اصغر او اقل رئيس تنفيذي او عضو منتدب او رئيس مجلس ادارة شركة لا يقل عن 7-15 الف دينار شهرياً عدا المزايا الاخرى. ما قاله وكشف عنه الفليج هو «غيض من فيض» وفي التفاصيل المزيد، فإلى فحوى هذا اللقاء:
● عرف عنك حبك الشديد للكويت وغيرتك عليها، فكيف تنظر لمستقبلها في ظل ما اجتازته من ازمات سياسية ومالية ومجتمعية، وهل هي نظرة تشاؤمية ام تفاؤلية؟
■ كنت اتمنى ان تكون نظرتي للكويت ولمستقبلها تفاؤلية بالمطلق، ولكن لا يمكنني الا ان اكون واقعياً واقبل بان اكون نصف متفائل ونصف متشائم! ولنقل ان نظرتي لمستقبلها «تشاؤلية» في ظل ما اراه امامي من معطيات تدفعني لعدم التفاؤل.
هجرة الشركات
● مثل ماذا؟
■ المعطيات كثيرة جداً ولكن لنأخذ ابسطها والمتمثل في نزوح او هجرة اكبر الشركات الكويتية الرائدة للخارج مثل «شركة زين» على سبيل المثال التي اتخذت من «البحرين» مقراً لها ومن قبلها الوطنية للاتصالات التي باعت حصتها للقطريين» ناهيك تفكير العديد من الشركات الكبرى الاخرى بين الحين والاخر للخروج من البلاد، وهلم جرا، علماً بانها شركات وطنية، انطلقت من ارض الكويت، وكان يجب لها ان تبقى فيها، ولكن!!
أجواء متوترة
● وما السبب في خروجها إقليمياً بنظرك؟
■ السبب في ذلك هو الصراعات التي نشهدها يومياً بين الحكومة ومجلس الامة التي تخلق وتنشر اجواء التوتر والقلق بالبلاد، ناهيك عن سيل التعقيدات والعراقيل التي تواجه المستثمرين بين الحين والاخر سواء بالنسبة لبطء الاجراءات في انهاء المعاملات او اصدار التراخيص او الحصول على التسهيلات او الامتيازات الحكومية المطلوبة او الدعم الحكومي المستحق
دفع الرشاوى
والأسوأ من كل ما سبق هو اضطرار المستثمر وفي ظاهرة جديدة او دخيلة على المجتمع الكويتي ولكنها تفشت بسرعة وإلى دفع الرشاوى لبعض المعينين لضمان انهاء او اجراء معاملاته التي يجب ان تتم تلقائيا وبالطبع هذه الامور وغيرها كلها عنصر «طارد» للاستثمار في مجملها وتدفع بالمستثمرين للجوء «مكرهين» للاستثمار خارج الكويت حيث البيئة الاستثمارية الجاذبة.
● الا يدفع المستثمر الكويتي «رشاوى» ايضا في الخارج؟
■ بلى.. وقد يحدث ذلك.. ولكن فيما ندر او على مستوى بسيط جدا جدا ولكن ليس بالصورة التي نشهدها في الكويت.
وتأكدي انني حين اتحدث عن هجرة خيرة مستثمرينا إلى الخارج فانني اتحدث بحسرة والم شديدين، فليس من السهل علي وعلى غيري من المواطنين الغيورين على مصلحة هذا البلد ان نشهد تشتت عقولنا التجارية وخيرة تجارنا في اصقاع الارض وان نجد ان دول الجوار كالبحرين والشارقة ودبي والسعودية وغيرها من الدول العربية كلبنان ومصر وسورية والاردن تحتوي مبادراتهم وتترجم طموحاتهم ومشاريعهم الكبرى لواقع وحكومتنا تتطلع إليهم وتشهد انجازاتهم ونجاحاتهم في الخارج من دون ان تحرك ساكناً.
عائلات عريقة
فهل تعرفين ان وكيل «كاتربلر» في كل من منظمة الشرق الاوسط هي عائلة «البحر» وهل تعرفين ان وكيل سلسلة مطاعم امريكانا وبيرغر كنغ وكنتاكي وبيتزاهت وغيرها من الشركات العملاقة هي عائلة «الخرافي» وان وكيل اكبر شركات التجزئة المالكة لمحلات دبنهامز ومذركير وبودي شوب وغيرها من مجموعة الشايع غروب وهي «عائلة الشايع» وان هذه العقليات التجارية موجودة في الكويت منذ فترة الستينيات اي منذ ما يزيد على نصف قرن وهم اليوم في لبنان ومصر وغيرهما.
نحن أولى
نعم انا فخور جدا بوجود هؤلاء في انحاء الوطن العربي لانهم يعكسون «القومية» التي تشربها المواطن الكويتي الاصيل.. ولكني سأكون اكثر فخرا وسعادة وانا اراهم يعملون في بلدهم ويُرحّب بهم على ارضهم مثلما ترحب بهم كل دول العالم لانها دول ذكية وتعلم ان هؤلاء التجار يجلبون رؤوس الاموال ولابد ان يحظوا بمعاملة تفضيلية خاصة لان من يملك السيولة اليوم هو «ملك» او كما يقولون «CASH IS THE KING» لان اموال هؤلاء هي التي ستقيم وتنفذ المشاريع التي ستحرك المياه الراكدة في الاسواق التي تدخلها، فلا بطالة ولا مشاكل اجتماعية قد تسفر عنها، ولعل في المشاريع التي اقامتها مجموعة «الخرافي» في «مرسى علم» و«بورت غالب» من مصر اكبر مثال على ذلك بعد ان استقطبت آلاف الايدي العاملة المصرية، وحوّلت صحراء تلك المنطقة الى جنات وارفة الظلال، وفتحت العديد من البيوت المهددة بالانهيار وغير ذلك الكثير، واكرر «ليت الكويت تشهد مثل هذه المشاريع الكبرى على ارضها وتستقطب رؤوس اموال ابنائها لتستثمرها بالداخل لاننا اولى بكل هذا».
ديرة حسد
● الا يمكن تدارك ذلك؟
■ لا اعتقد.. لان «ديرتنا ديرة حسد» ولو اراد تاجر مثل «الخرافي» على سبيل المثال ان يعمل مشروعاً مثل تلك المشاريع او غيرها على ارض الكويت لاقام مجلس الامة الدنيا ولم يقعدها علما بانه تاجر ويعمل عبر شركات مساهمة يسهم بها المواطنون الكويتيون اولا واخيرا مثل شركات «امريكانا» او «الساحل» او شركة «المال» وغيرها الكثير.
● وما السر وراء ذلك الهجوم؟
■ حسابات شخصية ليس الا.. فبعض النواب في مجلس الامة لا شغل شاغلاً لهم سوى استهداف مثل هذه الشخصيات التجارية الرائدة وللعلم فان نصف اعضاء المجلس اي ما نسبة 50 في المئة منهم دخلوا فقط لتسوية حساباتهم الشخصية مع البعض ليس الا.
أشباه الرجال
● لكنهم دخلوا المجلس بترشيح من الشعب ولم يدخلوه من تلقاء أنفسهم
■ هنا تكمن المشكلة الحقيقية، وهي ان نفسيات ورؤى الشعب تغيرت عندنا عما كانت عليه في السابق وهذه المشكلة ظهرت بعد الغزو العراقي للكويت الذي أفرز صفات لم نكن نعهدها في أنفسنا قبل حدوثه مثل الحسد والنميمة وظهور طبقة «أشباه الرجال» التي همها الوحيد القيل والقال و«ظهور الحش» في الناس وفي أعراضهم على مدار اليوم، فبات حديثها مثل حديث «النسوان» أو الحريم، وهذه كلها أمور ليست من مناقب الرجال «الرجال» ولا ترقى لقدسية البرلمان (بيت الشعب أو بيت الأمة) وهذا التلاسن عندنا في الكويت أكبر عيب وليس من شيم الرجال الذين يجب ان يتحلوا بالثقل و«التكانة» وان يحسنوا اختيار ألفاظهم ويعرفوا متى يتكلمون ومتى يستمعون ويعملون أكثر مما يقولون، فهؤلاء هم الرجال الذين يحق لهم تمثيل الشعب تحت قبة البرلمان لا «أشباه الرجال» الذين يعيش نصفهم اليوم في المجلس والذي أقل ما يوصفون به أنهم جيل الـ Chicken Nugts «تشيكن نجتس».
حس قومي
لقد توقفت الكويت عن مجاراة حركة التطور والنمو من حولنا وبكل أسف منذ الثمانينيات، فمن ذلك الحين لا جديد، شوارعنا هي هي، مستشفياتنا هي هي، مدارسنا هي هي، بل حتى أن مجارينا وقنوات الصرف الصحي لم تتغير وبقيت هي نفسها منذ ذلك العام، علما بأن الكويت كانت سباقة في كل شيء، كل شيء بلا استثناء بما في ذلك مواقفها القومية تجاه قضايا العرب المصيرية ولا أنسى أبدا اننا وحين كنا صغارا وشبابا كان يتعين علينا ان ندفع 20 فلسا زيادة على قيمة أي تذكرة نشتريها لدخول أي دار من دور السينما دعما للمجهود الحربي الفلسطيني.
لقد كان الكويتيون من حينها متحابين ومتعاونين ويحبون الخير لهم ولاخوانهم العرب وخيرهم أيضا لهم ولاشقائهم في الدول العربية الاخرى وكان لديهم حس قومي كبير وقوي تجاه قضاياهم الوطنية.
تجنيس عشوائي
● وكيف تحول كل ذلك الى «حسد»؟
■ تغير التركيبة السكانية بسبب سياسات التجنيس العشوائية والحسابات الانتخابية، ولد لدينا هذا الحسد فكان ان ظهرت لدينا طبقة من التجار الجدد أو «محدثي النعمة» الذين لا كان أباؤهم ولا أجدادهم تجارا وبات هؤلاء الجدد أو «محدثو النعمة» ينظرون بفوقية للآخرين وكأنهم «حشرات» ولا غرابة في ذلك، فهذا معدنهم لان معدن تجار الكويت الاصليين هو «الذهب» الذي لا يتغير أو يتبدل اذا ما خدش أو حك بعكس النحاس.
قلة وكثرة
ولعل الأسوأ من كل هذا وذاك من الامور التي ساعدت في تفشي الحسد في ديرتنا هو قيام حكومتنا بمنح محدثي النعمة أو الكويتيين الجدد مزايا وامتيازات أهل البلد الاصليين حتى بعد ان بات المتجنسون كثرة وأهل البلد الأصليون قلة وما نتج عن ذلك من تغير في التركيبة السكانية الجديدة التي أفرزت نفسيات جديدة وواقعاً جديداً لم نشهده من قبل ضيق في النهاية على أبناء البلد الاساسيين وهضم الكثير من حقوقهم وامتيازاتهم بعد ان شاركهم فيها نحو 30 ألفاً الى 40 ألف متجنس فخلقوا امامهم الازمات الكثيرة.. والا فهل يعقل ان ينتظر المواطن في دولة غنية كالكويت 15 سنة او اكثر ليحصل على بيت له ولاسرته لا تزيد مساحته اليوم عن 350-400 متر ؟!! في حين انه لو اقتصر توزيع البيوت على اصحاب البلد الاصليين لكان بالكويت وفرة وفائض في الاراضي وليس العكس؟!
الفليج لـ «النهار»: محدثو النعمة من «الكويتيين الجدد» وراء تفشي الحسد والنميمة في مجتمعنا الأصيل
فريال العطار
annahar@annaharkw.com
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/10/18/d57c53f6-ee31-40b3-a84c-6cb67ce56986_main.jpg
كل ما نريده من الحكومة موقع بري صغير بمساحة 10 آلاف متر مربع
في واحد من اقوى اللقاءات الصحافية التي اجريت معه.. فتح مدير عام شركة بوبيان للاسماك عزام الفليج النار على الكثير من السياسات الحكومية الخاطئة سواء ما خص منها الشأن العام او القطاع الخاص او حتى ما تعلق منها بشركته بدءا بسياستها العشوائية وغير المدروسة في قضية التجنيس التي افرزت تركيبة سكانية جديدة اتصفت بالفوقية والحسد وتعاملت مع ابناء البلد الاصليين وكأنهم حشرات ونازعتهم في امتيازاتهم ومزاياهم حتى ضيقت سبل العيش عليهم بعد ان باتوا قلة في مواجهتها ككثرة.
وطالب الفليج - وعبر لقائه المطول مع «النهار» - الحكومة بسحب البيوت من مزدوجي الجنسية (الكويتيين الجدد» الذين يعمدون الى تأجيرها للغير حال تسلمهم لها باعتبارهم كويتيين ثم يغادرون البلاد للعيش في دولهم الاصلية حيث انتماءاتهم وولاءاتهم الحقيقية ثم العودة مجددا للبلاد بعد اشهر عدة لجباية او تحصيل ايراد هذه البيوت المؤجرة، داعيا الى ضرورة توزيع هذه القسائم او المنازل على المواطنين الاصليين الذين يسكنون في شقق مؤجرة في انتظار دورهم وحقهم بالرعاية السكنية الذي بات يمتد لأكثر من 15 عاما.
وفي حين أكد الفليج اصالة الشعب الكويتي الذي كان خير داعم لقضاياه العربية والقومية حين كان في الكويت «رجال» حقيقيون وليس «اشباه الرجال» الذين اطلق عليهم «جيل الـ تشيكن نجتس Chicken Nugts» وعزا ظهورهم لأختلاف اسلوب التربية بين الماضي حيث كانت الامهات من يربي الابناء .. والحاضر حيث بات امر التربية يوكل للخدم بنسبة 80 في المئة، اسف لوضع واسلوب المناقشات في البرلمان الكويتي الذي انحدر به بعض النواب للحضيض فاصبح مرتعاً للقيل والقال، و«النميمة» و«الحش باعراض الناس»، وارض خصبة لتسوية الحسابات الشخصية، مؤكداً ان 50 في المئة من اعضاء مجلس الامة الكويتي ما جاءوه الا لاستهداف بعض علية القوم وتفريغ احقادهم فيه ليس الا، معتبراً ان ذلك هو نتاج مرحلة ما بعد الغزو العراقي للكويت التي افرزت نفسيات واخلاقيات لم تعهدها الكويت في ابنائها من قبل.
ومن الشأن السياسي العام للشان الاقتصادي الخاص الذي اضاء فيه الفليج على الدور الفاعل لتجار الكويت قديماً ومحاربة بعض النفوس المريضة لهم، معرباً عن شديد اسفه لاضطرار بعض اكبر الشركات الوطنية الكويتية للهجرة للخارج، بحثا عن بيئة استثمارية جاذبة لا تجدها في بلدها الام، داعياً لمحاولة توطين رؤوس الاموال الكويتية في مشاريع تنموية تفتقدها الكويت منذ فترة الثمانينيات، داقاً ناقوس الخطر من قرب نضوب النفط ما يستلزم البحث عن مصادر بديلة للدخل والطاقة والتي يراها اساساً في الطاقة الشمسية والبحر.. والرياح، متمنياً على الحكومة في الوقت ذاته وضع سياسات فاعلة لتأمين الامن الغذائي الاستراتيجي لشعبها عبر امتلاك اراض زراعية في دول مستقرة سياسياً حول العالم لتأمين المواد الاستهلاكية الاساسية كالسكر والقمح والارز لاسيما مع قدرتها المالية من جانب، وسوء احوالها المناخية من جانب آخر.
ومن الشأن الاقتصادي الى الكشف عن المعوقات التي تواجهها «بوبيان للاسماك» منذ ان تحولت ملكيتها بالمطلق للقطاع الخاص بعد ان كانت حكومية بنسبة 70 في المئة، لافتا الى ان القضايا التي رفعتها الشركة ضد الحكومة جراء سياساتها في محاربتها والحد من نشاطها الذي توقف اليوم بنسبة 90 في المئة، متمنياً على رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد التدخل لانصافها باعتبارها شركة وطنية وحيدة في مجال نشاطها في استزراع الاسماك، وذلك حتى لا يضطر لطرق باب القضاء مجدداً أو اللجوء لاختصام الحكومة خارج حدود الكويت والذي يرى فيه «عيباً» لا يتفق مع اخلاقياتهم ومبادئهم.
والى ذلك، فقد تطرق الفليج في حديثه الى ضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وضرورة توافر بعض الصفات القيادية فيه كالامانة، والجرأة، والقوة ليمكنه النهوض بمسيرة البلاد بعيداً عن صياح النواب والضغوط السياسية، داعياً لانصاف القادة القادرين على صنع القرار والذين يكونون على مستوى الحدث والمسؤولية، معرباً عن اندهاشه لتقاضي وزراء الدولة السياديين، رواتب نشك في ان تصل الى 2500 -3000 دينار في حين ان راتب اصغر او اقل رئيس تنفيذي او عضو منتدب او رئيس مجلس ادارة شركة لا يقل عن 7-15 الف دينار شهرياً عدا المزايا الاخرى. ما قاله وكشف عنه الفليج هو «غيض من فيض» وفي التفاصيل المزيد، فإلى فحوى هذا اللقاء:
● عرف عنك حبك الشديد للكويت وغيرتك عليها، فكيف تنظر لمستقبلها في ظل ما اجتازته من ازمات سياسية ومالية ومجتمعية، وهل هي نظرة تشاؤمية ام تفاؤلية؟
■ كنت اتمنى ان تكون نظرتي للكويت ولمستقبلها تفاؤلية بالمطلق، ولكن لا يمكنني الا ان اكون واقعياً واقبل بان اكون نصف متفائل ونصف متشائم! ولنقل ان نظرتي لمستقبلها «تشاؤلية» في ظل ما اراه امامي من معطيات تدفعني لعدم التفاؤل.
هجرة الشركات
● مثل ماذا؟
■ المعطيات كثيرة جداً ولكن لنأخذ ابسطها والمتمثل في نزوح او هجرة اكبر الشركات الكويتية الرائدة للخارج مثل «شركة زين» على سبيل المثال التي اتخذت من «البحرين» مقراً لها ومن قبلها الوطنية للاتصالات التي باعت حصتها للقطريين» ناهيك تفكير العديد من الشركات الكبرى الاخرى بين الحين والاخر للخروج من البلاد، وهلم جرا، علماً بانها شركات وطنية، انطلقت من ارض الكويت، وكان يجب لها ان تبقى فيها، ولكن!!
أجواء متوترة
● وما السبب في خروجها إقليمياً بنظرك؟
■ السبب في ذلك هو الصراعات التي نشهدها يومياً بين الحكومة ومجلس الامة التي تخلق وتنشر اجواء التوتر والقلق بالبلاد، ناهيك عن سيل التعقيدات والعراقيل التي تواجه المستثمرين بين الحين والاخر سواء بالنسبة لبطء الاجراءات في انهاء المعاملات او اصدار التراخيص او الحصول على التسهيلات او الامتيازات الحكومية المطلوبة او الدعم الحكومي المستحق
دفع الرشاوى
والأسوأ من كل ما سبق هو اضطرار المستثمر وفي ظاهرة جديدة او دخيلة على المجتمع الكويتي ولكنها تفشت بسرعة وإلى دفع الرشاوى لبعض المعينين لضمان انهاء او اجراء معاملاته التي يجب ان تتم تلقائيا وبالطبع هذه الامور وغيرها كلها عنصر «طارد» للاستثمار في مجملها وتدفع بالمستثمرين للجوء «مكرهين» للاستثمار خارج الكويت حيث البيئة الاستثمارية الجاذبة.
● الا يدفع المستثمر الكويتي «رشاوى» ايضا في الخارج؟
■ بلى.. وقد يحدث ذلك.. ولكن فيما ندر او على مستوى بسيط جدا جدا ولكن ليس بالصورة التي نشهدها في الكويت.
وتأكدي انني حين اتحدث عن هجرة خيرة مستثمرينا إلى الخارج فانني اتحدث بحسرة والم شديدين، فليس من السهل علي وعلى غيري من المواطنين الغيورين على مصلحة هذا البلد ان نشهد تشتت عقولنا التجارية وخيرة تجارنا في اصقاع الارض وان نجد ان دول الجوار كالبحرين والشارقة ودبي والسعودية وغيرها من الدول العربية كلبنان ومصر وسورية والاردن تحتوي مبادراتهم وتترجم طموحاتهم ومشاريعهم الكبرى لواقع وحكومتنا تتطلع إليهم وتشهد انجازاتهم ونجاحاتهم في الخارج من دون ان تحرك ساكناً.
عائلات عريقة
فهل تعرفين ان وكيل «كاتربلر» في كل من منظمة الشرق الاوسط هي عائلة «البحر» وهل تعرفين ان وكيل سلسلة مطاعم امريكانا وبيرغر كنغ وكنتاكي وبيتزاهت وغيرها من الشركات العملاقة هي عائلة «الخرافي» وان وكيل اكبر شركات التجزئة المالكة لمحلات دبنهامز ومذركير وبودي شوب وغيرها من مجموعة الشايع غروب وهي «عائلة الشايع» وان هذه العقليات التجارية موجودة في الكويت منذ فترة الستينيات اي منذ ما يزيد على نصف قرن وهم اليوم في لبنان ومصر وغيرهما.
نحن أولى
نعم انا فخور جدا بوجود هؤلاء في انحاء الوطن العربي لانهم يعكسون «القومية» التي تشربها المواطن الكويتي الاصيل.. ولكني سأكون اكثر فخرا وسعادة وانا اراهم يعملون في بلدهم ويُرحّب بهم على ارضهم مثلما ترحب بهم كل دول العالم لانها دول ذكية وتعلم ان هؤلاء التجار يجلبون رؤوس الاموال ولابد ان يحظوا بمعاملة تفضيلية خاصة لان من يملك السيولة اليوم هو «ملك» او كما يقولون «CASH IS THE KING» لان اموال هؤلاء هي التي ستقيم وتنفذ المشاريع التي ستحرك المياه الراكدة في الاسواق التي تدخلها، فلا بطالة ولا مشاكل اجتماعية قد تسفر عنها، ولعل في المشاريع التي اقامتها مجموعة «الخرافي» في «مرسى علم» و«بورت غالب» من مصر اكبر مثال على ذلك بعد ان استقطبت آلاف الايدي العاملة المصرية، وحوّلت صحراء تلك المنطقة الى جنات وارفة الظلال، وفتحت العديد من البيوت المهددة بالانهيار وغير ذلك الكثير، واكرر «ليت الكويت تشهد مثل هذه المشاريع الكبرى على ارضها وتستقطب رؤوس اموال ابنائها لتستثمرها بالداخل لاننا اولى بكل هذا».
ديرة حسد
● الا يمكن تدارك ذلك؟
■ لا اعتقد.. لان «ديرتنا ديرة حسد» ولو اراد تاجر مثل «الخرافي» على سبيل المثال ان يعمل مشروعاً مثل تلك المشاريع او غيرها على ارض الكويت لاقام مجلس الامة الدنيا ولم يقعدها علما بانه تاجر ويعمل عبر شركات مساهمة يسهم بها المواطنون الكويتيون اولا واخيرا مثل شركات «امريكانا» او «الساحل» او شركة «المال» وغيرها الكثير.
● وما السر وراء ذلك الهجوم؟
■ حسابات شخصية ليس الا.. فبعض النواب في مجلس الامة لا شغل شاغلاً لهم سوى استهداف مثل هذه الشخصيات التجارية الرائدة وللعلم فان نصف اعضاء المجلس اي ما نسبة 50 في المئة منهم دخلوا فقط لتسوية حساباتهم الشخصية مع البعض ليس الا.
أشباه الرجال
● لكنهم دخلوا المجلس بترشيح من الشعب ولم يدخلوه من تلقاء أنفسهم
■ هنا تكمن المشكلة الحقيقية، وهي ان نفسيات ورؤى الشعب تغيرت عندنا عما كانت عليه في السابق وهذه المشكلة ظهرت بعد الغزو العراقي للكويت الذي أفرز صفات لم نكن نعهدها في أنفسنا قبل حدوثه مثل الحسد والنميمة وظهور طبقة «أشباه الرجال» التي همها الوحيد القيل والقال و«ظهور الحش» في الناس وفي أعراضهم على مدار اليوم، فبات حديثها مثل حديث «النسوان» أو الحريم، وهذه كلها أمور ليست من مناقب الرجال «الرجال» ولا ترقى لقدسية البرلمان (بيت الشعب أو بيت الأمة) وهذا التلاسن عندنا في الكويت أكبر عيب وليس من شيم الرجال الذين يجب ان يتحلوا بالثقل و«التكانة» وان يحسنوا اختيار ألفاظهم ويعرفوا متى يتكلمون ومتى يستمعون ويعملون أكثر مما يقولون، فهؤلاء هم الرجال الذين يحق لهم تمثيل الشعب تحت قبة البرلمان لا «أشباه الرجال» الذين يعيش نصفهم اليوم في المجلس والذي أقل ما يوصفون به أنهم جيل الـ Chicken Nugts «تشيكن نجتس».
حس قومي
لقد توقفت الكويت عن مجاراة حركة التطور والنمو من حولنا وبكل أسف منذ الثمانينيات، فمن ذلك الحين لا جديد، شوارعنا هي هي، مستشفياتنا هي هي، مدارسنا هي هي، بل حتى أن مجارينا وقنوات الصرف الصحي لم تتغير وبقيت هي نفسها منذ ذلك العام، علما بأن الكويت كانت سباقة في كل شيء، كل شيء بلا استثناء بما في ذلك مواقفها القومية تجاه قضايا العرب المصيرية ولا أنسى أبدا اننا وحين كنا صغارا وشبابا كان يتعين علينا ان ندفع 20 فلسا زيادة على قيمة أي تذكرة نشتريها لدخول أي دار من دور السينما دعما للمجهود الحربي الفلسطيني.
لقد كان الكويتيون من حينها متحابين ومتعاونين ويحبون الخير لهم ولاخوانهم العرب وخيرهم أيضا لهم ولاشقائهم في الدول العربية الاخرى وكان لديهم حس قومي كبير وقوي تجاه قضاياهم الوطنية.
تجنيس عشوائي
● وكيف تحول كل ذلك الى «حسد»؟
■ تغير التركيبة السكانية بسبب سياسات التجنيس العشوائية والحسابات الانتخابية، ولد لدينا هذا الحسد فكان ان ظهرت لدينا طبقة من التجار الجدد أو «محدثي النعمة» الذين لا كان أباؤهم ولا أجدادهم تجارا وبات هؤلاء الجدد أو «محدثو النعمة» ينظرون بفوقية للآخرين وكأنهم «حشرات» ولا غرابة في ذلك، فهذا معدنهم لان معدن تجار الكويت الاصليين هو «الذهب» الذي لا يتغير أو يتبدل اذا ما خدش أو حك بعكس النحاس.
قلة وكثرة
ولعل الأسوأ من كل هذا وذاك من الامور التي ساعدت في تفشي الحسد في ديرتنا هو قيام حكومتنا بمنح محدثي النعمة أو الكويتيين الجدد مزايا وامتيازات أهل البلد الاصليين حتى بعد ان بات المتجنسون كثرة وأهل البلد الأصليون قلة وما نتج عن ذلك من تغير في التركيبة السكانية الجديدة التي أفرزت نفسيات جديدة وواقعاً جديداً لم نشهده من قبل ضيق في النهاية على أبناء البلد الاساسيين وهضم الكثير من حقوقهم وامتيازاتهم بعد ان شاركهم فيها نحو 30 ألفاً الى 40 ألف متجنس فخلقوا امامهم الازمات الكثيرة.. والا فهل يعقل ان ينتظر المواطن في دولة غنية كالكويت 15 سنة او اكثر ليحصل على بيت له ولاسرته لا تزيد مساحته اليوم عن 350-400 متر ؟!! في حين انه لو اقتصر توزيع البيوت على اصحاب البلد الاصليين لكان بالكويت وفرة وفائض في الاراضي وليس العكس؟!