المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مترجم العربية في البيت الأبيض يتقاعد بعد 19 عاماً



سلسبيل
10-17-2009, 06:59 AM
2009 الجمعة 16 أكتوبر

الخليج الإماراتية - واشنطن


http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/NewsPapers/2009/10/week2/33(15).jpg

أنهى جمال رشدي هلال مترجم اللغة العربية في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية خدمة استمرت 19 عاماً عمل فيها مع أربعة رؤساء وستة وزراء خارجية، ليبدأ صفحة جديدة من حياته العملية بوظيفة مرموقة في شركة نفطية .

وقال جمال هلال ل”الخليج” أمس إنه لن يستطيع التحدث بالتفصيل عن تجربته في العمل في الترجمة من وإلى العربية لأربعة رؤساء أمريكيين ووزراء خارجيتهم قبل مرور ستة أشهر لاعتبارات وظيفية وإدارية، ولكن المدقق في تاريخ عمله الحساس في الإدارات الأمريكية المتعاقبة يستطيع أن يدرك أهمية الوظيفة التي نهض بها لا سيما في مراحل مهمة وشائكة من العلاقات الأمريكية - العربية وعلى أعلى المستويات .

ولد جمال هلال في مدينة أسيوط بصعيد مصر في مارس/آذار ،1954 وله شقيقتان وتخرج في كلية الزراعة ليفاجئ أهله بعدها بقرار الهجرة إلى أمريكا أسوة بخاله الذي سبقه بسنوات طويلة إلى العالم الجديد .

وهناك بدأ هلال حياته كمهاجر وطالب في جامعة فيرمونت حيث تخرج وحصل على ماجستير في تفاعل الثقافات، واستقر في العاصمة واشنطن والتحق بالعمل بوزارة الخارجية حيث كانت البداية مرافقة الوفود الرسمية المتحدثة بالعربية والترجمة عنهم ولهم .

وفي 1991 استعانت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية مارجريت تاتوايلر بهلال كمترجم كفء لمباحثات الوزير جيمس بيكر مع العراقيين خاصة طارق عزيز .

وكانت محطته الثانية مؤتمر مدريد للسلام حيث تولى اعمال الترجمة على المستوى الاعلى، وبعدها كان هلال هو الرجل الثالث في أي مباحثات سرية أو علنية بين الرؤساء وكبار المسؤولين الامريكيين مع الملوك والرؤساء والقادة العرب .

وحرص دنيس روس أحد كبار مسؤولي ملف السلام على عهد الرئيس الاسبق بيل كلينتون، على ضم هلال لفريق العمل الامريكي ليس كمترجم، بل كمستشار ايضاً، خاصة خلال محادثات كامب ديفيد التي جمعت ياسر عرفات وايهود باراك .

وفوض هلال بالحديث على انفراد ومباشرة مع الرئيس الفلسطيني لإقناعه بإبرام اتفاقية سلام، إلا أن أبوعمار بعد ساعة ونصف الساعة من الحديث رفض .

وعمل هلال حتى أول أمس الخميس عن قرب في ملف السلام، ورافق مبعوث السلام السيناتور جورج ميتشل في جولاته الشرق أوسطية .

رأى هلال ان عرض الشركة النفطية فرصة مناسبة ليجد الوقت الكافي ليكون مع ابنه الوحيد “14 سنة”، والذي حرمته الوظيفة من قضاء وقت معه، لأن اعباء العمل كانت تسرقه، وكان يضطر الى القيام بأعمال الترجمة خلال وجوده في المنزل، ويضطر لترك المنزل ليلاً أو فجراً لترجمة محادثات هاتفية رفيعة المستوى بين الرؤساء الامريكيين ونظرائهم العرب بسبب فارق التوقيت .

أما الوقت الوحيد الذي كان يقضيه مع ابنه فقد كان إجازته السنوية الصيفية القصيرة التي كان يحرص على قضائها مع ابنه وأمه وشقيقتيه في الساحل الشمالي أو مرسى مطروح بمصر .

وكان هلال شاهداً على حقبة مهمة من التاريخ العربي- الأمريكي، شهدت حروباً ومفاوضات سلام، وربما يأتي يوم يسرد كل شيء في كتاب . وهو لن يحتاج لمن يذكره بالتفاصيل، فهي محفورة في ذهنه وكل من يزور منزله سيجد صوره مع العديد من زعماء العالم والرؤساء الأمريكيين معلقة وموضوعة في كل مكان لا سيما صوره مع بيكر والملك عبدالله بن عبدالعزيز وبوش وصور ابنه اليكس جالساً على المكتب البيضاوي في أحد أيام الأحد، حيث استقبله الرئيس بوش يومها ووقع على الصور .