مجاهدون
09-03-2004, 05:48 PM
كتابات - مهدي قاسم
أن تستميت ما تسمى بالقوى القومية العربية ، من الناصرية المهزومة ، إلى البعثية المندحرة ، و الإسلامية المتشددة ، المسعورة ، بالقتل و الدمار ، نقول أن تستميت هذه القوى المتهالكة ، بالدفاع عن النظام العراقي السابق ، و من ثم التباكي ، و العويل ، فوق أنقاض أطلاله كغربان زاعقة ، فأنه أمر مفهوم ، و متوقع ، و منتظر ، لما تجمع بين هذه القوى ، و النظام العراقي السابق من مصالح ، و نهج شمولي و قمعي ، و ارتداء الخوذة الديكتاتورية المشتركة ، كممارسة للسلطة ، و الأيديولوجيا الظلامية ، و العنصرية الشوفينية .
و قبل كل ذلك ، تلك الهدايا ، و المكرمات ، و كوبونات النفط ، و حنفيات الدولار ، التي كان يغدقها النظام العراقي السابق ، على هذه الأحزاب ، و القوى ، و التنظيمات ، الانتهازية ، و المرتزقة ، و العميلة ! . و لكن أن يقوم حزب الله اللبناني بنفس الدور التخريبي ، الساعي إلى عرقلة ، أي جهد ممكن ، من أجل ترسيخ الاستقرار ، و الأمن في العراق ، فهذا ما لم نفهمه في بداية الأمر .
بل ، و كنا مستغربين ، و مندهشين ، من هذا الموقف المعادي ، و التخريبي ضد الشعب العراقي . إلا أننا سرعان ما ، اكتشفنا سذاجة استغرابنا ، بعدما شعرنا ، و عرفنا أن الرياح المسمومة ، و النتنة ، لحزب الله اللبناني ، هي الأخرى ، تهب على العراق ، من الجهة الإيرانية ! ، فهذا الحزب الطائفي ، و التابع ، بالمطلق للتوجيهات و الوصايا الإيرانية ، قرر بأن يلعب ، هو الآخر ، دوره القذر ، في جعل العراق ، و شعبه ، قربانا ، و أضحية للطموحات ، و المطامع الإيرانية في العراق ، ناهيك عن عرقلة ، قيام نظام ديموقراطي تعددي ، الذي من شأنه ، أن يؤثر ، و يزعزع نظام الملالي ، الكردينالي المطلق في طهران ، و بالتالي سينقطع مورد التمويل الإيراني لهذا الحزب المعادي ، لطموحات الشعب العراقي ! .
و من هنا يأتي أدركنا ، لضخامة الضغوط الإيرانية على العراق ، من كل حدب و صوب ، منذ انهيار النظام العراقي السابق ، و لحد الآن . لقد عرفنا ( المصدر : الشرق الأوسط ) ، في الأيام الأخيرة ، أن أحد أعضاء العسكريين المهمين في حزب الله اللبناني ، قد لعب دورا فعالا ، في تأسيس ، و تدريب المليشيا المسلحة ، التابعة لمقتدى الصدر ، و بتكليف من المخابرات الإيرانية .
تلك المليشيا المسلحة ، التي أخذت ، و منذ شهور ، تسبب موتا ، و دمارا ، في مدن عراقية عديدة ، ناهيك عن أعمال تعذيب ، و إعدام ، و تمثيل ، بجثث ضحاياه الأبرياء . و الآن يقوم هذا الحزب ، و الذيل الإيراني ، بتنظيم ، و ترتيب مؤتمر ، لعناصر و قوى عراقية ، منها ( الوطنية ) ، و منها المرتزقة ، و الانتهازية ، و العميلة السابقة ، و منها ، ممثلون عن النظام العراقي السابق ، بهدف إدامة أعمال العنف ، و الإرهاب في العراق ، لكي لا ينعم الشعب العراقي ، بعد كل هذه المعاناة الرهيبة ، و الطويلة ، بالراحة ، و الأمن ، و الاستقرار . و يبقى أن نقول بأن هذا الحزب لم يقدم أية مساعدة ، أو دعم للاجئين العراقيين ، من الشيعة الهاربين ، من وحشية القمع ، و الإبادة ، و التنكيل ، إلى بيروت ، أبان وجود النظام العراقي السابق في الحكم .
بل أنه كان على علاقة جيدة ، مع ذلك النظام الدموي ، بعد انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية ، وهو النظام الفاشي ، الذي قتل من شيعة العراق ، أعدادا هائلة ، لا تحصى ، و لا تُعد ، و التي بقي هذا الحزب الطائفي ، و الذيل الإيراني الموحل ، إزاءها ، صامتا ، كالشيطان الأخرس ! .
و في الوقت الذي كان هذا الحزب منهمكا - حسب تصريح الكاتب العراقي مؤيد الحمداني لمراسل الشرق الأوسط - بتنظيم و رعاية مؤتمر المتباكين على سقوط النظام العراقي السابق ، في بيروت ، كانت بساطيل ( الأشقاء ) السوريين المحتلين ، تضغط على رؤوس النواب اللبنانيين ، ، حتى أجبرتهم على تعديل الدستور اللبناني ، بهدف تمديد لولاية الرئيس اللبناني الراهن ، و ( المقبول و المفضل ) من قبل ( الأشقاء المحتلين ) ، لمدة ثلاث سنوات أخرى ؟! .
وهو الأمر الخطير ، و الاعتداء السافر على السيادة اللبنانية ، و على الكرامة الوطنية اللبنانية ، في آن واحد ، و مع ذلك ، فلم يحرك حسن تصرالله ساكنا ، و لم تُخدش كرامته الوطنية ، بسبب هذا التجاوز ، و الاعتداء ، و التدخل السافر ، في الشؤون الداخلية ، لبلد يُفترض أنه يتمتع بسيادة كاملة ؟؟؟! . لماذا لم يشعر حسن نصرالله ، بانتهاك في كرامته الوطنية ؟ ، لأنه - و مثلما أغلب العرب - ، يتظاهر ، و يدعي ، بأن ( تحرير العراق و صون سيادته الوطنية ) أهم ، بكثير ، من تدنيس حرمة سيادة أي بلد عربي أخر ، و احتلاله المزمن ، و المباشر ، و غير المباشر ، الدائم ، و المؤقت .
بينما الواقع الملموس يقول : بأن دولارات صدام حسين من جهة ، و دولارات الإيرانيين من جهة أخرى ، هي الأهم بكثير ، من عملية تدنيس حرمة سيادة إي بلد عربي أخر ، يعاني من احتلال مباشر ، و غير مباشر . فيا أيها العراق : كم أنت ( عزيز ) على قلوب هؤلاء العرب ؟! .. نعم ! ، ( عزيز ) ، معززا ، أكثر ، حتى من بلدانهم ذاتها ؟؟؟!.. و هكذا ، فعندما يصيح الدولار ، سيدا طاغيا ، و متبخترا : أنا السيد الأوحد ، و المطلق ، فينحني أصحاب الضمائر الميتة ، بوجوه شاحبة ، و مصًفرة بالذل ، و النفاق ، و الكذب ، و التضليل ، و الذيلية ، وهم يدوسون ، على جثث الضحايا العراقيين الأبرياء ، بأحذية ملوثة ، بدماء الأطفال ، و النساء ، المسفوحة ، على أرض السواد ، في كل ساعة ، و يوم !! .
qasim3@gawab.com
أن تستميت ما تسمى بالقوى القومية العربية ، من الناصرية المهزومة ، إلى البعثية المندحرة ، و الإسلامية المتشددة ، المسعورة ، بالقتل و الدمار ، نقول أن تستميت هذه القوى المتهالكة ، بالدفاع عن النظام العراقي السابق ، و من ثم التباكي ، و العويل ، فوق أنقاض أطلاله كغربان زاعقة ، فأنه أمر مفهوم ، و متوقع ، و منتظر ، لما تجمع بين هذه القوى ، و النظام العراقي السابق من مصالح ، و نهج شمولي و قمعي ، و ارتداء الخوذة الديكتاتورية المشتركة ، كممارسة للسلطة ، و الأيديولوجيا الظلامية ، و العنصرية الشوفينية .
و قبل كل ذلك ، تلك الهدايا ، و المكرمات ، و كوبونات النفط ، و حنفيات الدولار ، التي كان يغدقها النظام العراقي السابق ، على هذه الأحزاب ، و القوى ، و التنظيمات ، الانتهازية ، و المرتزقة ، و العميلة ! . و لكن أن يقوم حزب الله اللبناني بنفس الدور التخريبي ، الساعي إلى عرقلة ، أي جهد ممكن ، من أجل ترسيخ الاستقرار ، و الأمن في العراق ، فهذا ما لم نفهمه في بداية الأمر .
بل ، و كنا مستغربين ، و مندهشين ، من هذا الموقف المعادي ، و التخريبي ضد الشعب العراقي . إلا أننا سرعان ما ، اكتشفنا سذاجة استغرابنا ، بعدما شعرنا ، و عرفنا أن الرياح المسمومة ، و النتنة ، لحزب الله اللبناني ، هي الأخرى ، تهب على العراق ، من الجهة الإيرانية ! ، فهذا الحزب الطائفي ، و التابع ، بالمطلق للتوجيهات و الوصايا الإيرانية ، قرر بأن يلعب ، هو الآخر ، دوره القذر ، في جعل العراق ، و شعبه ، قربانا ، و أضحية للطموحات ، و المطامع الإيرانية في العراق ، ناهيك عن عرقلة ، قيام نظام ديموقراطي تعددي ، الذي من شأنه ، أن يؤثر ، و يزعزع نظام الملالي ، الكردينالي المطلق في طهران ، و بالتالي سينقطع مورد التمويل الإيراني لهذا الحزب المعادي ، لطموحات الشعب العراقي ! .
و من هنا يأتي أدركنا ، لضخامة الضغوط الإيرانية على العراق ، من كل حدب و صوب ، منذ انهيار النظام العراقي السابق ، و لحد الآن . لقد عرفنا ( المصدر : الشرق الأوسط ) ، في الأيام الأخيرة ، أن أحد أعضاء العسكريين المهمين في حزب الله اللبناني ، قد لعب دورا فعالا ، في تأسيس ، و تدريب المليشيا المسلحة ، التابعة لمقتدى الصدر ، و بتكليف من المخابرات الإيرانية .
تلك المليشيا المسلحة ، التي أخذت ، و منذ شهور ، تسبب موتا ، و دمارا ، في مدن عراقية عديدة ، ناهيك عن أعمال تعذيب ، و إعدام ، و تمثيل ، بجثث ضحاياه الأبرياء . و الآن يقوم هذا الحزب ، و الذيل الإيراني ، بتنظيم ، و ترتيب مؤتمر ، لعناصر و قوى عراقية ، منها ( الوطنية ) ، و منها المرتزقة ، و الانتهازية ، و العميلة السابقة ، و منها ، ممثلون عن النظام العراقي السابق ، بهدف إدامة أعمال العنف ، و الإرهاب في العراق ، لكي لا ينعم الشعب العراقي ، بعد كل هذه المعاناة الرهيبة ، و الطويلة ، بالراحة ، و الأمن ، و الاستقرار . و يبقى أن نقول بأن هذا الحزب لم يقدم أية مساعدة ، أو دعم للاجئين العراقيين ، من الشيعة الهاربين ، من وحشية القمع ، و الإبادة ، و التنكيل ، إلى بيروت ، أبان وجود النظام العراقي السابق في الحكم .
بل أنه كان على علاقة جيدة ، مع ذلك النظام الدموي ، بعد انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية ، وهو النظام الفاشي ، الذي قتل من شيعة العراق ، أعدادا هائلة ، لا تحصى ، و لا تُعد ، و التي بقي هذا الحزب الطائفي ، و الذيل الإيراني الموحل ، إزاءها ، صامتا ، كالشيطان الأخرس ! .
و في الوقت الذي كان هذا الحزب منهمكا - حسب تصريح الكاتب العراقي مؤيد الحمداني لمراسل الشرق الأوسط - بتنظيم و رعاية مؤتمر المتباكين على سقوط النظام العراقي السابق ، في بيروت ، كانت بساطيل ( الأشقاء ) السوريين المحتلين ، تضغط على رؤوس النواب اللبنانيين ، ، حتى أجبرتهم على تعديل الدستور اللبناني ، بهدف تمديد لولاية الرئيس اللبناني الراهن ، و ( المقبول و المفضل ) من قبل ( الأشقاء المحتلين ) ، لمدة ثلاث سنوات أخرى ؟! .
وهو الأمر الخطير ، و الاعتداء السافر على السيادة اللبنانية ، و على الكرامة الوطنية اللبنانية ، في آن واحد ، و مع ذلك ، فلم يحرك حسن تصرالله ساكنا ، و لم تُخدش كرامته الوطنية ، بسبب هذا التجاوز ، و الاعتداء ، و التدخل السافر ، في الشؤون الداخلية ، لبلد يُفترض أنه يتمتع بسيادة كاملة ؟؟؟! . لماذا لم يشعر حسن نصرالله ، بانتهاك في كرامته الوطنية ؟ ، لأنه - و مثلما أغلب العرب - ، يتظاهر ، و يدعي ، بأن ( تحرير العراق و صون سيادته الوطنية ) أهم ، بكثير ، من تدنيس حرمة سيادة أي بلد عربي أخر ، و احتلاله المزمن ، و المباشر ، و غير المباشر ، الدائم ، و المؤقت .
بينما الواقع الملموس يقول : بأن دولارات صدام حسين من جهة ، و دولارات الإيرانيين من جهة أخرى ، هي الأهم بكثير ، من عملية تدنيس حرمة سيادة إي بلد عربي أخر ، يعاني من احتلال مباشر ، و غير مباشر . فيا أيها العراق : كم أنت ( عزيز ) على قلوب هؤلاء العرب ؟! .. نعم ! ، ( عزيز ) ، معززا ، أكثر ، حتى من بلدانهم ذاتها ؟؟؟!.. و هكذا ، فعندما يصيح الدولار ، سيدا طاغيا ، و متبخترا : أنا السيد الأوحد ، و المطلق ، فينحني أصحاب الضمائر الميتة ، بوجوه شاحبة ، و مصًفرة بالذل ، و النفاق ، و الكذب ، و التضليل ، و الذيلية ، وهم يدوسون ، على جثث الضحايا العراقيين الأبرياء ، بأحذية ملوثة ، بدماء الأطفال ، و النساء ، المسفوحة ، على أرض السواد ، في كل ساعة ، و يوم !! .
qasim3@gawab.com