المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا اصبح الزواج المؤقت مرفوض اجتماعيا



الرائد
09-03-2004, 01:26 PM
سؤال مطروح للنقاش لماذا يعتبر الزواج المؤقت مرفوض اجتماعيا هل لأنه :

1) سلبيات الممارسين لهذا الزواج أدت الى رفضه ؟
2) مآخذ الآخرين الذين لايقرون بشرعيته أدت الى رفضه ؟
3) عدم وجود آلية ونظام مراقبة في المجتمع ؟

أم ماذا ؟

سؤال مطروح للمناقشة الاثرائية

هبة الله
09-24-2004, 10:44 AM
" إِنّ «الزواج المؤقت» يتيح لبعض الأشخاص من طلاب الهوى أن يسيء استعمال هذا القانون .. وأن يرتكبوا كل فاحشة تحت هذا الستار .. لدرجة أن ذوي الشخصيات من الناس .. لا تقبل بمثل هذا الزواج .. بل وتأنف منه .. كما أن ذوات الشخصية من النساء يأبين ذلك أيضاً ...

والجواب هو .. وأي قانون في عالمنا الراهن لم يسأ استعماله؟

وهل يجوز أن نمنع من الأخذ بقانون تقتضيه الفطرة البشرية وتمليه الحاجة الإِجتماعية الملحة بحجّة أن هناك من يسيء استعماله .. أم أن علينا أن نمنع من سوء استخدام القانون الصحيح؟

لو أنّ البعض استغل موسم الحج لبيع المخدرات على الحجيج ـ افتراضاً ـ فهل يجب أن نمنع من هذا التصرف الشائن .. أم نمنع من اشتراك الناس في هذا المؤتمر الإِسلامي العظيم؟

وهكذا الأمر في المقام .. واذا لاحظنا بعض الناس من ذوي الشخصيات يكره الأخذ بهذا القانون الإِسلامي (أي الزواج المؤقت) لم يكشف ذلك عن عيب في القانون .. بل يكشف عن عيب في العاملين به .. أو بتعبير أصح .. يكشف عن عيب في الذين يسيئون استخدام القانون ...

فلو أنّ الزواج المؤقت اتّخذ في المجتمع المعاصر صورته الصحيحة .. وقامت الحكومة الإِسلامية بتطبيقه على النحو الصحيح .. وضمن ضوابطه ومقرراته الخاصّة به .. أمكن المنع من سوء استخدام المستغلين لهذا القانون .. كما لم يعد ذوو الشخصيات يكرهون هذا القانون ويرفضونه عند وجود ضرورة إِجتماعية أيضاً " ...
________________________________________

من تفسير الأمثل .. للشيخ ناصر مكارم الشيرازي

________________________________________

الأخ العزيز " الرائد " ...

عندما يرفض المجتمع أمرا ما .. هذا لا يعني بالضرورة أن ذلك الأمر على خطأ ...

فكثير من الأمور المرفوضة إجتماعيا قد تكون مقبولة شرعيا ...

على سبيل المثال ...

يُقال أن الأرملة (التي تُوفي زوجها) يجب أن لا تخرج من البيت لمدة أربعين يوم .. وأن لا يراها رجل غريب لمدة أربعين يوم .. وأن تلبس السواد وأن تمتنع من لبس أي شيء يعبر عن المسرّة لمدة أربعين يوم ...

فهل معنى ذلك .. أن ذلك الأمر مقبول شرعيا ؟

لا يوجد شيء بالشرع يتفوه بذلك .. بل إن ذلك فقط .. عادات إجتماعية ليس لها علاقة بالدين ...

وأيضا العادات الإجتماعية الجاهلية التي تمارس ضد المرأة .. ويعتبر أن المرأة مخلوق آخر ليس كالإنسان ...

هل تلك العادات لها علاقة بما يقوله الدين ...

ما أريد قوله .. أنه ليس كل ما هو مرفوض إجتماعيا .. يكون بالضرورة مرفوض دينيا ...

قد يكون الرفض الإجتماعي بسبب عادات جاهلية قديمة .. أو بسبب عقد نفسية ...

والأمر الواضح الذي ألاحظه جيدا .. أن الشيعة وعلماء الشيعة يستميتون دائما في الدفاع عن شرعية المتعة .. عندما يتحاورون مع السنة ...

وما أن يتم إثارة موضوع زواج المتعة في وسط حواري مع سنة .. يهب الجميع من الشيعة ليدافع عن هذا الحكم .. (ربما للدفاع عن المذهب .. وليس للدفاع عن الحكم نفسه) ...

يدافع عن الحكم بدافع الدفاع عن المذهب .. أو العصبية من أجل المذهب ...

وفي نفس الوقت تجد نفس هؤلاء .. عندما تصبح الأمور جدية .. يرفضون مثل هذا النوع من الزواج من الناحية النفسية ...

فتجد أن المجتمع الشيعي الذي يدافع عن شرعية المتعة .. هو نفسه الذي يرفضه .. ويعتبر أن الذي يقوم بممارسة المتعة ( إنسان صايع .. أو غير محترم ) ...

الواضح أن في المجتمع المتدين .. يرفضون التعبير عن رغباتهم الجنسية أو حاجاتهم الجنسية ويكون ذلك طي الكبت .. على الرغم من أنها حاجة أودعها الله في الإنسان ومن حقه أن يشبعها بالطرق الشرعية والتعبير عن وجودها ...

فهي ليست عيبا .. أو أمرا معيبا .. يستحي المرأ من البوح به .. أمام مجتمع (معقد نفسيا) ...

لماذا أصبحت الغريزة الجنسية .. أمرا عيبا ومعيبا .. حتى يصل الأمررأن من يتحدث عن حاجته في هذا الأمر .. فكأنه ناقص إيمانيا أو تدينيا ...

فتجد المجتمع المتدين .. شبه منعدم في التحدث عن هذه الأمور .. وأن من يتحدث عن هذه الأمور .. يلقى نظرات الإزدراء والتحديق ونظرات أخرى ...

الجواب واضح .. زواج المتعة مرفوض إجتماعية بالدرجة الأولى لأن المجتمع قد يكون معقدا نفسيا .. فهو بالإضافة إلى أنه قد لا يحترم المرأة ولا يقدر حقوقها الإجتماعية والكيانية .. هو أيضا لا يحترم أي نوع من أنواع الإشباع الجنسي المشروع ...

الرفض الإجتماعي .. ليس مقياسا صحيحا لقياس الأمور .. كونها على خطأ أو صواب ...

فكثير من الأمور التي جاء بها الإسلام .. كانت مرفوضة في الجاهلية وفي المجتمع المكي والقرشي .. من بينها عبادة إله واحد ورفض عبادة الأحجار ...

فهي لا تعني بالضرورة .. أنها خاطئة .. لأن المجتمع يرفضها ...

والسلام ...