2005ليلى
10-12-2009, 08:47 AM
2009 الإثنين 12 أكتوبر
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/88(4).jpg
العبيد: جندوني في الجامعة.. وخيروني بين العمليات القتالية أو الانتحارية فاخترت الأولى
بغداد - الشرق الأوسط
تسلط قصة سعودي معتقل في العراق الضوء على الطريقة التي تمكنت من خلالها شبكات التطرف من سد احتياجها للمقاتلين، وذلك من خلال عمليات تمشيط الجامعات والأسواق والمساجد بحثا عن الأشخاص المستعدين للانضمام للمسلحين في العراق.
ويروي محمد عبد الله العبيد كيف أنه أخبر عائلته بأنه ذاهب إلى مكة لأداء فريضة الحج، لكنه حزم حقيبة سفره وغادر وطنه السعودية مارا بأحد طرق التهريب التي تمر عبر الحدود السورية وتصل إلى قلب منطقة التمرد في العراق. وبعد ذلك انتقل للحياة السرية في المنازل التي تخضع للحراسة، والأسماء المستعارة، والهجمات الانقضاضية السريعة التي يشنها المتشددون الذين تم استقطابهم لقتال الجيش الأميركي وحلفائه من العراقيين.
والقصة ـ التي رواها العبيد لوكالة «أسوشييتد برس» ـ ليست واحدة من قصص الجرأة الاستثنائية أو البراعة الفردية؛ بل تدور حول واحد من القتلة المجهولين في الحواري والشوارع.. في هذه الحالة كان طالب تاريخ عاديا، ثم أصبح مسلحا يعمل ضمن حرس قادة التمرد.
والعبيد واحد من آلاف من العرب وغيرهم الذين شقوا الطريق الطويل الذي لا يخضع لحراسة عبر الحدود السورية، ويقول إنه سار بدون خارطة بحثا عن مدينة «القائم» الحدودية داخل الصحراء. ويقول المقاتل ذو السبعة والعشرين عاما في حوار أجري بالتعاون مع المسؤولين الأمنيين في المنطقة الخضراء التي تخضع للحراسة ببغداد «لم تكن لدي فكرة عن مكاني، كما أنني لا أعرف متى عبرت الحدود. وكل كنت ما أعرفه أننا أوشكنا على قتال الأميركيين بإذن الله». ويضيف العبيد الذي كان قد حلق ذقنه، وقص شعره كذلك: «ربما أكون سجينا، ولكنني في مهمة. وإذا ما أطلق سراحي، فسوف أعود للقتال مرة أخرى».
من جهة أخرى، يقول العبيد إن أحد زملائه قد تواصل معه في البداية، داعيا إياه للانضمام إلى المقاتلين في العراق، وذلك خلال عامه الثاني بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض؛ حيث أعطاه أحد زملائه بعض الأدبيات المتعلقة بتنظيم القاعدة والقتال في العراق، وأسطوانات «دي في دي».
وخلال أسابيع، كان العبيد قد بدأ حضور الاجتماعات مع زملائه الذين كانوا يعلنون استعدادهم للانضمام للمقاتلين العرب في العراق. ووفقا للعبيد فإنهم أخبروا في ذلك الوقت أنهم يجب أن يختاروا ما بين الانضمام للمقاتلين فورا أو ألا ينضموا على الإطلاق. ويؤكد العبيد أنه لم يعد بعد ذلك أبدا إلى دراسته.
ومن جهة أخرى، قال العبيد ـ الأخ الأكبر لثلاثة من الأولاد وثلاث من البنات ـ إنه ذهب إلى منزله وأخبر أسرته بأنه يخطط للحج، وقد منحه أبواه بركاتهم وبعض المال للسفر. غادر بعدها العبيد حاملا حقيبة صغيرة ونحو 5 آلاف ريال سعودي أو ما يعادل 1300 دولار أميركي.
ويقول العبيد: «لم أنظر إلى الوراء. فقد كانوا يعتقدون أنني ذاهب إلى مكة، ولكنني استقللت حافلة إلى البحرين؛ حيث كانت هناك تذكرة للسفر بالطائرة في انتظاري».
ويزعم العبيد أن المتطرفين هم من دفعوا كلفة المرحلة الثانية من رحلته: السفر إلى سورية عبر دبي. حصل كذلك العبيد على رقم هاتف يمكنه الاتصال به أثناء وجوده في دمشق. فيقول العبيد: «لقد عرف الرجل الذي أجاب على الهاتف نفسه فقط من خلال اسمه الجهادي (أبو قعقة). وطلب مني أن أستعد للسفر في الصباح التالي». وكانت محطته الثانية في مدينة حلب. ويقول العبيد إنه قد انضم إلى مجموعة من 20 مقاتلا عربيا من كل أنحاء المنطقة بما فيها تونس واليمن. وبعد عدة أيام تم تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة وإرسالهم على مقربة من الحدود العراقية وأشاروا إليهم بالطريق إلى مدينة «القائم» العراقية.
ومرة أخرى، حصل العبيد على رقم هاتف جوال كي يتواصل معهم خلال هذه المرحلة، فيقول العبيد إنهم منحوه هوية عراقية مزيفة باسم محمد عبد الله المولود في 19 يوليو (تموز) 1980، ثم التقى مرة أخرى ببعض العرب من سورية، وكان هناك آخرون كذلك. وخلال أيام، كانوا قد وصلوا إلى بلدة راوة التي تقع في سهل نهر الفرات بالصحراء الغربية للعراق. كان ذلك في بداية 2006 ـ وهو الوقت الذي استولى فيه مسلحو «القاعدة» على تلك المنطقة.
ثم قسمت مجموعة العبيد إلى مجموعتين صغيرتين؛ الأولى كان يتم إعدادها للقيام بالعمليات الانتحارية، بينما الأخرى كان يتم تدريبها على استخدام بنادق الكلاشينكوف والبنادق الآلية. ويقول العبيد: «لم أختر العمليات الاستشهادية. فقد أردت أن أتعلم إطلاق النيران والقتال في ميدان المعركة».
وبعد ذلك بنحو شهر، كانوا متواجدين في إحدى الفيلات ببغداد؛ ويقول العبيد إنه لا يتذكر المنطقة ولكنه يقول إن الفيلا كانت تقع في شارع مزدحم تصطف على جانبيه الأشجار والزهور. ولكن ذلك لم يكن سوى متنفس قصير؛ حيث تم إخفاء المجموعة في شاحنة صغيرة ونقلها إلى محافظة ديالي، التي مركزها بعقوبة، والتي أعلنت في ذلك الوقت «عاصمة» لما يسمى «دولة العراق الإسلامية» وهو أحد التنظيمات التابعة لـ«القاعدة».
يقول العبيد إنه وصل هناك قبل أسابيع من الهجمة الأميركية الجوية التي تسببت في مقتل أبو مصعب الزرقاوي مؤسس تنظيم القاعدة في العراق. ويقول: «لقد كان ذلك الوقت هو وقت المعارك الكبرى مع الأميركيين. فقد كنت أزرع القنابل على جانبي الطريق، وكنت واحدا من أفضل ثلاثة يطلقون النيران. وكان الكثير من المدربين على تصنيع القنابل من الأفغان. لقد قتلت أشخاصا لا أعرف عددهم ولكنني بالتأكيد قتلت جنودا أميركيين».
وكانت شبكات المتمردين تمده بالمأكل والملبس وما قيمته 50 ألف دينار شهريا، وهو ما يعادل 40 دولارا أميركيا. وكان العبيد يعيش في حجرة مع أسرة عراقية ويقاتل إلى جانب بعض أولاد تلك الأسرة. كما أنه قد أبدى إعجابه بإحدى شقيقاتهم التي تدعى نسبة. فيقول العبيد: «لقد رتب لي إخوانها الزواج ولم أعترض. ولكننا قررنا ألا ننجب لأن زوجتي أرادت أن تصبح شهيدة. فقد كان هناك الكثير من النساء في ذلك الوقت يرغبن في الشهادة. وقد أرادت نسبة أن تصبح كذلك، وكان والداها يشجعانها. وبالتالي، بدأنا في وضع الخطط لمساعدتها على الاستشهاد، وكنت فخورا بها».
ولكن نسبة أصبحت حاملا في بداية العام الماضي، وبالتالي قررا التوقف عن التمرد والعودة للمملكة العربية السعودية. ولأول مرة خلال ثلاث سنوات اتصل العبيد بمنزله. فيقول العبيد: «لقد أخبرتهم بكل شيء وبرغبتي في العودة إلى وطني. وقالوا إنهم سوف يعدون لي الأمر».
ولكن ما لم يكن يعرفه العبيد هو أن عملاء الاستخبارات العراقية كان يستمعون إلى المكالمة كذلك. وبعد ذلك بعدة أسابيع وفي بداية 2008، أوقفته القوات العراقية في نقطة تفتيش تقع في الطريق من ديالي إلى بغداد. ويقول «بالنسبة لي كنت أعرف أن الأمر انتهى».
ومنذ ذلك الوقت والمسؤولون بالاستخبارات العراقية يحتجزون العبيد. ومن جهته، لم يتهم العبيد السلطات العراقية بالتعذيب أو إساءة المعاملة، ولكن يبدو أن العبيد هو واحد ضمن عدد آخر من المحتجزين الذين وافقوا على مساعدة القوات العراقية مقابل إحسان معاملتهم.
وعندما سئل عما إذا كان نادما على الانضمام للمتمردين قال: «لا، فأنا سعيد للغاية». وبسؤاله «هل ستستمر في القتال إذا ما أطلق سراحك؟»، أجاب «بالتأكيد».
ثم طلب بعد ذلك قلما وأخذ ورقة فارغة من المفكرة وكتب عليها بخط غير مقروء «الرجل الحكيم هو قاضي نفسه».
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/88(4).jpg
العبيد: جندوني في الجامعة.. وخيروني بين العمليات القتالية أو الانتحارية فاخترت الأولى
بغداد - الشرق الأوسط
تسلط قصة سعودي معتقل في العراق الضوء على الطريقة التي تمكنت من خلالها شبكات التطرف من سد احتياجها للمقاتلين، وذلك من خلال عمليات تمشيط الجامعات والأسواق والمساجد بحثا عن الأشخاص المستعدين للانضمام للمسلحين في العراق.
ويروي محمد عبد الله العبيد كيف أنه أخبر عائلته بأنه ذاهب إلى مكة لأداء فريضة الحج، لكنه حزم حقيبة سفره وغادر وطنه السعودية مارا بأحد طرق التهريب التي تمر عبر الحدود السورية وتصل إلى قلب منطقة التمرد في العراق. وبعد ذلك انتقل للحياة السرية في المنازل التي تخضع للحراسة، والأسماء المستعارة، والهجمات الانقضاضية السريعة التي يشنها المتشددون الذين تم استقطابهم لقتال الجيش الأميركي وحلفائه من العراقيين.
والقصة ـ التي رواها العبيد لوكالة «أسوشييتد برس» ـ ليست واحدة من قصص الجرأة الاستثنائية أو البراعة الفردية؛ بل تدور حول واحد من القتلة المجهولين في الحواري والشوارع.. في هذه الحالة كان طالب تاريخ عاديا، ثم أصبح مسلحا يعمل ضمن حرس قادة التمرد.
والعبيد واحد من آلاف من العرب وغيرهم الذين شقوا الطريق الطويل الذي لا يخضع لحراسة عبر الحدود السورية، ويقول إنه سار بدون خارطة بحثا عن مدينة «القائم» الحدودية داخل الصحراء. ويقول المقاتل ذو السبعة والعشرين عاما في حوار أجري بالتعاون مع المسؤولين الأمنيين في المنطقة الخضراء التي تخضع للحراسة ببغداد «لم تكن لدي فكرة عن مكاني، كما أنني لا أعرف متى عبرت الحدود. وكل كنت ما أعرفه أننا أوشكنا على قتال الأميركيين بإذن الله». ويضيف العبيد الذي كان قد حلق ذقنه، وقص شعره كذلك: «ربما أكون سجينا، ولكنني في مهمة. وإذا ما أطلق سراحي، فسوف أعود للقتال مرة أخرى».
من جهة أخرى، يقول العبيد إن أحد زملائه قد تواصل معه في البداية، داعيا إياه للانضمام إلى المقاتلين في العراق، وذلك خلال عامه الثاني بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض؛ حيث أعطاه أحد زملائه بعض الأدبيات المتعلقة بتنظيم القاعدة والقتال في العراق، وأسطوانات «دي في دي».
وخلال أسابيع، كان العبيد قد بدأ حضور الاجتماعات مع زملائه الذين كانوا يعلنون استعدادهم للانضمام للمقاتلين العرب في العراق. ووفقا للعبيد فإنهم أخبروا في ذلك الوقت أنهم يجب أن يختاروا ما بين الانضمام للمقاتلين فورا أو ألا ينضموا على الإطلاق. ويؤكد العبيد أنه لم يعد بعد ذلك أبدا إلى دراسته.
ومن جهة أخرى، قال العبيد ـ الأخ الأكبر لثلاثة من الأولاد وثلاث من البنات ـ إنه ذهب إلى منزله وأخبر أسرته بأنه يخطط للحج، وقد منحه أبواه بركاتهم وبعض المال للسفر. غادر بعدها العبيد حاملا حقيبة صغيرة ونحو 5 آلاف ريال سعودي أو ما يعادل 1300 دولار أميركي.
ويقول العبيد: «لم أنظر إلى الوراء. فقد كانوا يعتقدون أنني ذاهب إلى مكة، ولكنني استقللت حافلة إلى البحرين؛ حيث كانت هناك تذكرة للسفر بالطائرة في انتظاري».
ويزعم العبيد أن المتطرفين هم من دفعوا كلفة المرحلة الثانية من رحلته: السفر إلى سورية عبر دبي. حصل كذلك العبيد على رقم هاتف يمكنه الاتصال به أثناء وجوده في دمشق. فيقول العبيد: «لقد عرف الرجل الذي أجاب على الهاتف نفسه فقط من خلال اسمه الجهادي (أبو قعقة). وطلب مني أن أستعد للسفر في الصباح التالي». وكانت محطته الثانية في مدينة حلب. ويقول العبيد إنه قد انضم إلى مجموعة من 20 مقاتلا عربيا من كل أنحاء المنطقة بما فيها تونس واليمن. وبعد عدة أيام تم تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة وإرسالهم على مقربة من الحدود العراقية وأشاروا إليهم بالطريق إلى مدينة «القائم» العراقية.
ومرة أخرى، حصل العبيد على رقم هاتف جوال كي يتواصل معهم خلال هذه المرحلة، فيقول العبيد إنهم منحوه هوية عراقية مزيفة باسم محمد عبد الله المولود في 19 يوليو (تموز) 1980، ثم التقى مرة أخرى ببعض العرب من سورية، وكان هناك آخرون كذلك. وخلال أيام، كانوا قد وصلوا إلى بلدة راوة التي تقع في سهل نهر الفرات بالصحراء الغربية للعراق. كان ذلك في بداية 2006 ـ وهو الوقت الذي استولى فيه مسلحو «القاعدة» على تلك المنطقة.
ثم قسمت مجموعة العبيد إلى مجموعتين صغيرتين؛ الأولى كان يتم إعدادها للقيام بالعمليات الانتحارية، بينما الأخرى كان يتم تدريبها على استخدام بنادق الكلاشينكوف والبنادق الآلية. ويقول العبيد: «لم أختر العمليات الاستشهادية. فقد أردت أن أتعلم إطلاق النيران والقتال في ميدان المعركة».
وبعد ذلك بنحو شهر، كانوا متواجدين في إحدى الفيلات ببغداد؛ ويقول العبيد إنه لا يتذكر المنطقة ولكنه يقول إن الفيلا كانت تقع في شارع مزدحم تصطف على جانبيه الأشجار والزهور. ولكن ذلك لم يكن سوى متنفس قصير؛ حيث تم إخفاء المجموعة في شاحنة صغيرة ونقلها إلى محافظة ديالي، التي مركزها بعقوبة، والتي أعلنت في ذلك الوقت «عاصمة» لما يسمى «دولة العراق الإسلامية» وهو أحد التنظيمات التابعة لـ«القاعدة».
يقول العبيد إنه وصل هناك قبل أسابيع من الهجمة الأميركية الجوية التي تسببت في مقتل أبو مصعب الزرقاوي مؤسس تنظيم القاعدة في العراق. ويقول: «لقد كان ذلك الوقت هو وقت المعارك الكبرى مع الأميركيين. فقد كنت أزرع القنابل على جانبي الطريق، وكنت واحدا من أفضل ثلاثة يطلقون النيران. وكان الكثير من المدربين على تصنيع القنابل من الأفغان. لقد قتلت أشخاصا لا أعرف عددهم ولكنني بالتأكيد قتلت جنودا أميركيين».
وكانت شبكات المتمردين تمده بالمأكل والملبس وما قيمته 50 ألف دينار شهريا، وهو ما يعادل 40 دولارا أميركيا. وكان العبيد يعيش في حجرة مع أسرة عراقية ويقاتل إلى جانب بعض أولاد تلك الأسرة. كما أنه قد أبدى إعجابه بإحدى شقيقاتهم التي تدعى نسبة. فيقول العبيد: «لقد رتب لي إخوانها الزواج ولم أعترض. ولكننا قررنا ألا ننجب لأن زوجتي أرادت أن تصبح شهيدة. فقد كان هناك الكثير من النساء في ذلك الوقت يرغبن في الشهادة. وقد أرادت نسبة أن تصبح كذلك، وكان والداها يشجعانها. وبالتالي، بدأنا في وضع الخطط لمساعدتها على الاستشهاد، وكنت فخورا بها».
ولكن نسبة أصبحت حاملا في بداية العام الماضي، وبالتالي قررا التوقف عن التمرد والعودة للمملكة العربية السعودية. ولأول مرة خلال ثلاث سنوات اتصل العبيد بمنزله. فيقول العبيد: «لقد أخبرتهم بكل شيء وبرغبتي في العودة إلى وطني. وقالوا إنهم سوف يعدون لي الأمر».
ولكن ما لم يكن يعرفه العبيد هو أن عملاء الاستخبارات العراقية كان يستمعون إلى المكالمة كذلك. وبعد ذلك بعدة أسابيع وفي بداية 2008، أوقفته القوات العراقية في نقطة تفتيش تقع في الطريق من ديالي إلى بغداد. ويقول «بالنسبة لي كنت أعرف أن الأمر انتهى».
ومنذ ذلك الوقت والمسؤولون بالاستخبارات العراقية يحتجزون العبيد. ومن جهته، لم يتهم العبيد السلطات العراقية بالتعذيب أو إساءة المعاملة، ولكن يبدو أن العبيد هو واحد ضمن عدد آخر من المحتجزين الذين وافقوا على مساعدة القوات العراقية مقابل إحسان معاملتهم.
وعندما سئل عما إذا كان نادما على الانضمام للمتمردين قال: «لا، فأنا سعيد للغاية». وبسؤاله «هل ستستمر في القتال إذا ما أطلق سراحك؟»، أجاب «بالتأكيد».
ثم طلب بعد ذلك قلما وأخذ ورقة فارغة من المفكرة وكتب عليها بخط غير مقروء «الرجل الحكيم هو قاضي نفسه».