لمياء
10-11-2009, 07:07 AM
كتب أحمد الصراف : القبس
قام خمسون إسرائيليا بين حاخام ومتدين، باستئجار طائرة والتحليق بها فوق المدن الإسرائيلية، وبالصلاة من أجل حماية الشعب اليهودي من مرض، أو وباء «H1N1»، الذي ترفض الغالبية في إسرائيل، لأسباب دينية، إطلاق تسمية انفلونزا الخنازير عليه! ويبيّن الشريط السينمائي المصور لتلك الرحلة حاخامات بلحى طويلة ومهيبة، يحركون رؤوسهم بقوة إلى الأمام والخلف وهم يقرأون بصوت عال من كتب دينية كبيرة الحجم، وتقوم جماعة أخرى خلفهم، في الوقت نفسه، بالنفخ في أبواق تشبه قرن حيوان، أو مزامير تصدر أصواتا حادة. وجماعة ثالثة تقوم بأداء صلاة أو دعاء من خلال اتصال هاتفي من الطائرة برقم أرضي ما، والبقية تهز رؤوسها وهي مندمجة تماما في صلوات وأدعية عميقة. ومن لا يعرف ما يجري حقيقة في الطائرة يعتقد بأنها ستقع خلال دقائق، وما يقوم به ركابها هو الطلب من السماء منع وقوع الكارثة وهلاكهم، وليس لمنع الوباء عن دولة يزيد تعداد سكانها على خمسة ملايين!
وصرح الحاخام اسحاق بتسري عند وصول الطائرة إلى المطار، نقلا عن الـ BBC، بأنهم قاموا بتلك الرحلة غير المسبوقة لوقف انتشار الوباء في دولتهم، وأنه متيقن من ان السيطرة عليه قد تمت تماما بعد رحلتهم الميمونة تلك، وأن الوباء أصبح وراءهم!
وقد تذكرت، وأنا أشاهد المقطع المصور عن هذه الرحلة الانفلونزية العجيبة، ما دأب اليهود على القيام به عند حائط المبكى المقدس، والذي يوقره المسلمون لوجود الحلقة الحديدية التي ربط بها الرسول البراق في طريقه إلى السماء، حيث يصلّي اليهود أمامه بترتيل وهز الجزء الأعلى من الجسم بشكل متكرر إلى الأمام والخلف، ومن ثم لمس الحجر ووضع لفافات ورقية ضمن شقوق الحائط ربما تتضمن أدعية أو صلوات أو طلبات محددة من الرب. ومع دخول الهاتف المحمول الخدمة لدى طبقة الأرثوذكس الشديدي التدين، ورغبة من البعض في «زيادة أجر» أقاربهم أو معارفهم الموجودين خارج إسرائيل، فإن هؤلاء يتصلون بهم عن طريق النقال ويطلبون منهم تلاوة الصلاة أو الدعاء بصوت عال ليقوموا خلالها بوضع طرف الهاتف، أو كله إن كان نحيفا، في أي من شقوق الحائط المقدس لتأكيد إيصال الرسالة إلى الرب عن طريق شق في الحجر.
وقد استغل شاب يهودي هاوٍ للكمبيوتر هذا الهوس لدى البعض، فأعلن عن استعداده لاستقبال صلوات وأدعية وطلبات اليهود الذين تصعب عليهم زيارة حائط المبكى للصلاة أمامه، إما لوجودهم خارج إسرائيل، وإما لظروف خاصة تمنعهم من القدوم.. وأعرب عن استعداده لاستلام صلواتهم عن طريق البريد أو الإنترنت وطبعها على أوراق صغيرة وطيها ومن ثم نقلها للحائط لــ«دحشها» في أحد شقوقه!
ويبدو أن ما عندهم من «خيرات» لا يقل عما عندنا.
ويمكن مشاهدة فيديو صلاة الحاخامات في الطائرة عن طريق موقع الـ«بي بي سي» من خلال الرابط التالي:
http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/8196786.stm
أحمد الصراف
habibi.enta1@gmail.com
قام خمسون إسرائيليا بين حاخام ومتدين، باستئجار طائرة والتحليق بها فوق المدن الإسرائيلية، وبالصلاة من أجل حماية الشعب اليهودي من مرض، أو وباء «H1N1»، الذي ترفض الغالبية في إسرائيل، لأسباب دينية، إطلاق تسمية انفلونزا الخنازير عليه! ويبيّن الشريط السينمائي المصور لتلك الرحلة حاخامات بلحى طويلة ومهيبة، يحركون رؤوسهم بقوة إلى الأمام والخلف وهم يقرأون بصوت عال من كتب دينية كبيرة الحجم، وتقوم جماعة أخرى خلفهم، في الوقت نفسه، بالنفخ في أبواق تشبه قرن حيوان، أو مزامير تصدر أصواتا حادة. وجماعة ثالثة تقوم بأداء صلاة أو دعاء من خلال اتصال هاتفي من الطائرة برقم أرضي ما، والبقية تهز رؤوسها وهي مندمجة تماما في صلوات وأدعية عميقة. ومن لا يعرف ما يجري حقيقة في الطائرة يعتقد بأنها ستقع خلال دقائق، وما يقوم به ركابها هو الطلب من السماء منع وقوع الكارثة وهلاكهم، وليس لمنع الوباء عن دولة يزيد تعداد سكانها على خمسة ملايين!
وصرح الحاخام اسحاق بتسري عند وصول الطائرة إلى المطار، نقلا عن الـ BBC، بأنهم قاموا بتلك الرحلة غير المسبوقة لوقف انتشار الوباء في دولتهم، وأنه متيقن من ان السيطرة عليه قد تمت تماما بعد رحلتهم الميمونة تلك، وأن الوباء أصبح وراءهم!
وقد تذكرت، وأنا أشاهد المقطع المصور عن هذه الرحلة الانفلونزية العجيبة، ما دأب اليهود على القيام به عند حائط المبكى المقدس، والذي يوقره المسلمون لوجود الحلقة الحديدية التي ربط بها الرسول البراق في طريقه إلى السماء، حيث يصلّي اليهود أمامه بترتيل وهز الجزء الأعلى من الجسم بشكل متكرر إلى الأمام والخلف، ومن ثم لمس الحجر ووضع لفافات ورقية ضمن شقوق الحائط ربما تتضمن أدعية أو صلوات أو طلبات محددة من الرب. ومع دخول الهاتف المحمول الخدمة لدى طبقة الأرثوذكس الشديدي التدين، ورغبة من البعض في «زيادة أجر» أقاربهم أو معارفهم الموجودين خارج إسرائيل، فإن هؤلاء يتصلون بهم عن طريق النقال ويطلبون منهم تلاوة الصلاة أو الدعاء بصوت عال ليقوموا خلالها بوضع طرف الهاتف، أو كله إن كان نحيفا، في أي من شقوق الحائط المقدس لتأكيد إيصال الرسالة إلى الرب عن طريق شق في الحجر.
وقد استغل شاب يهودي هاوٍ للكمبيوتر هذا الهوس لدى البعض، فأعلن عن استعداده لاستقبال صلوات وأدعية وطلبات اليهود الذين تصعب عليهم زيارة حائط المبكى للصلاة أمامه، إما لوجودهم خارج إسرائيل، وإما لظروف خاصة تمنعهم من القدوم.. وأعرب عن استعداده لاستلام صلواتهم عن طريق البريد أو الإنترنت وطبعها على أوراق صغيرة وطيها ومن ثم نقلها للحائط لــ«دحشها» في أحد شقوقه!
ويبدو أن ما عندهم من «خيرات» لا يقل عما عندنا.
ويمكن مشاهدة فيديو صلاة الحاخامات في الطائرة عن طريق موقع الـ«بي بي سي» من خلال الرابط التالي:
http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/8196786.stm
أحمد الصراف
habibi.enta1@gmail.com