المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصور صدام في تكريت منطقة سياحية



بركان
10-09-2009, 02:42 PM
http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2009/10/09/bc4f61f0-2901-4e5d-a20d-147fd0d55bfe.jpg

مشهد للقصر رقم واحد (تصوير: {القبس})


http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2009/10/09/8535ee63-23f0-40eb-b4ee-f698144b1ad2.jpg
قصور تتراءى على ضفاف دجلة


تكريت - موفد القبس نزار حاتم:



كنا سمعنا أن لصدام حسين وأقربائه قصورا ضخمة على ضفاف دجلة في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، فيما المدينة ذاتها جهمة يعرش على واجهات بيوتها الخفيضة غبار الصحراء التي يربض عندها الكتف الأيسر من المدينة لدى دخولنا اليها قادمين من بغداد.. فيما اكتشفنا أن في جانبها الأيمن وبالقرب من قلعتها التاريخية ثمة نخيلا ممتدا على ساحل دجلة، وأشجارا ما زالت واقفة وقوف هذه القصور المشيدة برزق العراقيين وقوتهم ومعاناتهم.

لا سبيل أمامنا في الوصول الى هذه القصور من دون الاستعانة برجال الشرطة ما دامت بوابتها الرئيسية المتاخمة للشارع الرئيسي العام محروسة بهؤلاء الرجال، حيث لا يدخلها زائر الا بالموافقة الرسمية.

توجهت الى قيادة شرطة تكريت، طالبا اللقاء بقائدها اللواء الركن حمد نامس ياسين، ولم يدم انتظارنا طويلا عند بوابة القيادة.

دخلنا عليه وكان الى جانبه عدد من الضباط منهمكين في تقليب بعض الاوراق.
قام الرجل من مكانه مرحبا بنا، وحين سألنا عن موعد وصولنا الى المدينة فأخبرناه، عرض علينا فورا ضيافته، ودعا احد الضباط ليحجزوا لنا مكانا في المنطقة التي وصفها بالسياحية.

شكرناه واعتذرنا بالقول «نحن في مكان لا بأس به، لا تقلق علينا».

عقب تناول الشاي والقهوة التي لا ينسى طعمها اللذيذ ودلتها الجميلة، سألته عن الوضع الأمني في المدينة فأجاب: الوضع ممتاز ويمكنك التجوال حتى الساعة الثانية عشرة ليلا، وذلك بفضل تعاون المواطنين مع أجهزتنا الأمنية.

وتابع: ابناء المدينة ينبذون العنف وهم مسالمون ويريدون العيش بكرامة، مشيرا الى أن تكريت ومنذ الاطاحة بالنظام السابق لم تخرج عن السيطرة الحكومية، رغم كل الأعمال الارهابية التي ضربت الكثير من المدن المجاورة لا سيما خلال عامي 2006 و2007».

الشاي ليس صالحا للاستخدام
قلت له: وممَّ يشكو الناس هنا؟

اجاب: من عدم وصول البطاقة التموينية بانتظام، ورداءة بعض موادها الغذائية، لا سيما الشاي، الذي يعمد المواطنون الى رميه في النفايات لأنه ليس صالحا للاستعمال.

وماذا عن الموسم الزراعي؟

- الموسم لهذه السنة نعمة كبيرة، كان المحصول الزراعي من القمح يكفي سكان المحافظة كلها لمدة ثلاث سنوات.

هل تتم عمليات تهريب للمخدرات الى المحافظة؟
- لم يحصل ذلك على الإطلاق.
هل لديكم معتقلون بتهمة الارهاب؟
- نعم، لدينا 598 معتقلا ما زال بعضهم قيد التحقيق.
ما جنسياتهم؟

- كلهم عراقيون، لأن العناصر الارهابية من ذوي الجنسيات العربية اما يقتلون في المواجهات أو بتفجير أنفسهم.


«السكور سبانه» هرّبت الإرهابيين

وكيف هرب عدد من المعتقلين لديكم، وكم عددهم؟
- العدد ستة عشر شخصا وتم القبض على تسعة منهم، فيما البحث جار عن الباقين، وسبب هروبهم هو اهمال المسؤولين عن السجن وعددهم 21 عنصرا بينهم 9 ضباط تمت احالتهم الى القضاء وينتظرون المحاكمة.

هل تواطأوا مع الهاربين؟

- لا.. حصل تسريب من صنابير المياه في داخل السجن، فدعي رجال الصيانة لاصلاحها، لكنهم نسوا بعد اصلاحها «السكور سبانه» في داخل احدى الغرف، حيث استخدمها الهاربون في فتح نوافذ المفرغة الهوائية فخرجوا منها.

وهل فتحة المفرغة تكفي لهروب شخص منها؟
- طبعا، كلهم مصابون بالهزال بسبب الخوف على مصيرهم من الاعدام، لأن كل واحد منهم كان مقترفا أكثر من جريمة ارهابية.

80 قصرا والعراق جوع!

قلت له: يا سيادة القائد، نحن بحاجة الى زيارة قصور صدام التي يقال انها كثيرة؟
أجاب: نعم، يوجد أكثر من 80 قصرا، أهمها: قصر الوزة، البنان، الفاروق، وقصر صلاح الدين. تفضلوا توجهوا اليها بصحبة العقيد حاتم مسؤول العلاقات والاعلام في قيادة الشرطة، لكن يجب ان تعودوا الينا لتناول طعام الغداء فأنتم ضيوفنا.

اصطحبنا العقيد بسيارته نحو مدخل القصور الذي لا يبعد سوى عشر دقائق.
المدخل بدا مهيبا ويقف عنده عناصر الشرطة، كما لو انه مدخل القصر الجمهوري في بغداد، ان لم يكن أكثر ضخامة، وعقب اجتيازه شاهدنا الى جانبي الشارع بيوتا، قال العقيد انها كانت مخصصة لعناصر الحمايات الخاصة.

ترجلنا من السيارة ودخلنا واحدا من هذه القصور الفخمة، لكنها غير جميلة بالتأكيد، بحيث يشعر الداخل اليها بأنه في حضرة دائرة حكومية مهيبة.

السلالم فيها من الخشب، فيما بقي بعض الثريات معلقا في مكانه، يعلوه الغبار.
انتقلنا من قصر الى آخر كان أغلبها مقفلا فتعذر علينا دخولها، كان العقيد يردد انها كانت جنانا مزهوة بنوافير المياه الملونة عند مداخلها الى جانب النخيل الذي بدا في واجهة القصور الأمامية هرما ذاوي (ذابل) السعفات، من العطش، فيما الجهة الثانية من هذه القصور مطلة على دجلة، ويبدو النهر قبالتها خفيضا جدا كما لو أنك تنظر اليه من قمة جبل.

تشييدها في وقت الحصار نقمة على أهل المدينة

في كل من هذه القصور واجهة زجاجية خلفية ترى من خلالها النهر وجسر تكريت المسور جانباه بالشراك الحديدي، الذي قيل انه كان مكسوًّا بواجهات بلاستيكية للحيلولة دون رؤية العابرين لهذه القصور ومن كان يتجول او يسكن أو يقيم الليالي الحمراء بين جنباتها.

الأموال التي تم صرفها لتشييد هذه القصور وصفها العقيد بأنها خيالية وقد بني أكثرها في زمن الحصار الدولي على العراق.

وأضاف إن بناءها كان نقمة على أهل المدينة، فقد حرمتهم هذه القصور من التجوال على ضفة النهر، لأن كل شيء ممنوع ومرصود، ولا يمكن لأحد التجوال أو السير بالقرب من النهر ما دام على مقربة منها، ومن يفعل فرصاصة القناص قريبة من رأسه.

كثيرون كانت لهم بساتين ومنازل في هذه المنطقة قد هاجروها بسبب المضايقات التي كانوا يتعرضون لها على يد عناصر الحمايات الذين كانوا ينتشرون هنا وهناك مثل ذئاب جائعة للحوم البشر. كما أن عددا من السكان قد تم ابلاغهم بهجرة منازلهم وبساتينهم في مقابل تعويضات مالية.

مقتنيات القصور نهبها الجمهور

سألنا العقيد عما ستفعله المحافظة لهذه القصور في المستقبل فأجاب ان المخطط يقضي بأن تكون مدينة سياحية، لكن ذلك يحتاج كثيرا من الوقت والمال، وهي الآن محروسة برجال الشرطة والاستخبارات التابعة للمحافظة.

قلنا له: وأين مقتنيات هذه القصور؟

أجاب: حالما فرغت من أتباع صدام وأقربائه الذين فروا بعد سقوط بغداد هرع الناس الى هذه القصور فأخذوا كل مقتنياتها.

الرغبة لعنة الأبد

ورغم الضخامة الهائلة التي حفل بها تشييد هذه المباني فلا يشعر الناظر اليها بثمة لمسة جمال تدعو للتأمل. تبدو كأنها قلاع آتية من زمن غابر ليس للهندسة المعمارية الحديثة فيها لمسة فنان.
حيطان سميكة وأعمدة تشي بأنك ستمر من خلالها الى تماثيل إغريقية موغلة في القدم، ربما تلك هي رغبة صدام حسين التي تركها على الجدران المشيدة بقوت العراقيين ليصبوا عليه لعنة الأبد.

موالى
10-11-2009, 11:31 AM
فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ


الآية (52) من سورة النمل