زهير
10-06-2009, 07:08 AM
حمد السنان - الوطن
عقلانية..لا سنية لا شيعية
الخلاف بين السنة والشيعة قديم، قدم استئثار بني أمية بالحكم ثم من بعدهم استئثار أبناء عمومتهم به دونهم، وأعني بني العباس، وتحول التشيع من مذهب ديني بحت الى مذهب سياسي ديني أو ديني سياسي.
واختلاف السنة والشيعة ليس اختلافا في الفروع فقط، بل هو اختلاف في بعض أصول الدين يعرفه الخواص، ولا يجهله كثير من العوام، والقول بأن لا فرق بين السنة والشيعة كلام في المواطنة أو الوطنية، وأما في المعتقد فذاك كلام آخر، وأفصح دليل بذلك وأنطقه رغم صمته المقبرتان.
وعلى الرغم من ان هذا الخلاف العقدي الّا أنه يوجد من الاتفاق على الفروع والأصول ما يمكننا من ردم هوته لو وجد من يُعمل العقل والاخلاص، ويطرح العاطفة والتمصلح، ليبدأ الخطوة الصحيحة التي ضلت طريقها في كثير من محاولات التقريب، والتي باتت لزاما على كل مسلم، لأن بقاء الاسلام سنيا شيعيا هو الاسلام الذي يضمن اسلاما ضعيفا يحفظ للغرب هيمنته عليه.
وليس أضعف من اسلام بمعسكرين، معسكر يزيد الظالم ومعسكر حسين المظلوم، وبصيغة أعم وهي المرادة، معسكر السنة المستبدين ومعسكر الشيعة الثائرين .
وقد كرس وجود هذين المعسكرين تراكمات وموروثات مئات من السنين ما زالت تتناقل ويتواصى بها جيل بعد جيل، لا سبيل لازالة المعسكرين الا بازالتها.
لا أظن أن له خلاقا في الآخرة، أو له نصيبا من الاسلام من يرضى بقتل الحسين رضي الله عنه ولا يحزن لاستشهاده، ولا أظن كذلك أنه يوالي الله ورسوله من والى يزيد وهو يظن أنه قد قتل حسينا وآل بيته الكرام، هذا معتقد أهل السنة، والذين أقل ما قالوه في يزيد لا نحبه ولا نسبه، فلماذا نجدد صورة يزيد كقاتل للحسين كل سنة ليعاد لصقها على كل سني، وما الذي نجنيه من تجديد الأحزان الا تأكيد الأحقاد وتكريس الفرقة وتحصيل الاسلام السني والشيعي .
ولغلاة السنة أقول، ما الذي تجنونه من الاصرار على تبرئة يزيد من دم الحسين؟ فان فر من هذه فأين المفر من حرة المدينة وارسال جيش مسلم بن عقبة المري لاستباحة المدينة؟!
ولا أظن كذلك بوجود فائدة من اقامة المحاكم للأصحاب، فما هو أثرحكم كون طلحة والزبير قد بغيا على علي في الجمل، أو كون معاوية قد بغى عليه في صفين، أهو الولاء لعلي؟!
وهل يعتقد سني بعدم الولاء لعلي، وان حبه من الايمان وبغضه من النفاق كما في صحيح مسلم، وهل يكون في تكفير طلحة والزبير ومعاوية زيادة في الولاء له، أليس من الأفضل أن نجمتع بالولاء لعلي بدل أن نفترق بتكفير من بغى عليه؟!
ولا أظن كذلك أن التشيع عندما يصبح مذهبا سياسيا سيختلف عن غيره من المذاهب في الحكم، ولي على ذلك برهانان من الأمس واليوم، فبالأمس عندما اجتمع النقباء من بني العمومة من شيعة علي من العباسيين والعلويين للدعوة «للرضا من آل محمد»، لاسترداد حكمهم المغتصب من الأمويين، لم يمنع العباسيين كونهم شيعة علي استئثارهم بالحكم دون أبناء عمومتهم العلويين، وهم شيعة علي كذلك، بل ولم يهدأ للمنصور العباسي بال حتى تم له القضاء على محمد النفس الزكية وابراهيم ابني عبدالله المحض العلوي عندما خرجا عليه طلبا للخلافة، وغير ذلك من الحوادث بين أبناء العمومة من شيعة علي، وان شئت اقرأ كتاب مقاتل الطالبيين .
و لربما كان برهان اليوم أبين حجة، فلان شاب برهان الأمس كون دولة بني العباس دولة سنية، فلنا في دولة اليوم وأعني الجمهورية الايرانية الاسلامية ذات الحكومة الشيعية المحضة أسطع برهان وأظهره، على عدم اختلاف التشيع عن غيره من المذاهب عندما يصل الى الحكم .
فهاهم أولاء أحفاد الأئمة الذين يأمل كثير من الشيعة على يديهم خلاص الاسلام، يأمر فقيههم بضرب فقهائهم، ويدوس حرس ثورتهم على عمائمهم، ويفعلون ببعضهم ما كانوا يرونه استبدادا وظلما من غيرهم .
فدعوني أقول .. ما ضر عليا أن كان رابع الخلفاء لا أولهم؟!
وما ضر حسينا أن مات شهيدا، وما نفع الاسلام حين نجدد الحزن عليه؟! ألكي يخرج على دربه ثوار؟ أوليس قد خرج الثوار على درب الحسين وأقاموا جمهورية ايران الاسلامية؟ أوقد اختلفوا في حكمهم عمن يمثلهم الحزن المتجدد في صورة يزيد؟!
ودعوني اقول.. دعونا من تفخيخ الحاضر والمستقبل بحوادث الأمس، ودعونا نبحث عما نتفق عليه فاننا قد فتشنا كثيرا فيما اختلفنا بسببه.
تاريخ النشر 29/09/2009
عقلانية..لا سنية لا شيعية
الخلاف بين السنة والشيعة قديم، قدم استئثار بني أمية بالحكم ثم من بعدهم استئثار أبناء عمومتهم به دونهم، وأعني بني العباس، وتحول التشيع من مذهب ديني بحت الى مذهب سياسي ديني أو ديني سياسي.
واختلاف السنة والشيعة ليس اختلافا في الفروع فقط، بل هو اختلاف في بعض أصول الدين يعرفه الخواص، ولا يجهله كثير من العوام، والقول بأن لا فرق بين السنة والشيعة كلام في المواطنة أو الوطنية، وأما في المعتقد فذاك كلام آخر، وأفصح دليل بذلك وأنطقه رغم صمته المقبرتان.
وعلى الرغم من ان هذا الخلاف العقدي الّا أنه يوجد من الاتفاق على الفروع والأصول ما يمكننا من ردم هوته لو وجد من يُعمل العقل والاخلاص، ويطرح العاطفة والتمصلح، ليبدأ الخطوة الصحيحة التي ضلت طريقها في كثير من محاولات التقريب، والتي باتت لزاما على كل مسلم، لأن بقاء الاسلام سنيا شيعيا هو الاسلام الذي يضمن اسلاما ضعيفا يحفظ للغرب هيمنته عليه.
وليس أضعف من اسلام بمعسكرين، معسكر يزيد الظالم ومعسكر حسين المظلوم، وبصيغة أعم وهي المرادة، معسكر السنة المستبدين ومعسكر الشيعة الثائرين .
وقد كرس وجود هذين المعسكرين تراكمات وموروثات مئات من السنين ما زالت تتناقل ويتواصى بها جيل بعد جيل، لا سبيل لازالة المعسكرين الا بازالتها.
لا أظن أن له خلاقا في الآخرة، أو له نصيبا من الاسلام من يرضى بقتل الحسين رضي الله عنه ولا يحزن لاستشهاده، ولا أظن كذلك أنه يوالي الله ورسوله من والى يزيد وهو يظن أنه قد قتل حسينا وآل بيته الكرام، هذا معتقد أهل السنة، والذين أقل ما قالوه في يزيد لا نحبه ولا نسبه، فلماذا نجدد صورة يزيد كقاتل للحسين كل سنة ليعاد لصقها على كل سني، وما الذي نجنيه من تجديد الأحزان الا تأكيد الأحقاد وتكريس الفرقة وتحصيل الاسلام السني والشيعي .
ولغلاة السنة أقول، ما الذي تجنونه من الاصرار على تبرئة يزيد من دم الحسين؟ فان فر من هذه فأين المفر من حرة المدينة وارسال جيش مسلم بن عقبة المري لاستباحة المدينة؟!
ولا أظن كذلك بوجود فائدة من اقامة المحاكم للأصحاب، فما هو أثرحكم كون طلحة والزبير قد بغيا على علي في الجمل، أو كون معاوية قد بغى عليه في صفين، أهو الولاء لعلي؟!
وهل يعتقد سني بعدم الولاء لعلي، وان حبه من الايمان وبغضه من النفاق كما في صحيح مسلم، وهل يكون في تكفير طلحة والزبير ومعاوية زيادة في الولاء له، أليس من الأفضل أن نجمتع بالولاء لعلي بدل أن نفترق بتكفير من بغى عليه؟!
ولا أظن كذلك أن التشيع عندما يصبح مذهبا سياسيا سيختلف عن غيره من المذاهب في الحكم، ولي على ذلك برهانان من الأمس واليوم، فبالأمس عندما اجتمع النقباء من بني العمومة من شيعة علي من العباسيين والعلويين للدعوة «للرضا من آل محمد»، لاسترداد حكمهم المغتصب من الأمويين، لم يمنع العباسيين كونهم شيعة علي استئثارهم بالحكم دون أبناء عمومتهم العلويين، وهم شيعة علي كذلك، بل ولم يهدأ للمنصور العباسي بال حتى تم له القضاء على محمد النفس الزكية وابراهيم ابني عبدالله المحض العلوي عندما خرجا عليه طلبا للخلافة، وغير ذلك من الحوادث بين أبناء العمومة من شيعة علي، وان شئت اقرأ كتاب مقاتل الطالبيين .
و لربما كان برهان اليوم أبين حجة، فلان شاب برهان الأمس كون دولة بني العباس دولة سنية، فلنا في دولة اليوم وأعني الجمهورية الايرانية الاسلامية ذات الحكومة الشيعية المحضة أسطع برهان وأظهره، على عدم اختلاف التشيع عن غيره من المذاهب عندما يصل الى الحكم .
فهاهم أولاء أحفاد الأئمة الذين يأمل كثير من الشيعة على يديهم خلاص الاسلام، يأمر فقيههم بضرب فقهائهم، ويدوس حرس ثورتهم على عمائمهم، ويفعلون ببعضهم ما كانوا يرونه استبدادا وظلما من غيرهم .
فدعوني أقول .. ما ضر عليا أن كان رابع الخلفاء لا أولهم؟!
وما ضر حسينا أن مات شهيدا، وما نفع الاسلام حين نجدد الحزن عليه؟! ألكي يخرج على دربه ثوار؟ أوليس قد خرج الثوار على درب الحسين وأقاموا جمهورية ايران الاسلامية؟ أوقد اختلفوا في حكمهم عمن يمثلهم الحزن المتجدد في صورة يزيد؟!
ودعوني اقول.. دعونا من تفخيخ الحاضر والمستقبل بحوادث الأمس، ودعونا نبحث عما نتفق عليه فاننا قد فتشنا كثيرا فيما اختلفنا بسببه.
تاريخ النشر 29/09/2009