سلسبيل
09-30-2009, 02:22 AM
في ظل صمت سفارة الكويت والمكتب الصحي في القاهرة
|الكويت - من حسين الحربي - القاهرة «الراي»|
ما أسوأ ألا يجد المأزوم من يقف إلى جواره في أزمته، وما أقبح أن يكتشف المكروب أنه وحيد بلا حول ولا قوة، في وقت يتطلع فيه إلى من يمد إليه يد العون، حصل هذا لمواطن كويتي ذي شأن وجد نفسه في مواجهة هذا الموقف، وجد نفسه مضروبا مصابا، في وقت اكتفت سفارتنا في القاهرة ومسؤولوها بالصمت الرهيب.
المواطن ذو الشأن هو «العقيد متقاعد علي سويلم حميد الرشيدي»، الذي غادر الغرفة «802» بالدور الثامن في مستشفى ابن سينا بضاحية الدقي في الجيزة قبل ساعات قليلة متأثرا بجراحه وإصاباته، جراء اعتداء مالك البناية التي يمتلك بها شقة، اعتداءً سافرا ومؤلما.
ورغم الأذى الشديد الذي نال سويلم، فإن الأذى الأشد والأمر الذي لم يبرأ منه قريبا، هو أنه وجد نفسه وحيدا بلا سند إلا من عدد من رجال أمن الدولة في الكويت لم يعجبهم ما حصل له، فلم تنقطع رنات هواتفهم بهدف الاطمئنان عليه؛ حيث وعدوه بأنهم لن يألوا جهداً في متابعة تفاصيل القضية حتى يُعاقب المعتدون.
التفاصيل الدقيقة في محنة العقيد علي سويلم، حكاها لـ «الراي» محاميه سيد علي أبوزيد، بناء على رغبته وطلبه، فالحزن لايزال يسكن قلبه وحواسه، وآثار الصدمة لم تنجل بعد، واللسان يعجز عن البيان.
حيث قال إن «العقيد سويلم اشترى في شهر مارس الماضي شقة من شخص يدعى أحمد سيد عبدالصمد يمتلك برج «الحمد» على طريق مصر أسيوط الزراعي بمنطقة منيل شيحة في الجيزة مقابل مليون جنيه، وكان العقد المبرم بين الطرفين ينص على إلزام المالك بتشطيب مدخل البناية والكراج والمنور وتشغيل المصاعد، لكن الأخير لم يلتزم بتنفيذ بنود العقد»، مضيفا «علي سويلم كان يضطر إلى ركن سيارته الخاصة في الشارع رغم وجود كراج خاص بالبناية ما أدى إلى تعرضها مرات عدة للخدش والسرقة، وعندما طالبه بتنفيذ التزاماته المتفق عليها، لم يتحرك، وفي العاشر من الشهر الجاري، جدد سويلم طلبه لمالك البناية بضرورة التعجل بتشطيب المدخل والكراج وحمام السباحة، ملوحا بعدم دفع مصروفات الصيانة، وهو الكلام الذي لم يرق لمالك البناية فتعدى على المواطن الكويتي ومنعه من دخول شقته، فحررنا - والكلام على لسان المحامي - محضر إثبات حالة رقمه «120 أحوال» في مركز أبوالنمرس يوم 19 سبتمبر الجاري، وطلبنا أخذ تعهد على المالك بعدم تعرضه للمواطن الكويتي أو على أملاكه، وناشدنا رئيس المباحث ومعاونيه إحضار مالك البناية وأخذ تعهد عليه بعدم التعرض للعقيد علي سويلم إلا أنهم لم يفعلوا شيئا».
وزاد أبوزيد «في 24 سبتمبر الجاري تربص مالك البناية بالمواطن الكويتي بعدما علم بأنه حرر محضرا ضده وانتظره هو وأولاده و20 آخرون بالطابق الخامس من البناية، وأوسعوه ضربا وركلا وسبا، فنقل في حال حرجة إلى مستشفى ابن سينا بالدقي، مصابا بكسر ضلع بالبطن وإصابات وكدمات بالصدر واليدين، وبقي بالمستشفى مدة 5 أيام»، مشيراً إلى أنه «تم تحرير محضر بتلك الواقعة رقمه 10854 - جنح مركز الجيزة أبوالنمرس، وطلبنا على إثره الشرطة بحمايته وتأمينه، لكن أحدا لم يحرك ساكنا، ففوجئنا بمالك البناية يقف أمام قسم الشرطة ويهدد العقيد علي سويلم بأنه سيجدد اعتداءه عليه لو عاد إلى شقته مرة أخرى، ولم يتم حتى الآن بحسب أبوزيد استدعاء الجناة ومساءلتهم عما حدث».
وتتوالى المفاجآت غير السارة في الأزمة، حيث كشف أبوزيد أنه عندما أبلغ سفارة الكويت بالقاهرة بالواقعة، لم يتم اتخاذ أي إجراءات نهائيا، ولم يكلف أحد لمجرد الاطمئنان على صحته، رغم أنه رجل عسكري، وخدم في الجيش الكويتي.
وأردف أبوزيد «التقيت القنصل وشرحت له كل ما حدث، وكشفت ما تعرض له العقيد علي من إهانة ووعيد واعتداء، وأنه يرقد في المستشفى في حال حرجة، وتم الاعتداء على ممتلكاته، لكن كانت الصدمة هي الموقف السلبي من قبل السفارة، حيث اكتفى بأن أعطاني رقم هاتف نقال لأحد ضباط الشرطة المصرية وطلب مني الاتصال به إذا ما جد جديد، مؤكداً أن القنصل لم يتحرك إلى الآن ولم يتصل بالعقيد علي، ولم يرسل حتى مندوبا عنه لمؤازرته ومتابعة وقائع القضية، وترك مواطنه وحيدا من دون سند أو معين».
وتساءل أبوزيد ساخرا «إذا كان هذا حدث مع عسكري له وزنه في الكويت فمتى تتحرك السفارة وتقوم بالدور المنوط بها؟
وواصل أبوزيد مفاجآته المريرة، بتأكيده على أن المكتب الصحي بالسفارة لم يفعل شيئا، والمستشار الصحي لم يحرك ساكنا وكأن الأمر لا يعنيه، وكأن العقيد سويلم من سكان دولة أخرى غير الكويت، لافتا إلى أن الملحق الصحي اكتفى بزيارته في اليوم الأول في المستشفى ثم اختفى بعد ذلك، كما رفض المكتب الصحي تحمل تكاليف العلاج التي تحملها وحده العقيد علي سويلم».
وشدد علي أبوزيد... على «أن العقيد علي سويلم يعيش حال نفسية مريرة بسبب تخلي سفارة بلاده عنه في هذه الأزمة، مشيداً بموقف عدد من رجال أمن الدولة الكويتيين الذين لم يتوقفوا عن السؤال على العقيد سويلم عبر الهاتف، واعدين إياه بأنهم سيتابعون عبر القنوات الشرعية سير التحقيقات وما آلت إليه حتى ينال المعتدون ما يستحقونه من عقاب».
وختم أبوزيد بالقول انه «تقدم بشكوى لوزارة الداخلية المصرية وإلى مكتب وزير الداخلية ومساعد وزير الداخلية لشؤون التفتيش من تخاذل ضباط قسم شرطة أبوالنمرس عن القيام بواجبهم القانوني بأخذ تعهد بعدم التعرض على المواطن الكويتي»، منوها إلى أن «مالك البناية يرى أنه فوق القانون، خاصة أنه يحمل« الجنسية الألمانية» لزواجه من ألمانية، كما أنه صاحب علاقات كبيرة، في وقت يعجز فيه العقيد متقاعد علي سويلم حين أصبح عاجزا عن فعل أي شيء، بسبب تخلي الجميع عنه، ولا يدري ماذا يفعل، وهو يخشى من العودة إلى شقته، حتى لا يتعرض له مالك البناية، وقد يضطر إلى بيعها أو تأجيرها».
|الكويت - من حسين الحربي - القاهرة «الراي»|
ما أسوأ ألا يجد المأزوم من يقف إلى جواره في أزمته، وما أقبح أن يكتشف المكروب أنه وحيد بلا حول ولا قوة، في وقت يتطلع فيه إلى من يمد إليه يد العون، حصل هذا لمواطن كويتي ذي شأن وجد نفسه في مواجهة هذا الموقف، وجد نفسه مضروبا مصابا، في وقت اكتفت سفارتنا في القاهرة ومسؤولوها بالصمت الرهيب.
المواطن ذو الشأن هو «العقيد متقاعد علي سويلم حميد الرشيدي»، الذي غادر الغرفة «802» بالدور الثامن في مستشفى ابن سينا بضاحية الدقي في الجيزة قبل ساعات قليلة متأثرا بجراحه وإصاباته، جراء اعتداء مالك البناية التي يمتلك بها شقة، اعتداءً سافرا ومؤلما.
ورغم الأذى الشديد الذي نال سويلم، فإن الأذى الأشد والأمر الذي لم يبرأ منه قريبا، هو أنه وجد نفسه وحيدا بلا سند إلا من عدد من رجال أمن الدولة في الكويت لم يعجبهم ما حصل له، فلم تنقطع رنات هواتفهم بهدف الاطمئنان عليه؛ حيث وعدوه بأنهم لن يألوا جهداً في متابعة تفاصيل القضية حتى يُعاقب المعتدون.
التفاصيل الدقيقة في محنة العقيد علي سويلم، حكاها لـ «الراي» محاميه سيد علي أبوزيد، بناء على رغبته وطلبه، فالحزن لايزال يسكن قلبه وحواسه، وآثار الصدمة لم تنجل بعد، واللسان يعجز عن البيان.
حيث قال إن «العقيد سويلم اشترى في شهر مارس الماضي شقة من شخص يدعى أحمد سيد عبدالصمد يمتلك برج «الحمد» على طريق مصر أسيوط الزراعي بمنطقة منيل شيحة في الجيزة مقابل مليون جنيه، وكان العقد المبرم بين الطرفين ينص على إلزام المالك بتشطيب مدخل البناية والكراج والمنور وتشغيل المصاعد، لكن الأخير لم يلتزم بتنفيذ بنود العقد»، مضيفا «علي سويلم كان يضطر إلى ركن سيارته الخاصة في الشارع رغم وجود كراج خاص بالبناية ما أدى إلى تعرضها مرات عدة للخدش والسرقة، وعندما طالبه بتنفيذ التزاماته المتفق عليها، لم يتحرك، وفي العاشر من الشهر الجاري، جدد سويلم طلبه لمالك البناية بضرورة التعجل بتشطيب المدخل والكراج وحمام السباحة، ملوحا بعدم دفع مصروفات الصيانة، وهو الكلام الذي لم يرق لمالك البناية فتعدى على المواطن الكويتي ومنعه من دخول شقته، فحررنا - والكلام على لسان المحامي - محضر إثبات حالة رقمه «120 أحوال» في مركز أبوالنمرس يوم 19 سبتمبر الجاري، وطلبنا أخذ تعهد على المالك بعدم تعرضه للمواطن الكويتي أو على أملاكه، وناشدنا رئيس المباحث ومعاونيه إحضار مالك البناية وأخذ تعهد عليه بعدم التعرض للعقيد علي سويلم إلا أنهم لم يفعلوا شيئا».
وزاد أبوزيد «في 24 سبتمبر الجاري تربص مالك البناية بالمواطن الكويتي بعدما علم بأنه حرر محضرا ضده وانتظره هو وأولاده و20 آخرون بالطابق الخامس من البناية، وأوسعوه ضربا وركلا وسبا، فنقل في حال حرجة إلى مستشفى ابن سينا بالدقي، مصابا بكسر ضلع بالبطن وإصابات وكدمات بالصدر واليدين، وبقي بالمستشفى مدة 5 أيام»، مشيراً إلى أنه «تم تحرير محضر بتلك الواقعة رقمه 10854 - جنح مركز الجيزة أبوالنمرس، وطلبنا على إثره الشرطة بحمايته وتأمينه، لكن أحدا لم يحرك ساكنا، ففوجئنا بمالك البناية يقف أمام قسم الشرطة ويهدد العقيد علي سويلم بأنه سيجدد اعتداءه عليه لو عاد إلى شقته مرة أخرى، ولم يتم حتى الآن بحسب أبوزيد استدعاء الجناة ومساءلتهم عما حدث».
وتتوالى المفاجآت غير السارة في الأزمة، حيث كشف أبوزيد أنه عندما أبلغ سفارة الكويت بالقاهرة بالواقعة، لم يتم اتخاذ أي إجراءات نهائيا، ولم يكلف أحد لمجرد الاطمئنان على صحته، رغم أنه رجل عسكري، وخدم في الجيش الكويتي.
وأردف أبوزيد «التقيت القنصل وشرحت له كل ما حدث، وكشفت ما تعرض له العقيد علي من إهانة ووعيد واعتداء، وأنه يرقد في المستشفى في حال حرجة، وتم الاعتداء على ممتلكاته، لكن كانت الصدمة هي الموقف السلبي من قبل السفارة، حيث اكتفى بأن أعطاني رقم هاتف نقال لأحد ضباط الشرطة المصرية وطلب مني الاتصال به إذا ما جد جديد، مؤكداً أن القنصل لم يتحرك إلى الآن ولم يتصل بالعقيد علي، ولم يرسل حتى مندوبا عنه لمؤازرته ومتابعة وقائع القضية، وترك مواطنه وحيدا من دون سند أو معين».
وتساءل أبوزيد ساخرا «إذا كان هذا حدث مع عسكري له وزنه في الكويت فمتى تتحرك السفارة وتقوم بالدور المنوط بها؟
وواصل أبوزيد مفاجآته المريرة، بتأكيده على أن المكتب الصحي بالسفارة لم يفعل شيئا، والمستشار الصحي لم يحرك ساكنا وكأن الأمر لا يعنيه، وكأن العقيد سويلم من سكان دولة أخرى غير الكويت، لافتا إلى أن الملحق الصحي اكتفى بزيارته في اليوم الأول في المستشفى ثم اختفى بعد ذلك، كما رفض المكتب الصحي تحمل تكاليف العلاج التي تحملها وحده العقيد علي سويلم».
وشدد علي أبوزيد... على «أن العقيد علي سويلم يعيش حال نفسية مريرة بسبب تخلي سفارة بلاده عنه في هذه الأزمة، مشيداً بموقف عدد من رجال أمن الدولة الكويتيين الذين لم يتوقفوا عن السؤال على العقيد سويلم عبر الهاتف، واعدين إياه بأنهم سيتابعون عبر القنوات الشرعية سير التحقيقات وما آلت إليه حتى ينال المعتدون ما يستحقونه من عقاب».
وختم أبوزيد بالقول انه «تقدم بشكوى لوزارة الداخلية المصرية وإلى مكتب وزير الداخلية ومساعد وزير الداخلية لشؤون التفتيش من تخاذل ضباط قسم شرطة أبوالنمرس عن القيام بواجبهم القانوني بأخذ تعهد بعدم التعرض على المواطن الكويتي»، منوها إلى أن «مالك البناية يرى أنه فوق القانون، خاصة أنه يحمل« الجنسية الألمانية» لزواجه من ألمانية، كما أنه صاحب علاقات كبيرة، في وقت يعجز فيه العقيد متقاعد علي سويلم حين أصبح عاجزا عن فعل أي شيء، بسبب تخلي الجميع عنه، ولا يدري ماذا يفعل، وهو يخشى من العودة إلى شقته، حتى لا يتعرض له مالك البناية، وقد يضطر إلى بيعها أو تأجيرها».