المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جيسكار ديستان في الأميرة والرئيس...قصّة حبّ عاصف بطلتُهُ ديانا



جمال
09-29-2009, 04:20 PM
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/09/29/130136_la-princesse-et-le-presiden.jpg

http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/09/29/130136_1-16_small.jpg


باريس - ميشال مراد

الكتاب الذي صدر أخيرًا عن منشورات Fallo is - XO في باريس تحت عنوان «الأميرة والرئيس» يوقع القارئ في التباس بين الحقيقة والخيال. فالمؤلف جيسكار ديستان هو الرئيس الأسبق للجمهورية الفرنسية، يروي قصة حبّه الرومنطيقي للأميرة ديانا، ولا يعلم سواه أين تكمن الحقيقة وأين يسيطر الخيال!

ماذا يفعل رئيس الجمهوريّة بعد انتهاء رئاسته؟ هل يبقى عاطلاً عن العمل يتأمل النجوم كما كان يفعل شارل ديغول، أم يتحوّل إلى محاضرٍ جامعيّ كما يفعل بيل كلينتون راهنًا، أم يصبح مندوبًا لبلاده في الحالات المستعصية كالرئيس جيمي كارتر؟ لقد اختار الرئيس جيسكار ديستان أن يصبح كاتبًا يروي القصص فأصدر في العام 1994 كتابًا بعنوان Le Passage لم يترك أثرًا بالغًا لدى القرّاء. لكنّ كتابه الأخير President et la Princesse Le سيتردّد صداه في جميع الأندية وعلى صفحات الجرائد والمجلات، لأنّ مؤلفه، وهو أيضًا من أعضاء الأكاديمية الفرنسية، يجعل من رئيس لجمهورية العام 1980، يغرم بأميرة بريطانيّة فائقة الجمال بائسة في حياتها الزوجية.

اللقاء

على غرار ما فعلت الكاتبة الفرنسية مدام دو لافاييت في كتابها الشهير La princesse deCleves، دعا المؤلف بطله باسم هنري، وبدّل اسم ديان باسم بياتريسيا أميرة بلدة «كارديف» الواقعة في بلاد الغال. كذلك سار على خطاها في التعبير عن مشاعره الدفينة والعاصفة في آن. جرى اللقاء الأوّل خلال عشاء أُقيم لمناسبة اجتماع الدول الصناعية السبع 7G العام 1975. البطل رئيس أرمل، والبطلة أميرة تلتمس التعزية، فهي على حدّ قولها «قبل عشرة أيّام من زواجي أبلغني خطيبي أن لديه عشيقة وأنّ علاقته بها ستستمرّ بعد الزواج»، ولهذا السبب أولت عنايتها للأطفال وللساحات التي زرعت الألغام فيها.

تساؤل

«قبّلت يدها، فنظرت إليّ بعينين يغمرهما التساؤل، وبوجهٍ يحنو دائمًا إلى الأمام». هذه النظرة شجعت الرئيس على المضيّ في أحلامه واستحضار علاقات الأمراء والأميرات الفرنسيين والإنكليز، وراح يغرف من قصص الرواة الفرنسيين مقاطع رومنطيقية تنطبق على حالته.

وخلال ذكرى الإنزال البحريّ على الشواطئ الفرنسيّة، أيام الحرب العالمية الثانية التي أُقيمت العام 1984 رافق الرئيس الأميرة في القطار الرسميّ. وبينما كانت تضع يدها تحت الطاولة حسب التقاليد الإنكليزيّة، إذا بيده تمسك يدها بشدّة وولع.

وتتالت اللقاءات بين هنري وباتريسيا في القصور الفرنسيّة التي ذكر المؤلّف أسماءها، وهو كان من زوّارها الدائمين يوم كان رئيسًا للجمهورية. وكانت باتريسيا تشاركه في الصيد والمغامرات التي تمنحها الفروسية لأصحابها.

حقيقة أم خيال؟

هل يمكن أن يكون ذلك حقيقة؟ لقد ذكر جيسكار ديستان في كتابه أحداثًا وأماكن ومهمّات حقيقية عايشها وقام بها، ما يجعل القارئ مرتبكًا تجاه عدم صديقة النواحي العاطفية التي وصفها.

«أتمنّى لو تحبّني» قالت له الأميرة. فهل هذا من وحي الخيال، أم أنه لحظة انفعال حقيقية تضاف إلى اللحظات الكثيرة التي عانتها «ديانا» في حياتها!

كتاب جريء لرئيس جمهورية يكشف الستار عن حقائق حب غامض لا يمكن تصديقه أو تكذيبه!

تعليقات ونفي

في اليوم التالي للإعلان عن الكتاب في الصحف ضجّ الإعلام البريطاني بالتهكّم والسخرية نافيًا أن تكون زوجة الأمير شارل السابقة أحبت رئيس الجمهورية الفرنسية، وأن هذه القصة هي من نسج خيال الرئيس.

وعلّق المؤلّف على الموضوع بقوله: «هذه الرواية التي تؤدي فيها الأميرة ديانا الدور الرئيس، ما هي إلا إعادة إحياء لشخصيّة عرفتها بهذا الشكل»، وأضاف: «لا نبالغ بالأمر. لقد التقيتها لفترات قصيرة في أجواء من الثقة كانت تتوق فيها الى التواصل. مشاعرها العميقة كانت ردة فعل لإحساسها بالخيبة ورغبتها في أن تكون محبوية».

وفي كثير من الوضوح تبيّن أنه لم تكن لجيسكار ديستان أيّ علاقة بالأميرة ديانا عندما أكّد قائلاً: «لقد اخترعت الوقائع، أما الأماكن والإطار فقد وصفتها على طبيعتها».

هل تحدّ هذه التصاريح من رواج الكتاب، أم أن الطلب عليه سيتضاعف؟ لقد وقع الناشر في حيرة من أمره حيال هذا الواقع، لكنّ السؤال الأهمّ الذي ينبغي أن يطرح هو: هل يحق لمؤلف أن يتلاعب بسيرة الآخرين ويروي على ألسنتهم ما لم يقولوه أم يشعروا به، ثمّ يدّعي بعد صدور كتابه أنه اختلق ذلك لسبب ما؟

إنها مأساة الذين يسعون دومًا الى الشهرة، ولو على حساب الراحلين!