المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شباب جزائريون يتهافتون على قلوب الصيدلانيات



jameela
09-25-2009, 01:08 AM
بهدف استغلال شهادة تدر الملايين



يظهر أن العنوسة التي باتت تشكل هاجس الفتيات الجامعيات وغير المتعلمات لم تمس الصيدلانيات.. هؤلاء بات طابور الخطـّاب ينتظرهن عقب التخرج للظفر بعروس تزن ذهبا، توقع عقد الزوجية بيد وتتخلى عن شهادة تدر الملايين باليد الأخرى.

الجمال والنسب والخلق، معايير أكل عليها الدهر وشرب بالنسبة لشباب اختاروا اقتناص عروس صيدلانية، أهّلها اجتهادها لدراسة تخصص المتفوقين، ذلك أن الارتباط بحاملة هذه الشهادة يضمن عصفورين بحجر، زوجة عاملة وماكثة في البيت في الوقت ذاته.

هي حقيقة وقفنا عليها في جولة قادتنا إلى كلية الصيدلة وكذا بعض الصيدليات الخاصة في العاصمة، حيث اقتربنا ممن عاشوا التجربة أو عايشوها عن قرب، على غرار لمياء التي تسيّر صيدلة وسط العاصمة، والتي طالها جشع أحد الخطاب الطامعين.

تقول لمياء ''تهاطلت علي طلبات الزواج بمجرد تخرجي حتى من البطالين من أولاد الحومة، ليقع اختياري على صيدلاني يكبرني بخمس سنوات، ظل يلاحقني إلى أن افتك موافقتي، لأكتشف وأنا على وشك ترسيم ارتباطنا أنه أقدم على خطبة صديقتي المقربة وزميلة أخرى في نفس الوقت، ليعزز حظوظه في الظفر بإحدانا، ففسخت الخطبة طبعا، لأنني كنت بالنسبة إليه مجرد رقم في عملية حسابية، وهدفه كان فتح صيدلية أخرى لحسابه، لكن بشهادتي كون القانون لا يسمح بفتح أكثـر من صيدلية بنفس الشهادة''.

نفس التجربة تقريبا عاشتها الصيدلانية ''فريال'' المتخرجة من جامعة قسنطينة. هذه الأخيرة لم تكتف بشهادة عامة في الصيدلة، بل اختارت التخصص واستكمال دراستها العليا في العاصمة، مقابل التخلي عن علاقة حب اكتشفت زيفها بعد خمس سنوات، حيث خطبت فريال مباشرة بعد نيلها لشهادة البكالوريا لطبيب من حيها، شجعها على دراسة الصيدلة، ونفّرها من دراسة حلم عمرها الطب، بحجة المناوبة الليلية، وبعد انقضاء سنوات الدراسة أخطرت فريال خطيبها برغبتها في التخصص والتدريس في الجامعة عوض فتح صيدلية، وهو الأمر الذي رفضه جملة وتفصيلا، بحجة أن الصيدلية مدرة للمال، وأن تأجير شهادتها والمكوث في البيت أحسن لها، قبل أن يخيرها بينه وبين الدراسة، فاختارت الدراسة ''لأني كنت مجرد مشروع مدروس بعناية'' تقول فريال..

تركنا ''فريال'' التي ارتبطت مؤخرا بزميل لها، إلى صديقتها ''مونية'' التي فشلت خطبتها هي الأخرى، حيث اختارت أن تخلد للراحة لمدة بعد التخرج، وقبل ولوج عالم الشغل استغل خطيبها الأمر ليعرض عليها تأجيره الشهادة مقابل أجر شهري لا يتجاوز الثلاثين ألف دينار، وهو ما رفضته وعائلتها، ليقرر الخطيب الطموح إلغاء الخطبة والبحث عن ''فرماسيانة'' أخرى. ولئن خرجت كل من فريال ومونية ولمياء بأخف الأضرار من تجربتيهما مع الخطاب الحالمين، فالصيدلانية سامية دخلت القفص الذهبي الذي سرعان ما تحول إلى قفص من حديد، بعد أن أقدم زوجها الذي غادر مقاعد الدراسة في المتوسطة، على تأجير شهادتها رغما عنها، بعد أن هددها بالطلاق وحرمانها من طفلتها، ليحتفظ بالدخل المالي الذي تدره شهادتها، فأصبحت بين عشية وضحاها ماكثة بالبيت وكأنها لم تلج الجامعة يوما، ولم تتكبد مشاق دراسة تخصص أكثـر من صعب.

وإذا كانت القصص التي أوردناها درامية، فبعضها لا يخلو من الطرفة أيضا، على غراره ما رواه أمين طالب سنة أولى صيدلة، عن صيدلانية من حيه، عرفت باسترجالها وممارستها للرياضات القتالية، لتكون موضوع تهكم أبناء الحي، لكن الأمر اختلف عقب تخرجها، حيث تهافت الجميع لخطبتها حتى اللّبان، لكنها اكتشفت الأمر وطردت الجميع شرّ طردة. ولتقصي أهل الاختصاص في ظاهرة كراء الشهادة خاصة بالنسبة للجنس اللطيف، أكد رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، مسعود بلعمبري، أن الظاهرة في انتشار مستمر رغم وضوح قانون الصحة في هذا المجال، مستشهدا بالمادة 212 من قانون 05/85، والتي تنص على أن الصيدلاني يجب أن يكون هو المالك والمسير لنشاطه، مستغربا من إقدام الموثقين على توثيق عقود هي غير قانونية أصلا.

وأبرز ذات المتحدث أن الشريك الذي يتكفل بالجانب المالي كثيرا ما يورط صاحب الشهادة بعقد احتكار يصعب التخلص منه، وكذا متاهات قانونية متمثلة في ديون مع البنوك والضرائب، مشيرا إلى حادثة راحت ضحيتها صيدلانية منذ سنوات سعت لفض الشراكة، فتعرضت لاعتداء جسدي من طرف الشريك في الشارع، فقط لأنها فرطت في شهادة جنتها بعد سنوات من الكد والسهر.


 المصدر :الجزائر: سلمى حراز
2009-09-25