سمير
09-22-2009, 08:41 AM
عصاد سي الهاشمي لـ''الخبر'' : السينما الأمازيغية وجه آخر لصحوة الهويّة
http://www.elkhabar.com/images/key4press3/festi.jpg
يعتقد عصاد سي الهاشمي، محافظ المهرجان الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي، أن أول تصوير احترافي لفيلم أمازيغي في الجزائر، يعود إلى شريف عفون في عمله ''نهاية الجن''، ليبقى مستقبل السينما الأمازيغية في نظره اليوم، رهن الإسهام المالي الذي يقدم في إطار صندوق الدعم لوزارة الثقافة والهيئات الأخرى.
هل لكم في البداية أن تقدّموا لمحة عن السينما الأمازيغية؟
بغض النظر عن الأفلام التي أنجزها شباب هواة في الثمانينيات مثل أحسن عصماني وطاهر يامي، فإن أول تصوير احترافي لفيلم أمازيغي في الجزائر من إمضاء شريف عفون ''نهاية الجن'' في أوت من سنة 1990، ثم أخذت السينما الأمازيغية منعطف الاحترافية بصفة قوية مع فيلم ''الربوة المنسية'' لعبد الرحمان بوقرموح. ولقد تزامن إنتاج الفيلمين مع السياق السياسي الجديد للجزائر، والذي شهد الترخيص بإنشاء الأحزاب السياسية والجمعيات الثقافية والجرائد، فالسينما الأمازيغية ولدت في أحضان ديكور متنوع وأصيل يعبّر عن الغنى الثقافي واللّغوي.
الأمر إذن يتعلق بإبداع فني يستمد قواه من مطلب شعبي؟
صحوة الهوية كانت أولا وقبل كل شيء ثقافية، ولذلك انتهجت على الفور أسلوب الإنتاج الأدبي والعلمي. ونحن نعتبر أن السينما كآخر الفنون التي سلكت هذا النهج، وهو ''شريان التغذية الثقافية'' الذي ظل على ارتباط وثيق بالمطلب الأمازيغي. لقد سمح هذا التجنيد لفائدة الهوية لمناضلين آخرين بالانضمام إلى هذه الشبكة الفنية، وتوسيع العمل بإنجازات ثقافية أخرى ولأول مرة سمعية بصرية، بعدما كان التركيز على الشعر والغناء والمسرح.
فليس من باب الصدفة أن يكون أول إنتاج سينمائي أمازيغي أخرجه عبد الرحمان بوقرموح يستمد قوته من رواية ''الربوة المنسية'' التي تعالج مسألة ''قناعة مرتبطة بالهوية'' أي البُعد الأمازيغي المعاش والمعبر عنه في جبال بلاد القبائل.
في رأيكم، ما هي نقائص السينما الأمازيغية؟
مستقبل السينما الأمازيغية يبقى رهن الإسهام المالي الذي يقدم في إطار صندوق الدعم لوزارة الثقافة والهيئات الأخرى. ولتحقيق وثبة لهذا الإبداع السينمائي، نجدد دعمنا والتزامنا بمشاريع دبلجة لبعض الأفلام الوطنية. علما أن الأمر لا يستلزم استثمارات معتبرة.. ورغم بعض النقائص التي سجلتها السينما الفتية، يتفق الجميع على الاعتراف بالنجاح الذي حققته في مجال التعبير والتطور والتوسع؛ إذ إنها أضحت مبعث اهتمام من خلال ديناميكيتها ورمزيتها.
نعود إلى المهرجان.. كيف تقيّمون هذه التجربة؟
المهرجان انتزع الاعتراف والتقدير في الوسط السينمائي في داخل الوطن وخارجه لسببين؛ أولهما أنه سنوي أنشئ في ظروف كانت عسيرة لكل تعبير ثقافي آنذاك (1999) وتمكّن من الديمومة بإرادة فولاذية لطاقمه وبدعم من مؤسسات الدولة وخاصة وزارة الثقافة، مع قرار ترسيمه في ديسمبر 2005 . السبب الثاني يعود إلى الإستراتيجية المسطرة من طرف إدارة المهرجان؛ كمرحلة أولى الترويج والتعريف بالمهرجان في ولايات الوطن. ولقد تشرّفت بعض مدن الوطن باحتضان فعاليات هذا المهرجان، ومن خلاله الالتفاتة إلى إحدى مقومات الشخصية الوطنية؛ أي البعد الأمازيغي بواسطة الصوت والصورة. فلقد كانت دورات المهرجان بحق بطاقة للتعريف بالتعددية الثقافية في الجزائر، خاصة أن المهرجان يستضيف كل سنة ضيف شرف يقوي الاحتكاك والفضولية السينماتوغرافية للمشاركين. المهرجان تمكن من إقامة شراكة ثقافية مع مهرجانات سينمائية معروفة دوليا.
وبعد تسع سنوات من الترحال والعطاء والجدية، وكذلك الصعاب التي نصادفها ميدانيا، أضحى من الضروري إعادة النظر في صيرورة هذا المهرجان. في هذا الصدد، قررت وزيرة الثقافة استقرار المهرجان نهائيا في ولاية تيزي وزو.
http://www.elkhabar.com/images/key4press3/festi.jpg
يعتقد عصاد سي الهاشمي، محافظ المهرجان الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي، أن أول تصوير احترافي لفيلم أمازيغي في الجزائر، يعود إلى شريف عفون في عمله ''نهاية الجن''، ليبقى مستقبل السينما الأمازيغية في نظره اليوم، رهن الإسهام المالي الذي يقدم في إطار صندوق الدعم لوزارة الثقافة والهيئات الأخرى.
هل لكم في البداية أن تقدّموا لمحة عن السينما الأمازيغية؟
بغض النظر عن الأفلام التي أنجزها شباب هواة في الثمانينيات مثل أحسن عصماني وطاهر يامي، فإن أول تصوير احترافي لفيلم أمازيغي في الجزائر من إمضاء شريف عفون ''نهاية الجن'' في أوت من سنة 1990، ثم أخذت السينما الأمازيغية منعطف الاحترافية بصفة قوية مع فيلم ''الربوة المنسية'' لعبد الرحمان بوقرموح. ولقد تزامن إنتاج الفيلمين مع السياق السياسي الجديد للجزائر، والذي شهد الترخيص بإنشاء الأحزاب السياسية والجمعيات الثقافية والجرائد، فالسينما الأمازيغية ولدت في أحضان ديكور متنوع وأصيل يعبّر عن الغنى الثقافي واللّغوي.
الأمر إذن يتعلق بإبداع فني يستمد قواه من مطلب شعبي؟
صحوة الهوية كانت أولا وقبل كل شيء ثقافية، ولذلك انتهجت على الفور أسلوب الإنتاج الأدبي والعلمي. ونحن نعتبر أن السينما كآخر الفنون التي سلكت هذا النهج، وهو ''شريان التغذية الثقافية'' الذي ظل على ارتباط وثيق بالمطلب الأمازيغي. لقد سمح هذا التجنيد لفائدة الهوية لمناضلين آخرين بالانضمام إلى هذه الشبكة الفنية، وتوسيع العمل بإنجازات ثقافية أخرى ولأول مرة سمعية بصرية، بعدما كان التركيز على الشعر والغناء والمسرح.
فليس من باب الصدفة أن يكون أول إنتاج سينمائي أمازيغي أخرجه عبد الرحمان بوقرموح يستمد قوته من رواية ''الربوة المنسية'' التي تعالج مسألة ''قناعة مرتبطة بالهوية'' أي البُعد الأمازيغي المعاش والمعبر عنه في جبال بلاد القبائل.
في رأيكم، ما هي نقائص السينما الأمازيغية؟
مستقبل السينما الأمازيغية يبقى رهن الإسهام المالي الذي يقدم في إطار صندوق الدعم لوزارة الثقافة والهيئات الأخرى. ولتحقيق وثبة لهذا الإبداع السينمائي، نجدد دعمنا والتزامنا بمشاريع دبلجة لبعض الأفلام الوطنية. علما أن الأمر لا يستلزم استثمارات معتبرة.. ورغم بعض النقائص التي سجلتها السينما الفتية، يتفق الجميع على الاعتراف بالنجاح الذي حققته في مجال التعبير والتطور والتوسع؛ إذ إنها أضحت مبعث اهتمام من خلال ديناميكيتها ورمزيتها.
نعود إلى المهرجان.. كيف تقيّمون هذه التجربة؟
المهرجان انتزع الاعتراف والتقدير في الوسط السينمائي في داخل الوطن وخارجه لسببين؛ أولهما أنه سنوي أنشئ في ظروف كانت عسيرة لكل تعبير ثقافي آنذاك (1999) وتمكّن من الديمومة بإرادة فولاذية لطاقمه وبدعم من مؤسسات الدولة وخاصة وزارة الثقافة، مع قرار ترسيمه في ديسمبر 2005 . السبب الثاني يعود إلى الإستراتيجية المسطرة من طرف إدارة المهرجان؛ كمرحلة أولى الترويج والتعريف بالمهرجان في ولايات الوطن. ولقد تشرّفت بعض مدن الوطن باحتضان فعاليات هذا المهرجان، ومن خلاله الالتفاتة إلى إحدى مقومات الشخصية الوطنية؛ أي البعد الأمازيغي بواسطة الصوت والصورة. فلقد كانت دورات المهرجان بحق بطاقة للتعريف بالتعددية الثقافية في الجزائر، خاصة أن المهرجان يستضيف كل سنة ضيف شرف يقوي الاحتكاك والفضولية السينماتوغرافية للمشاركين. المهرجان تمكن من إقامة شراكة ثقافية مع مهرجانات سينمائية معروفة دوليا.
وبعد تسع سنوات من الترحال والعطاء والجدية، وكذلك الصعاب التي نصادفها ميدانيا، أضحى من الضروري إعادة النظر في صيرورة هذا المهرجان. في هذا الصدد، قررت وزيرة الثقافة استقرار المهرجان نهائيا في ولاية تيزي وزو.