المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العام الدراسي الروسي يبدأ بفصل مأساوي



على
09-02-2004, 04:22 PM
مسلحون يقتحمون مدرسة في أوسيتيا ويحتجزون 400 من التلامذة والأساتذة والأهالي

بدأ العام الدراسي في روسيا امس، بفصل درامي ومأساوي، وسقوط قتلى وجرحى واحتجاز المئات من الرهائن غالبيتهم من الاطفال والطلاب، داخل احدى مدارس مدينة بيسلان في اقليم اوسيتيا شمالي القوقاز. وجاءت هذه الازمة في ذروة هجمات ارهابية كان آخرها عملية التفجير الانتحارية في وسط موسكو مساء الثلاثاء. وهذا ما دفع وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف الى القول «لقد اعلنت الحرب علينا ولكن العدو غير منظور وليس هناك خط مواجهة امامي».

وكان مسلحون يرتدون الاحزمة الناسفة قد اقتحموا المدرسة، واحتجزوا مئات الاطفال والمدرسين والاهالي كرهائن اثناء الاحتفال ببداية العام الدراسي الجديد، وافادت تقارير بتبادل الشرطة اطلاق النار مع نحو 25 من الرجال والنساء المسلحين الذين تحصنوا داخل المدرسة الواقعة على مسافة حوالي 50 كيلومترا من منطقة الصراع في الشيشان شمال القوقاز مما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص، فيما ارغم المسلحون الطلاب على الوقوف في نوافذ المبنى لمنع قوات الامن من القيام بعملية اقتحام للمبنى، وقد تضاربت التقارير حول عدد الرهائن ما بين 250 و400 رهينة.

وقام المسلحون الذين زنروا انفسهم بالمتفجرات بتسليم السلطات الامنية شريطا مسجلا ورسالة بمطالبهم مع اصرارهم على حضور عدد من المسؤولين، وطالب المسلحون بأن تسحب روسيا قواتها من الشيشان والافراج عن 27 من زملائهم المتشددين الذين القي القبض عليهم اثناء مداهمة في انغوشيا في يونيو الماضي.

وطالب المختطفون ايضا بإجراء مفاوضات مع رئيس اوسيتيا الشمالية الكسندر دراسوخوف ورئيس انغوشيا مراد زايزيكوف والدكتور ليونيد روشال الذي اوفدته الحكومة الروسية للتفاوض مع محتجزي الرهائن في احد مسارح موسكو في اكتوبر 2002.

الرئيس يدير المفاوضات

وتولى رئيس اوسيتيا ادارة عمليات التفاوض مع المسلحين من خلال خلية طوارئ شكلت لمعالجة الازمة. وذكرت وكالات الانباء ان المهاجمين هددوا بنسف مبنى المدرسة في حال شنت قوات الامن هجوما لتحرير الرهائن.

وقد احتجز الرهائن في قاعة للرياضة في المدرسة التي تستقبل حوالي 400 طالب وتتألف من ثلاثة طوابق وتدرس من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية مما يعني ان اعمار طلابها تتراوح بين 7 سنوات و17 سنة. وذكرت الصحيفة الالكترونية الروسية «غازيتا. رو» ان كل المدارس الاخرى وجامعة فلاديكافكاز عاصمة اوسيتيا الشمالية اغلقت واعيد الطلاب الى منازلهم.

تلغيم المدرسة

واقتحم المهاجمون الذين يرتدون ملابس سوداء ويضعون اقنعة المدرسة عند انتهاء اجراءات بدء السنة الدراسية في الباحة الرئيسية، وجرى تبادل لاطلاق النار وجرح بعض المدرسين حسبما ذكر مراسل محطة التلفزيون الروسية «روسيا»، وعرضت محطة التلفزيون لقطات للمدرسة التي تطوقها قوات كبيرة تابعة لوزارة الداخلية وآليات مدرعة، وقال النائب ميخائيل ماركيلوف العضو في خلية الازمة ان «المدرسة باكملها مزروعة بالالغام».

وأعلن المدعي العام لمنطقة برافو بيريغي (جنوب موسكو) آلان باتاغوف انه ومفتي اوسيتيا الشمالية روسلان فالغانوف، فشلا في اجراء محادثات مع محتجزي الرهائن، وافادت وكالة انباء نوفوستي ان الرجلين وصلا الى المدرسة في وقت سابق وحاولا اجراء محادثات مع افراد العصابة المسلحة الا انهم رفضوا ذلك.

وتحدثت تقارير اخبارية عن توجه طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية وعلى متنها عناصر من فرقة «تسينتروسباس» الخاصة للانقاذ وعدد من الاطباء ومعدات الانقاذ والاجهزة الخاصة لرفع الحواجز.

ونقل عن وزير داخلية اوسيتيا كازبيك دزانتييف ان المسلحين هددوا «بقتل خمسين طفلا مقابل كل مقاتل يقتل من مجموعتهم، وعشرين طفلا مقابل كل مقاتل يجرح».

وبعد خمس ساعات من بدء المأساة، نقلت وكالة «ايتار تاس» عن مصادر خلية الأزمة ان المسلحين افرجوا عن 15 طفلاً، دون أي توضيح حول ظروف هذا الافراج، هذا وتمكن حوالي 50 طفلا من الاختباء عندما اقتحم المسلحون المدرسة، ونجح هؤلاء الاطفال في الخروج من مخبئهم، وظهروا في مجموعات صغيرة في باحة امام المدرسة وبدأوا في مغادرة المكان.


انتظروا الرابع


ونقلت «كومرسانت» عن مصادر خاصة بها ان اربع نساء شيشانيات وصلن الى موسكو بالقطار في 22 اغسطس «نفذت اثنتان منهن عمليتي التفجير في الطائرتين، وقامت الثالثة على الارجح بعملية التفجير عند مدخل محطة المترو»، وتابعت انه «علينا ان نتوقع اعتداء رابعا».


إيران: لا أخلاقي

دان الناطق باسم الخارجية الايرانية آية حميد رضا آصـفي الهجوم الانتحاري الذي استهدف محطة لقطارات مترو الانفاق في موسكو وقال: «ان هذا العمل الذي اسفر عن مقتل ابرياء هو وسيلة لا اخلاقية».


اتهام الأمن بالتقاعس

موسكو - أ.ف.ب - رأت الصحف الروسية ان الاعتداءات التي تشهدها روسيا منذ اسبوع نظمتها مجموعة واحدة، معتبرة ان اجهزة الامن الروسية لم تتخذ الاجراءات الضرورية لمنع وقوعها. وعبرت الصحف عن قلقها خصوصا لأن مدبري الاعتداءات تمكنوا من اعداد عملياتهم خلال اسابيع في موسكو وضواحيها بدون ان تتنبه الاجهزة الخاصة لوجودهم.


البيت الأبيض يدين.. وحزين

ادان البيت الابيض «الاعتداءات الارهابية» التي دمرت الاسبوع الماضي طائرتين للركاب في الجو واسفرت عن مقتل تسعين شخصا واوقعت الثلاثاء عشرة قتلى على الاقل امام محطة لمترو الانفاق. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية سكوت ماكليلان ان «الولايات المتحدة تدين بشدة الاعتداءات الاخيرة في روسيا». واضاف ان «الشعب الاميركي بحالة حزن شديد على الضحايا الذين سقطوا».


مسخادوف ينفي

موسكو - أ.ف.ب - قال احمد زكاييف الناطق باسم الرئيس الانفصالي الشيشاني اصلان مسخادوف في تصريح لاذاعة «صدى موسكو» ان الزعيم الانفصالي لا علاقة له بعملية احتجاز الرهائن في مدرسة في اوسيتيا الشمالية، واوضح الناطق باسم مسخادوف الذي لا تعترف به موسكو رئيساً للشيشان ان «هذا العمل الفظيع غير مبرر أيا كان منفذوه».

ألغام وقناصة

ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن شرطة مدينة بيسلان ان محتجزي الرهائن لغموا محيط المدرسة، وقال متحدث باسم الشرطة «لقد وضعوا الغاماً حول المدرسة، وانفجر احد الالغام في بقرة داست عليه»، واشار الى ان قناصة من المجموعة تمركزوا على سطح الملعب الرياضي التابع للمدرسة حيث احتجزوا الرهائن.

بوتين عاد على عجل

موسكو - أ.ف.ب - أعلن الكرملين ان الرئيس فلاديمير بوتين عاد ظهر امس على عجل من سوتشي على ضفاف البحر الاسود الى موسكو بعد عملية احتجاز الرهائن في المدرسة، وافاد المصدر نفسه ان بوتين التقى فور وصوله الى المطار كلا من وزير الداخلية رشيد نورغالييف وقائد الاستخبارات نيكولاي باروتشيف وقائد حرس الحدود فلاديمير برونيتشيف.

المزيد من القوات لحماية المنشآت النووية

موسكو - رويترز - قالت السلطات النووية ان روسيا نشرت قوات اضافية لحراسة عشرات المنشآت النووية في مختلف أرجاء البلاد امس، بعد ان سيطر متشددون على مدرسة في جنوب البلاد وعقب هجوم انتحاري في موسكو.

وتعرضت روسيا ثاني اكبر دولة نووية في العالم بعد الولايات المتحدة لضغوط دولية لبذل المزيد لحماية المنشآت النووية التي ورثتها عن العهد السوفيتي من أي هجمات.

وقال متحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الروسية «بعد الهجمات الارهابية في الفترة الاخيرة قررت الاجهزة الامنية ارسال مزيد من قوات وزارة الداخلية الى جميع المواقع النووية في مختلف ارجاء البلاد».

شرويدر شعر بالفزع

برلين - اعرب المستشار الالماني غيرهارد شرويدر عن «فزعه» ازاء الانفجار الذي وقع في محطة مترو انفاق في موسكو، وقال انه يأمل في اطلاق سراح الاطفال الذين احتجزوا رهائن في المدرسة دون اراقة دماء في اوسيتيا الشمالية.

.. وشيراك بالاستياء

ابلغ الرئيس الفرنسي جاك شيراك «سخطه الشديد» لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب التفجير الانتحاري الذي وقع امام محطة مترو انفاق في موسكو، وكتب شيراك لبوتين يقول انه «ما من سبب يمكن ان يبرر مثل تلك الافعال».

.. وعنان ذهل

ندد الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بالاعتداء الذي وقع الثلاثاء امام محطة لمترو الانفاق في موسكو، وقال المتحدث باسمه في بيان ان «الامين العام ذهل فور تلقيه نبأ وقوع اعتداء ارهابي جديد في روسيا وهذه المرة في محطة لمترو الانفاق في ريسكايا بموسكو».

واضاف البيان ان عنان «يندد بشدة بهذا العمل الاجرامي الذي قتل وجرح عددا من الضحايا الابرياء».

المهدى
09-03-2004, 07:44 AM
فضل الله: احتجاز الأطفال في روسيا *قمة الوحشية التي يرفضها الإسلام»


أعلن المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل اللّه، استنكاره الشديد لاحتجاز الاشخاص الأبرياء، وخصوصا احتجاز الاطفال، كما في روسيا. وأكد ان ذلك هو «قمة الوحشية والهمجية التي يرفضها الاسلام الذي هو بريء من كل هذه الاعمال».

وأصدر فضل الله امس بياناً تناول فيه احتجاز طلاب المدارس من قبل البعض في روسيا، اضافة الى ما يجري في العراق، جاء فيه: «إننا نستنكر ـ في شدّة ـ احتجاز الاطفال في مدرستهم في جنوب روسيا للمطالبة بالافراج عن بعض المعتقلين لدى الحكومة الروسية. كما نرفض ونشجب ـ من موقعنا الشرعي الاسلامي ـ كل الاسلوب الذي يستخدمه بعض الناس في احتجاز الاشخاص الابرياء من الصحافيين والعمال وغيرهم، للمقايضة بوضع سياسي او ماليّ، ولا سيما ما وصل اليه الحال من اختطاف الاطفال طلباً للفدية، كما يحدث في بعض نواحي العراق، أو ضغطاً على بعض الأوضاع السياسية»، واعتبر ان ذلك «يمثل قمة الوحشية والهمجية التي يرفضها الاسلام الذي هو بريء من كل هذه الاعمال ومن القائمين بها، لأنه دين الرحمة والشفقة والانسانية. واننا نعتقد ان قيام بعض المسلمين بذلك يشوّه صورة الاسلام والمسلمين، ويعطي الفرصة للأعداء لإعلان الحرب عليه».

وقال فضل الله في بيانه: «إننا مع القضايا السياسية المحقّة للشعوب، ونريد للحكومات أن تنظر بعين العدل والتوازن لأصحاب الحقوق المشروعة ونطالبها بالإفراج عن الأحرار المظلومين، كما نطالب بالإفراج عن الأطفال المحتجزين، لأن في ذلك ما يرضي اللّه ورسله والإنسانية كلها».

Osama
09-04-2004, 12:58 AM
مأساة الرهائن الروس تنتهي بمقتل‏100‏ وإصابة‏400‏ معظمهم من الأطفال


انتهت أمس مأساة احتجاز مئات الرهائن في المدرسة الابتدائية بجمهورية أوسيتيا الشمالية منذ يوم الأربعاء الماضي علي يد مجموعة مسلحة‏,‏ باقتحام القوات الخاصة الروسية المبني‏,‏ وتحرير بقية الرهائن بعد مصرع نحو‏100‏ قتيل‏,‏ شوهدت جثثهم ملقاة في صالة الألعاب بالمدرسة‏,‏ وإصابة أكثر من‏400‏ معظمهم من الأطفال‏.‏

ولقي مابين‏5‏ و‏10‏ من المسلحين مصرعهم خلال عملية الاقتحام‏,‏ وحاول بعضهم الفرار بعد أن اندسوا وسط الجماهير التي أحاطت بالمدرسة فأطلقت قوات الأمن النار عليهم‏,‏ وتمكن نحو‏13‏ مسلحا من اللجوء إلي منزل مجاور شهد اشتباكات ضارية بين الجانبين‏,‏ وشوهدت دبابات روسية تقصف المنزل بكثافة‏.‏

وذكرت وكالة إيتارتاس الروسية‏,‏ أن عملية اقتحام المدرسة بدأت بحدوث تبادل كثيف لإطلاق النار بين قوات الأمن والمسلحين‏,‏ الذين أشارت بعض التقارير إلي أن عددهم كان يقترب من‏40‏ شخصا‏,‏ ووقعت سلسلة انفجارات في محيط المدرسة التي انهار سقفها بسبب كثافة النيران‏,‏ وقيام المسلحين بتفجير عبوات ناسفة‏.‏
وتمكن جنود روس‏,‏ خلال عملية الاقتحام وقبل السيطرة علي مبني المدرسة‏,‏ من تحرير‏30‏ طفلا وسيدة‏,‏ وحملهم بعيدا عن مسرح العمليات‏.‏

على
09-07-2004, 03:56 PM
التلفزيون الروسي يعرض صورة أحد الإرهابيين.. المتهم قال إنه أشفق على الأطفال وتوسل للشرطة عدم تسليمه لأهالي الضحايا

أحد الوسطاء في الأزمة يتهم مدنيين مسلحين ببدء الهجوم * العثور على دفاتر باللغة العربية وسط الحطام * سكان بيسلان يريدون مشاركة لجنة غير حكومية في التحقيقات ومطالبات باستقالة وزراء الدفاع والأمن والاستخبارات

بيسلان (روسيا): سامي عمارة والوكالات

بث التلفزيون الروسي صورة لاحد الارهابيين الثلاثة المتورطين في مذبحة بيسلان والذين اعتقلوا يوم الجمعة الماضي، وظهر الرجل القوقازي الملامح الذي كان يتحدث الروسية خائفا وقال انه سيدلي بكل المعلومات التي بحوزته بشرط الا تسلمه السلطات لاهالي الضحايا. وفيما قال احد الوسطاء في الازمة ان عيارات نارية اطلقها مدنيون مسلحون ادت الى بدء الهجوم الذي شنته القوات الروسية على المدرسة بينما كانت المفاوضات مع الخاطفين لا تزال مستمرة، اكد مسؤول كبير في النيابة العامة الروسية رسميا وجود علاقة بين زعيم الحرب الشيشاني المتطرف شامل باساييف ومحتجزي الرهائن، مشيرا الى ان عناصر منفذي الهجوم على بيسلان شاركوا في هجوم شنه باساييف في انغوشيا في نهاية يونيو (حزيران).

وظهر في الصورة التي بثتها القناة الاولى بالتلفزيون الروسي رجل شارد النظرات مكبل اليدين محاطا برجلين ملثمين باللباس العسكري، وبدت ذقنه وخديه خشنين واكثر بياضا من بقية ملامح الوجه ما يدل، بحسب التلفزيون على ان الرجل سارع الى الحلاقة قبل تدخل القوات الروسية ليتمكن من الهرب بسهولة وسط المدنيين. واشار التلفزيون الى ان الرجل الذي لم تحدد هويته او جنسيته كان يطلق النار من سلاح آلي ومختبئا وراء اطفال لحظة اعتقاله. وبث التلفزيون صورا اولية له ليل اول من امس واعيد بثها امس.

وردد الرجل الذي بدا عليه الرعب وهو محاط برجال الأمن عبارة «قسما بالله لم اقتل، قسما بالله لم اطلق النار» ردا على سؤال احد العسكريين عما اذا كان قد اطلق النار على الرهائن. وعندما سأله العسكري عما اذا كان قد اشفق على الاطفال، اجاب بلكنة قوقازية حادة خائفا «بلى اشفقت فانا ايضا لي اولاد». وذكر المعتقل ان التعليمات كانت انه «اذا بدأ الرهائن بالفرار فيجب اطلاق النار عليهم، غير ان التعليمات اللاحقة هي اطلقوا الرصاص في الهواء»، وكرر «اقسم لم ارد الموت، قسما بالله لا اريد الموت».

وقال المحققون ان المعتقل متعاون جدا وانه زودهم بكل القاب وارقام شركائه كما اخبرهم بتفاصيل التخطيط لعملية اسر الرهائن. وذكر التلفزيون «انه مستعد للاجابة عن الاسئلة كافة شرط عدم تسليمه الى اهالي الضحايا». وليل الجمعة قامت حشود من بيسلان بقتل رجل من المهاجمين حاول الهرب، ولاحقا انقذت الشرطة رجلا اعتقد اهالي بيسلان خطأ انه من الارهابيين.

ومن ناحيته، قال رسلان اوشيف، رئيس انغوشيا السابق واحد الوسطاء في ازمة الرهائن، لصحيفة «نوفايا غازيتا» الروسية امس ان عيارات نارية اطلقها مدنيون مسلحون ادت الى بدء الهجوم الذي شنته القوات الروسية الخاصة على المدرسة في الوقت الذي كانت المفاوضات مع الخاطفين لا تزال مستمرة. واوضح «عندما حدث انفجار وبدأ الاطفال بالفرار اتصلنا بالخاطفين وطلبنا منهم وقف اطلاق النار، فاجابوا لقد اوقفنا اطلاق النار وانتم الذين تطلقون النار». فرد عليهم اوشيف «لقد اصدرنا امرا بوقف اطلاق النار لكن كانت هناك قوة ثالثة وهي الميليشيات الشعبية التي قررت تحرير الرهائن بنفسها». وطبقا لاوشيف فانه في تلك اللحظة فقط فجر الخاطفون متفجرات اخرى وتم اتخاذ القرار بشن الهجوم.

واضاف «لقد صرخوا عبر الهاتف انه الهجوم»، فاجابنا «لا ان قوات الفا الخاصة لم تتحرك»، وتابع انهم ردوا قائلين «انكم تطلقون النار علينا، انه الهجوم سوف نفجر كل شيء». واختتم بالقول «لقد سار كل شيء على نحو خاطئ بسبب هؤلاء المدنيين الاغبياء». ويعتبر اوشيف الوسيط الوحيد الذي دخل مدرسة بيسلان خلال الايام الثلاثة لعملية احتجاز الرهائن ويرجع اليه الفضل في تحرير 26 امرأة وطفلا من المحتجزين يوم الخميس الماضي.

من جهة أخرى، اكد مسؤول كبير في النيابة العامة الروسية رسميا وجود علاقة بين زعيم الحرب الشيشاني شامل باساييف ومحتجزي الرهائن، مشيرا الى ان عناصر منفذي الهجوم شاركوا في هجوم شنه باساييف في نهاية يونيو (حزيران). وقال المحقق في النيابة العامة في شمال القوقاز ميخائيل لابوتنيكوف في تصريحات نقلتها عنه وكالة «انترفاكس» ان «التحقيق اظهر ان الاشخاص الذين هاجموا المدرسة في مدينة بيسلان شاركوا في الهجوم الذي نظمه باساييف ضد عناصر من قوات الأمن واهداف مختلفة في انغوشيا ليل 21 ـ 22 يونيو(حزيران)».

ووسط استمرار الغموض فيما يتعلق بهوية منفذي الاعتداء، قال مسؤولون في بيسلان أنهم عثروا على دفاتر باللغة العربية وسط الحطام. كما قال شهود العيان إنهم سمعوا نداءات بالعربية ولكن الخاطفين كانوا يتحدثون الروسية اغلب الوقت. ولم تدل السلطات الروسية حتى الان بأية تفاصيل حول هويات المنفذين، الامر الذي ادى الى مزيد من الانتقادات لطريقة ادارتها للازمة. واعرب سكان بيسلان عن رغبتهم في انشاء لجنة غير حكومية تشارك في التحقيقات الرسمية حول الهجوم الارهابى الذي اسفر عن مقتل نحو 400 شخص يوم الجمعة الماضي، فيما ما زال 428 شخصا في المستشفيات المحلية و 260 مفقودا.

وقال مصدر من خلية الازمة التي تتابع القضية ان هذه اللجنة ستطلب خصوصا الاطلاع على ما جرى من مفاوضات مع خاطفي الرهائن للتعرف على مطالبهم لانه لم يتسرب سوى القليل بشان هذه المعلومة، وقد يسهم انشاء مثل هذه اللجنة في الحد من التوتر السائد في اوسيتيا الشمالية بسبب المعلومات غير الكافية حول سير العملية.

وفى موسكو ووسط اعنف انتقادات توجه الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ توليه مهام منصبه، استقبل بوتين امس اعضاء الحكومة الروسية في الكرملين، وبدأ الاجتماع بدقيقة صمت في اليوم الاول للحداد الوطني الذي اعلن في البلاد، وقال بوتين «بالروح والقلب نحن جميعا اليوم في اوسيتيا الشمالية، في بيسلان». وقد نكست الاعلام في انحاء الاتحاد الروسي حدادا على ضحايا المجزرة، ودعا التلفزيون الروسي الى التظاهر اليوم في اليوم الثاني من الحداد العام «للتضامن في وجه الارهاب».

وفي بيسلان المنكوبة في كل بيت من بيوت سكانها البالغ عددهم 40 الف نسمة فقط، واصل الاهالي دفن موتاهم بعد ان دفنوا اول من امس 18 ضحية فقط. وقبل بدء التشييع قام خبراء المتفجرات في الجيش الروسي بتفقد المقبرة في بيسلان حيث سيوارى الضحايا بحثا عن الغام ربما تكون في المكان وتفقدوا الحفر العديدة التي اعدت لاستقبال من قتلوا في المجزرة. وقال شاب يبحث عن شقيقته التي فقدت في الحصار «لو رأيت شيشانيا او انجوشيا فسأقتله او سأقتل امه او ابنه». وبكت الامهات الثكلى مع بدء عمليات الدفن في قطعة من الارض بحجم ملعب كرة القدم في بيسلان في اقليم اوسيتيا الشمالية الذي تقطنه اغلبية ارثوذكسية والمجاور للشيشان التي تقطنها اغلبية مسلمة.

على صعيد آخر، تعالت النداءات امس مطالبة باستقالة وزراء الدفاع والأمن والاستخبارات على خلفية المذبحة. وردد الروس تساؤلات عمن ادار عمليات قوات الأمن خلال عملية احتجاز الرهائن في بيسلان، واين كان الوزراء الاساسيون، وكيف امكن حصول مثل هذه المأساة ؟
كما انتقدت وسائل الاعلام بشدة عدم وصول اي مسؤول رفيع المستوى الى بيسلان خلال عملية التفاوض مع الارهابيين، واتهمت الصحافة بوتين والمسؤولين في القوات الأمنية الذين بقوا «متوارين عن الانظار» طيلة فترة عملية خطف الرهائن في بيسلان بالتهرب من مسؤولياتهم.

المهدى
09-08-2004, 10:15 AM
شريط تسجيل يكشف أن المسلحين تجادلوا فيما بينهم للتخلي عن العملية قبل المجزرة بدقائق


الهجوم قاده أربعة أشخاص بينهم الحارس الخاص لباساييف وضابط شرطة سابق * أهالى بيسلان قتلوا بطريق الخطأ العشرات من القوات الخاصة الروسية

نازران: بيتر بيكر وسوزان غلاسير *

http://www.asharqalawsat.com/2004/09/08/images/news.254325.jpg

أعلن مسؤولون روس أن المسلحين الذين سيطروا على مدرسة بيسلان الاسبوع الماضي، دخلوا في مناقشات حامية مع بعضهم البعض حول ما اذا كان ينبغى عليهم التخلي عن احتجاز الرهائن قبل لحظات من سلسلة الانفجارات وتبادل اطلاق النار مع القوات الروسية الذي تسبب في مقتل مئات الاشخاص.

وأوضح المسؤولون ان الاستخبارات الروسية لديها شريط تسجيل عليه مناقشات بين المسلحين حول ما اذا كان عليهم مواصلة احتجاز المدنيين ام الفرار مباشرة قبل تفجيرهم قنبلة وضعوها في الملعب الرياضي الخاص بالمدرسة، وهو الامر الذي ادى الى اقتحام القوات الخاصة الروسية للموقع طبقا لما ذكره مسؤول كبير في الكرملين. وكان المحققون يحاولون معرفة ما اذا كانت القنبلة انفجرت بطريق الخطأ او نتيجة للنزاعات بين المسلحين.

ومع ظهور المزيد من التفاصيل حول المذبحة، تبين أن المسلحين قادهم أربعة اشخاص. كما ذكر المحققون ان المهاجمين تلقوا تعليمات عن طريق الهاتف من القائد الشيشاني شامل باساييف. وتابع المسؤولون الروس انه من بين القادة الاربعة الذين قادوا العملية عنصر من الحرس الخاص لباساييف وضابط شرطة سابق تمرد على السلطات الروسية قاد هجوما دمويا في جمهورية انغوشيا المجاورة شهر يونيو(حزيران) الماضي. وقتل القادة الاربعة في معركة المدرسة طبقا لما ذكرته السلطات.

وقال مسؤول شؤون الشيشان في الكرملين اصلان بيك اصلاخانوف في مقابلة صحافية ان اكثر من عشرين من افراد القوات الخاصة الروسية قتلوا في المعركة، التي وقعت يوم الجمعة واستمرت لعدة ساعات. موضحا ان معظمهم قتل عن طريق الخطأ عندما أطلق أهالى بيسلان النار عليهم من الخلف عندما هرعوا الى المدرسة ومعهم الرشاشات لانقاذ أطفالهم. وقال إن رقم ضحايا القوات الخاصة الذي لم يكشف عنه من قبل يتعدى أي رقم ضحايا في تاريخ وحدات الفا وفيمبل الخاصة الشهيرة.

وذكر مسؤولون روس في اطار البحث عن سبب ازمة الرهائن، انهم توصلوا الى نتيجة مفادها ان العملية التي استهدفت موقع خارج الشيشان، التي تشهد اضطرابات من اكثر من عشر سنوات، هو جزء من استراتيجية واسعة النطاق لاعادة الاضطرابات الى منطقة شمال القوقاز وهي منطقة حساسة تاريخيا تعيش فيها العديد من الاقليات العرقية والدينية. وفي الوقت الذي اعترفت فيه الحكومة بالكذب بخصوص حجم ازمة الرهائن في البداية، فإن تحليلها للاهداف ومسؤولية الشيشان عنها لها يتوافق مع تقارير المتخصصين المستقلين.

وقال اصلاخانوف «إن القيادات الدمى الذين نظموا هذا الهجوم، يحاولون اثارة القلاقل في شمال القوقاز، ودفع شعب من الشعوب للهجوم على الآخرين. وهم يثيرون حساسيات قديمة ومشاكل لم تحل».

وقالت فيونا هيل الباحثة في معهد «بروكنيجز» في واشنطن تعليقا على التطورات «تبدو انها اثارة متعمدة لإعادة النزاع بين انغوشيا واوستيا الشمالية لتوسيع نطاق الفوضى. ومن السهل جدا اثارة المشاكل في المنطقة اذا ما اردت ذلك، وهناك من يريد ذلك. هذا نداء للانتباه. إن القوقاز بأكمله سيشتعل بهذا الشكل.

وقد اثار بوتين احتمالات انفصال المنطقة بأكملها عن موسكو خلال اجتماع مع هيل وعدد آخر من الزوار الغربيين اول من أمس. وحذر بوتين خلال اللقاء «هناك يوغوسلافيا اخرى هنا». وطبقا لملاحظات سجلتها ايلين اوكونر وهي واحدة من المشاركات في اللقاء فإن بوتين أضاف «سيكون من الصعب تخيل عواقب ذلك بالنسبة للعالم. تذكروا ان روسيا قوة نووية».