jameela
09-20-2009, 12:06 PM
بقلم: سامي جاسم آل خليفة - ميدل ايست اون لاين
البداوة ومحيطها الصحراوي هي مشكلتنا الرئيسة فكل ما فيها يلغي الآخر ويحتقره فإن لم تكن بدويا فلست مواطنا وإن لم تُكفر فلست متدينا وإن لم تكن إرهابيا وتحارب الشيعة والمسيحيين باسم الدين فأنت علماني.
ميدل ايست اونلاين
لا أعلم السر والرابط الذي يربطني بالبداوة في كل عام دراسي أو تجمع لبعض المحاصيل البدوية في مجلس ما، فأول ما يُطرح عليّ بعد أي تحية أتلفظها تبرز فيها كلمات يظنها أصحاب البداوة أنها ملك لهم وذات خصوصية كخصوصية الفقع في الموروث البدوي (أنت بدوي ؟) وسرعان ما يأتيني الجواب بعد كلمة (لا) أجل (ما أنت سعودي).
بدوي كلمة عنصرية يرددها أصحاب البعير للنيل من كل ما هو نظيف ومرتب ويلبس الغترة البيضاء ولا يعرف سلالة الإبل وفخوذ الناقة التي ينتمي إليها ولهذا فأصحاب البداوة لا يعرفون غير ثقافة أنا ومن بعدي قطعان الحلال بما فيه من مجاهيم وغنم وراعٍ سوداني.
أعترف أنني لا أملك المواصفات البدوية الشكلية، فلست من عشاق (الضب) و (الشكمان) ولا أجيد قيادة (الونيت) والتطعيس في بر (خريص) و (النعيرية) ولا أملك مخيمات في بر (الساجي) لملاحقة (الجرابيع والجرذان) ولا أحسن التجشؤ ونفض اليد بعد وجبة دسمة من المفطح وفي الوقت نفسه لست من عشاق (ازهلها – فزعة) التي تكبد البعير والناقة خسائر تصل الى حد القصاص أو دفع ملايين الريالات لدم لا يساوي عند البدوي وقت الفزعة قيمة (إقط) من حليب ناقة جرباء.
أعلم أن اللعنة ستنال مني في كل حرف يقرأه بدوي فقيه ولكن أسأل الله أن يرحمني برحمته حتى لا أضطر أن أشرب لبن الناقة مع بولها فيكفينا ما نحن فيه من رجعية أبعدتنا عن النووي والسينما والتعليم المشترك وتقيأنا عفن المسواك ودفقنا ماء الفحولة في عفن شريفة وهي منقبة على فراش الشوك فقاعدة الفقه البدوي تقول كلها عورة حتى وجهها أما السرة والركبة والفخذين وما بينهما فلا مانع ما دمت تملك وثيقة الجودة في السيطرة على زمام ناقتك وحرمانها من كل حقوقها الصحراوية.
لقد سئمنا أسئلة صحراوية تافهة (وش قبيلتك) (من أي بطن) (وش فخذك) أسئلة تنم عن عقد جاهلية وحقد للإنسانية التي تفاضلت فيما بينها بالتقوى والخلق الرفيع وتسامت بالتكامل والروحانية لا البحث عن أصول الناس أو معتقداتهم الدينية التي لم نجن منها غير المزيد من التفكك بين أفراد المجتمع والإقصاء عن المشاركة حتى في حب وطنهم وخدمته.
أكاد أجزم أن البداوة ومحيطها الصحراوي هي مشكلتنا الرئيسة فكل ما فيها يلغي الآخر ويحتقره فإن لم تكن بدويا فلست مواطنا وإن لم تُكفر فلست متدينا وإن لم تكن إرهابيا وتحارب الشيعة والمسيحيين باسم الدين فأنت علماني، لغة جافة وشخصيات متحجرة جرت على مجتمعنا الويلات وحاربت كل ما هو جديد باسم البدعة تارة وباسم درء المفاسد تارة أخرى بداوة رأت مجتمع المملكة في حدود ترفض الشرقية وسفور جدة وفقه القصيم.
أعتقد أننا بحاجة إلى فهم الذات المتعجرفة التي لا تجيد غير الرغاء والزبد والصياح بأصوات نشاز لتهميش الآخر واحتقاره وتتخوف من مقاربته بحجة المحافظة على عقيدة السلف ونشر العقيدة الصافية فجعلوا حدود الوطن مسائل فقهية ورواة أحاديث تتناقل من السلف للخلف من أولادهم حتى غدت العلاقة بين أبناء الوطن تقوم على الحذر والتشكيك في الولاء للوطن الواحد تحت مظلة شيوخ الصحراء البدوية في فتاوٍ لا ترى غير البعرة والبعير والناقة والشاة والاستنجاء والاستجمار بروث البقر والصلاة بمرابض الغنم.
سامي جاسم آل خليفة
skps@maktoob.com
البداوة ومحيطها الصحراوي هي مشكلتنا الرئيسة فكل ما فيها يلغي الآخر ويحتقره فإن لم تكن بدويا فلست مواطنا وإن لم تُكفر فلست متدينا وإن لم تكن إرهابيا وتحارب الشيعة والمسيحيين باسم الدين فأنت علماني.
ميدل ايست اونلاين
لا أعلم السر والرابط الذي يربطني بالبداوة في كل عام دراسي أو تجمع لبعض المحاصيل البدوية في مجلس ما، فأول ما يُطرح عليّ بعد أي تحية أتلفظها تبرز فيها كلمات يظنها أصحاب البداوة أنها ملك لهم وذات خصوصية كخصوصية الفقع في الموروث البدوي (أنت بدوي ؟) وسرعان ما يأتيني الجواب بعد كلمة (لا) أجل (ما أنت سعودي).
بدوي كلمة عنصرية يرددها أصحاب البعير للنيل من كل ما هو نظيف ومرتب ويلبس الغترة البيضاء ولا يعرف سلالة الإبل وفخوذ الناقة التي ينتمي إليها ولهذا فأصحاب البداوة لا يعرفون غير ثقافة أنا ومن بعدي قطعان الحلال بما فيه من مجاهيم وغنم وراعٍ سوداني.
أعترف أنني لا أملك المواصفات البدوية الشكلية، فلست من عشاق (الضب) و (الشكمان) ولا أجيد قيادة (الونيت) والتطعيس في بر (خريص) و (النعيرية) ولا أملك مخيمات في بر (الساجي) لملاحقة (الجرابيع والجرذان) ولا أحسن التجشؤ ونفض اليد بعد وجبة دسمة من المفطح وفي الوقت نفسه لست من عشاق (ازهلها – فزعة) التي تكبد البعير والناقة خسائر تصل الى حد القصاص أو دفع ملايين الريالات لدم لا يساوي عند البدوي وقت الفزعة قيمة (إقط) من حليب ناقة جرباء.
أعلم أن اللعنة ستنال مني في كل حرف يقرأه بدوي فقيه ولكن أسأل الله أن يرحمني برحمته حتى لا أضطر أن أشرب لبن الناقة مع بولها فيكفينا ما نحن فيه من رجعية أبعدتنا عن النووي والسينما والتعليم المشترك وتقيأنا عفن المسواك ودفقنا ماء الفحولة في عفن شريفة وهي منقبة على فراش الشوك فقاعدة الفقه البدوي تقول كلها عورة حتى وجهها أما السرة والركبة والفخذين وما بينهما فلا مانع ما دمت تملك وثيقة الجودة في السيطرة على زمام ناقتك وحرمانها من كل حقوقها الصحراوية.
لقد سئمنا أسئلة صحراوية تافهة (وش قبيلتك) (من أي بطن) (وش فخذك) أسئلة تنم عن عقد جاهلية وحقد للإنسانية التي تفاضلت فيما بينها بالتقوى والخلق الرفيع وتسامت بالتكامل والروحانية لا البحث عن أصول الناس أو معتقداتهم الدينية التي لم نجن منها غير المزيد من التفكك بين أفراد المجتمع والإقصاء عن المشاركة حتى في حب وطنهم وخدمته.
أكاد أجزم أن البداوة ومحيطها الصحراوي هي مشكلتنا الرئيسة فكل ما فيها يلغي الآخر ويحتقره فإن لم تكن بدويا فلست مواطنا وإن لم تُكفر فلست متدينا وإن لم تكن إرهابيا وتحارب الشيعة والمسيحيين باسم الدين فأنت علماني، لغة جافة وشخصيات متحجرة جرت على مجتمعنا الويلات وحاربت كل ما هو جديد باسم البدعة تارة وباسم درء المفاسد تارة أخرى بداوة رأت مجتمع المملكة في حدود ترفض الشرقية وسفور جدة وفقه القصيم.
أعتقد أننا بحاجة إلى فهم الذات المتعجرفة التي لا تجيد غير الرغاء والزبد والصياح بأصوات نشاز لتهميش الآخر واحتقاره وتتخوف من مقاربته بحجة المحافظة على عقيدة السلف ونشر العقيدة الصافية فجعلوا حدود الوطن مسائل فقهية ورواة أحاديث تتناقل من السلف للخلف من أولادهم حتى غدت العلاقة بين أبناء الوطن تقوم على الحذر والتشكيك في الولاء للوطن الواحد تحت مظلة شيوخ الصحراء البدوية في فتاوٍ لا ترى غير البعرة والبعير والناقة والشاة والاستنجاء والاستجمار بروث البقر والصلاة بمرابض الغنم.
سامي جاسم آل خليفة
skps@maktoob.com